[poet font="Simplified Arabic,6,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
***** ( 2 )) *****
الشاعر الأديب / إبراهيم الوافي
[/poet]
[ALIGN=CENTER]سبق وأن قام مشرفنا العام ( ابوسفيان ) بتوجيه سؤال للأستاذ / إبراهيم الوافي ( وريث الرمل ) حيث أثار البعض قضية الكسره بأنها هي مايسمى بالهجينيه
ولاعلاقة لينبع بالكسره وهذا هو السؤال: ـ
سؤالي أيها العزيز عن هذه الهجينيات وهل هي معروفة في ينـبع وما اللون الذي تغنى فيه إن كانت مخصصة لنوع من الغناء الشعبي ؟
[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]وجاء هذا الرد من الأستاذ الأديب / إبراهيم الوافي[/ALIGN]استاذي الفاضل أبو سفيان
اسعد الله مساءك
مدين لك باعتذار عن تأخري في الرد على استفسارك الذي منحتني شرف التداخل فيه حول موضوع ثري وشائك في الوقت ذاته ، ولعلك خير من يقدر ربكة العمل التي تتزامن مع آخر الموسم الدراسي عادة .
والحقيقة أن التداخل في هذا الموضوع من قبلي يستند على حيثيات جوهرية :
أولها : أن السؤال موجه من رجل قدير ملم تماما بكنْه الموروث وأبعاده وتاريخه وواقعه .
ثانيها : خصوصية الكسرة وتفردها كنص في ينبع حيث تكمن أصالته وجوهريته من خلال اقترانه بلعبة الرديح ، حين اختار الكسرة بنتا شرعية له ، واختارته في المقابل ليكون المنبر الإعلامي الأول لها .

وعليه فإن مقارنة هذا الفن وأعني به ( الكسرة ) بفن الهجيني الشائع في أصقاع الجزيرة العربية تختلف من حيث زاوية الرؤيا للكسرة وفق إدراك الملامح الخاصة لها واتي تنفرد ينبع تحديدا بإدراكها .
فعلى اعتبار الشكل العام وبعيدا عن الملامح الخاصة يتفق فن الكسرة مع الهجيني في الإيقاع فكلاهما جاء على وزن ( مُسْتَفْعِلُنْ فاعْلُنْ فاعِلْ ) وهذا هو الإطار الأوضح الذي يجمع داخله الكسرة والهجيني ، عبر نصوص مشهورة ومتنوعة من أهمها
أيوه قلبي عليك التاع
أو
تستاهل الحب نجدية
وهذا تحديدا ما جعل منهما فنا واحدا عند الكثيرين
ولعل هذا الأمر تحديدا كنت قد تداخلت فيه مع الصديق عبد الله الفارسي المشرف على صفحة تضاريس قبل حوالي ثلاث سنوات حين أشار إلى أوبريت الأمير بدر بن عبد المحسن في مهرجان الجنادرية ىنذاك والذي اتكأ فيه على فن المحاورة ( الهجينية ) على أنه يقع تحت مسمى فن الكسرة وكتب حينها مقالة عنونها ( الأمير بدر ينتصر للكسرة )
والواقع أن تلك المحاورة كانت قريبة جدا من فن الكسرة الحواري في لعبة الرديح ولكنه اختلف عنها من خلال ملامحه ( الينبعية الخاصة المرتبطة بلعبة الرديح ) والتي يدركها رجالات هذا الموروث من أمثال الأستاذ القدير أبي سفيان وتتلخص في التالي :


1) رباعية الكسرة : فمن المتعارف عليه عند رجالاتها أن الكسرة تتكون من أربعة أشطار ( أغصان ) أو مضاعفاتها ، وهذا ما لايلتزم به نص الهجيني .
2) اشتمال هذه الرباعية على فكرة واحدة غالبا ولا تحتمل الاستطراد اللغوي أو التضمين ، وهذه تحديدا خاصية دقيقة جدا يدركها العارفون بأصول هذا الفن ، وأعني به إمكانية اقتطاع كل أربعة أغصان من كسرة طويلة لتشكل فكرة أو كسرة مستقلة .
3) خاصية اللغز الفني أو ما يسمى ( المشتكى ) في فن الرديح وهو ذلك النص الذي تتكثف فيه الجوانب البلاغية ليأخذ مسارا آخر في الإبداع يعتمد على القدرة الفائقة في المضمار البلاغي وإن كان بصورة عفوية ، يقابله في الجانب الآخر الرد وقوانينه الخاصة .


وعليه فإن السؤال الذي اشتمل عليه الموضوع حول كسرات الأمير للأمير الشاعر/ خالد بن سعود الكبير بعنوان ( هجينيات المتواجدة في صفحة تضاريس أسبوعيا لايمكن لنا كمجتمع يدرك الملامح الخاصة للكسره ويعيها قبوله ليندرج تحت فن الكسرة من وجهة نظري الخاصة ، مع اعتدادي وتقديري لكل التوجهات التي تخالف توجهي هذا.. ولعل هذا ما يجعلني دائما أصر على أن الكسرة فن ينبعي في جوهره وأصالته ..

أبراهيم الوافي
مع تحياتي للجميع