اتصلت بالفنان نبيل نجدي .. لأخذ رأيه حول ماقاله رئيس بلدية ينبع لموقع شاهد الإخباري وأفاد بما يلي

أولا للحقيقة أقول أن مقالتي في جريدة المدينة الغراء لم تكن هي التي حركت القضية لأنني لم أشر فيها إلى بلدية ينبع ولا إلى المجسم من قريب أو بعيد وإنما هو حديث عام عن الفن بصورة شاملة وكيفية تعامل المجتمع مع الجمال وأن المجسمات الجمالية تعتبر من ممتلكات الدولة القيمة التي يفتخر بها الناس كموروث ثقافي فكري ودعوت إلى الاهتمام بها ومنع الأطفال من العبث بها والارتقاء بالذائقة الفنية لأفراد المجتمع ككل .. ولم أتحدث في أمر السمكة ولم أتعرض لشخص رئيس البلدية بتاتا .. ولم أتعرض للتفاصيل إلا بعد اتصالك بي وسؤالك ثم اتصال مندوبة موقع شاهد وسؤالها .. هذا أولا

وثانيا جميع ما قاله رئيس البلدية في هذا الحوار السريع صحيح ولا غبار عليه .. ولكن ما رأيته أثناء مقابلتي له في مكتبه وظهور آثار المفاجأة عليه وغضبه على الموظف الذي أخبره بأنهم باعوه أشعرني أن الرئيس لم يكن يعلم أن المجسم قد بيع وزاد بأن أعتذر مني وكرر الاعتذار وسمعته يقول للموظف قلت لكم أزيلوه ولم أقل بيعوه !!

أما كون أنه لا حق لي في هذا المجسم وأنه أصبح ملكا للبلدية فأمر لا اعتراض لي عليه من الناحية المادية .. أما من الناحية المعنوية فنظرتي للأمر على أن هذه الأعمال الفنية المعروضة في مدننا تصبح إرثا وطنيا وتراثا فنيا لا يحق لأحد أن يتصرف فيه بعد عرضه إلا برأي عام .. ويوجد في مدننا الكثير من الأعمال الفنية لفنانين عالميين غير سعوديين دفعت فيها الدولة الملايين ولا تستطيع أي جهة أن تزيلها إلا بتوجيه رسمي عام فما بالك عندما يكون العمل لفنان سعودي

وعندما أخبرني رئيس البلدية بأنه سيزيل المجسم قلت له ما رأيك في أن تهدي العمل إلى أمانة مدينة جدة ؟ قال لي لا مانع واعتبرت هذا الكلام موافقة منه بنيت عليها اتصالي بامانة جدة وترتب عليها موافقتهم على الإهداء على أن يتم بشكل رسمي ..

وإنني أتساءل أي الخيارين أفضل ؟ بيع المجسم سكراب بثمن بخس يدخل صندوق البلدية .. أم إهداؤه إلى مدينة كجدة تحتفي بالفن وتنتشي به ويصبح المجسم فيها شاهدا على هذا الصنيع مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ) .. و عربون صداقة وتعاون مثمر وبناء بينها وبين مدينة ينبع

الخيار الثاني بلا شك أفضل فهو يرضي جميع الأطراف .. يرضي هيئة الأمر بالمعروف بإزالة المجسم من ينبع ويظهر رئيس البلدية بأنه أطاع الأمر ونفذ أمر الهيئة ويحافظ على المجسم ويبرزه في مدينة كجدة وبهذا ( لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم )

إذن المسألة ليست مسألة هذا حق من حقوقنا نفعل به ما نشاء وإنما مسألة تراث فني ونظرة للتعامل مع الجمال بطريقة حضارية وإذا ا كانت ظروفنا الدينية لا تسمح لنا بعرضه فهناك من يسمح بعرضه و لا يرى في الأمر بأسا

واسمحوا لي عبر منتداكم أن أشيد بما قاله وما ينوي التصرف فيه عضو المجلس البلدي الدكتور محمد سالم البلوي الذي أعجبني حقيقة فأمر كهذا لا بد أن يتم التشاور بشأنه حتى يأتي التصرف فيه على أرضية من الاتفاق التام وفق الله الجميع