قال السمهودي بوفاء الوفا بأخبار دار المصطفى وملخصه, والهجري في كتاب أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع, والبكري بمعجم ما استعجم من اسماء المواضع والبلدان, والنص للسمهودي :
( تَيْدَد ) : تقدم في أسماء المدينة(1), وهو اسم موضع آخر من أودية الأجرد جبل جهينة, يلي وادي الحاضرة(2), به عيون صغار خيرها عين يقال لها أذينة(3), وعين يقال لها الظَّلِيل(4), وعيون تيدد كلها تدفع في أسنان الجبل(5), فإذا أسهل بغراسها لم ينجب زرعها, وذلك أن صاحبها وكان من جهينة ذمها, وقال : هي في الجبل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا أسهلت تيدد, فما أسهل منها فلا خير فيه), نقله الهجري(6), وقال رجل من مزينة في شيء وقع بينهم وبين جهينة في الجاهلية :
[poem=font="Simplified Arabic,6,#EC2088,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
فإِن تِشِبعُوا مِنَّا سِباَعُ رُواوَةٍ=فإِنَّ لها أََكْنَافِ تَيْتَدُ مَرْتَعاً[/poem]

[ 1 ] :
ليس التي بأسماء المدينة تيدد, إنما هي يندد, بالياء المثناة, ذكر السمهودي من أسماء المدينة: (تندد, ويندر, وتندر) فقال: تندد : بالمثناة الفوقية والنون وإهمال الدالين, وتندر: براء بدل الدال الأخيرة مما قبله, يندد : ذكره كُراع هكذا بالمثناة التحتية ودالين, وهو إما من النَّدّ وهو الطيب المعروف, وقيل العنبر, أو من النَّد للتل المرتفع, أو من الناد وهو الرزق, يندر : بإبدال الدال الأخيرة من الاسم قبله راء, ذكره المجد عند سرد الأسماء.. وقال المجد : إن ذلك كله تصحيف وإن الصواب يندد بالمثناة التحتية ودالين. انتهى, قلت : وحكاه الفيروز آبادي بقوله تصحيف إنما هي يندد, ويندد ضَبَطَهَا كُرَاع هكذا يَنْدَد, بفتح أولها وسكون ثانيه وفتح أول الدالين, كضبط تيدد, قال الفيروز آبادي : وَيَنْدَدُ : مَوْضِعٌ, وقِيلَ : هي من أسماءِ مَدِينة النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم . انتهى, وفي تاج العروس لزبيدي : يَنْدَدُ : أَهمله الجماعَةُ هٌنا, وهو اسم موضعٍ . وقال أيضاً : وَيَنْدَدُ : كجَعْفَرٍ, نقلهُ الصاغانيُّ, وَقَيل : هي اسم مَدِينَة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم . انتهى, وذكر الفراهيدي بكتاب العين : ويَنْدَد : اسم موضع, قال : لو كنت بالشَّرْوَيْنِ شَرْوَى يَنْدَدِ, انتهى, وكذا حكاه البكري بمعجمه, فقال : يندد : بدالين مهملتين, على مثال مهدد, تقدم ذكره برسم المدينة, وذكر بيت الفراهيدي وعزاه للخليل, إلا أنه قال : بالسروين, بالسين المهملة, وكذا أورد يندد بأسماء المدينة النميري والزبير بن بكار, كلاهما بأخبار المدينة, بإسنادهما عن زيد بن أسلم مرسلاً, وقال الرفاعي : حديث موضوع لا يثبت .

