وقال الهجري في " كتاب أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع " : تحقيق : الشيح حمد الجاسر , طبعة : دار اليمامة , ط 1, 1388هـ.
وَيلِيْ حَوْرَةَََ الشَّامِيَّة, يُنازِعُها مِنْ شِقِّها الشَّامِيّ, حُرْاض(1) وبِها بِئرٌ يقَالُ لَهَا بْئر حُرْاض (2), ولِعِمْرانَ بِن عَبْدِ اللهِ بِن مُطِيعٍ بِفَرْعِ حُرْاض قَصْرٌ, وهُنَاكَ أيضاً حُرْيض (3), وهو لِبَني الرَّبْعَة(4), فيهِ ماءٌ يَسِيح, لا يُفْضِي إلى شيْءٌ يُنْتَفَعُ به, وَيلِي حُريضاً ظََلِمٌ (5), وصَدْرُه لِبَنِي الْحَارِث (6), بَطْنٌ مِنْ مُرَّةَ من بَنِي الرَّبْعَة, وبأَسْفَلِ ظََلِمٌ بِئْرٌ يُقَالُ لَها : بِئْر عُطَيِل المُلَيِحِي(7), ومُليْح(8) : مِنْ الرَّبْعَة.وبِفَرْعِ ظََلِمٌ : الصَّهْوَةُ (9), صَدَقَةَ عَبْدُ الله بِن عَبّاس على زَمْزَم, يَفْتِلُ رَقِيِقُهَا الخَزَم مِنْ الصَّهْوَةُ لِزَمَزَم, ورقِيِقُهَا مِتَناسِلُونَ بِها إِلى اليَوْم, وَيلِي ظُلْماً مِن شِقِّةِ الشَّامِيُ مِلْحَتانِ(10) : مُليْحَةُ الرَّمْثِ, وَمُليْحَةُ الحَرِيض (11), لأَنَّ بِها شِعْباً ضَيّقاً, يحْرِضُ الإبِلُ, أَي : يُقْشَرَ جُلُودِها, يُسَدُ بِخَشَبٍِ.

يقول المؤلف بن غنيم المرواني الجهني :
نقله البكري بمعجم ما استعجم, وأورده الجاسر بكتاب الهجريّ لغلبة الظن أنه للهجريّ, وأنظره عند السمهودي بوفاء الوفا ومختصره.

[1] ( حُرَاض ) :
وادٍ يسيلُ من جَبَل الأَشْعَر, يبلغُ طولهُ قريب من عِشْرينَ كِيل, وَيَمر بالجارة من أسفل الجَفْرُ, ثم يفيضُ إلى العفره فمِلحه, ماراً بجبلي دحلٌ وظلم: وهما غَرْبِ الجَفْرُ ناحية مَغِيبُ الشَّمْسِ, ثم يَصبُّ بأُضُم جُهَيْنَةَ وادِي الحَمْضِ مِما يلي المُندسة, لم يذكرهُ نصرٍ والحازمي, ولا يَزَال معروفاً باسْمِه إلى يومنا, والجَفْرُ رَسَم ضَبْطُها البلادي بمعالم الحجاز: بفتح أوله وسكون ثانيه وراءٌ مُهمله, هكذا ضَبَطَهَا خطأً, وأظنهُُُ جَعَلَها بِمَعْنَى صَغِير المَاعِز : فأوله جَفْرٌ ثم تَيْس, وهي ليست كذلك, إنما هو (الجَفْرُ) بضم أخره, وهي اليوم لا تعرف بهذا الضبط, قال كُرَاع النمل : الجَفْرُ : هي البئر الغير مطْوِيَّةٍ, وكذا أورد ابن الأعرابي بكتاب البئر, وأقول : وهي أيضا البئر الواسعة القريبة القعر والتي لم تطوئ, والجَفْرُ بها الكثير من الآبَار ومياهُها غزيرة, قال الشيخ حمد الجاسر بهامش كتاب الهجريَّ : حُراض : بالضم آخره ضادٌ معجمة : وادٍ مِن أَوْدِيَةِ الأَشْعَر, في شَّامِيّ حَوْرَةَََ, ليس به إلا ماء سَيحٌ يسمى الثَاجَةٌ " وفاء الوفا " الثَّاجَةٌ : بالجيم المشددة : ماءٌ يَشِجُّ بِحُرْيض, وبِحُرْاض ثَاجَةٌ أخرى " وفاء الوفا ". انتهى, وقال الجاسر في بلاد يَنْبُع وبلاد جٌهَيْنَة ومنَازِلَها القَدِيمة : حُراض : موضع في جَبَل الأَشْعَر, معمُور, تقدم ذكره. انتهى, وقال البلادي بمعجم معالم الحجاز : حريض : وادٍ يسيل من الفقرة شرقاً في إضم, مجاور لحراض.

[2] ( بئر حَرَاض ) :
هي كما يظهر بئرٌ كانت بِحَرَاض وادٍ من جَبَل الأَشْعَر, لا أعرفه اليوم, والآبار كثيرةٌ في تلك الناحية.

[3] (حُرْيض ) :
قال مؤرخ الجزيرة حمد الجاسر ببلادِ ينبع ملحق بلاد جُهَيْنَةَ ومنازلها القديمة : حُريض : مَوْضِعٌ في الأَشْعَر, تَقَدَّم ذِكْرُهُ, وقال الشيخ أيضا بهامش تحقيقه للمغانم المطابة : حراض وحريض من أودية الأشعر جبل جهينة. انتهى, وأقول : حراض وحريض هما متجاوران, أنظرهما بِحُراض.