29) وفي سنة( 1105) تعرضت قرى ينبع لغزو من شريف مكة الشريف سعد بن زيد وذلك في قرية السويقة من منازل بني إبراهيم أخي النفس الزكية ونتج عن ذلك حرق بيوت القرية وقال النابلسي : وإنا لنرى بيوت القرية تتأجج في جدرانها التي من أخشاب النخل اليابس والهواء يويدها تأجيجاً وقد أمر بقطع النخيل 000الخ .

30) في سنة( 1116)_ ثار الشريف سعد بن زيد والد (سعيد بن زيد ) على أمير مكة الشريف عبدالكريم بن محمد بن يعلي من ذوي بركات عندما اتصل بقبائل جهينة فنصروه فاحتل بهم ينبع وأخذ ما فيها من غلال الصدقة الخاصة بمكة ووزعها على من والاه ثم ما لبث أن وجه إليه أمير مكة مقاتلته فهزم جموعه في واقعة شديدة .


31) وقال الإسحاقي المغربي(سنة 1143) : ومنها نزلنا بالينبوع نزلناها بعدما ارتفع النهار وكان اليوم حاراً شديد الحر 00وخرج الشريف عبد المعين أمير الينبوع فيمن معه من إخوانه الأشراف وحاشيته ولعبوا قدام المحمل بالبارود ومرادهم بذلك الاحتفال في مثل هذه المواطن إظهار قوة الأعراب أهل البدو بما يشاهد ونه من آلات الحرب والحرب خدعة وبالينبوع ماء كثير معين ، وينبع بلد مبارك حاز قصب السبق في كل خير ترتاح له النفوس لأنها دار مطابقة لدار حلها الحبيب وربع يدعى فيها الشوق فيجيب ولو نطقت كل بقعة لأفصحت بكل عجيب وأهل سجلماسة من الينبوع وأنهم يجتمعون معهم في محمد بن عبدالله النفس الزكية ويقال الدعي وأن جدهم الأعلى الحسن بن قاسم القادم من ينبع الحجاز .

32) قال النابلسي (ت1143): المنزل الرابع والعشرون ينبع النخل وهي قرية كبيرة ذات نخل كثير ومياه غزيرة ، وينبع النخل وما حوله من القرى يسميه أهل الحرمين (بالشام ) فلعل ذلك لكثرة مائه وفواكهه فأشبه بلاد الشام أو لغير ذلك فإذا أرادوا الذهاب إليه قالوا : نريد أن نذهب إلى الشام ما سمعنا ذلك منهم قال النابلسي :
قد أتينا إلى محل يسمى ** ينبع النخل بين كل الأنام .
ويسمى بالشام أيضاً لماء ** فيه جار وبهجة وانتظام .

33) وللسيد جعفر البيتي(ت1183) قصيدة عن ينبع قال :

رأى (البق) من كل الجهات فراعه ***فلا تنكروا تحكيكه والتياعه
ولا تسألوني كيف بت فإنني *** لقيت عذاباً لا أُطيف دفاعه
نزلنا بمرسى ينبع البحر مرة *** على غير رأي ما علمنا طباعه
نقارع من جند (العوض ) كتائباً *** وفرسان (ناموس) عدمنا قراعه

الخ

34) في سنة (1213 ) تواتر الاخبار من ابتداء شهر رجب بان رجلا مغربيا يقال له الشيخ الكيلاني كان مجاورا بمكة والمدينة والطائف فلما وردت اخبار الفرنسيس الى الحجاز وانهم ملكوا الديار المصرية انزعج اهل الحجاز ويدعوهم الى الجهادويحرضهم على نصرة الحق والدين وقرأ بالحرم كتابا مؤلفا في معنى ذلك فاتعظ جملة من الناس وبذلوا اموالهم وانفسهم واجتمع نحو الستمائة من المجاهدين وركبوا البحر الى القصير مع ما انضم اليهم من أهل ينبع وخلافه فورد الخبر في اواخره انه انضم اليهم جملة من اهل الصعيد وبعض اتراك ومغاربة ممن كان خرج معهم مع غز مصر عند وقعة انبابة وركب الغز معهم ايضا وحاربوا الفرنسيس فلم تثبت الغز كعادتهم وانهزموا وتبعهم هوارة الصعيد والمتجمعة من القرى وثبت الحجازيون ثم انكفوا لقلتهم وذلك بناحية جرجا وهرب الغز والمماليك الى ناحية اسنا وصحبتهم حسن بك الجداوي وعثمان بك حسن تابعه ووقع بين أهل الحجاز والفرنسيس بعض حروب غير هذه المرة بعدة مواضع وينفصل الفريقان بدون طائل.


