وقال الحازمي في " الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة " تحقيق : حمد الجاسر , طبعة : دار اليمامة :
( باب : العيص ، والغيض )
أما الأول : بكسر العين وآخره صاد مهملة , موضع في بلاد سليم ، يقال له : العيص به ماء يقال له : ذنبان العيص ، قاله الكندي ، وهو فوق السوارقية .

يقول المؤلف بن غنيم :
قوله : من بلاد سليم , هذا وهم منه , وهو ايضاً بعيداً عن السوارقية .

وقال الأصطخري في " المسالك والممالك " :
والعيص : حصن صغير بين ينبع والمروة .

وقال عرام السلمي في " كتاب أسماء جبال تهامة وجبال مكة والمدينة " بتحقيق : عبد السلام هارون , ط1 , سنة 1373 هـ :
( العِيص ) : به ماء يقال له : ذَنَبانُ العيص , والعيص : ما كثرت أشجارهُ من السَلَمِ والضالِ , ويقال له : عِيص وخِيس , وحذاءه جبل يقال له : [ الحراض ], أسودٍ , ليس به نباتٌ حسن , وفي أصله أضاءةٌ , يقال لها : الحوق , تمسك الماء من السماء كثيراً .

يقول المؤلف ابن غنيم الجهني :
كتاب عرام بن الأصبغ السلمي الأعرابي : " أسماء جبال تهامة ومكة وجبال مكة والمدينة وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه "
منسوب إلى عرام السلمي , وهو الصحيح , ومنهم من نسبه إلى أبي الأشعث الكندي وهي نسبة خطأ , لأن الكندي ما هو إلا راوياً عن عرام , وليس هو صاحب الكتاب , ولذلك وقع عند البعض الخلط بينهما , وعرام هذا من المغمورين , لا توجد له ترجمةٍ في كتب التراجم , ولكنهُ كان أعرابياً بدوياً من بني سليم , ويظهر ذلك جلياً في لغة كتابته التي كتب بها كتابه هذا , وهو لم يؤلف غير هذا الكتاب , وكان ذا دراية في بلاد الحجاز , بحكم سكنى قومه لها وهم بنو سليم , المجاورون لقبيلة جُهينة منذ الجاهلية , ولكن يغلب على كتابه كثرة الأخطاء عند تحديده للمواضع , وله كثير من الأخطاء والشطحات الكبيرة في وصف المواضع وتحديدها , فقد ينقلك عند تحديد موضعاً ما إلى أكثر من مائةِ كيل ! , ولعل ذلك ناشئ من أنه كتب كتابه هذا بعد أن بلغ به العمر عتياً , قيل أنه كتبه وهو شيخاً هرماً , واعتمد في تدوينه للكتاب على ذاكرته التي لم تسعفه كثيراً , وطبع الكتاب عدة طبعات أجودها طبعة شيخ المحققين : عبد السلام هارون , وهي الطبعة التي ننقل منها , وكذلك ما نشره مجمع اللغة العربية بإشراف الشيخ البحاثة : حمد الجاسر , وللعثور على المخطوطة قصة , وبسببها حدث - بعض نفس - بين المحققين الكبيرين : بحاثة الجزيرة حمد الجاسر , وشيخ المحققين : عبد السلام هارون , رحمهما الله , وله طبعات متعددة لا يتسع المجال لذكرها ,

وفي طبعة : - دار الكتب العلمية - وهي طبعةٍ سقيمة جداً , بتحقيق الشناوي , ظهرت كلمة العيص محرفة فظهرت هكذا ( عيض ) بالضاد المنقوطة , وليست بالصاد , وكتب المحقق في الهامش أن في المخطوطة الأصل كلمة : ( جبل الحراض ) وأن الأصح الذي أثبته في متن الكتاب هو ( جبل الحراس ) وقال في الهامش : والتصحيح من كتاب البكري ومعجمه , وأقول : بل الأصح هو ما ظهر في أصل المخطوطة , والذي غيره المحقق عمداً ووهماً منه وهو : " جبل الحراض " وكذا في معجم ما استعجم للبكري نسخه - دار عالم الكتب - بالضاد وليس بالسين , كما صحف ذلك المحقق بوهمه , والشناوي يبدوا لي أنه قال بذلك نقلاً عن عبد السلام هارون في هامش تحقيقه للكتاب , حيث قال : ذكرهُ البكري في رسمه , وفي " الستار " وفي " شوحط " وفي إحدى نسخ أصله " الحراض " , ولم يرسم له ياقوت , بل لم يذكره , بتتبع فهارس وستنفلد , انتهى كلامه . وأقول : وهذا لا يصح من شيخ المحققين رحمه الله , لأن حراض لا يزالُ معروفاً باسمه إلى اليوم , ويقع بجوار الشبحة في منطقة العيص , ويبعد عن أملج 110 كيلو متراً , وقد ذكره ابن برجس الجهني في كتابه " شعراء من وادي العيص " , ومعتاد الجهني في " كتاب العيص " , وابن خميس في " معجم جبال الجزيرة " , وقال باحث الجزيرة الشيخ حمد الجاسر : ( الحراضة ) : من مناهل قبيلة جهينة بمنطقة العيص في إمارة المدينة , وقال البلادي في " معجم معالم الحجاز " ( الحراضة ) : وادٍ يصب في ينبع النخل من الشمال , إلى جانبه الشرقي بقايا آثار وحفريات , انتهى كلامه , وقد ذكره كثير عزة في أشعاره , وانظر أيضاً لتحديده أيضاً كتاب أبو علي الهجري , وهو غير وادي حراض أحد أودية القبلية ومن روافد جبل جهينة الأشعر , وسيأتي معنا مزيد توضيح في موضعه بعون الله .

[/QUOTE]