[align=right]قبور الصحابة هـدمهـا اليهـود وبنـوا حديقـة عامــة فوقـهــا
------------------

جريدة عكاظ الأحد 29/3/1429هـ

بينهم شداد بن أوس وعبادة بن الصامت وعكاشة
قبور الصحابة هـدمهـا اليهـود وبنـوا حديقـة عامــة فوقـهــا


جولة: عبدالقادر فارس- ردينة فارس
مدينة القدس التي تعتبر من أقدم مدن العالم تقع في منطقة جبلية، على منحدر هضبي، يتخذ شكلا مزدوجا، مصدره الجانب الجنوبي والجانب الغربي، كما أنها محاطة بالجبال من كافة الجوانب، وتوصف أراضيها بأنها خصبة باستثناء الجانب الشرقي الذي يقع باتجاه الأردن، فالمدينة تقع على طول حافة جبل صهيون جنوبا، وترتفع عن سطح البحر نحو750م. يحيط بالمدينة المقدسة مجموعة من الوديان أهمها: وادي جهنم ( قدرون) من الجهة الشرقية، ووادي الربابة ( هنوم) من الجهة الجنوبية، ووادي الدمن من الجهة الغربية، وتشكل هذه الأودية خطوطا دفاعية طبيعية لحماية المدينة المقدسة . تتألف القدس من قسمين: القدس القديمة داخل السور والقدس الجديدة نسبيا خارج السور، وهناك الكثير من الآثار الإسلامية، ففي جبل الطور يقع مسجد الصحابي الجليل سلمان الفارسي ومسجد رابعة العدوية، وفي الجهة الشمالية من القدس القديمة مقبرة ماملا ويروى أنها تضم قبور سبعة آلاف شهيد استشهدوا في الحروب الصليبية وقد حولها اليهود إلى حديقة عامة بعد أن داسوا جميع القبور الموجودة فيها، وفي الجهة الشرقية خارج السور تقع مقبرة باب الرحمة وفيها قبور جماعة من الصحابة الذين استشهدوا في القدس مثل شداد بن أوس وعبادة بن الصامت الأنصاري أما ضريح الصحابي الجليل عكاشة فيقع في الجهة الغربية من القدس وقد هدمه اليهود بالمعاول.
وتبلغ مساحة القدس حوالى ستة كيلومترات أما البلدة القديمة الواقعة داخل الأسوار فتبلغ نحو كيلو متر مربع واحد، وتقع على جبل موريا ويحيط بها سور المدينة من جهاتها الأربع وفيها كل المقدسات الإسلامية والمسيحية كالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة. وتتميز عمارتها بطراز شرقي قديم، فشوارعها ضيقة ومتعرجة ومسقوفة في بعض جهاتها وفيها أسواق قديمة، ومن المعروف أن السور الحالي بني على يد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1542 م، ويمتد هذا السور بطول أربعة كيلو مترات، وبارتفاع نحو 12 مترا. وهو يمتد إلى الغرب والشمال الغربي فوق أربعة تلال هي : صهيون، وموريا، وتل بزيتا، وتل الظهور(جبل اوفل) ،وعليه أربعة وثلاثون برجا وله ثمانية أبواب، وللمدينة المقدسة ثمانية أبواب هي : من الشرق باب الأسباط والباب الذهبي, ومن الغرب باب النبي داوود وباب الخليل وباب الجديد, ومن الشمال باب العمود وباب الساهرة, ومن الجنوب باب المغاربة, وكلها مفتوحة عدا الباب الذهبي، أما القدس الجديدة فتشمل جميع الأبنية الحديثة التي بنيت خارج السور القديم من الجهة الشرقية جبل الطور ووادي الجوز والعيساوية والشيخ جراح ومن الجهة الغربية جبل المكبر ومن الجهة الشمالية أحياء الطالبية والبقعة التحتا والبقعة الفوقا ومن الجهة الجنوبية سلوان وأبو ديس والعيزرية.
باب العامود يعرف في التاريخ باسم باب دمشق ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبا، ويعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني العثماني، وتعلو هذا الباب اقواس مستديرة قائمة بين برجين. باب الساهرة ويسميه الغربيون باب هيرودوس ويقع شمال سور القدس على بعد نصف كيلومتر شرق باب العمود. باب الأسباط يقع في الحائط الشرقي، باب المغاربة في الحائط الجنوبي لسور القدس وهو أصغر الأبواب. باب النبي داوود في الحائط الجنوبي للسور، باب الخليل يقع في الحائط الغربي، باب الحديد في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلومتر غرب باب العامود، وهذه الأبواب مرتبطة بشبكة من الأزقة تؤدي الى حارات القدس القديمة.
