[mark=#FFFF00]سوق الجابرية ـ عودة لزمن جميل [/mark]
بقلم / مُفوِّز مُفِيز الفواز
08/07/1429هـ
[dci]الجزء الثاني
يقع سوق الجابرية في الجهة الجنوبية الغربية من قرية الجابرية ، ويُطل على قرية عين عجلان لا يفصل بينهما سوى الطريق العام، والسوق عبارة عن صفين من الدكاكين المتوسطة المساحة ينقسم كل دكان إلى جزأين ، جزء لعرض البضائع ، والآخر مَخزنًا لتلك البضاعة ، ويمتد السوق من الجنوب إلى الشمال لينتهي بساحة واسعة لعرض المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعات الحرفية اليدوية لإقامة المزايدة عليها ، ويحيط بهذه الساحة مجموعة من المحلات التجارية من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية وجزء من الناحية الشمالية حيثُ تُرك الجزء المتبقي الأكبر مفتوحاً لسهولة دخول الدواب المحمّلة بالبضائع إلى ساحة السوق ، هذه الساحة لا تُجلب إليها البضائع إلا في اليوم المحدد لها وهو يوم الجمعة ولفترة محدودة من اليوم من بعد الانتهاء من صلاة الفجر إلى ما قبل صلاة الجمعة وبعد القضاء من الصلاة يجمع كلٌ بضاعته ، ويخلو المكان من هذه المظاهر ويبقى البيع قاصر على ما في الدكاكين من بضاعة ، وللسوق ثلاثة مداخل : المدخل الرئيس من الشمال ، ومدخل واسع من الجنوب ، ومد خل ثالث يصغُرهم من الجهة الغربية يؤدي إلى برحة السوق ، وفي نصف الواجهة الجنوبية من برحة السوق أقيم على امتداد الدكاكين مسجد يتناسب وحجم السوق مكون من بائكتين مسقوفتين وله ساحة خلفية محاطة بجدار مساحتها تقارب ثلثي مساحة المسجد وله مدخلان ، جميع المباني في السوق بُنيت من الطين الملبَّن ومسقوفة بالجريد المُغطى بالحصر ومدعومًا بجذوع النخل.
للسوق أماكنَ للخدمات العامة لراحة روَّاد السوق من غير ساكني القرى المجاورة الذين قدموا إليه في هذا اليوم المخصص لجلب بضائعهم أو التبضُّع منه ، ففيها ينالون قسطًا من الراحة ويتناولون بعض المشروبات الساخنة وقد يُعد العامل فيها لهم ما يرغبون من الطعام ، وهذين المكانين أحدهما في الجزء الشمالي من السوق بجوار المدخل الغربي ، والآخر في الجهة الغربية خارج السوق ، كما أن موقع ذبح المواشي وبيع لحومها منفصل عن السوق من الجهة الجنوبية الغربية وفي اعتقادي اختيار هذا الموقع كان مقصوداً لتَجنيب الروائح غير المرغوب فيها، حيث أن غالبية الرياح في ينبع النخل إما رياح شمالية أو شرقية.
فكرة إحياء "سوق الجابرية" انبثقت من إدارة بلدية ينبع النخل حيث شكلت لها لجنة بمشاركة بعض من أهالي قرية الجابرية والقرى المجاورة لها ، فتبلورت الفكرة على أن يُقام هذا اليوم كتذكارٍ للسوق في يوم واحد من كل عام عل أن يكون يوم [جمعة] ، فشرعت اللجنة في ترميم واجهات محلات السوق ورفع بناء الجدران المحيطة بها، واختير أن يكون هذا اليوم أول أيام انطلاقه ، فكان للحضور المتزايد الأثر الكبير لتقبل هذه الفكرة والمطالبة بالتوسع فيها والاستمرار عليها ، لتُذكرهم بماضيهم ، والاحتفاء بما كان عليه الآباء من قبلهم.
شكرا للأستاذ مفوز الفوز على هذا الوصف الجميل وهذا الأسلوب الأدبي الرشيق الذي يتناسب مع جمال الحدث الجميل الذي أعادنا فيه من قاموا بهذا العمل الباهر إلى جزء من تراثنا العريق نسأل الله أن يوفقهم وأن يسدد خطاهم وأن يجعل ما قاموا به في موازين حسناتهم[/dci]
المفضلات