أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 49 إلى 60 من 76

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    120
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    جزاك الله خيرا وغفر الله لك ولوالديك
    وبارك الله فيك
    ونفع بك , ونفعك

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Exclamation رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    أَخي وَحبيبي المُتَسمّي بالخبر اليقين :
    وَأُحْصر مَقَالُكَ إِنْ نَطَقَتْ فَرُبَّمَا ....... وَعِظَ الْمُقِل بِعَثْرَةِ الْمِكْثارِ
    عِنْدِي كُلُّ الْخَبَرُ اليَقينُ فَثِقْ بِمَا ..... يُنْهِي إِلَيْكَ جُهَيْنَةُ الأَخْبارِ


    فَدع عنكَ الهمْزَ واللمْزَ؛ والتلميح بالتجريح؛ فأَخا جُهينةَ لنْ تُعجِزه؛ فجهينة هيَّ جهينة

    فالحقُّ والصَّواب أَنَّ كتابي هذا لم أخصصه وأضعه لأنسابِ جهينة وفروعها؛ فذالك له كتاب آخر؛ وإنما الهدف الأساسِيُّ والغاية التي تَوخَّيتُها من وراءهُ قد أوضحتها في المقدمة؛ فأرجع واقْرَأ ولا تتعجل؛ فإنك لن تُعْدَمَ الحق؛ فأنا قد ألفْتَهُ لتحديد ووصف منازل وأماكن جهينة بأرضها؛ ويشهد الله أنَّ مَا رميتني به لباطلٌ؛ ولقد صدق القائل :
    ضِدَّانِ مَا اجتمعا ولن يتقاربا ...... حتى تَشِيبُ مَفارق الغِربانِ

    ولن أُنشد للآخر :
    لايضرُ البحر أمسى ساكنا ...... إِنْ رَمى فيه غُلامٌ بِحَجَر

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    awt17 رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة


    جبل فحلتين الأسطوري؛ جبلٌ من جبال جهينة
    وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعده وسماه : جبل منور .


    الجبل يظهر بعيدا؛ وفي يمين الصورة يظهر جدار قلعة مبنية لحراسة وحماية سكة حديد الحجاز
    القادمة من الشام .


    وهذه صورة للجبل ايضا .

    .
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة


    وَمِمّا جَاءَ عِنْدَ الْنّسّابَةُ اللُّغَوِيّ أَبُو عَلِيّ زَكَرِيّا بْن هَارُون الْهَجَرِيُّ؛ فِي كِتَابِهِ « التَّعْلِيقَات وَالنَّوَادِر » :
    الْعَلَاء بْن مُوسَى اَلْجُهَنِيَّ:
    أَنْشَدَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَرِيم كَعْبيٌ؛ وَالنَّهْدِيُّ؛ وَالْفَزَارِيُّ؛ لِلْعَلَاءِ بْن مُوسَى اَلْجُهَنِيَّ :

