اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلاف مشاهدة المشاركة
وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

تحياتي عبـــــــــــــــــاس رحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل سلاف أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: جزاك الله خيرا وحرم وجهك على النار على هذه الاضافة جعلها الله في ميزان حسناتك .

ثانياً: إتماماً للفائدة نذكر المراد من هذه الآية كما نص أئمة المفسرين رحمة الله عليهم حتى لا نخرج عن فهمهم خصوصاً أن الجهاد من أمور العبادات :
1- قال الإمام الطبري في تفسيره 6/346 : فإنه يقول جل ثناؤه : وقاتلوا المشركين بالله أيها المؤمنون جميعا غير مختلفين مؤتلفين غير مفترقين كما يقاتلكم المشركون جميعا مجتمعين غير متفرقين .
2- قال ابن كثير في تفسيره 2/465 : فيحتمل أنه منقطع عما قبله وأنه حكم مستأنف ويكون من باب التهييج والتحضيض أي كما يجتمعون لحربكم إذا حاربوكم فاجتمعوا أنتم أيضا لهم إذا حاربتموهم وقاتلوهم بنظير مايفعلون ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام إذا كانت البداءة منهم .
3- قال القرطبي في تفسيره 8/122 : قال بعض العلماء : كان الغرض بهذه الآية قد توجه على الأعيان ثم نسخ ذلك وجعل فرض كفاية قال ابن عطية وهذا الذي قاله لم يعلم قط من شرع النبي صلى الله عليه وسلم أنه ألزم الأمة جميعا النفر وإنما معنى هذه الآية الحض على قتالهم والتحزب عليهم وجمع الكلمة ثم قيدها بقوله : { كما يقاتلونكم كافة } فبحسب قتالهم واجتماعهم لنا يكون فرض اجتماعنا لهم والله أعلم .
4- قال الشوكاني في تفسيره 2/521 : أي جميعا وهو مصدر في موضع الحال قال الزجاج : مثل هذا من المصادر كعامة وخاصة لا يثنى ولا يجمع { كما يقاتلونكم كافة } أي جميعا وفيه دليل على وجوب قتال المشركين وأنه فرض على الأعيان إن لم يقم به البعض .
5- قال البغوي في تفسيره 1/44 : { وقاتلوا المشركين كافة } جميعا عامة { كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } واختلف العلماء في تحريم القتال في الأشهر الحرم فقال قوم : كان كبيرا ثم نسخ بقوله : { وقاتلوا المشركين كافة } كأنه يقول فيهن وفي غيرهن وهو قول قتادة و عطاء الخرساني و الزهري و سفيان الثوري وقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم غزا هوازن بحنين وثقيفا بالطائف وحاصرهم في شوال وبعض ذي القعدة وقال آخرون : إنه غير منسوخ : قال ابن جريج : حلف بالله عطاء بن أبي رباح : ما يحل للناس أن يغزوا في الحرم ولا في الأشهر الحرم إلا أن يقاتلوا فيها وما نسخت .
6- قال جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي في تفسيرهما الجلالين 1/245 : { وقاتلوا المشركين كافة } جميعا في كل الشهور { كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } بالعون والنصر .

ثالثاً: لن أقول لك ( تحياتي ) لأن لبعض العلماء فيها رأي من ناحية مشروعية أطلاقها للآدمي وأنها تكون لله فقط . هذا رأيهم رحمهم الله .
ولكني سوف أقولك : لك مني الدعاء بظهر الغيب أن يحرم الله وجهك على النار ويبارك لك في مالك وأولادك وأن يشفع فيك وفينا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .


اللهم اغفر لي ولأخي سلاف ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته