الخلاصة:
إن دراسة هجرة علماء لبنان وعلى الأخص منطقة جبل عامل إلى إيران منذ السنوات الأولى لقيام الدولة الصفوية وحتى نهايتها، وتقلدهم أعلى المناصب؛ لا تدع مجالاً للشك في أن العلماء الشيعة العرب وعلى وجه الخصوص اللبنانيون كان لهم التأثير البالغ في التشيع الصفوي، فقد نشروا العلوم الشيعية وألفوا الكتب الكثيرة وأقاموا الحوزات والمعاهد، فالحوزة العلمية في أصفهان مثلاً لم تزدهر إلاّ في عهد البهائي العاملي([28]).
ويؤكد الباحث الإيراني مهدي فرهاني أن علماء جبل عامل ساهموا بتربية جيل من الفقهاء الإيرانيين الذين مارسوا الشأن السياسي في الدولة الصفوية بعد ذلك، وهو ما يجسد ما قام به العامليون من إغناء الفقه الشيعي في أبعاده السياسية مؤكداً أن قيادة التيار الديني الفقهي في العصر الصفوي كانت للعنصر العربي([29]).
وبهذا يتأكد لنا أن ما نشرته الدولة الصفوية من شرك وغلو وتطرف إنما كان من صناعة الشيعة العرب !!وأن التشيع والفكر الشيعي بذاته هو مصدر الخطر والشر وليس العرق أو القومية الفارسية ، فإنه لا يزال هناك العديد من أبناء القومية الفارسية من أهل السنة. نعم إذا اجتمع التعصب القومي الفارسي مع الخطر والحقد الشيعي تعاظم الشر وتضاعف الخطر.
حسبنا الله وتعم الوكيل
شكرا ينبع