وَمِنْ رَوَافِدِ الْحَمْضِ وَادِي خَيْبَرَ, وَمَصَبِّهِ مِنْ أَعَالِي حَرَّةُ لَيْلَى, وَوَادِي الشُّعْبَةِ ومسِيلُهُ مِنْ شِمَالِ قَرْيَة الدَفِيْنَةِ, وَمِنْ رَوَافِدِهِ وَادِي الْعِيْص وَمُبْتَدَأَهُ مِنْ جَبَلِ الثَّبْرَةُ, وَوَادِي الحَمْض أَوْ إضَمٍ وَرَدَ ذِكْرُهُ كَثِيرًا فِي كِتَاب التَّعْلِيقَاتُ وَالنَّوَادِر لِلْنّسّابَةُ الْجُغْرَافِيّ اللُّغَوِيّ أَبُو عَلِيّ زَكَرِيّا بْن هَارُون الْهَجَرِيُّ, وَمِمّا جَاءَ فِيه, قَال الهَجَرِيُّ : سُمَّي إِضَم لإيضَامِ السُّيُولِ بِهِ وَاجْتِمَاعَهَا فِيهِ, وَبِإضَمٍ أَمْوَالٌ رِغَاب عَلَى عُيُون, مِنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ, مِنْهَا : عَيْنُ مَرْوَانِ, وَالْيُسْرُ, وَالْغَوْرُ, وَالشَّبَكَةِ وَتُعْرَفُ بِالشَّبكِيَّة, وَيُقَالُ: أَنَّ رَجُلَيْنِ دُهْمَانِيَيْنِ كَانَا بِبَطْنِ إضَمٍ, ثُمَّ قَحَطَ الزَّمَانُ عَلَيْهِمَا فَاخْتَلَفَا فِي النِّيَّةِ, وَأَوَّلَ إِضَم مُجْتَمَعِ الْأَسْيَالِ, وَإِيَّاهُ عَنِيَّ الْأَحْوَص الْأَنْصَارِيّ :
يَا مُوْقِدَ النَّار بِالعَلْيَاءِ مِنْ إِضَمِ .... أوْقِدَ فَقَدْ هِجْتَ شَوْقاً غَيْرَ مُنْصَرِمِ
يَا مُوْقِدَ النَّارِ أَوْقِدَهَا فإنَّ لَهَا ....... سَناً يَهِيجُ فُؤَادَ العَاشِقُِ السَّدِمِِ


وَإِضَمٍ أَيْضا مَاءٌ بِالحَلَّة, شَمَالِيَّ النِبَاحِ, وَلَيْسَ بِاضَمِ الحِجَاز, وَالحَلَّتَانِ : حَلَّةُ النِبَّاج, وَحَلَّةُ السْرِّ, وَأَنْشَدَ أَبِي طَلْحَةَ الْبَاهِلِيّ :
تَرَبَّعَتْ مَا بَيْنَ أَقْطَارِ إِضَمِ .... فَالقُفَّ قُفَّ الحَلَّتَيْنَ ذِي الثُّلَمِ

وَقَالَ الْمُؤَرِّخَ الْقُطْبِيُّ فِي كِتَابِهِ « الْفَوَائِدِ السُّنِّيَّة فِي الرِحْلَةَ الْمَدَنِيَّةِ وَالرُّومِيَّة » :
مَا أَوْمَضَ الْبَرْقُ لِمََّاعاً عَلَى إضَمِ .... إلَّا تَذَكَّرَتُ أَحْبَابِيِّ بِذِي سَلَمِ