    أَتَعْرِفُ دَاراً بَيْنَ رَضْمٍ وَأَمْهُدٍ ..... لَمِيٍّ تعَفَّتْ غَيْرَ نَيٍّ وَمَسْجِدِ
    وَغَيْرَ ثَلاَثٍ يَصْطَلْنَ كَأَنَّمَا ....... عَلَيْهِنَّ رَدْعٌ مِنْ خِضَابٍ مُرَدَّدِ
    وَقَفَتْ عَلَيْهَا الَّنضْوَ أَنْشُدُ أَهْلَهَا ..... مَنَازِلَ قَفْرٍ لَيْسَ مِنْهَا بِمَنْشَدِ
    بِهَا عَاجَ عُوَّادِيْ عَلَيَّ وَعَادَنِي ..... على النَّايِ مِنْ ذكْرَاكِ يَامَيَّ عُوَّدِي
    فَهَلْ لَيْلَةُ الْقَوَّيْنِ رَاجِعَةٌ لَنَا ..... وَأًنْتِ لأُخْرَى مِثْلِهَا الْدَّهْرَ تَهْتَدِي
    بِهَا رُمْتُ نَفْسِي أَنْ أُجَاهِرَ مُعْلِناً ..... عُيُونَ اَلْعُدَى لَمَّا حَوَوا كُلَّ مَرْصَدِ
    فَلَمَّا هَدَا جَرْسُ الأَنِيْسِ وَلَمْ يَكَدْ ..... وَأَفَنَيْتُ بَاقِي لَيْلَتِي بِالتَّكَيُّدِ
    بَدَرْتُ انْسِلاَلَ السَّيْدِ مِنْ تَحْتِ غَابَةٍ ..... هَدَا الْجَرْسُ عَنْهُ فَانْبَرَى نَحْوَ مَوْرِدِ
    وَأَحْلِفُ مَاأَدْرِي مَعَ الْخَوْفِ وَالْعُدَا ..... أَتَنْجَحُ أَمْ لاَحَاجَةُ الْمُتَكَيَّدِ
    وَإِلاَّ هُجُودَ الأمِنِيْنَ لِغِرَّةٍ ..... يُصَادِفُ سَارِي اللَّيْلِ أَمْ غَيْرَ هُجَّدِ
    فَلَمَّا دَنَا مِنَّي الرَّوَاقُ وَدُوْنَهُ ..... سُتُورٌ وَفَوْدَا ذِيْ كُسُوْرٍ مُمَدَّدِ
    إِلَى مِثْلِ قَرْنِ الشَّمْسِ يَوْمَ دُجُنَّةٍ ..... بَدَتْ بَدْوَةً مِنْ فَرْجَةٍ لم تَرَبَّدِ
    هَدَانِيْ إِلَيْهَا رِيْحُ مِسْكٍ تَلَبَّخَتْ ..... بِهِ فِي دُخَانِ المَنْدِليَّ المُقَصَّدِ
    فَلَمَّا رَأَتْنِي مُخْطِراً شَوْكَةَ الْعُدَى ..... رَدَى النَّفْسِ مُجْتَاباً إِلَى غَيْرِ مَوْعِدِ
    جَلَتْ دَاجِيَ الظَلْمَاءِ مِنْهَا بِسُنَّةٍ ..... وَنَحْرٍ مَشِيْبٍ لَوْنُهُ بِالزَّبَرْجَدِ
    وَبِالشَّذْرِ مَسْبُوكاًَ كَأَنَّ الْتِهَابَهُ ..... تَلْهُّبَ حُمْرِ الْفَرْقَدِ الْمُتَوَقّدِ
    وَقَالَتْ أَجْرَنَا مِنْكَ وَالعِرْضُ وَافِرٌ ..... مَقَالةَ مَغْصُوْبِ الْمَقَالَةِ مُوْحَدِ
    فَقُلْتُ نَعَمْ إِلاَّ لِمَاماً بِمَبْسَمٍ ..... نَقِيّ وَأَنَّي لا أُبَرَّيْكِ مِنْ يَدِي
    وَقُلْتُ اجْعَلِيْهَا لَيْلَةً غَابَ شَرُّهَا ..... عَلَيْنَا وَلَوْ أَيْقَنْتِ بِالْمَوْتِ مِنْ غَدِ
    فَقَالَتْ علَى اسْمِ اللهِ أَمْرُكَ طَاعَةٌ ..... وإِن كُنْتُ قَدْ عُوَّدْتُّ مَالَمْ أُعَوَّدِ
    وَجَاءَتْ كَسَلَّ السَّيْفِ لَومَرَّ مَشْيُهَا ..... عَلَى الْبَيْضِ أَضْحَى سَالمِاً لَمْ يُخَضَّدِ
    فَبِتْنَا مَعاً جَارَا عَدُوٍّ مُجَاوِرٍ ......... بِلَيْلَةٍ طَلٍّ مِنْ تِمَامٍ وَأَسْعُدٍ
    وَبِتْنَا وَبَاتَ الطَلُّ فَوْقَ ثِيَابِنَا ..... وَمَنْ يَقْتَنِصْنَا آخِرَ اللَّيْلِ يَصْطَدِ
    وَبِتْنَا وَلاَ نَكْذِبْكَ لَوْ دَامَ لَيْلُنَا ..... إِلَى الْحَوْلِ لم نَمْلَلْ وَقُلْنَا لَهُ ازْدَدِ
    نَذُود النُفُوْسَ الصَّادِيَاتِ عَنِ الهَوَى ..... ذِيَاداً وَنَسْقِيْهِنَّ سَقْيَ المُصَرّدِ
    فَلَمَّا بَدَا ضَوْءُ الصَّبَاحِ وَرَاعَنَا ..... مَعَ الصُّبْحِ صَوْتُ الْهَاتِفِ الْمُتَشهَّدِ
    جَهَضْنَا بِشَخْصٍ وَاحِدٍ فِيْ عُيُونِهِمِ ..... نَطَا فِيْ حَوَاشٍ مِنْ مُعَضَّدِ
    إِلَى جُنَّةٍ مِنْهُمْ وَسَلَّمْتُ غَادِياً ..... عَلَيْهَا سَلاَمَ الْبَاكِرِ المُتَزَوَّدِ
    وَوَلَّتْ فِي اغْبَاشِ الدُّجَى مُرْجَحِنَّةً ..... تَأَطُّرَ غُصْنِ الخِرْوَعِ الْمُتَأَيَّدِ
    ..... لِعَجْلَى بِالْفَلا يَوْمَ عَنْوَةٍ ..... وَلي بَيْنَ حِنْوَى ذِيْ نَقِيضٍ مُفَنَّدِ
    أَلاَ لاَ أُبَالِيْ مَا أَجَنَّتْ صُدُورُهُم ..... إِذَا بِتُّ مِنْهَا بَيْنَ طَوْقٍ وَمِعْضَدِ

