وقال معتاد عبيد السناني الجهني في " كتاب العيص " :
( بلاد العيص ) : منطقة العيص ملتقى لمجموعة من الطرق القديمة والحديثة , ويمكن أن نقول عن وصف تلك المنطقة بأنها مجموعة من الجبال تشبة عقداً انفرط طرفاه عند الالتقاء بوادي الحمض , وتتشابك في تلك المنطقة الجبال الوعرة ذات السفوح المنحدرة مع عدد من الأودية التي تشكل روافد مهمة لوادي الحمض " أضم ", وتتخلل هذه الوديان مساحات واسعة من السهول الغرينية , والتي تزرع بالقمح عند هطول الأمطار .

يقول المؤلف بن غنيم المرواني الجهني :
مؤلف كتاب العيص : الأستاذ والمؤرخ والأديب معتاد بن عبيد السناني الجهني, احد أعلام الفكر والأدب المعاصرين ومن أبناء قبيلة جهينة, ولد المؤلف سنة 1367هـ , في بلاد العيص , وتلقى تعليمه في ينبع البحر , حيث تخرج منها عام 1384هـ , ثم دخل المعهد العلمي في المدينة النبوية فتخرج منه عام 1389هـ , ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , قسم كلية اللغة العربية بشعبة التاريخ والآثار , وتخرجَ منها سنة 1394هـ , ثم بعد ذلك عين مدرساً في معهد الرس العلمي في الفترة ما بين 1395هـ إلى 1397هـ , ثم عمل مدرساً في معهد المدينة المنورة العلمي في الفترة ما بين 1398هـ إلى 1399هـ , ثم بعد ذلك أوفدَ إلى المعهد الإسلامي في جيبوتي فعمل فيه من العام 1400هـ إلى 1404هـ , ثم عاد بعد ذلك فعين مديراً لمعهد القريات العلمي وذلك سنة 1405هـ , ولم أجد له ترجمة وافية بمصادري , فلم يترجم له عبد الكريم الحقيل في " معجم مؤرخي الجزيرة العربية في العصر الحديث " , وكذلك هي الحال مع صاحب " موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين " إصدار : النادي الأدبي بالمدينة , وأيضاً لم يذكره صاحب " ملامح من تاريخ ينبع " ومن أهم أعماله وآثاره الفكرية : كتاب العيص , وهو كتابنا هذا الذي نتناوله بالبحث , وقد أحسن مؤلفه في تدوينه وأجاد أيما إجادة , وأظهر في تأليفهُ علماً غزيراً , بل أراه من أفضل وأدق ما قرأت على كثرته , ولا أعلم له مؤلفاً غيره , والكتاب بذلك يعد محاولة فريدة ورائدة من نوعها , إذ أنه أول كتاب يتناول موضوعة أحد معالم بلاد جهينة .

وقال أمير البيان شكيب أرسلان المتوفى سنة 1350هـ في " الإرتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " :
ثم قبيلة جهينة المنتشرة من ينبع إلى الوجه, وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث ابن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة, من العرب القحطانية, وهم من أكبر القبائل, قيل: إن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا أحصاهم فبلغوا في أيامه 40 ألفاً, وسمعت من يحرزهم اليوم [أي زمن المؤلف سنة 1340هـ] بسبعين ألفاً وبمائة ألف, وهم فئتان : موسى ومالك .

وقال المؤرخ التركي أيوب صبري باشا المتوفى سنة 1307هـ في " مرآة جزيرة العرب " :
( قبيلة جهينة ) : يعيش أفراد هذه القبيلة في حالة تنقل وترحال دائم [ذلك سنة 1280هـ] بين المناطق الممتدة من جبل الحساين [حسان] حتى ينبع البحر, ومن ساحل البحر حتى نبع هدية الواقع في جبل الحساين, ومن قلعة شجوة [شجوى] حتى بئر فقير من وادي عباس, وينبع البحر إلى جبل رضوة [رضوى] الذي يبعد خمس ساعات عن ينبع البحر شرقاً, كما يقيمون في ينبع النخل أحياناً, ولما كانوا جميعا من البدو الرحالين غير المتوطنين, فإنهم ينتقلون حيث يشاءون ووقتما يشاءون, وتنقسم القبيلة المذكورة إلى قسمين عرفا : بأولاد مالك , وأولاد موسى ..

يقول المؤلف بن غنيم المرواني الجهني :
الكتاب ألفهُ أمير الحج أيوب صبري باشا سنة 1289هـ , وقدمه هديةٍ لسلطان عبد الحميد الثاني, وطبع طبعة الأولى سنة 1306هـ قبل وفاة مؤلفه بعام, بمطبعة الآستانة العثمانية . ولم أجد بناحية جبل حسان بئر يسمى هدية, إنما ماء هدية بئراً ونبعاً, ذكره ابن فضلان والبلوي في رحلتيهما, ويقع فيما بين العلا ووادي الحمض, وهو إلى العلا أقرب.
[/QUOTE]