واليوم بدأ كثير من الشركات يتساهل في مسألة الغفوة القصيرة لتحسين أداء الموظفين والعمال .. كما بدأ كثير منها يقتنع بالدراسات التي تؤكد أن أخذ غفوة قصيرة يزيد من انتاجية العامل بنسبة 30% ويقظته بنسبة 100% . وبلغت القناعة بشركات مثل نايكي وانتل و CIC أن صنعت أكشاكا للنوم توقظ الموظف تلقائيا بعد نصف ساعة من إغلاق الباب .. أما وزارة الصحة في اليابان فأعلنت صراحة أن الحل الوحيد للحد من نسبة الوفيات والانتحار (بسبب ضغوط العمل) يكمن في أخذ إجازات أكثر .. والسماح للموظفين بالنوم لمدة ساعة فوق مكاتبهم !

ورغم أنني شخصيا محروم من القيلولة (التي تظل في النهاية خيارا شخصيا) إلا أنني مؤمن بفوائدها الصحية وتأثيرها الذهني الحميد .. فهي تعيد للجسم حيويته وللذهن حدته وتعطي الإنسان طاقة إضافية لتمضية يومه بنشاط وحيوية .. أما اعتراضي الوحيد فهو (إفراطنا فيها) وانتقالها من مرحلة النعاس والغفوة إلى النوم لساعات متواصلة - وبالتالي تشويه جدولنا اليومي والوظيفي وسهرنا ليلا الى وقت متأخر- !!

... وفي الحقيقة يكفي النعاس فضلا ذكره في القرآن كهبة إلهية منحت السكينة والأمان لجيش المسلمين في بدر : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )

شكرا أخي محمد الذبياني