( الحَرَاضَة ) :
بفتح الحاء والراء ثم ضاد مفتوحة بعدها هاء مهمله, والمتقدمون يضبطوها بضم الحاء,
والحراضة هي اسم يطلق على : هجرة, وجبل, وواد, ومعدن, وجميعها لجهينة, والمعدن هو أحد معادن الذهب القديمة, قال نصر الإسكندراني في كتابه " الأمكنة والمياه والجبال والآثار ", طبعة : مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات, الحراضة أرض, ومعدن الحراضة بين الحوراء وبين شغب وبدا, وينبع قريب من الحوراء . وأقول : وكذا قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان " : نقلاً عن ابن السكيت, ووصف السكيت للحراضة وصف خبير بها, ومعدن الحراضة : هو أحد معادن الذهب القديمة في تلك الناحية, كان معروفاً منذ الجاهلية, واستغل كغيره من المعادن في عهد الخليفة أبو بكر الصديق ومن ثم عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وذلك عندما فتحت معادن بلاد العرب وكانت حينذاك غزيرة الإنتاج,
وسوق عورش : يقع بجوار الحراضة, وهو سوق للحدادين والنحاسين في العصور القديمة, كذا قال معتاد الجهني في كتاب العيص. وأقول : ذلك السوق الغرض من إنشائه توفير الأدوات والمؤن ومستلزمات عمال المعدن.

وقال الشيخ حمد الجاسر في " ملحق كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين الصفراء والبيضاء " تأليف : الهمداني , طبعة دار اليمامة :
( معدن الحُرَاضة ) : قال أبو عبيد البكري : الحُراضة : أرض, ومعدن الحراضة : بين الحوراء وبين شغبٍ وبَدَا, وينبع من الحوراء قريب من طيخ, وطيخ من أسافل ذي المروة, وذو المروة : بين ذي خُشُبٍ ووادي القرى, ونقل ياقوت عن ابن السكيت : الحراضة أرض, ومعدن الحراضة بين الحوراء وبين شغبٍ وبدا, وينبع قريب من الحوراء . ويظهر أن هذا المعدن هو الذي ذكره البشاري قائلاً : إن بين ينبع والمروة معادن الذهب, وقال : من ينبع إلى رأس العين مرحلة, ثم إلى المعدن مرحلة, ثم إلى المروة مرحلتين.

والحراضة لا تزال معروفة, ولكن الاسم يُنطق الآن بفتح الحاء بخلاف ضبط المتقدمين أنهُ بالضم, وتقع الحراضة شمال ينبع النخلِ, في المنتصف بين هذه البلاد وبين العيص, ويطلق الاسم على جبلٍ وعلى وادٍ يفيض سيله إلى جهة ينبع النخل, وشرقها آثار معادن, منها أمُ مريقب , وأم حفرة , وبينهما هشيم , وتقع على خط العرض 48/ 24 وخط الطول 18/ 38 تقريباً , وقد وضع اسم ( القَبَلِيَةِ ) تحت اسم الحراضة في مصور " بلاد العرب " الخارطة طبعة سنة 1377هـ - 1958م , ونرى وضع القبلية تحت اسم الحراضة خطأً, إذ هي غورية وليس قبليةً , إذ القبلية الجبال المقبلة نحو المدينة , والغورية ما اتجهت نحو الغور وهو تهامة .

وقال معتاد بن عبيد الجهني في " كتاب العيص " باب : الآثار في العيص :
( سوق عورش في الحراضة ) : وهو عبارة عن سوق حرف حدادين ونحاسين ونحو ذلك, ولم أجد اسماً لهذا السوق في المراجع التي وقعت بين يدي , لكن ذكر ذلك الشيخ : بخيت بن جزاء من أمراء قبيلة الموالبة [من جهينة], ويشرب أصحاب هذا السوق من بئر حميس, وحميس : هم بنو حميس بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة, ويقال لهم : الحرقة .. وقد وقفت أمام أطلال ذلك السوق على ما أذكر, وهو مجموعة من المباني التي أصبحت أثراً بعد عين, وقد يكون ذلك السوق محل استراحة لقوافل التجارة, ولتقديم الخدمات لهم, وتبادل السلع معهم .. كما يوجد بجانب السوق أثر لمناجم , قد تكون للذهب والفضة, كما أن حجر المسن يوجد في تلك المنطقة, حسب ما ذكر لي أحد سكان المنطقة .

يقول المؤلف ابن غنيم المرواني الجهني :
تسمية السوق الواقع بجانب معدن الحراضة, بسوق عورش لم أتحققه حتى الآن, وما وجدته هو قول الصاغاني في " العباب الزاخز " وعَوْرَش : كجوهر, موضع نقله الصاغاني. قلت : ونقله عنه أيضا الزبيدي في " تاج العروس ", وقال ياقوت في معجمه : عورش : بفتح أوله وسكن ثانيه وفتح الراء وشين معجمه, علم غير منقول, يجوز أن يكون من قولهم بئر معروشة, انتهى. وأقول : لا شك لدينا أنه سوق حدادة, وأن الغرض من إنشائه هو توفير مستلزمات العمل بالمعدن, وقوله أن حجر المسن يوجد في تلك المنطقة فذاك صحيح, إذ أن حجر المسن يستخرج من جبل جهينة رضوى ومنه يوزع إلى جميع البلدان, بل إلى الدنيا كلها كما نقل ذلك ياقوت في معجمه عمن سبقوه من الجغرافيين, وحجر المسن هو الحجر الذي تسن به السيوف والسكاكين ويسمى الصُلبِيةُ, ولعل بسوق عورش هذا كان يقطع حجر المسن المستخرج من جبل جُهينة رضوى, ومنه ويوزع إلى الأسواق, وقيل أن أهل تلك الناحية من أبناء جهينة يتناقلون خبر العمل في ذلك المعدن والسوق قبل أن يتوقف وينقطع العمل به.
[/QUOTE]