    قَالَ الْمُؤَلِف ابْن غُنَيْم الْمَرْوَنِيَّ - عَفَا اللّهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالدِّيَه - :
    وَلِي أَبْيَاتٌ لَيْسَتْ بِالطَّوِيلَةِ؛ قُلْتهَا فِي رِثَاء شَيْخِي وَوَالِدِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَعَالَى؛ عِنْدَمَا وَقَفْتُ عَلَى قَبْرِهِ بِبَقِيعُ الْغَرْقَدِ وَأَرْضِ الْعَوَالِي تُطِلُّ مِنْ أَمَامِي؛ فَقُلْت :
    حَنَّ قُبَاءَ وَصَاحَ الْعَوَالِيَّ فَوْقَ ثَرَاكْ ..... وَاهتَزّتْ شَوامِخُ رَضْوَىَ يَوْمَ فُقْدَاكْ
    وَهَوَى لِلْعِلْمِ حِينَهَا قُطْبٌ مِنْ الأَفْلاَكْ ..... وَرَثَاكَ الْجُودُ يَا أَبَتَاهُ وَقَدْ عزَاكْ

    إِلَى آخِرِ مَا قُلْنَا مِنْ الْأَبْيَاتِ الْمُتَقَدّمَةَ .
    .

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    .
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    قَالَ ابِنُ غُنَيْم الْجُهَنِيّ - عَفَا اللّهُ عَنْهُ - :
    وَيَحْسُنُ أَنْ نُورِد قَصِيدَةً جُهَنِيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِسُوَيْقةَََ مِنْ أَرْضِ يَنْبُعَ؛ بَعْدَ مَا جَرَى مِنْ تَخْرِيبِهَا فِي ثَوْرَةَ مُحَمّد بْن عَبْدِ اللّهِ بْن الْحَسَنِ الْطَالِبِيُّ فِي عَهْدِ الْخَلِيفَةَ الْمَنْصُور؛ قَالَهَا شَاعِرٌ يَنْبُعِيّ جُهَنِيّ؛ هُوَ سَعِيد ابْنُ عُقْبَةَ الْجُهَنِيّ، أَوْرَدَ الْبَكْرِيّ فِي مُعْجَمِهِ سَبْعَةً مِنْ أَبْيَاتِهَا؛ وَأَوْرَدَهَا كَامِلَةً أَبُو حَيَّان التّوحِيدِيّ فِي كِتَابِ « الْبَصَائِر وَالذَّخَائِرِ » وَلَكِنّهُ سَمّى الشّاعِرَ شَدّاد بْن عُقْبَةَ؛ وَهُوَ سَعِيد كَمَا فِي « الْأَغَانِي » لِلْأَصْبَهَانِيّ؛ « وَمُعْجَمِ مَا اسْتَعْجَمَ » لِلْبَكْرِيّ ؛ « وَالْأَمَالِي » لِيَمُوتَ بِن الْمُزْرِع؛ قَالَ الشّاعِرُ الْجُهَنِيّ : مِنْ البَسِيطِ - :
    إنّي مَرَرْتُ عَلَى دَارٍ فَأَحْزَنَنِي .... لَمَّا مَرَرْتُ عَلَيْهَا مَنْظَرُ الدّارِ
    وَحْشٌ خَلَاءٍ كَأَنْ لَمْ يَغْنَ سَاكِنِهَا ...... لِمُعْتَفِينَ وَقُطَّانٍ وَزُوَارِ
    مَنْ لِلْأَرَامِلِ وَالأَْيْتَامِ يَجْمَعُهُم ...... شَتّى الْمَوَارِدِ مِنْ حَِلْسٍ وَأَكْوَارِ
    مَأْوَى الْغَرِيبُ وَسَارِيَ اللّيْلُ مُعْتَسِفاً ...... وَعِصْمَةُ الضّيْفِ وَالْمِسْكِينِ وَالْجَارِ
    بِهَا مَسَاكِنَ كَانَ الضَّيْفُ يَألفُهَا ...... عِنْدَ التَّنَسُّمِ مِنْ نَكْبَاءَ مِهْمَارِ
    فِيهَا مَرَابِطُ أَفْرَاسٍ وَمُعْتلَجٌ ...... وَحَامِلٌ أُخْرَيَاتِ اللَّيْل منْ مَارِ
    فِيهَا مَعَالِمٌ إلّا أَنّهَا دَرَسَتْ ...... مِنْ وَاردِيِنَ ونُزَّالٍ وَصدَّارِ
    فِيهَا مَغَانٍ وَآيَاتٌ وَمُخْتَلفٌ ...... فِي سَالِفِ الدّهْرُِ مِن بَادٍ وَحُضَّارِ