الاحياء القديمة
وتقسم القدس القديمة إلى أربعة أقسام سكنية (أحياء) نشأت لرغبة المجموعات الدينية العيش بالقرب من مواقعهم المقدسة ومنها كنيسة سانت جيمس للأرمن، قبة الصخرة والمسجد الأقصى للمسلمين وكنيسة القيامة التي تضم قبر سيدنا عيسى (وفق الاعتقاد النصراني) للمسيحيين وكذلك حائط البراق وهي:
أولا : الحي الإسلامي: مأهول بالسكان بشكل كثيف وهو الأكبر والأكثر قدما من الأقسام الأربعة للمدينة، وفيه بيوت لحوالى 20,000 مسلم في القدس، تميزت مبانيها الرائعة بالهندسة المعمارية الإسلامية من القرون الوسطى، ولا تكتمل الرحلة إلى القدس بدون زيارة السوق العربية، ويمتد السوق عبر كل القسم المسيحي والإسلامي في حارات و شوارع مزدحمة، بعض منهم مخفي من الشمس بالبنايات التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.
ثانيا : الحي الأرمني: القسم الأرمني محاط بجدران عالية، هناك مساكن في داخل القسم تتسع لأكثر من 2,000 شخص. وهناك مدارس، مكتبة، ومتحف، كان الأرمن روادا في حقل التصوير الفوتوغرافي في هذا البلد و في العالم أيضا وهم مشهورون بسيراميكهم الرائع. وهم من بنوا كنيسة سانت جيمس.
ثالثا : الحي المسيحي: هناك العديد من الكنائس في القسم المسيحي تعكس عقيدة المجتمع المسيحي في القدس ،الذي يعدّ بحوالى 4,700 شخص. ويعيش في القدس جميع الطوائف من الكاثوليك الرومان، الارثودكسين الروس، الأرثودكسين اليونانيين، الأقباط، اللوثرانس، الأثيوبيين، وطوائف مسيحية أخرى مختلفة كلّ لهم بيوتهم في القدس، والكلّ يملك تاريخه الخاص.
رابعا : الحي اليهودي : بني على أنقاض حيي حارة الشرف وحارة المغاربة الملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى( حائط البراق ) الذي يطلق عليه اليهود اسم (حائط المبكى ) .
وينقسم كل حي من أحياء البلدة القديمة إلى مجموعة من الحارات وكل حارة تتشكل من مجموعة من الأحواش وكل حوش مكون من مجموعة من الشقق والبيوت المترابطة والمتصلة بعضها ببعض. وغالبية المساكن في البلدة القديمة عبارة عن شقق صغيرة جداً موجودة ضمن مبنى واحد، وهناك مساكن عبارة عن غرفة واحدة ملتصقة بشقة واحدة أو مبنى في حوش.
أما الحارات المشهورة في القدس فهي حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية وأهمها حارة السعدية، حارة السلسلة، حارة الواد، حارة اليهود، حارة باب حطة، حارة النبي داوود.
وبخصوص ملكية المساكن في البلدة القديمة هناك عدة أنواع فمنها ملك وقفي ينقسم إلى: وقف إسلامي أو مسيحي، ووقف ذري، بالإضافة إلى الملكية الخاصة، وتشير إحدى الدراسات إلى أن الأوقاف الإسلامية تملك أكثر من 2000 منزل وشقة في البلدة القديمة، وهذه الملكية للأوقاف لا تعني بالضرورة الاستملاك، ففي بعض الأحيان تعني أنها تابعة للوقف، أي أن الأوقاف الإسلامية تدير هذه الوقفيات، وهناك مساكن تعود ملكيتها إلى الأسرة أو العائلة الممتدة أو هي وقف ذري، أما بقية المساكن فهي مستأجرة وفي كثير من الأحيان مستأجرة من أديرة أو من الوقف الإسلامي.
أشهر المساجد
من أهم مساجد القدس القديمة وأشهرها المسجد الأقصى الشريف , ومسجد قبة الصخرة الشريفة، وجامع المغاربة: ويقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب، وجامع عمر بن الخطاب و جامع النبي داود , ومسجد المحارب والمسجد العمري ومسجد الخانقاه ومسجد الشيخ عمر المجرد ومسجد عثمان بن عفان , ومسجد الحرير في حارة الأرمن، ومسجد الشيخ حسن وغيرها من المساجد الصغيرة التي تقع في أحياء البلدة القديمة.
مدارس القدس العتيقة
في المدينة مدارس ومعاهد علمية وخيرية عديدة منها: مدارس حكومية وهي دار المعلمين ودار المعلمات والمدرسة الرشيدية والمأمونية والبكرية والعمرية والرصاصية ومدرسة البقعة،وهناك نحو 70 مدرسة قديمة أهمها المدرسة النحوية، الناصرية، التذكرية، البلدية، الخاتونية، الارغونية.
