لكل شاعر أسلوبه و سحره ولغته الخاصه وفكره وهدفه ... و الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد أحد أهم رموز الشعر المعاصر في وطننا العربي، وذلك لما يتمتع به سموه من فكر موهبة شعرية فذة. هذة الموهبة التي أسدلت الستار على مرحلة كان الشعر خلالها عبارة عن قصائد متشابهة من حيث الأوزان و المحتوى، وأحيانا القوافي، لتبدأ مع سموه مرحلة جديدة وحقبة شعرية تضيف إلى الشعر بعدا ثالثا فتركزت قصيدته على العمق...
الفكر واقع و الشعر خيال والجمع بين الواقع والخيال في نص أدبي يكاد يكون مستحيلا، ولكن في قصائد الأمير عبد الرحمن تجد أن كمية الفكر متوازنة مع الشعر، وهذا يندر حدوثه مع أي شاعر آخر. قصيدة ((شبيه الريح)) تعتبر (( كبسولة )). فهذه القصيدة عجيبة من الناحية الشعرية، فالحب والمنطق والمعاناة والقسوة و الضعف والحلم و الألم و التدين والذهول....كلها مجتمعة في هذه القصيدة.
شبيه الريح» أغنية تملأ الدهشة جنباتها وتزيد من اصرارك على ارتسام علامة التعجب لأنها اغنية حملت من جمال التعبير ما ينوء علينا فهمه.
ولكن هل يعلم المستمع ان هناك مقاطع من النص الأصلي لم يتم غناءها.
فالنص الذي صاغه أمير الكلمة الرومانسية الأمير عبدالرحمن بن مساعد احتوى على مقاطع لم يتغن بها «فنان العرب» ( راجع النص )
يبدأ شاعرنا بسؤال تعجبي أكثر منه استفهامي ( وش باقي ) بعد كل هذا يا شبيه الريح وهو هنا لايخاطب المحبوبة كما يتصور الكثير وإنما يخاطب الزمن أو الوقت الذي جار على الشاعر ، وبصرف النظر عن كون الشاعر ( أمير ) إلاّ إنه يبقى إنساناً .
تتميز هذه القصيدة أو الخاطرة ( سمها ما شئت ) بكثرة الصور البلاغية من استعارة وتشبيه وكناية فلا يكاد يخلو مقطعاً منها من وضع بصمة من بصمات الحس الفني المرهف الذي يميز عبدالرحمن بن مساعد .
نرجع إلى القصيدة مرة أخرى حيث يخاطب الشاعر الزمن بكل إعياء وتعب ماذا تبقى وماذا تريد ؟ ما هو المزيد من الآلام التي تنتظرني والتجريح الذي يعتصرني ؟ هل لي منه نصيب أكثر أم إن ما يخصني قد توقف ؟
كلها تساؤلات يطرحها هذا الإنسان على الزمن .
آآآآآآه يا زمن وأواه على هذا العصر حين يستأذنه الإنسان ليجمع ..... أفراحه ... لا ......... سعادته وبسماته ... لا لا لا ... بل ليجمع ماتبقى من هم لم يصله بعد ( يحاول الشاعر عنها أن يستعطف الوقت ) قبل أن يرجع إليه ويكيل له الهموم كيلاً .
شبيه الريح
أنا مقدر أكدر صفوك العاصف
شبيه الريح
أنا من لي سوى إحساسك الجارف
تأكيد الاستعطاف مرة أخرى وبيان أن الإنسان يستحيل عليه أن يقف في وجه الزمن أو المقسوم
إلى هنا سأتوقف لأن فكري توقف تماماً ... أنتظر أحدكم ليكمل الباقي وليس كله بل مقطع منه ليتسنى للأخرين المشاركة
المفضلات