    ثُمَّ انْجَلَتْ وَهِيَ قَدْ بَادَتْ مَعَالِمُهَا ...... أَلْقَى الْمَرَاسِى فِيهَا وَابِلٌ سَارِ
    وَخَاوِيَاتٍ كَسَاهَا الدّهْرُ أَغْشِيَةً ...... مِنْ الْبِلَى بَعْدَ سُكّانٌ وَعُمَّارِ
    جارَ الزَّمَانُ عَلَيْهَا فَهِيَ خَاشِعَةً ...... طَوْرَينِ مِنْ رَائِحٍ يَسْرِي وَإِمْطَارِ
    فَغَاضَتْ الْعَيْنُ لَمَّا عِيلَ مَجرَّعهَا ...... فَيْضَ القَرِيّ جَفَّتْ عَنْهُ يَدُ القَارِي
    وَدَارَتْ الْأَرْضُ بِي حَتّى اعْتَصَمْتُ بِهَا ...... وَأًستَكَّ سَمْعِي بِِعْرفَانٍ وَإِنْكَارِ
    حَتّى إذَا طَالَ يَوْمٌ مَا يُفَارِقُنِي ...... مَا أَوْجَعَ الْقَلْبُ مِنْ حُزْنٍ وَتَذكارِ
    وَحَانَ مِنّي انْصِرَافُ الْقَلْبِ وَانْكَشَفَتْ ...... عَمْياءُ قَلْبٍ شَراهُ النّوْمَ مِهْجَارِ
    لَا يُبْعِدِ اللّهُ حَيّاً كَانَ يَجْمَعْهُمُ ...... مُنَدَّى سُوَيْقةَََ أَخْيَاراٌ لأَخْيَارِ
    البَاذِليْنَ إِذَا مَا الثَّقْلَ أَعْدَمهُمُ ...... جَادَتْ أَكُّفُهُمُ بِالْجُودِ مِدْرَارِ
    وَالرّافِعِينَ لِسَارِيَ اللّيْلِ نَارَهُمُ ...... حَتَّى يَجِيءَ عَلَى سِدْرٍ مِنْ النّارِ
    وَالْدَّافِعِينَ عَنْ الْمُحْتَاجِ خَلَّتَهُ ...... حَتَّى يَحُوزَ الْغِنَى مِنْ بَعْدِ إِقْتارِ
    وَالْقَائِلِينَ لَهُ أَهْلًا بِمَرْحَبْةٍ ...... لُجْ فِي اِنِفسَاحٍ وَرَحبٍ أَيُّهَا الْسَّارِي
    وَالْضَّامِنينَ الْقِرَى فِي كُلِّ رَاكِدَةٍ ...... فِيهَا سَدِيفُ شَظَايا تَامِكٍ وَارِي
    وَالْمُدْرِكِينَ حُلُوماً غَيْرَ عَازِبَةٍ ...... الْنَاهِضِيْنَ بِجَدٍّ غَيْرِ مِعْثَارِ
    وَالْعَاطِفِيْنَ عَلَى الْمَوْلَى حُلومَهُمُ ...... حَتَّى يَفِيءَ بِحِلْمٍ بَعْدَ إِدْبَارِ
    وَالْعَائِدينَ إذْا ضَنَّتْ بِدَرَّتِهَا ...... أُمُّ الْفَصِيلُ فَلَمْ تَعْطِفْ بِإِدْرَارِ
    وَاليَاسِرِينَ إذَا مَا شَتْوةٌ جَمَدَتْ ...... فَلَمْ يُحَسَّ بِنَارٍ قِدْرُ أََيْسَارِ
    وَالْمَانِعِينَ غَدَاةَ الرّوْعِ جَارَهُمُ ...... بِكُلِّ أَجْرَدَ أَوْ جَرْدَاءَ مِخْطَارِ
    وَالْرّافِعِينَ صُُدُورَ الْعِيْسِ لاَغِبَةً ...... تَبْغِي الْإِلَهُ بِحُجَّاجٍ وَعُمَّارِ
    عَلَى حَرَاجيجَ أَظْلاَعٌ مُعَّودَةٍ ...... تَرْمِي الفِجَاجَ بِرُكْبَانٍ وَأَكْوَارِ
    فَلَيْتَنِي قَبْلَ مَا آسَى لِحُزْنِكُم ...... وَكُلُّ شَيءٍ بِمِيْقَاتٍ وَمِقْدارِ
    لفَّتْ عَلََيَّ شِفَاهُ الْقَبْرِ فِي جَدَثٍ ...... عُرَى الْمَنُونِ فُرَادَى تَحْتَ أَحْجَارِ
    وَلَمْ أَرَ العَيْشَ فِي الدّنْيَا وَلَمْ يَرَني ...... وَلَمْ يَجيئْني بِأَنْيَابٍ وَأَظْفَارِ
    وَلَمْ أُفِضْ عَبَراتٍ مِنْ مُواكَلَةً ...... عَلَى كَرِيمٍ بِسَفْحِ الوَاكِفِ الْجَارِي