مكتبات القدس
هناك 34 اسما لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها : - مكتبة القديس المخلص تأسست عام 1558م، مكتبة الخليلي تأسست عام 1725م، مكتبة البطريركية الأرثودوكسية تأسست عام 1865م، مكتبة الجامعة العربية، المكتبة الخالدية تأسست عام 1900م، وهناك مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري ومكتبة آل قطينة ومكتبة أل الموقت.
متاحف القدس
وأهمها المتحف الحكومي للآثار أنشئ عام 1927م.
ـ المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م
مقابر الأنبياء
ـ قبر النبي موسى ( عليه السلام ) الواقع شرقي بيت المقدس.
ـ مدفن النبي داود ( عليه السلام ) في الكنيسة المعروفة ( بالجيسمانية ) شرق بيت المقدس في الوادي.
ـ قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.
ـ قبر مريم (عليها السلام) وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الاسباط.
ـ مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى ( الساهرة ) ارض لا ينامون عليها ويسهرون.
ـ مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
مقبرة الشهداء
ـ مقبرة ماملا: وهي اكبر مقابر البلدة وتقع بظاهر القدس من جهة الغرب .
القلعة الكبرى
وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داوود، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داوود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه "الطبلخانة" في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.
والأماكن التاريخية الأخرى: ومن أهمها كنيسة القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام , الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.
أسواق المدينة
من أهم أسواق القدس القديمة سوق العطارين في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية، وسوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان وسوق اللحامين وسوق السلسلة، السوق الكبير، وسوق خان الزيت، وسوق باب العامود، والأسواق الثلاثة المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل وهي أسواق الخانقاه والدباغة والنصارى, وسوق "المصرارة" القائمة هي أيضا بمحاذاة مدينة أسوار القدس، والتي تعتبر السوق التجارية الرئيسية في المدينة المقدسة" كما يصفها المواطنون، حيث تحوي هذه السوق التي تأسست قبل أكثر من خمسين عاما، العديد من المحلات التجارية، التي تخصص معظمها في بيع المواد التموينية بشتى إشكالها وأنواعها، ابتداء من أكياس الطحين والذرة حتى معلبات "السردين.
في اليوم الأول لزيارتنا للقدس دخلنا البلدة القديمة عبر بوابة باب العامود أو "بوابة دمشق "كما تطلق عليه العديد من الكتابات التاريخية، نزلنا عشرات الدرجات التي أوصلتنا إلى باب ضخم بدفتين من حديد وخشب قديم اجتزناه إلى داخل البلدة عبر أزقة وطرق قديمة اسودت أجزاء منها جراء ما تراكم عليها من غبار السنين، محاطة بمتاجر قديمة، العديد من الأسواق معظمها مسقوفة بحجارة تتوسطها "طاقات" تتسرب منها أشعة الشمس في خيوط رفيعة، تنير عتمة المكان بضوء خافت.
فالزائر لا يستطيع أثناء تجواله إلا أن يشتم عبق التاريخ العربي والإسلامي عند عبوره طرقاتها وأزقتها وزيارة مساجدها وكنائسها، فطبيعة البناء في البلدة القديمة تتسم بطابع معماري يتميز بجماله وقيمته التاريخية., فالأبنية القائمة حالياً تعود في معظمها إلى العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني، ويمكن القول إن معظم الأبنية قديمة جداً باستثناء الحي اليهودي الذي قامت إسرائيل بإعادة بنائه من جديد على أنقاض البيوت العربية، فالدكاكين تستند إلى الأسوار، وكأنها تتكئ على الثبات، وتتزود من التاريخ لمواجهة الراهن،في حالة رفض مستمرة للاقتلاع والسحق .
ومذ بدأت القدس مقصدا للحجيج بما تضمه من مقدسات إسلامية ومسيحية،دخلت الأسواق في تكوين معلم المدينة، وكأنها خلقت معها ،لتصير من خصائصها البارزة ،وواحدة من ميزاتها الهامة التي اكتسبت مع الوقت شهرة عالمية ،بما حمله السائحون والزائرون معهم من تذكارات جميلة ،نقلت إلى جهات الأرض،صورة عن الفلسطيني الصانع الماهر،والصانع هنا توارث الدكان عن الآباء والأجداد ورث عنهم حب القدس ،وصناعة متقنة ،حيث أقامت كل فئة من الصناع سوقا خاصة بها .
وأسهب الرحالة المسلمون قديما في وصف أسواق القدس، التي كان يقال أنه لا يوجد بغالب البلاد نظيرها. وحرص بناة الأسواق على أن تكون ملاصقة لسور الحرم، ومن سوق القطانين كان يمكن الصعود مباشرة إلى رصيف الحرم القدسي، وكانت الأسواق جميعا موقوفة على مصالحه. ولا تزال أسواق القدس، أو ما بقي منها، ميزة للمدينة، فقد كثر تجار التذكارات مع توسع القدس لكن ذلك لم يخطف من الأسواق القديمة وهجها، والأسواق الثلاثة الأبرز اليوم هي: سوق الخانقاة، سوق الدباغة، وسوق حارة النصارى.وأمام دكاكين هذه الأسواق يأخذ المرء إحساسا بأن الناس والأشياء راسخة هنا، بلاط الزقاق ،الجدران، النقوش، والإنسان حاميا على مصنوعاته الدقيقة ،معمرا المكان الذي يشده إليه تواصل لا يدرك سره إلا الله. والأسواق الثلاثة ترتبط ببعضها البعض متشعبة إلى أنحاء البلدة القديمة ،وصولا إلى منافذها الرئيسية في باب الخليل وباب العامود ،حتى لتبدو مثل سوق واحدة ،وفي كل سوق عشرات الدكاكين :خمسة وثمانون محلا في سوق حارة النصارى ،مئة وخمسون محلا في سوق الدباغة ،خمسة وأربعون محلا في سوق الخانقاة، ويقوم التجار في هذه الأسواق ببيع المسابح والتحف الخشبية والملابس والحلويات وأشرطة الكاسيت والقبعات الرياضية، وينتشر باعة عصير "التمر هندي" و"عرق السوس" اللذين تشتهر المدينة بهما وغيرها من البضائع.
كنيسة القيامة
كما يوجد في المدينة القديمة كنيسة القيامة وترى الرواية الدينية المسيحية أن المسيح دفن فيها بعد أن صلبه اليهود وقتلوه، وسدنة هذه الكنيسة وحملة مفاتيحها من عائلة مسلمة تتوارث هذه المهمة منذ زمن عمر بن الخطاب، حينما اختلفت الطوائف المسيحية على حيازة مفاتيح القيامة وهي عائلة نسيبة، نسبة إلى الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب الأنصارية. كنيسة القيامة بنتها الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين سنة 335 ميلادية، ولما احتل الصليبيون القدس اهتموا بها وعندما فتح صلاح الدين القدس أشار عليه بعض أصحابه ان يهدمها كي لا يبقى لنصارى أوروبا حجة لغزو البلاد المقدسة، فرفض إشارتهم، بل آثر الإقتداء بعمر بن الخطاب فأبقاها وأمر المسلمين بألا يصيبوها بسوء وقد بنيت في الموضع الذي اكتشفت فيه الملكة هيلانة خشبة الصليب، وهناك درب الآلام التي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح سلكها حاملا صليبه يوم ساقه جند الرومان للصلب بعد أن حكم عليه الوالي الروماني بالموت وهي مقسمة إلى 14 مرحلة.
يقع في الجهة الغربية من كنيسة القيامة الجامع العمري وهو الجامع الذي أقيم في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك انه حينما تسلم بيت المقدس دعاه البطريرك لتفقد كنيسة قبر المقدس (القيامة) فلبى عمر الدعوة، وبينما كان يزور الكنيسة أدركته الصلاة فالتفت إلى البطريرك قائلا: "أين أصلي؟" فقال له "مكانك صل" فقال عمر: "ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعده ويقولون هنا صلى عمر ويبنون مسجدا فابتعد عن القيامة رمية حجر وفرش عباءته وصلى وجاء المسلمون من بعده فبنوا المسجد العمري.
وبعد هذه الإطلالة التاريخية والروحية على مدينة القدس خرجنا للتجول خارج أسوارها وكانت البداية من شارع صلاح الدين، وهو المنطقة التجارية الأهم خارج أسوار المدينة، يوصلك الشارع إلى باب الساهرة أحد أهم أبواب القدس.
بيت الشرق
وهو مقر المؤسسات الفلسطينية في القدس، هذا القصر الذي يمتزج فيه جمال الطبيعة ورونقها الأخاذ في الأسلوب التوظيفي المعماري الفني، تاريخ طويل، يعود إلى عام 1897م، وهو ثاني بيت شيده الحسينيون خارج أسوار مدينة القدس، حيث بناء إسماعيل حقي موسى باشا الحسيني الذي كان مديرا للمعارف في الحكومة العثمانية ثم في سلطة الانتداب، ليكون مسكنا خاصا به وعاش فيه حتى توفي عام 1945م، كما كان القصر مقرا لاستضافة العديد من الشخصيات الأجنبية التي تزور القدس، إضافة للمناسبات المهمة التي تقام فيه, والذي قامت سلطات الاحتلال بإغلاقه عام 2001م.
[/align]