وأماكـــــــــــن تمر بها
فترى بها ملامح طفولتك
تلمح بها رفاقك الذين كبروا تنقب عن آثار براءتك عليها
تتبع خطوات شقاوتك على أرضها وتبتسم بمرارة
وتردد ((ليتنا لم نكبر))

وأماكـــــــــــن تمر بها
فتفتح لك دفاترك المغلقة
تستعرض امامك صفحاتك القديمة
تعيد إليك ما ألقيت به في خزانه الذاكرة معتمدا
وتمنيت مع زحمه الأيام ان تنساه وتعلقت بطوق النسيان في بحر
الحياه كالغريق ولم تنسه

وأماكـــــــــــن تمر بها
فتكشف لك جرحك المستور
ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيــــــــــان
وتأتي اليك بأرواح لوحت لها يوما مودعا
ولوحت لك باكيـــــــــــــه

وأماكـــــــــــن تمر بها
فتطفئ صفحاتك البيضـــــــــــاء
التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها
وتستعرض امامك صفحات سوداء
تفننت في الهروب منها..وحاولت جاهدا مسحها من ذاكرة تاريخك
متناسيا ان ذاكرة الأماكن لا تنسى أبدا

وأماكـــــــــــن تمر بها
فتناديك طرقاتها فيخيل إليك إنك تسمع أصوات
أصحابها الذين كانوا
تلتفت حولك وخلفك مرتعبا
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الأمس
وكأنهم ما كانوا
إنها مسيرة الحياة بحلوها ومرها
شكرا سفروته