[align=right]ليسمح لي أساتذتي الكرام بمداخلة في هذا الموضوع الذي كان في نفسي منه (شيء من حتى).

وكم من نقاش دار حول هذا الموضوع في خميسية أستاذنا عبد الرحيم الأحمدي في الرياض شارك فيه أستاذة ليس لهم علاقة بالكسرة ولكنهم أدباء لهم شأنهم في عالم الأدب من الأكاديميين، ولكنهم يعجبون بالكسرة، أستثني منهم أستاذنا الدكتور عبد الله المعيقل، صاحب الارتباط الوثيق بها.

أستاذنا الأحمدي ـ وهو من هو في عالم البحث والتنظير في أدب الكسرة ـ يرجع الموضوع إلى العرف الاجتماعي الذي يحرم على الرجل التشبب بالأنثى علنا وعلى مسمع من الناس وخاصة في المجتمع الذي ظهرت فيه الكسرة والذي تغلب عليه البداوة على حد قوله.

وفي الأدب ـ القديم منه والحديث ـ لم يخل شعر من مخاطبة الأنثى بصيغة الذكر، أو مباشرة بصيغة الأنثى وهو الطبيعي المتوافق مع الفطرة.

أما سمعتم قول أستاذنا حمزة شحاته :[/align]


[poem=font="MS Dialog,6,#0A00FF,bold,normal" bkcolor="2" bkimage="images/toolbox/backgrounds/49.gif" border="double,5,#CC9999" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,0"]

بعد صفو الهوى وطيب الوفاق = عز حتى السلام عند التلاقي
يا معافا من داء قلبي وسقمي = وسليما من حرقتي واشتياقي [/poem]

[align=center]وهاهو شوقي يقول :[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,6,#0043FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
مضناكَ جفاه مرقده = وبكاه ورحم عوده
جَحَــدَتْ عَيْنَــاكَ زَكِــيَّ دَمِــي = أَكــــذلك خـــدُّكَ يَجْحَـــدُهُ?
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا = فأَشَــــرْتُ لخـــدِّكَ أُشْـــهِدُهُ
الحسن حلفت بيوسفه = والسورة أنكَ مفرده
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا = حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ = يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ[/poem]

[align=right]وقد اطلت في استشهادي بأبيات هذه القصيدة لأن لدى شوقي هنا تفرد في خلط الخطاب بين الأنثى والذكر، فلا تكاد تميز أيهما يتغزل في الآخر. غم أنه هو صاحب الخطاب الأصلي في القصيدة، وقد بدأها بالخطاب الذكوري.

وفي المقابل يصرح شاعرنا الكبير عمر أبو ريشة فيقول :[/align]


[poem=font="Simplified Arabic,6,#0005FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أي شيء في العيد أهدي إليك = يا ملاكي وكل شيء لديك
أسواراً أم دملجاً من نضارٍ = لا أحب القيود في معصميك
أم خموراً من وليس في الأرض خمرٌ= كالذي تسكبين من عينيك[/poem]

[align=right]وفي التصوير المباشر للأنثى يقول الشاعر ديك الجن الحمصي :[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,6,#0A00FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
هيفاء لو خطرت في جفن ذي رمد = لما أحس لها من مشيها ألما
خفيفة الروح لو رامت لخفتها= مشيا على الماء ما ابتلت لها قدما[/poem]

[align=right]وهناك من خاطب بصيغة الجمع كقول الشاعر عنترة العبسي :[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,6,#1A00FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركُمُ = ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا[/poem]

[align=right]وقول آخر[/align] :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#0300FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ومن عجب أني أحن إليهمو= وأسأل عنهم من أرى وهمو معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها = ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي[/poem]

[align=right]وآخر :[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,6,#0A00FF,bold,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
جسمي معي غير أن الروح عندكمُ = فالجسم في غربة و الروح في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا = لا روح فيه ولي روح بلا بدن[/poem]

[align=right]ومثل هذا الأخير كثير في الكسرات محفوظ لدى الكثير منكم .


و أحسب من خلال الأمثلة التي سقتها آنفا أنه لا ضير كما قال أستاذنا الأديب أبو عماد من كلا الخطابين. ولكني أقف عند تساؤل أستاذنا أبي نايف .
و أحسب أن العرف هنا سيد الموقف. حيث قال القدامى ممن أصـَّلوا لهذا الموروث أن الكلام لابد أن يكون ( ذكرا) لكي يكون قويا في موقع السجال في ميدان الرديح بالذات، إذ أن الخطاب الأنثوي فيه رقة ونعومة لا تتماشى مع موقع النزال إن صح أن نسميه نزالاـ تجاوزا ـ ولعله كذلك وإلا فبماذا نفسر قول الشاعر دخيل الله أبو مازن هذا :[/align]


[poem=font="MS Dialog,6,#2C2C0C,bold,normal" bkcolor="2" bkimage="images/toolbox/backgrounds/49.gif" border="double,5,#CC9999" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,0"]
جينا طوابير وخيامي = ومن لا حضر يومنا يبكيه
طابور خلفي وقدامي = واللي مكذب يجي يرعيه [/poem]

[align=right]وعلى ذلك وكفض للاشتباك فأنا أرى أن يكون الخطاب في المراسلات مؤنثا حسب الحالة التي تتلبس الكسرة وموضوعها . أما في الرديح فأستحسن أن يكون الخطاب مذكرا لكي نعفي الشاعر المقابل والمغني من الحرج.

ولعل في القادم من الأيام يتسلل الخطاب الأنثوي إلى الكسرة في الرديح على استحياء حتى يُعتاد لدى الأجيال القادمة. ولا أحسب أن في ذلك ضير كما قال أستاذنا أبو عماد .

مع تقديري للجميع

[align=right]خاص

أخي أبا يزيد
لقد حاولت الاتصال بك وأنت في المستشفى ولكن دون فائدة أوصيت لك البعض يبلغوك السلام .. سيارتي تعرضت للسرقة وفقدت هواتفي الجوالة وفيها أرقام كل الزملاء والأصدقاء آمل منك الاتصال لكي أستعيد رقم هاتفك من جديد .
[/align]

[/align]