35) في عام( 1226) صدر أمر السلطان محمود في تركيا إلى صاحب مصر محمد علي باشا(ت1265)

)يجهز لقتال السعوديين في مكة وقد أرسل ابنه طوسون باشا في جيش كبير العدد والعدة في مراكبه البحرية إلى ينبع يضم فرقاً من الأتراك والمصريين والشاميين وبعض المغاربة فاحتلها بعد مقاومة لم يطل أمرها ثم زحف إلى وادي الصفراء فقابله السعوديون بقيادة عدالله بن سعود فاشتبك القتال بينهما عدة أيام واستطاع عبدالله أن يهزم الجيش المصري فتفرق عسكره وفر طوسون إلى أقرب ساحل مصري وهو القصير ثم في سنة 1227 جهز محمد علي باشا جيشاً استطاع أن يستأنف به احتلال ينبع ويجعل منها مستقراً لقيادته يتلقى فيها الامدادات
من أبيه ومن ثم شرع يكتب سراً إلى غالب في مكة وكبار مشايخ حرب ورؤساء القبائل حتى استوثق من معاونتهم .


36) قال ابن بشر : في سنة( 1226)هــ أجمع أمراء الترك على المسير إلى الحجاز 000واستولى على بندر الينبع ثم سير ابنه طوسون باشا بالعسكر الكثيف
مع البر فاجتمعت العساكر البرية والبحرية فكانت العساكر التي استقلت من مصر من الترك وأهل المغرب نحو أربعة عشر ألف مقاتل أو يزيدون فلما اجتمعت العساكر في (الينبع ) هرب رئيسه جابر بن جبارة وقصد المسلمين000 فلما سمع سعود بمسيرهم أمر 00ابنه عبدالله فنهض عبدالله بتلك الجنود ونزل الخيف 0000الخ

ولما وصل بونابارته( أحمد) الى ينبع البر اخذوا في تأليف العربان واستمالتهم وذهب اليهم ابن شديد الحويطي ومن معه وتقابلوا مع شيخ حرب ولم يزالوا به حتى وافقهم وحضروا به الى بونابارتة فأكرمه وخلع عليه الخلع وكذلك على من حضر من اكابر العربان فألبسهم الكساوى والفراوى السمور والشالات الكشميري ففرق عليهم من الكشمير ملء اربع سحاحير وصب عليهم الاموال واعطى لشيخ حرب مائة ألف فرانسة عين وحضر باقي المشايخ فخلع عليهم وفرق فيهم فخص شيخ حرب بمفرده ثمانية عشر ألف فرانسة ثم رتب لهم علائف تصرف لهم في كل شهر لكل شخص خمسة فرانسة وغرارة بقسماط وغرارة عدس فعند ذلك ملكوهم الارض والذي كان متأمرا بالمدينة من جنسهم فاستمالوه أيضا وسلم لهم المدينة
37) وقال أيوب باشا(1227) وصل طوسون باشا إلى ينبع البحرواستولى على قلعتها بمجرد وصوله ثم سلط طريق جديدة لكن دارت معارك كبيرة هزم فيها طوسون باشا 00تحرك الغضب في عروق محمد علي باشا على أثر هذه الهزيمة وقرر التحرك بنفسه إلى الحجاز سنة هـ1227 وقد صحب معه 18 مدفعا و3قنابل وكثيرا من الأسلحة وبترتيب من الشريف غالب وزع الأموال على بعض مشايخ العربان ولو كان طوسون باشا قد اتبع نفس السياسة التي مهد لها الشريف غالب لما فقد منه كل العددالهائل 000الخ

38) وقال البسام : في سنة 1227هــ جهز محمد علي صاحب مصر عساكر عظيمة وجعل عليهم خازنداره أحمد بونابرته فقدموا على طوسون بن محمد علي في ينبع ثم توجهوا إلى المدينة فوصلوها منتصف شوال 00الخ


