وقال الإمام السيوطي في " لب اللباب في تحرير الأنساب " :
( العيصي ) : للعيص , وادٍ مشهور فوق السوارقية , على أربع ليالٍ من المدينة المنورة .

يقول المؤلف بن غنيم المرواني الجهني :
الإمام الحافظ السيوطي أحد الأئمة الأعلام , له في كل فن من فنون العلم مؤلفاً , ولِد سنةَ 849 هـ , وتوفي سنة 911هـ , ويذكر الشيخ حمد الجاسر في كتاب " بلاد ينبع " نقلاً عن القفطي أن للسيوطي مولفاً عن بلاد ينبع لم يعثر عليه , أنظره في مقدمة كتابنا " تاريخ ينبع " ويقول الحافظ السيوطي عن نفسه : شرعت في التصنيف سنة ست وستين وثمانمائة - أي في السابعة عشر من عمره - وبلغت مؤلفاتي إلى الآن ثلثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه , ويقول عبد السلام هارون : وقد عد له بروكلمان 415 مصنفاً ما بين مطبوع ومخطوط , والعلامة فلوجل 560 مصنفاً , وذكر له الأستاذ جميل العظم 576 مصنفاً بين كتب ورسائل , وفي تاريخ ابن إياس أن مؤلفاته بلغت ستمائة مؤلف , انتهى .

وقول السيوطي : العيصي نسبة إلى العيص , فيه تجوز لا يثبت بحال , وأظن أن السيوطي قال ذلك قياساً لا نسباً وإلا لما وقع بمثل هذا الوهم , وسكان العيص هم جهينة , ولم ينتسبوا أو ينسبوا يوماً إلى العيص , إنما هم باقون تحت نسبهم الأصل جُهينة , وعرب البادية ليس من عوائدهم الانتساب إلى المدن والقرى , إنما هم ينتسبونَ إلى أصولهم , قال عبد السلام هارون : لم يكن العرب القدماء يعرفون نسبة الرجل إلى البلاد , إذ كانت حياةُ جمهورهم بين الانتجاع والارتياد , لا يقر لهم في ذلك قرار , وإنما كانوا ينتمون إلى شي ثابت وهو القبيلة , التي يقرون بها , ويجتمعون بها , ويخضعون لقوانينها , فالعربي قرشي , وتميمي , وهذلي , وسعدى , وجهني , وإذا عز عليه الانتماء إلى الفخذ انتمى إلى البطن , ثم إلى العمارة , ثم إلى الفصيلة , ثم إلى القبيلة , ثم إلى الشعب الكبير , العدناني , أو القحطاني , أو القضاعي , ونادر ما ينتمي العربي إلى موطن معين , انتهى كلامه , ويذكر الشيخ النسابة عبد الله المرواني صاحب " الأمجاد البادية من عرب البادية " : ويقول الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : لا تكونوا كنبط السود , إذا سئل أحدهم ممن أنت ؟ , قال : من مدينة كذا ! , أحفظوا أنسابكم , وعلموا أولادكم لاميةُ العرب , فإنها تعلم على مكارم الأخلاق . انتهى , وقد وجدت ما يدل على صحة هذا الأثر وهو قوله تعالى : ( ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله ) , ويقصد الخليفة الفاروق بقوله : من مدينة كذا , أي : أن ينسُب الرجل نفسه إلى تلك المدينة , لكونه يجهل نسبه الحقيقي وإلى أي جذم انتمائه , فحذرهم الفاروق من مغبة هذا الفعل الشنيع , ولكي لا يعتاد المسلمون الانتساب للمدن فتخلفهم ناشئه لا تعرف عن أصلها ونسبها ورحمها شيئاً ف , يرتكبون بذلك فاحشةٍ وإثماً عظيماً , ولامية العرب التي أوصى بحفظها الفاروق ابن الخطاب هي قصيدة الشاعر الجاهلي الشنفري التي مطلعها :
[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#2100FF" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أقيموا بني أُمي صَدورَ مطيكمْ=فإنّي إلى قومٍ سواكم لأ مَيْلُ
فقد حُمتِ الحاجاتُ والليلُ مُقْمِرُ=وشُدَّت بطيّاتٍ مَطايا وأَرْحَلُ[/poem]

وقال لورانس في " أعمدة الحكمة السبعة " :
( وادي العيص ) : وهو الوادي الشهير بينابيعة وقرى النخيل فيه , المتدفقة من خلال جبال جُهينة المنيعة , ويمر من خلف جبل الرضوة "رضوى " , في اتجاه الشرق إلى وادي حمده , بالقرب من الحديه (؟) .. وزخر وادي العيص بأشجار الزعرور الشائكة , وبالأعشاب , وكان هوائه مشبعاً بالفراشات البيضاء , وعطر وعبق الأزهار البرية .

يقول المؤلف بن غنيم المرواني الجهني :
لورانس هو : توماس إدوارد لورانس , اشتهر بلورانس العرب ! , وهو قائد ما يسمى الثورة العربية ضد العثمانيون الأتراك , وقام بإشعال الثورة بعد أن حضي بدعم قبائل الجزيرة العربية له , وكانت أغلب نشاطاته في الجزيرة العربية ترتكز على الحجاز وما حولها , وكان مقرهُ وقاعدة تحركاته بلاد ينبع , ألفهُ لورانس بعدما عاد إلى موطنه بريطانيا , وكتبه في ثلاث سنوات , والكتاب مطبوع متداول بعدة طبعات , لم أجد من بينها طبعة تستحق الإشادة بها , فجميعها طبعاته سقيمة , غارقة من التحريف والتصحيف , وغالب تلك الأخطاء في مسميات المواضع الجغرافية وأسماء القبائل , وأقتبس لورانس اسم مؤلفه هذا : أعمدة الحكمة السبعة , من كتاب الإنجيل , حيث جاء في " سفر الأمثال " 9: 1 ( الحكمة بنت , بيتها نحت , أعمدتها السبعة ) ولعل في هذا النص وجد لورانس ما يصبوا إليه فأقتبس مسمى كتابه , وللورانس لغة جميلة مشوقة , وهو صاحب قلم طلق , وفكر متوقد , وذاكرة عميقة , ولكتابة أهميته الجغرافية , حيث أنه يوثق ويسجل الطرق والمعالم التي يمر بها , وكذلك توثيقه أسماء القبائل والبطون في تلك المنطقة التي يسلكها , إلا أن المترجمين للكتاب وأخطائهم اللغوية في التعريب وجهلهم بمسميات المواضع والأماكن والقبائل , جعل الانتفاع من الكتاب أمره يسيراًً .

[/QUOTE]