    قَالَ ابِنُ غُنَيْم الْمَرْوَنِيَّ :
    هَذَا مَا رَأَيْتَهُ مِنْ الْقَصِيدَة وَالَّتِي جَاءَتْ فِي 32 بَيْتًا؛ وَلَمْ أَرَهَا مَضْبُوطَةً فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي ذَكَرَتْهَا؛ وَقَدْ اجْتَهَدْتُ فِي ضَبْطِهَا وَتَحْرِير أَلْفَاظِهَا؛ وَالشّاعِر مَجْهُولٌ عِنْدِي؛ وَكَنّاهُ ابْنُ ظَافِرٍ الْأَزْدِيّ فِي كِتَابِهِ « بَدائِعِ البَدائِه » بِأَبِي الْمُجِيب؛ وَأَوْرَدَ لهُ قِصّةُ الْقَتَال الْكِلَابِيّ مِنْ رِوَايَتِهِ؛ وَالْمَرَثيّ بِالْقَصِيدَةِ يُكَنّى أَبَا عَبْدِ اللّهِ الْمَدَنِيّ؛ وَهُوَ مُحَمّد بْن عَبْدِ اللّهِ بْن حَسَنِ بْن حَسَنٍ ابْنُ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ الْقُرَشِيّ؛
    وَبِهِ عَنَى الشّاعِر سَلَمَةُ بْن أَسْلَمَ الْجُهَنِيّ بِقَوْلِهِ :
    إنّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ مُحَمّدٌ إِمَامَا ...... بِهِ يَحْيَى الْكِتَابِ الْمُنَزّلِ
    بِهِ يَصْلُحُ الْإِسْلَامِ بَعْدَ فَسَادِهِ ....... وَيَحْيَى يَتِيمٌ بَائِسٍ وَمَعُولِ
    وَيَمْلَأُ عَدْلًا أَرْضِنَا بَعْدَ مِلْئِهَا ..... ضَلَالاً وَيَأْتِينَا الّذِي كُنْت أَمُلِ



