وقال نصر الإسكندري في " كتاب الأمكنة والمياه والجبال الآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والأشعار :
(يَرَعَةَ) : بفتح ياء تحتها نقطتان وفتح الراء أيضاً : ناحية من ديار فَزَارةَ من أعمال والي المدينة بين الحُرَاضَةِ وَبُوانَةَ. انتهى, وأقول كذا نقله الحازمي بالأماكن ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة, والحَرَاضَة هُنا ضبطها نصرٍ بالضم, وقد ذكرنا سابقاً أن المتقدمين يضبطوها بالضم, و يَرَعَةُ التي ذكرها نصرٍ والحازمي بالقرب من الحراضة وبوانة, لا أظن إلا أن نصرٍ قد صحفها, وإنما هي تُرْعَة : بالتاء المثناة, موضع ووادٍ لِجُهَيْنَةَ من أرْضِ العِيْص, كانت بها صدقات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه, قال ابن شبه بأخبار المدينة : عن روافد وادي أُضَم : ويلقاه وادي تُرْعَة من القبلة ثم يلتقي هو ووادي العيص من القبلة. انتهى,

وقال الهجريّ من أهل القرن الثالث : السرد قُنّةٌ بجانب تُرْعة من جانب الحصير جَبَلٌ لجُهَيْنَةَ. انتهى, وأقول : ولا تزال تُرْعَةٍ الجبل والوادي والهجرة معروفة هُناك سكانها جُهَيِنَةَ, وقول نصرٍ من أرض فزارة, وهماً أيضا, إنما هي بِالقَبَلِيَّة مِن أَرْضِ جُهَيْنَةَ كما نقل الهجريّ, قال الشيخ حمد : والحراضة وبُوانة موضعان يقعان شمال بلاد يَنْبُع, ولا يزالان معروفين, ولكنهما ليسا من بلاد فزارة في ذلك العهد, بل من بلاد جُهَيْنَة غرب بلاد فزارة. انتهى, وأقول : لم يذكر الشيخ الجاسر ترعة في بلاد ينبع وَجُهَيْنَة ومنازلها القديمة, وهذا مما يُستدرك عليه رحمة الله.
[/QUOTE]