(اليوم عندنا قشو للنخل... والبعض يقول بدينا في البار ..)
ولغة من لايعرف القرية يقول بداية عملية تلقيح النخل .
الفترة الزمنية لهذه العملية تكون من افضل الايام واعتدال الطقس في قرى وادي الصفراء وكذلك قرى وادي ينبع النخل حيث انتهى شدة البرد وفصل الشتاء وبداية ايام فصل الربيع .
عملية القشو او كما قال شاعرنا حميد الصبحي الناس ذا الوقت معتـاده=مع كل صبحيه تشم البار
وهنا تكمن فطنة الشاعروذكاء ابن القرية في تقديمه لكسرته حيث قال (وجديدنا فات وقته ولكن اتمنى ان تتقبلوه )
لمعرفته التامة ماذا يعني تحديد زمن المناسبة للكسرة .وبهذا اعطى للصورة حقها ليكتمل الابداع لمن لايعرف اهمية هذا التنويه .
وقبل ان اشرع في الدخول في ذاك الكرنفال كما اتصور تلك المناسبة( لايهم ان اطلقت المسميات وجعلت من قشو النخل كرنفال اقول والله اهل الكرنفال ما أخذو تعهد على الناس ماأحد يسمي اسمنا ) دعني اقدم لك أخينا وشاعرنا العزيز حميد الصبحي أوفى كلمات الترحاب وعودا حميدا .ثم اقدم عذري سلفا ان سمحت لنفسي بالدخول في وصف الصورة او المناسبة التي وجدتها في ابيات الكسرة والدارج من القول ان المعنى في بطن الشاعر يعني لايجيد قواعد الشعر غير اهله فانا لست بشاعر واجهل الكثير من قواعده .ولكن لاحيلة للعاشق عند سماعه شئ من ريح معشوقته .وقصة هذا الحب طويلة لاداعي لذكرها فقد مل زوار واهل صرحنا المجالس الينبعاوية من كثرة مايردد الشاهين عن قصة عشقه لقريته السويق احدى قرى ينبع النخل ومع هذا( لااعتبر أو ارحم الناس من ثقالة دمي ) وهنا تظهر عاهات العشق القاتله لمن يبتلى به .فالعاشق اعمى لايرى خلاف عشقة .
كرنفال اهل القرية ( ومدلول لفظ القرية عندي النخل وزراعته ):
تبدأ ايامه من اول يوم في عملية تلقيح النخل (البار) وتستمر حتى جني كامل محصول النخيل ( نهاية جداد النخل ووطي التمر بلغة قاموس او معجم أهل القرى) يعني مجموع ايامه تتجاوز التسعين يوما تقريبا .
ومناسبة كهذه وجب ان تكون بدايتها قوية وتتلائم مع طول فترة ايامها.
ساعات يوم الكرنفال تبدا من اول وصول شعاع الشمس وتنتهي قبل غروبها .
مع نسمات الفجر وقطرات الندى تبدأ حفلة الرقص فتشاهد معظم نخل القرية وقد تمايل جريده من جراء وجود انسان (عمال البار)( اشوف انني زدة في استخدام لغة التشفير بدون فك لاتواخذونا )في رأس كل نخلة يقوم في عملية التنظيف والتقليم لكل الزوائد في هذا الرأس غير مرغوب بها او تؤثر في المظهر العام لجمال النخلة فيقص ماذبل من الجريد فلا يبقي خلاف افضل الجريد صحة وقوه .فيهذب سعفه .ويزيل ماقد بقي في الرأس من ثمار العام الماضي .طبعا يصاحب صعود العمال لجذع النخل وحتى الوصول لرأسها غناء او حداء متناغم او متناسق وكأنه نوتة موسيقية يجيد قرائتها الجميع فتسمع الاصوات في كل مكان من مزارع القرية فتجد الكل في طرب وونس, غناء ورقص ولكن يخالف معنى طرب اليوم ووناسته .اصوات الالات الموسقية المستخدمة لاتخرج عن سلم الاصوات .فصوت المنجل في قطع الجريد او حسك السعف ذو جمال وقبول للمستمع الم اقول لكم كرنفال تظاهره غير عادية عند اهلها .تتجلى روائح العطر حتى تسد الانوف في ساعات الليل الاخيرة واول تباشير ساعات الفجر فتجدها في الدبول وفي البيوت انه الرائحة المنبعشة عن اكتمال الفحولة لدى ذكور النخل وخروج نتاجها وهي اصل عملية التلقيح فينقل النتاج الذكري ( سيوف البار) وتوزع بكل دقة ونظام لكل نخلة وفق حاجتها المحددة فان زادت شماريخ الذكر عن المتعارف عليه اعطبت الثمر وان قلة ايضا اثرت على الثمرة في نهاية المحصول .
لهذه الاحتفالية اثر على طقس القرية فلا تتأثر في شدة الرياح وماتثيره من اتربة ان هبت فاأجواء القرية محصنة بالنخل فلا يتسرب الرمل او الغبرة في محيطها .
عفوا على الاطالة واستأذن في الرحيل قبل ان اصل لاكمال الصورة في شطر الكسرة الاخير لقوة حزنه في المشهد واثر الموت .
المفضلات