39) قال الكابتن سادلير (1233هـ1819م):وصلنا ينبع في العاشرة صباحاً وهو ميناء عربي بحري متواضع محاط بسور من الحجارة غير المتماسكة ويبدو عليه أنه يتداعى لاتزال الأسوار القديمة وإحدى بواباتها قائمة لكنها لاتوحي بقدم تركيبها على الرغم من أن ينبع ميناء قديم جداً ليس لينبع مصدر ثابت للماء 00كانت ينبع مستودعاً للذخيرة ومركزاً لتدريب الجند من أجل تعزيز جيش الباشا بالإضافة إلى أنها نقطة التجمع بين الطريق البحري الآتي من قناة السويس والقصير والطريق البري التي تسلكه القوافل الآتية من السويس خلال أربعة وعشرين يوماً وهناك بلدة أخرى تدعى ينبع تبعد مسافة قصيرة إلى الجنوب منها باتجاه الداخل يكثر فيها الماء وتنتج حدائقها خضاراً تمول المرفأ البحري 000كانت إقامتي في ينبع
بشكل خاص تعيسة جداً بسبب الحمى التي هاجمتني ولم يكن في حوزتي دواء ولا مساعدة طبية 000الخ .

40) قال ديديه ( 1270): إن ينبع ميناء المدينة تبعد عنهامسيرة خمسة أيام إلى الشرق وميناؤها واسع وآمن جداً لأنه محمي بجزيرة العباسي ويغشاه الناس كثيراً 00 وينع محاطة بسور مهدم في كثير من المواضع يوشك أن يسقط في كل أجزائه ومحصن بأبراج هي في حالة تشبه حالة السور سوءا
ولقد ابتليت ينبع بأعداد هائلة من الذباب يغزو كطل شيء أماكن البيع والبيوت والمساجد إنه كارثة يمكن مقارنتها بكوارث مصلر السبع ويكثر الذباب في البلاد التي تنتج التمر وإن سألت السكان الأصليين عن سبب الذباب يجيبونك جادين وهم يعتقدون ذلك أن ملك الذباب وملكته يسكنان ينبع وأن الذباب يأتي في كل أنحاء العالم ليؤدي لهما فروض الطاعة ولقد انتشر صيتهم في الحجاز كله بحسن الأخلاق مما يميزهم عن سكان المدن المقدسة 00 وخصوصاص في مكة 00الخ


41) قال محمد باشا سنة ( 1297):هذه البلدة (ينبع) على البحر وبها ميناء مشهور للمدينة المنورة والوابور يرسو على بعد 150 متراً من الرصيف وبها 800 بيت وسوق يباع بها كل شيء يلزم الحجاج وبها نحو 5000 نفس وأغلب تجارها من مصرو الصعيد وعند موسم الحج تأتي إليها العربان للتجارة وأما في غير أوان الحج فلايوجد بها شيء وتصير كالخراب ومحافظها من أهلها برتبة قائم مقام معين من ضباط العسكر الموجودة في المدينة وتحت أوامر محافظها 000الخ

42) قال أيوب باشا (1308ت): توجد في الأقطار الحجازية بلدتان تسميان ينبع إحداهما ينبع البحر والأخرى تسمى ينبع النخل ينبع البحر : تقع على شاطئ البحر الأحمر في الجانب الشرقي منه وتبعد عن المدينة المنورة مسافة مائتين وخمسة وعشرين كيلو مترا من الجهة الغربية وهي مرفأ يقع على بعد ثلاث وخمسين ساعة من مكة المكرمة ويسكنه حوالي خمسة آلاف نفس .
وأطراف القصبة محاطة بسور قديم قام عثمان آغا المبعوث من قبل دار السعادة بتجديده وترميمه سنة 1126 ويوجد بداخل السور ثمانمائة (800)منزل وثلاثمائة(300) دكان وثلاثة(3) جوامع وشونة غلال وقصر حكومي ويستقر بالمدينة خابور من المشاة السلطانية وطاقم كامل من المدفعية لأنها ميناء جميل ومرفأ للمدينة المنورة وينبع البحر مثلها مثل جدة ليس بها مياه عذبة ولذلك أهلها يشربون من مياه الأمطار التي تتراكم في الصهاريج ومن الآبار المحفورة عن طريق السيول في بلدة المسيحلي التي تبعد ثلاث أو أربع ساعات ومياهها تميل إلى الملوحة بعض الشيء
وينبع النخل تقع هذه القصبة من الجهة الشرقية من ينبع البحر وعلى بعد ست ساعات وهي عبارة عن عدة قرى صغيرة تحاط من كل الجهات الأربع بالمياه الجارية مما ساعد الأهالي على الزراعة وإقامة الحدائق والبساتين التي يغلب عليها أشجار النخيل ولما كانت هذه الأشجار والشتلات لا حصر لها ولا عد لذلك سميت هذه القرى جميعها ينبع لنخل وفي منطقة ينبع النخل عيون جارية لا حصر لها لدرجة أنها تنساب بعد ري الحدائق والبساتين دون أن يستفاد منها .



