ويعود السؤال القديم جداً هل الإدارة فن أم علم ؟ ثم يأتي دور السؤال الحرج ، هل تطورت إداراتنا لتلحق بركب الإدارات الحديثة أم أنها محلك سر؟

فقد ظهرت إدارة الموارد البشرية في عام 1990 م في الولايات المتحدة الأميركية عوضاً عن إدارة الأفراد ، وإدارة الموارد البشرية هي العملية الخاصة باستقطاب الأفراد وتطويرهم ، والمحافظة عليهم وتحقيق أهدافهم في إطار أهداف المنظمة ، ورعايتهم بدءاً بالاستقطاب والتعيين وانتهاءاً بالتقاعد ، وفلسفتها تقوم على اعتبار أن الموظفين أصول ثمينة ، يمكن استثمارها وبالتالي ارتفاع قيمتها ، وليسوا مجرد تكاليف متغيرة .

وتدرك المنظمات المستنيرة والواعية الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين ، وتلجأ لعدة طرق لمساعدتهم للتغلب على مشاكل التأقلم مع الحياة الجديدة ، كتقديم المساعدات النفسية من خلال جلسات جماعية ومحاضرات حول مفهوم التقاعد ، ودعوتهم لحضور بعض المناسبات في المنظمة ، وكذلك تقديم الاستشارات الاقتصادية لهم ، بل قد تستخدم بعض المتقاعدين كمستشارين أو مدربين على وظائف مقطوعة الأجر ، وإعطاء المتقاعدين بطاقات انتماء تمكنهم من الاستفادة من خدمات المنظمة المتاحة ، وإسقاط الديون المستحقة عليهم للمنظمة ، مع مكافأتهم مكافأة مجزية.

ومع عدم رؤيتي لصورة الخطاب أخي محمد ، وبناءً على ما فهمت من موضوعك أرى أن من واجب البلدية الأخلاقي عدم مطالبة موظفيها المتقاعدين بأي مبالغ مالية حسبت لصالحهم بدون علمهم ، واعتبارها جزءاً من المكافأة .