    وَمِمّا أَلْفَيْته عِنْدَ يَمُوتَ بِن الْمُزْرِعِ فِي « كِتَابِ الْأَمَالِي » نُسْخَةِ مَجَلَّةُ مَجْمَعِ اللُّغَةِ الْعِلْمِيِّ بِدِمَشْقَ؛ عَنْ سَبَبِ قَوْلِ شَاعِرِنَا لِهَذِهِ الْقَصِيدَةِ؛ مَا يَلِي :
    قَالَ يَمُوتَ بْنِ الْمُزْرِعِ؛ عَنْ ابْنِ الْمَلاَّح؛ عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْن جَعْفَرِ بْن إبْرَاهِيمَ؛ عَنْ مُوسَى بْن عَبْدُ اللّهِ بْن حَسَنِ؛ قَالَ : خَرَجْتُ مِنْ مَنَازِلَنَا بِسُوَيْقَةََ جُِنْحَ لَيْلٍ؛ وَذَلِكَ قَبْلَ خُرُوج مُحَمَّدٌ أَخِي؛ فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ تَوَهَّمْتُ أَنَّهُنَّ خَرَجْنَ مِنْ دَارِنَا؛ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ؛ فَاتَّبعْتُهُنَّ لَأَنْظُرَ حَيْثْ يُرِدْنَ حَتَّى إِذَا كَانَا بِطَرَفِ الجَمِير ؟؛ الْتَفَتَتْ إحْدَاهُنَّ وَهِيَ تَقُولُ :
    سُوَيْقةََُ بَعْدَ سَاكِنِهَا يَبَابُ ....... لَقَدْ أَمْسَتْ أَجَدَّ بِهَا الْخَرَابُ
    فَقُلْتُ لَهُنّ : أَمِنْ الْإِنْسُ أَنْتُنَّ ؟؟؛ فَلَمْ يُرَاجِعْنَنِى؛ فَخَرَجَ مُحَمَّدٍ بَعْدَ هَذَا؛ فَقُتِلَ؛ وخُرِّبَتْ دِيَارُنَا !؛ وَبِالْإِسْنَادِ عَنْ إسْمَاعِيلَ [الْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّمِ] قََال : لَقِيَنِي مُوسَى بْن عَبْدُ اللّهِ؛ فَقَال : هَلُمَّ حَتَّى أُرِيكَ مَا صُُنِعَ بِنَا بِسُوَيْقَةََ؛ فَانْطَلَقْت مَعَهُ؛ فَإِذَا بِنَخْلِهَا قَدْ عُضِدَ عَنْ آخِره؛ وَمَصَانِعُها قَدْ خُرِّبَتْ؛ فَخَنَقَتْني العَبْرَةُ؛ فَقَال : إلَيْك؛ فَنَحْنُ وَاَللّهِ كَمَا قَالَ دُرَيدُ بْن الصِّمَّةِ :
    تَقُولُ أَلأَ تَبْكِي أَخَاكَ وَقَدْ أَرَى ....... مَكْانَ الْبُكَا لَكِنْ جُبلتُ عَلَى الْصَّبْرِ

