الحارة

في حيِّنا
نضجتْ حكاياتُ الغرامِ
على لسانِ رَعِيلِنا
فتكونتْ
للعشْقِ مملكةٌ
وللعشاقِ مكتبةٌ
وللأدبِ الرفيعِ
نِقابةٌ
فحفظتُ أشعارَ
الهوى
ورويتُ أخبارَ
النَّوى
وتخرَّجتْ
نفسي
بجامعةِ الجَمالِ
ونُلْتُ مرتبةَ الشرفْ
فكتبتُ
في أحلى البقاعِ
قصائدي
ورسمتُ في كلِّ الجهاتِ
حدائقي
وقطفتُ
في وقتِ
الأصيلِ
الرائعِ
الألوانِ
من أشجارِها
لحنَ الطيـور
*
في حيِّنا
كل البيوتِ زخارفٌ
يتكلمُ الإبداعُ فيها
ما يشاءُ من اللغاتِ
وعندما
يهمي المطرْ
تُحيي
المزاريبُ العتيقةُ
عزفَها
فيراقصُ الماءُ
الأزقةَ
عاشقاً
قد أثملتْهُ
مفرداتُ
الرقرقهْ
*
في حيِّنا
كم كان ينبضُ عشقُنا
لله
للإنسانِ
للأشياءِ
للحرمِ الشريفِ
وللحَمَامِ
يحومُ في ساحاتهِ
وعلى المنائرَ
يلقطُ التكبير
يطعمهُ مسامعَنا
ونفلتُ
من يدِ اللهو المباحِ
فَعِمْتَ
يا ذاك الصباح