وقال الزمخشري في " الجبال والأمكنة والمياه " :
( العيص ) : موضع .

يقول ابن غنيم المرواني الجهني :
كتاب " الجبال والأمكنة والمياه " تأليف : أبو القاسم جار الله الزمخشري المعتزلي صاحب التفسير اللغوي البديع " الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل " سافر إلى مكة وجاورها ست سنواتٍ فسمي بها " جار الله " لمجاورة مكة المكرمة , وصنف بها تفسيره اللغوي العظيم الكشاف , وكتابنا هذا " الجبال والأمكنة والمياه " وكتابه هذا من أجود ما كتب عن جغرافية الحجاز ومعالمها بعد معجم ياقوت , وما زاد من جودته أنه يروي عن الأمير علي بن وهاس العلوي الحسني الزيدي الحجازي , وعلي هذا كان الزمخشري مصادقاً وملازماً له طوال الفترة التي مكثها بجوار مكة , ولا زال بعد رحيله عنها يثني عليه خيراً كثيراً ويذكرهُ في كتبه ورسائله كربيع الأبرار وغيرها , وقال عنه في مقدمة خطبة تفسيرهُ الكشاف : الأمير الشريف الإمام شرف آل رسول الله , أبي الحسن علي بن حمزة بن وهاس , أدام الله مجده , وهو النكتة والشامة في بني الحسن , مع كثرة محاسنهم , وجموم مناقبهم . انتهى , وقال عنه ابن المقرى في " أزهار الرياض " هو عُلَي بضم أوله وفتح ثانيه , ابن عيسى ابن حمزة ابن وهاس الحسني العلوي . وقال عنه الصفدي في " الوافي بالوفيات " ابن وهاس العلوي اليمني علي بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب ، يعرف بابن وهاس ، من ولد سليمان بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب , توفي بمكة سنة نيف وخمسين وخمس مائة وهو في عشر الثمانين , وأصله من اليمن ، وكان شريفاً جليلاً من أهل مكة وشرفائها ، وله قريحة في النظم والنثر ، وله تصانيف مفيدة , قرأ على الزمخشري بمكة وبرز عليه ، وصرفت عنه الطلبة إليه , توفي في أول ولاية الأمير عيسى بن فليتة . انتهى .

قلت : وابن وهاس كان خبيراً عارفاً بمواضع البلدان والقرى , وأعني بها ينبع ومجاورها من أرض الحجاز , ويبدوا أنه كان كثير التردد إلى بلاد ينبع , هذا إن لم يكن قد استوطنها لبعض الوقت , وبخاصة أنها كانت سكن للأشراف آل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - , ولذلك حدد بدقةٍ - مواضع القبلية - والقبلية : هي كل ما يسيل ناحية المدينة , كذا قال الجاسر في " ملحق الجوهرتين " , وقولهُ فيهِ نظر , والقبلية : هي منازل قبيلة جُهينة في الجاهلية وبعد الإسلام , وابن وهاس العلوي قد حددها تحديداً دقيقاً , والكتاب الموسوم قد طبع عدة طبعات , أولها طبعة ليدان , وهي طبعة سقيمة , بها كثير من التصحيف , وأجودها طبعة دار النجف , بتحقيق : بحر العلوم النجفي , وتوجد للكتاب نسخةٍ مخطوطة محفوظة في مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة , تحت مسمى : أسماء البقاع والجبال والأمكنة .

وقال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري " :
العيص : وهو بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها مهملة , قال : وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام , قلت : وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل وهو قريب من بلاد بني سليم .
[/QUOTE]