[2] ( الحاضِرةُ ) :
ذكر السمهودي بوفاء الوفا الحاضر, بدون هاءٌ أخره, فأسقط هاء التأثنيث تغليباً للتذكير وإلحاقاً بالوادي, هذا إن ثبت اسقاطه للهاءِ وأن السقط ليس من المحقق!, فقد نقل العباسي في عمدة الأخبار النص السابق عن السمهودي وفيه : (الحاضرة), مما يَدُلُّ على أن السقط من المحقق, وعند الهَمَداني بجزيرة العرب الحاضر, وبكتاب أبو علي الهجري ومعجم ما استعجم للبكري الحاضرة, بأخرها هاءٌ, وكذا ذكرها ابن الكلبي بكتابه افتراق العرب, والسمهودي بوفاء الوفا وملخصه, وقال : وسوس : من الوسواس, من أودية القبلية, يصب من الأجرد على الحاضرة والنكباء, وهما فرعان, بهما نخل لجُهَيْنَةَ وغيرهم, والحاضرة : عينٌ في صدر الحرار, وقال حمد الجاسر في بلاد جهينة ومنازلها القديمة : الحاضِرةُ : من أودية الأجرد, تقدم ذكرها, وأقول : الحاضرة أَظُنُّهَا ما يعرف اليوم بالقطار : وادٍ دُوَيْنَ تَيْدَد, قال البلادي : القَطَّار : بتشديد الطاء المهملة من القطر : وادٍ يسيل من الأجرد شمالياً في وادي الحمض شمال المليليح, فيه نخل على آبار لعروة من جهينة .انتهى, وأقول : القَطَّار شمال غرب المليليح, وادٍ لِجُهَيْنَة بين تَيْدَد والمُليليح, يَبْعُدْ عن تَيْدَد بضعة أكيالٌ, وهو شمال غرب وادي رَشَاد, بينه وبين تَيْدَد, ويَصُبُّ سَيْلُه من جَبَل الأَجْرَد ماراً بنَواشِغُ الأكحليه, لم أجده في الأسماء القديمة لأَرْض جُهَينة .

[3] ( أُذَيْنَةُ ) :
ونقل البكري عن الهجريّ بِرَسْمِ الأَجْرَد : تَيْدَدُ : وبه عُيُونٌ صِغَار, عَيْنٌ لعبْدِ الّلهِ بنِ محمّدُ بِن عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ, يقال لها : أُذَيْنَةُ, وهي خيرَ مالِه . وكذا نقلهُ الجاسر بكتاب أبو علي الهَجَريّ, وقال ياقوت الحموي بمعجم البلدان : أُذَينَةُ : بضم أَوله, وفتح ثانيه, كأَنه تصغير الأُذن : اسم وادٍ من أَودية القبلية, عن أَبي القاسم عن عُلَيٍّ العَلَوي, وعُلَيََّ هذا بضم العين وفتح اللام . ونقله عنه البغدادي بمراصد الإطلاع وهو مختصر لمعجم البلدان, وحَكاه الزَّمَخْشَرِيُّ في الجِبَالَ والأمكِنةِ والمِياه, وقال حمد الجاسر بكتابه بلاد ينبع وجُهَينة ومنازلها القديمة : أُذَيْنَةُ : وادٍ من أودية القَبَلِيَّة, ويُسمى تَيْتَد, على ما نقل الزمخشري عن السيد عُلَيّ بن وهاس المكيّ, وهو عليم بهذه المواضع. انتهى, ولم يزد البلادي بمعجم معالم الحجاز على ما أورد ياقوت, وقال النسابة عمر كحالة : أذينة : وهو وادٍ من أودية القبلية ويسمى تَيْتَد. وأقول : لا أرى أن تيدد سميت يوماً من الأيام بأذينة, إنما أذينة عينُ ماءٌ بِتَيْدَد, وأرَ أن أول من قال بهذا الزَّمَخْشرِيُّ عن ابن وهاس العَلَويّ, وهذا القول لاَ يُعْتَدُّ بِهِ لمخالفته مُسَمَّى المكان اليوم, وقد خالَفَهُ بهذا أيضا أبو علي الهجريّ, وهو من العلماء الأوائل المُتَقدِّمِين الذين شاهدوا تلك المواضع, ونقلنا قوله السابق بأن أذينة ما هي إِلّا عَيْنُ ماءٌ بتيدد, ولعلها سميت بذلك نسبة إلى وادي أذينة الذي ذكره الزمخشري عن علي المكي . وأُذَيْنة : كَعُيَيْنَةُ وَجُهَيْنَة, ويبدو أنها لا زالتْ مَعْروفَةٌ هناك بتَيْتَد إِلى يَوْمنا, وأُذَيْنة اسم مَلِكٌ من مُلُوكِ العَمالِيقِ, وَمن مُلوكِ اليَمَنِ, ومن ملُوكِ قضاعة, والأخير في شِعرِ الأعشى, وحكى سيبوية بالكتاب أنها محقرة من تصغير آذن, وقال الفيروز آبادي بالمحكم المحيط : ليسَت مُحَقَّرة على أُذُن في التَّسْميةِ, إذ لو كانَ كَذلِكَ لم تَلْحَقِ الهاءُ .
[/QUOTE]