43) قال إبراهيم باشا: (أمير الحج المصري في سنة 1321) ينبع البحر واقعة على 24 ْ و5 دقائق عرضاً شمالياً وعلى 36ْ درجة طولاً شرقياً وهي على الساحل الشرقي للبحر الأحمر غربي المدينة وهي فرضتها التجارية والمسافة بينهما 59 ساعة من طريق ينبع السلطاني ولها مرسى مبني بالحجارة ويسكنها 7000 نسمة وبها 800 منزل وتجلب لها الماء من محل يسمى المسيحلي على مسيرة خمس ساعات ولينبع محافظ ونائب عنه ومجلس إدارة يرأسه المحافظ ويتألف منه ومن ستة أعضاء ثلاثة منتخبون والثلاثة الآخرون نائب المحافظ ومدير الأموال ورئيس التحريرات وفيها مجلس بلدي يتألف من رئيس وثلاثة أعضاء وبها شرذمة من الجنود وجوها رطب ويحيط بها سور به باب مخفور في الجهة الشمالية وهذا السور بناه دولة المشير عثمان باشا الحاكم العادل 00الخ 00 د

44) قال الشيخ محمد بن عبدالقادر الحنفي في كتابه طريق الحج :ثم الرحيل من دار البقر إلى منزلة تعرف بمدينة الينبوع وهي منزلة متسعة يوجد فيها غالب مايحتاجه الإنسان من اللبن والتمر والزبد والعجوة والبطيخ الأصفر والزرع والمرعى والباذنجان ويوجد في المنزلة غبار وشبث كثير وعقارب سود مؤذية ويشتري منها الحجاج الطيب والبخور وفيها عيون ماء تجري وفيها إقامة سلطانها وهو شريف وبالقرب منها جبال صغار ووراءها جبل عال يعرف برضوى وأرضها رملة وغالب ما تكون الإقامة فيها في الذهاب أربعة أيام .

45) قال الزركلي (1348): وأرسينا في ينبع ضحى 24 شعبان 1348هـ 1030 وأبحرنا بعد العصر .أمير ينبع عبدالعزيز بن معمر من نجد وقائم مقامها مصطفى الخطيب من أهلها
سكانها نحو أربعة آلاف وفيها مسجدان كبيران ومدرسة أميرية واحدة وكتاتيب أهلية
يشرب أهلها من ماء الكنداسة وقيمة الصفيحة إلى البيت قرشان من النقد السعودي بلغت تكاليف الكنداسة 16 ألف جنيه
من صادراتها : السمن ،التمر والحناء والصمغ والحريد
وأهم صادراتها :الفحم يحرقه البدو في أطراف ينبع
بادية ينبع معظمها من جهينة وأشهر بطون جهينة فيها :رفاعة وعروة وذبيان وسنان وعنمة وبنو كلب وبنو براهيم.
الجبال : جبال رضوى على يسار الذاهب إلى المدينة
بعد ينبع النخل إلى الشمال الشرقي جبل الأجرد فجبل بواط
من حاصلات ينبع : الحناء والعجوة والمراوح والحصر والغنم .

46) في سنة(1334)هـ 1916م كانت الثورة العربية

قال لورانس العرب ت(1354) وكانت ينبع القاعدة الأساسية لجيش الأمير فيصل وكان أمير ينبع عبدالقادر العبدو وكان محمد علي بن بديوي أمير جهينة وكانت الجيش التركي تحت قيادة غالب بك تحت إشراف القائد العام للجيش التركي في الحجاز فخري باشا الذي رافق الهجوم وكان مرشده ووسيطه بين رجال العشائر دخيل الله القاضي منافس الشريف محمد علي بن بديوي والرجل الثاني في العشيرة المذكورة00 وحتى تقدم ابن دخيل (القاضي)الشيخ الحاذق بضع خطوات وأمر قارعي الطبول بقرعها 000الخ .

47) في سنة (1945 )م 1364هـ كان الاجتماع التاريخي بين الملك عبدالعزيزرحمه الله وبين الملك فاروق .
قال الزركلي: في سهل منبسط بين شرم ينبع وجبل رضوى يوم 10 صفر سنة1364هـ أقيمت خلال ثلاثة أيام مدينة متكاملة من الخيام بسرادقات الجلوس والنوم والفرش الوثيرة 00حيث قابل الملك عبدالعزيز ضيفه فاروقاً آخر من حكم مصر من أُسرة محمد علي (باشا)



انتهى

كتبه : ناجي بن تركي الهجاري