    وَقَالَ سَعِيدِ بْن عُقْبَةَ الْجُهَنِيّ : نَزَلَتُ بِبَطْحَاءِ سُوَيْقَةَُ؛ فَاسْتَوْحَشْتُ لِخَرَابِهَا؛ إِلَى أَنْ خَرَجتْ ضَبْعٌ مِنْ دَارِ عَبْدُ اللّهِ بْن حَسَنِ؛ فَقُلْتُ :
    إنّي مَرَرْتُ عَلَى دَارٍ فَأَحْزَنَنِي .... لمَّا مَرَرْتُ عَلَيْهَا مَنْظَرُ الدّارِ
    وَحْشًا خَرَاباً كأنْ لمْ تَغْنَ عَامِرَةً ...... بِخَيْرِ أَهْلٍ لِمُعْتَرٍّ وَزُوَّارِ
    لا يُبعدِ اللهُ قَوْماً كَانَ يَجْمَعْهُمُ...... جَنْبا سُوَيْقةَََ أَخْيَاراً لأَخْيَارِ
    الْرّافِعِينَ لِسَارِي اللّيْلِ نارَهُم ...... حَتَّى يَؤُم عَلَى ضَوءٍ مِنْ النّارِ
    وَالْرَّافعين عَنْ الْمُحْتَاجِ خَلَّتَهُ ...... حَتَّى يَجُوزَ الْغِنَى مِنْ بَعْدِ إِقْتارِ

    .


