الله يعين أبو جاسر وزملاءه في المجلس البلدي ، وأحيي فيهم هذا الحماس والجدية في العمل ,, وهذا ليس بمستغرب عليهم ؛ فهم يحبون بلدهم ويضحون من أجلها وخدمتها ؛ ولولا هذه الصفة لما قبلوا أن يتجولوا في شوارع مدينتهم يتفقدون حاويات النظافة ويتابعون عمل المقاول المسؤول ، على الرغم مما يكتنف هذه المهمة من أذى يتعفف الكثير من الإقدام عليها..
ولكن السؤال المهم في غمار هذا الحماس : هل تخلت البلدية وجهازها المسؤول عن النظافة ، وألقت بالمسؤولية على أعضاء المجلس البلدي ؟؟
وهل هذه مهمة أساسية من مهمات المجلس وأعضائه لشغلهم عن أشياء أهم ؟
ألا يوجد عقد بين البلدية ومقاول النظافة ، بشروطه والتزاماته ؟ فلماذا تتقاعس البلدية عن متابعة المقاول ومراقبة أعماله ومحاسبته على التقصير إن وجد ؟
أسئلة كثيرة تدور في مخيلتنا منشؤها حسن النية ومبدؤها ما يلفت النظر من سوء في توزيع المهمات الإدارية والميدانية ،، وبالمناسبة كنت في يوم من الأيام عند رئيس بلدية سابق فجاءه أكثر من مراجع أحدهم يشتكي من طفح بيارة جاره ، وآخر يشتكي من مخلفات البناء التي تسد الشارع ، وثالث يقول بأن عامود الإنارة احترقت لمباته من 6 أشهر ولم يتم إصلاحها رغم المراجعات ،،، وبعد أن انهى الرئيس توجيهاته بحل هذه الشكاوى ..سألته :
هل هذه المهمات البسيطة من صميم عمل رئيس البلدية ؟
ألا تشغلك هذه القضايا ـ التي أعتبرها تافهة ـ عن أعمال أهم في التخطيط والبرامج التي ترفع من شأن البلد جماليا ، وإنشائيا وتنظيميا ؟
ولم تكن هناك إجابة أنتظرها إلا ما فهمته ضمنيا من تقاعس بعض العاملين عن تأدية أدوارهم ، ونقص الكوادر المدربة ؛ مما يتسبب في إرباك العمل وتداخل الأعمال وسوء الإنتاجية في النهاية ..
الشاهد أننا نخشى على مجلسنا البلدي من هذه التداخلات التي ربما تشغله عن أعمال أهم وأولى .
وما زلت أذكر وأكرر بأنه في عهد أحد رؤساء البلدية السابقين بينبع كان لديه جهاز مراقبة يتكون من ثلاثة أو أربعة فنيين يستقلون سيارة جيب ويقومون بجولات ميدانية على مدار 24 ساعة ويقدمون تقريرا يوميا للرئيس عن ملاحظاتهم في كل ما يخص النظافة والمطاعم والشوارع والمخالفات وهي مراقبة خاصة بمكتب الرئيس تتابع مجريات عمل الأجهزة المختلفة ، ألا يمكن إحياء هذه المهمة وإراحة أعضاء المجلس البلدي من هذه الأعمال المرهقة والتي في مجموعها ستؤول إلى تقديم تقرير شامل من رئيس المجلس الأستاذ/ محمد البلوي لرئيس البلدية عن سوء خدمات النظافة وغيرها وينتهي الأمر ..
أدعو للأعضاء بالتوفيق وأن يجازيهم الله على تضحياتهم وحماسهم وأن يظهر نتائج جهدهم وتعبهم والله خير معين .