وقال علي مسعد برجس الجهني في " شعراء من وادي العيص " :
( العيص ) : بكسر العين يعني باللغة العربية الغابة , ( والعيس ) بكسر العين يعني باللغة العربية الإبل , يقع وادي العيص شمال محافظ ينبع البحر بحوالي 150 كيلو متر وغرب المدينة بحوالي 180 كيلو متراً , وشرق محافظة أملج بحوالي 80 كيلو متراً .. والعيص يعمل أهله بالزراعة والرعي ويوجد به أشجار النخيل , ومن أشهرها برني العيص , والكعيمر , .. يقع الوادي بين جبال وحرة بركانيه يسكنه قبائل جهينة .. العيص حاضرة جهينة منذ القدم , ولا يعرف متى نمت به أشجار النخيل حيث الماء كان يجري باستمرار بهذا الوادي .

وقال فهد بن سعد الزايدي الجهني في " جهينة في عهد النبوة الفضيلة والصحبة " :
( العيص ) : هذه البلدة العريقة والحاضرة القديمة , ذات التاريخ ومحط القوافل والجيوش , والتي وطأتها أقدام أفضل البشر بعد الأنبياء وأعني بهم صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وجنده , .. أما من حيث موقع هذه البلدة فهو معروف قديماً وحديثاً , عرف قديما بأنه موضع على ساحل البحر الأحمر , وهو في الحقيقة يبعد عن أقرب نقة للبحر الأحمر من جهة ( أملج ) ما لا يقل عن 70 كم .. والعيص حصن بين ينبع والمروة , وقيل هو عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر , ولا خلاف من كونه من بلاد جهينة كما ذكرت ذلك كتب التاريخ والسير والأنساب .. وتعرف العيص قديماً كما جاء في كتب السنة والتاريخ (بسيف البحر ) بكسر السين , وقد ثبت في صحيح البخاري مجيء جيش الصحابة لهذه البقعة وأميرهم أبو عبيدة رضي الله عنه , وفي هذه الغزوة قصة الحوت المشهورة الذي أكل الصحابة جميعا في تلك الغزوة في ثمان عشرة ليلة , جاء في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " وقد ذكر ابن سعد وغيره : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثهم إلى حي من جهينة ( بالقبلية ) مما يلي ساحل البحر , بينهم وبين المدينة خمس ليال وأنهم انصرفوا ولم يلقوا كيدا , وأن ذلك كان في رجب سنة ثمان , وهذا لا يغاير ظاهره ما في الصحيح , لأنه يمكن الجمع بين كونهم يلتقون عيرا لقريش ويقصدون حياً من جهينة فمحصل الكلام هنا : أن هذه السرية هل كان سبب بعثها ملاقاة عير قريش ؟ أو كانت تقصد حياً لجهينة ؟ وأيا كان الباعث , فالشاهد أن هذا الموضع من ديار جهينة ( العيص ) أو ما جاوره هو محل هذه السرية المباركة .

يقول ابن غنيم المرواني :
قولهم العيص من سيف البحر , هو قول خطأ نقله كثيراً من أهل السير وشراح الحديث , ويبدوا أن من جاء بعد ابن إسحاق ينقل قوله من كتابة السيرة النبوية حيث يقول ابن إسحاق : والعيص بناحية سيف البحر , وأقول : هذا تحديد غير صحيح , فالعيص بعيد جداً عن البحر بمسيرة يومين قديماً , وبمقاييس اليوم يبعد عن ينبع البحر 150 كيلاً , وأما قوله : أن خبر الحوت وقصته المشهورة حصلت في سرية ( العيص ) فغير صحيح أيضاً , إنما الثابت والمشهور أن خبر حوت العنبر وقذف البحر له حصل في غزوة بواط كما حررنا ذلك خلال حديثنا عن موضع بواط في كتابنا " تعطير الصفحتين بشيءٍ من تاريخ الينبعين " فليرجع إليه .

وقال فهد بن سعد الجهني أيضاً في " جهينة في عهد النبوة " :
( العيص والصحابة ) : شرف الله هذه البلدة وأهلها بأن كانت ملجئاً ومكمناً لأنصار الله ورسوله , من حيث كانت ثغراً من ثغور الإسلام , فقد لجأ إليها صحابيان جليلان فرا بدينهما وكان لهما أثر عظيم في النكاية بأعداء الله ورسوله .. ولديار جهينة عموماً , ووادي ينبع النخل خصوصا ذكر عظيم وخبر حافل , وتعلق كبير في كتب رحلات حجاج بيت الله الحرام , فهذه الديار ومنذ القرون الأولى إلى القرون المتأخرة كانت طريق الحاج القادم من بلاد مصر والشام , وتجد لهذه البلدان ذكر في كتب رحلات الحج , فلا يكاد يخلو كتاب من هذه الكتب إلا وفيه ذكر لبلاد جهينة ولهذه القبيلة , حيث كانت تقوم هذه القبيلة بأفخاذها المتعددة باستقبال ركب الحجاج عند وصولة إلى أراضيهم , والسير معه لحمايته ودلالته على الطريق , حتى توصله كل قبيلة من جهينة إلى حدود القبيلة الأخرى , وهكذا حتى تودعه هذه القبائل عندما يخرج من حدودها , بل إن الوصول إلى هذه الديار ( ينبع وما جاورها ) مما يكون سبباً في استبشار الحاج وإيذاناً بقرب وصوله إلى الديار المقدسة .

وقال صالح عبد اللطيف عليان في " ملامح من تاريخ ينبع " :
( أهمية العيص ) : كانت العيص تقع على أحد طرق القوافل المتجهة إلى الشام , وتعتبر من المناطق التاريخية القديمة , ويؤيد هذا القول انتشار الواحات الزراعية وتوفر المياه فيها , وهما من العناصر الرئيسية في الاستيطان .. والعيص : تعتبر اليوم مدينة متكاملة الخدمات حيث تتوفر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والهاتفية والمصرفية والأمنية والقضائية وغيرها .

( تنبيه خارج كتابنا ) :
أخي القارئ الكريم إذا استفدت من كتابنا هذا فلا تنسى أن تدعو لكاتب هذه الأسطر - بظهر الغيب - بهذه الدعوات البسيطة وهي : ( اللهم أغفر لكاتب هذه الأسطر ووالديه ) فقد كانت هذه الدعوة موضوعة تحت معرفنا - ابن غنيم المرواني - ووجدتها اليوم قد حذفت من الإدارة ! , والحمد لله أولاً وأخراً , ولتاريخ العيص بقية .


[/QUOTE]