وَوَرَدَ فِي كِتَاب « إِفْتِرَاقُ الْعَرَبِ » لِأَبِي النّضْرُ هِشَامِ بْنِ مُحَمّدِ الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ قَوْلُه : إضَمٌ : هُوَ وَادٍ عَظِيمٌ، تَدْفَعُ فِيهِ أَوْدِيَةٌ، وَيَفْرُغَ فِي الْبَحْر, وَقَالَ النّسّابَةِ أَبِي الْفَتْح نَصْرٍ فِي كِتَابِهِ الْأَمْكِنَةِ وَالْمِيَاهِ وَالْجِبَالِ وَالْآثَار : إِضَمٍ : بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتحِ الضَّادِ المُعْجَمةِ وَتَخفيفِ الْمِيْم, بِتِهَامَةَ مِنْ أَرْضِ جُهَيْنَةَ, جَبَلٌ أوْ وَادٍ, وَجَبَلٌ أَيْضاً بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَضَريَّةَ, وَقَالَ شَيْخنَا حَمْدَ الجَاسِر فِي حَاشِيَةِ لِلْكِتَابِ : قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : إضَمٍ وَادٍ يَشُقُّ الْحِجَاز حَتَّى يَفْرُغُ فِي الْبَحْرِ، وَأَعْلَى إضَمٍ الْقَنَاةُ الّتِي تَمُرُّ دُوَيْنَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ إضَمٍ وَادٍ لِأَشْجَعُ وَجُهَيْنَةَ

قَالَ الْمُؤَلَّفُ الْمَرْواتِيَّ :
وَمِنْ فَضَائِلِ وَادِيَ الْحَمْضِ « إِضَمَ » أَنَّ مِنْبَرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ أَشْجَار هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ, فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيثِ أَبُو حَازِمٍ : أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَرْسَلَ إلَى فُلَانَةَ إِمْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ, « مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إذا كَلَّمْتُ النّاس », فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ, وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ, قَالَ اِبْنُ الغُنَيْم : وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الطَّرْفَاء وَالْأَثْل, فَكِلاَهُمَا شَجَرٌ مِنْ فَصِيلَْةِ الْحَمْضِ, وَالْغَابَةُ هِيَ مَوْضِعٌ مِنْ بَطْنِ وَادِيَ الْحَمْض, وَتُسَمَّى الْيَوْم الخِليْل, وَبِهَذَا الْوَادِي الْجُهَنِيّ وَأَعْنِي بِهِ وَادِ الْحَمْض, كَانَتْ تَرْعَى لِقَاحٌ لِنَبِيِّنَا رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ, وَأَخْرَجَ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده بِحَدِيث صَحِيح مِنْ حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : « قَوَائِمَ مِنْبَرِي هَذَا رَوَاتِبُ في الْجَنَّةِ », وَفِي الصّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ : « مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي », وَقَال الْحَافِظُ اِبْنُ النَّجَّار فِي شَرْحِهِ لِهَذَا الْحَدِيث : وَاَلَّذِي أَرَاهُ أَنَّ الْمَعْنَى هَذَا الْمِنْبَرَ بِعَيْنِهِ يُعِيدُهُ الله عَلَى حَالِهِ, فَيَنْصِبُهُ عِنْدَ حَوْضِهِ, كَمَا تَعُودَ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعُون

قُلْت : وَبِسَيْلُ إضَمٍ كَانَ هَلاَكُ مَنْ بَقِيَ مِنْ جُرْهُمٍ الآْخِرَة, وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولَ جُهَيْنَةَ وَبَلِيُّ الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ, وَكَانَ ذَلِكَ قَبْل مِيلَاد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَمُ, كَمَا يُفْهَمُ مِنْ رِوَايَة الطَّبَرِيّ, وَإِنْ كَانَ شَيْخُنَا النَّسَّابَةُ الْمُؤَرِخُ اللُّغَوِيُّ النَّحْوِيِّ الأَدِيْبُ عَبْدِ اللّهِ سَلاَمَةَ الْجُهَنِيّ الْمَرْوَنِيَّ رَحِمَهُ الله قَدْ ذَهَبَ إِلَى خِلَاف قَوْلنَا هَذَا فِي كِتَابِهِ « عِلْمُ الأَْنْسَابِ » نُسْخَةِ الأَْصْفَهَانِيُّ سَنَةَ 1379 لِلْهِجْرَةِ الْمُبَارَكَةِ, إذْ يَقُول : جُهَيْنَةُ من بُطُونِ قُضَاعَةَ, كَانَتْ دِيَارِهَا بِنَجْدٍ, ثُمّ هَاجَرَتْ إلَى الْحِجَازِ, فَسَكَنَتْ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ يَثْرِبَ, فِي الْمِنْطَقَةِ الّتِي بَيْنَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ وَوَادِي الْقُرَى, عِنْدَ ظُهُورِ الإِْسْلاَمِ, وَقَدْ دَخَلَتْ فِي الإِْسْلاَمِ فِي حَيَاةِ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ, وَلَمْ تَشْتَرِك مَعَ مَنْ اشْتَرَكَ فِي حُرُوبِ الرِّدَّةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ, انْتَهَى, وَيَظْهَر أَنّ قَوْلَهُ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى نَقْلٌ مِنْ كِتَابِ الْعَرَبُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ, وَهُوَ عِنْدَنَا خَطَأٌ شَائِعٌ مَرْدُود, وَالصّوَابُ مَا فِي كِتَابِنَا هَذَا, مِنْ أَنَّ سُكْنَى جُهَيْنَةَ وَإِخْوَتهمْ لِلحِجَازِ قَدِيمُ الْعَهْد, فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ حَزْمٍ فِي مُخْتَصَرِهِ عَلَى جَمْهَرَةِ أَبُو الْمُنْذِرِ الْكَلْبِيَّ, فَقَال : وَوَجَدْنَا فِي كُتُبِ بَطْلَيْمُوسَ، وَفِي كُتُبِ الْعَجَمِ الْقَدِيمَةِ، ذِكْرُ الْقُضَاعيّينَ وَنَبَذَهٌ مِنْ أَخْبَارِهِمْ وَحُرُوبِهِمْ, فَاَللّهُ أَعْلَمُ أَهُمْ أَوَائِلَ قُضَاعَةُ هَذِهِ وَأَسْلَافِهِمْ، أَمْ هُمْ غَيْرَهُمْ ؟

قََالَ إِبْنُ الْغُنَيْم الجُهَنِيَّ :
لاَ شَكَّ أَنَّ قُضَاعَةَ الَّتِي وُجَدَ أَخْبَارُهَا الإِْمَامُ ابْنُ حَزْمٍ عِنْدَ بَطْلَيْمُوسَ هِيَ أُمَةُ قُضَاعَةَ الْعَظِيمَةِ وَالَّتِي مِنْ أَشْهَرِهَا جُهَيْنَةَ وَبَلِيّ وَغَيْرِهِمَا, وَأَمّا كِتَابُ الْجُغْرَافِيَا لِبَطْلَيْمُوسِ فَإِنّي تَطَلَّبْتهُ كَثِيرا وَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ مَعَ شِدَّةِ تَطْلُبِي لَهُ, وَقَدْ نَظَرْتُ فِي مُخْتَصَر كِتَاب « الْمَجِسْطِي », لِِلْقَلْوَذِيَّ الْفَلَكِيّ الْيُونَانِيُّ الَّذِي إِخْتَصَرَهُ إِبْنُ سِينَا فَلَمْ أَجِدْهُ يَذْكُر شَيْئًا مِنْ أَخْبَارِ قُضَاعَةَ, وَإِنْ كَانَ اِبْنُ سِينَا لَمْ يَخْتَصِر مِنْهُ إِلاَّ مَقَالَات الطِّبِّ, وَفَتَّشْت فِي كِتَاب الْحَسَنُ بْن الْهَيْثَمِ الْمُسَمَّى « الشُّكُوكُ عَلَى بَطْلَيْمُوس » وَاَلَّذِي تَنَاوُلَ فِيه إِبْنُ الْهَيْثَمِ بِالنَّقْد ثَلاَثَة مُؤَلَّفَاتٍ لِبَطْلَيْمُوسُِ, وَهِيَ : الْمَجِسْطِي, وَالاِقْتِصَاصُ, وَالْمُنَاظِر, وَلَمْ أَجِدْ فِيهَا أَيُ شَيْءٍ أَيْضا,

ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَى كِتَابِ « بِلَادِ الْعَرَبِ الْحَجَرِيَّةُ », لِمُوسِيْل, نُسْخَة مِصْرَ, لِعَام 1373 لِلْهِجْرَةِ, وَوجَدْنَاهُ قَدْ ذَكَرَ الْحِجَاز وَسُكَّانُهَا الأَْقْدَمُونَ, وَأَشَارَ إِلَى قُضَاعَةَ بِدُونِ تَصْرِيح مِنْهُ بِذَلِكَ, وَهُوَ يَنْقُل عَنْ كُتُبِ بَطْلَيْمُوس وَزّبُورِ الْعَهْدُ الْقَدِيمِ, وَوثَائِقِ الآْشُورِيِّينَ وَالْبَابِلِيُّون وَالرُّومَانِ وَالْيُونَانِ وَغَيْرِهِم, وَلَهُ اِطِّلَاع وَاسِعٌ عَلى تَوَارِيخِ أُمَمِ الْعَجَم, يَقُول مُوسِيْل بِكِتَابَةِ : يَذْكُرُ بَطْلَيْمُوس فِي جُغْرَافِيتِه عَدَدًا كَثِيراً جِدّا, مِنَ الْمُدُنِ وَالْقُرَى الَّتِي تَقَعُ فِي ذَلِكَ الْجُزْءِ مِنْ بِلاَدِ الْعَرَبِ السَّعِيدَةِ, الْمَعْرُوفِ الآْنَ بِاسْم الْحِجَاز, وَوَاضِحٌ مِن الصِّفَاتِ الْخَاصَّةِ بِالإِْقْلِيم أَنَّ أَسْمَاء الْمُدُن وَالْقُرَى هَذِهِ لَمْ تَكُنْ تَدُل فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَْحْيَانِ, إلّا عَلَى أَهَمِّ الآْبَارِ وَالْعُيُونِ أَوْ مَضَارِبِ الْخِيَامِ, إِنتَهَى, وَنَقَلَ كَذَلِكَ عَنْ بَطْلَيْمُوس مَوَاضِعٌ عَدِيدَةٍ تُنْسَب إِِلَى مَنْ سَكَنَهَا : كَتَيْمَان تَيْمَاءَ, وَتَباوْا تَبُوكَ, وَمَكنا (MAKNA) مَقْنا, وَِعِيصُو الْعِيص, وَهَذَا النَّصُّ الْأَخِير مِنْ أَقْوَى الْأَدِلَّة عَلَى أَنَّ رِوَايَة شَيْخِي وَوالِدِي أَبُو عَبْد اللَّه عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهِ وَرِضْوَانهُ, هِيَ صَحِيحَةً نَافِذَةً, وَذَلِكَ حِينَ قَالَ لِي بِأَنَّ أَرْضُ العِيصِ تُنْسَبُ إِلَى العِيصِ مِنْ أَبْنَاءِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَام

وَقَدْ أَوْرَدَ مُوسِيْل أَيْضاً نُصُوصٍ لِلْعَهْدِ الْقَدِيم, جَاءَ فِيهَا ذِكْرَ عِيْصُو, ثُمَّ قَال : فِي بَابِ أَخْبَارِ الْعَمَالِقَةِ : وَنَجِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين أَنَّ سَرِيّةُ الْيفَازَ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ الْعَمَالِقَة, وَلَكِنَّ الْيفَاز كَانَ ابْنُ عِيسُو [عِيصُو], وَعِيصُو هُوَ الإِبْنُ الأَْكْبَر لإِِبْرَاهِيم, عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ عَمَالِيقِ كَانَ يَعِيشُ فِي عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ [عَلَيْهِ السَّلاَمُ] فِي جَنُوب أَرْضِ الْمِيعَاد (!), وَلِهَذَا فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أََنَّ النَّصَّ الَّذِي يَرِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّدَ الأَْصْل الْحَقِيقِيّ للعَمَالِقَةِ, وَإِنَّمَا يَدُل عَلَى أَنَّهُمْ قَد اتَّصَلُوْا وَقْتاً مَا بِأَوْلاَد عِيصُو الَّذِينَ كَانُوا يُقِيمُونَ إِلَى جِوَارهمْ, وَأَنَّهُمْ قَدْ تَزَوَّجُوا مِنْهُم, انْتَهَى كَلَامُ الْمُسْتَشْرِقِ
[/QUOTE]