إياب

هل تذكرينَ...
حبيبتي ؟
هل تذكرينْ ؟
هل تذكرينَ ...
مدينتي ..
هذا الولدْ ؟

هذا الذي
عاشَ الطفولةَ
بين أحضانِ البلدْ

فَغَدَتْ أزِقَّتُهُ
عُروقاً
والبيوتُ له جسدْ

والروحُ
مسجدُكِ الشريفُ
وعمرُهُ :
الأحياءُ
يسكنُها التآلفُ والسعدْ

خلَّدْتُ أحلى
ذكرياتِ العمرِ فيها لا نَكَدْ

واستعبدتْ
قلبي الرواشينُ التي
منها الشروقُ
وفي بدائعها
أهيمُ
بغير حدْ

وتنفستْ
روحي المدينةَ
لم أعدْ
أرضى بغيرِ نسيمِها
نَفَساً
وغيرِ نخيلِها
ناياً
أبثُّ به الشعورَ
إلى الأبدْ

ردَّتْ حياتي
بعد بعضِ تأملٍ
- فعلاً
تغيَّرَ شكلهُ
لكنَّهُ
نَفْسُ الولدْ