وقال الهمداني في " صفة جزيرة العرب " تحقيق : نسابة اليمن الأكوع , وإشراف : حمد الجاسر , طبعة : دار اليمامة :
باب مساكن العرب فيما جاوز المدينة : العيص : وفيها جُهينة ومزينة .. وإليه ينسب التمر العيصي .

يقول المؤلف بن غنيم :
الهمداني العلامة الأخباري نسابة اليمن : أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني , يكنى بابن الحائك , وابن الدمينه , والنسابة , ويدعو نفسه بلسان اليمن , ولد سنة 280هـ , وتوفي سنة 334 هـ , من أهم مصنفاته كتابة الأنساب : " الإكليل في أنساب حمير وأيام ملوكها " ، ألفهُ في عشرة أجزاء ، لم يعثر منها إلا على : الأول , والثاني , والثامن , والعاشر , طبع في دار الإرشاد اليمنية , بتحقيق العلامة النسابه القاضي محمد بن علي الأكوع - رحمه الله - , وقول الهمداني عن العيص : وفيه مزينة , هذا وهماً منهُ , فليست العيص من منازل قبيلة مزينة ولا من أرضها لا في جاهليتها ولا بعد إسلامها , وقد ذكر الحربي في " المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة " وهو من المتقدمين عن الهمداني فقال عنها : وهي لجُهينة والحسينيين , وقوله التمر العيصي هو خطأ , إنما الصحيح التمر البرني .

وقال الهمداني في " صفة جزيرة العرب " :
قال الشاعرالحجازي العجلاني : وهو يصف أسماء بلاد العرب والمناهل , والأودية , التهامية , والسروية , المشهورة المعروفة , بأبيات طويلة ومنها :
[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#0052FF" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
سقيت ينبع فساحتها تلك=فتلك الضياع فالشعثاء
واتلأبت تصب من فوق رضوى=فبواطٍ دلوية وطفاء
رويت من بعاعها العيص=فالرس سيولاً فالمروة البيضاء
وأربت تصب في الحجر والود=كما صب في الحياض الدلاء[/poem]

يقول المؤلف بن غنيم الجهني :
( ينبع ) من منازل جُهينة القديمة , قدمت منه وفود جهينة لمبايعة صلى الله عليه وسلم عندما جاء مهاجراً إلى المدينة , أقطع صلى الله من جُهينة هو كشد بن مالك - رضي الله عنه , وهي رابع مدن الحجاز أهمية , ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة مدن في إمارة واحدة : ينبع النخل , وينبع البحر , وينبع الصناعية , وهي أشهر من أن نُعرفها انظر " تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين " .

( الضياع ) : هي المنازل والقرى المجاورة لبلاد ينبع , كالعيص , والأجرد , والأشعر , والمارمية , والحوراء .. وما جاورها .

( شعثاء ) : قرية في وادي ينبع لها عين جارية , وفيها حوانيت , ونزلها من جُهينة , كذا قال البلادي في معالم الحجاز , وأقول : هي بفتح الشين المعجمة وإسكان العين المهملة وفتح التاء المثلثة بعدها ألف ممدوه , إحدى قرى الجابرية من ينبع النخل , وإليها تنسبُ عين شعثاء من العيون البائرة التي لم يعد لها نبع .

( رضوى ) : جبل جُهينة القديمة , من أشهر جبال الحجاز وأعظمها حجماً , وهو الجبل الذي ألهم الشعراء وأسال قرائحهم , فلم يقع نظر شاعراً عليه إلا وذكره بأبيات , ولنا به كتاب : ( تحية الإجلال والإكبار مما قيل بجبل رضوى من الأشعار ) , وسيأتي معنا .

( بواط ) : من منازل جُهينة القديمة , وهو بواطان غوري وجلسي , غزاه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاعتراض قافلة عير قريش , راجع صفتهُ ورحلتنا إليه في " تاريخ الينبعين " وسيأتي .

( الرس ) : من منازل القبلية الجهنية , يطلق على جبل وواد , كما ذكرها الزمخشري في الجبال والأمكنة نقلاً عن علي بن وهاس , والرِس , بكسر الراء , هو النبع الذي يخرج من صخور الجبال , لا تردهُ إلا الوحوش والصيد , يعرفهُ أهل القنص , وسيأتي معنا تفصيله .
[/QUOTE]