    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    قَالَ ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَنِيُّ الجُهَنِيّ - عَفَا اللّهُ عَنْهُ - :
    وَفِي دِيوَانُ الشّيْخ الْإِمَامُ الْمُحْدَثَ الْحَافِظُ الشّاعِر الْفَحْلُ اللُّغَوِيِّ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ؛ الْمُلَقَّب بِشَاعِر الْبَادِيَةَ؛ مُحَمّدٍ ابْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ابْنُ وَاصِل ابْنُ بَكْرٍ ابْنُ بَخِيْت ابْنُ حَارِس ابْنُ قََرْعٌ ابْنُ عَلَي ابْنُ خَيْرٍ الْجُهَنِيَّ الْقُضَاعِيّ الْحِمْيَرِيُّ؛ أَحَد دُهَاة الشّعْرِ فِي الْقَرْنِ الثّانِي عَشَرَ لِلْهِجْرَةِ؛ كَانَ شَاعِرِنَا الْجُهَنِيّ أَعْرَابِيّ النَّشْأَةِ؛ وُلِدَ بِمِصْر فَتَخْرَجَ مِنْ بَيْتُ عِلْمٍ وَصَلاَحٍ وَرِيَاسَةٌ؛ مُعْتَزًّا بِدِينِهِ وَنَسَبِهِ وَحَسْبِهِ كُلّ الاعتزاز؛ يَعْرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَب فَضّلَهُمْ عَلَى الدّنْيَا؛ وَكَرَمِ طِبَاعُهُمْ وَشَرِيف خِصَالِهِمْ؛ وَأَنّهُمْ أَهْلِ الشّجَاعَةَ وَالسّمَاحَةِ وَالنّجْدَةِ وَالْمُرُوءَةِ وَالنّخْوَةِ وَالْإِبَاء وَالْكَرَمِ؛ وَلَقَدْ زَادَهُمْ الْإِسْلَام فَضْلًاً وأَرْيَحِيَّة؛ فَكَانُوا النّور الّذِي هَدَى الْعاَلمُ مِنْ حِنْدِسُ الْجَهَالَةِ وَالْبَغْي؛ حَتّى أَسَّسُوا حَضَّارَةً اِقْتَبَسَ مِنْهَا الْغَرْب الأَْعَاجِمِ أُسُسُهَا؛ وَهُمْ بَعْدُ يَرْسُفوا فِي مَجَاهِلُ الظّلَامِ وَقُيُودِ الْقَسَاوِسَةُ؛ وَمِنْ أَبْيَاتٍ طَوِيلَةٍ لَهُ يَذْكُر بَعْضٍ مِنْ فَضَائِل وَمَنَاقِب قَوْمِهِ بَنِي جُهَيْنَةَ؛ وَأَنّ لَهُمْ تَارِيخًا عَظِيمًا مُشْرِفا؛ مُنْذُ أَيّامِ الْجَاهِلِيّةِ عِنْدَمَا سَادُوا مَعَ كَلْبًا جَمَرَةُ الْعَرَبِ قُضَاعَةَ وَقَدْ أَناخَ الشَّرَف بِبَابِهِمْ؛ إلَيّ أَنْ جَاءَ الْإِسْلَام فَازْدَادُوا عُلاً وَسَبْقٍ حَتّى الْيَوْمِ؛ فََمِنْ ذَلِكَ مَا أَنْشَدَهُ :
    مِنْ الْبَحْرِ الطّوِيل - :
    بَنِيَّ إِفْزِعُوا إِنَّ الْعُلا جَدّ جِدُّهَا ....... وَبَانَتْ لَكُمُ آيَاتُهَا مِنْ أَياتِهَا
    أَقِيمُوا مَطَايَاكُمُ إلَى الْمَجْدِ وَارْفَعُوا ..... عَلَى نَغَمَاتِ الْعِلْمِ صَوْتَ حُداتِهَا
    بَنِيَّ إِفْزِعُوا إِنَّ الْمَمَالِكَ حَوْلَكُمْ ..... عَلَى الْعِلْمِ تُجْرِي بِالْهُدَى مُذْ كِيَاتِهَا
    شَمَائِلُ قَوْمُكُمُ إذَا الْعِلْم فِيهُمُ ....... غِرَاسًا جَنَيْنَا الْمَجْدَ مِنْ ثَمَرَاتُهَا
    طَلَعْنَا بِهَا فِي الْمَشْرِقَيْنِ كَوَاكِباً ....... يَعُمُّ بَنِي الدُّنْيَا سَناَ نِيَّرَانِهَا
    فَنَحْنُ هُدَاةُ الْمَغْرِبَيْنِ وَإِنْ أَبَتْ ....... عَلَيْنَا اللّيَالِي أَنّنَا مِنْ هُدَاتِهَا
    كَذَلِكَ كُنَّا وَالْوَرَى فِي دُجُنَّةٍ ....... تَضِيقُ بِطَاحُ الأَْرْضِ عَنْ ظُلُماتِهَا
    فإِن تَبْغِنَا فِي مَشْرِق الأَْرْضِ تَلْقَنَا ....... بِآثَارِنَا مَعْرُوفَةً فِي سِمَاتِهَا
    وَإِنْ تَلْتَمِسْنَا فِي بَنِي الْغَرْب تَلْقَهُمْ ....... عَلَى ضَوْئِنَا يَعْشَوْنَ فِي فَلوَتِهَا
    فَلاَ يَحْسَبَنّ النّاسُ أَنَا تَزَلْزَلَتْ ....... بِنَا قَدَمٌ أَوْ قَصُرَتْ خُطوْاتِهَا
    فَحَسْبُ اللّيَالِي أَنّنَا فِي قِرَاعِهَا ....... قَطعْنَا إلَى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِهَا
    وَأَنَّا إذَا جَدّ الْفَخَارِ بِمَعْشَرٍ ....... لَنَا قََصَباتُ الْسَّبقِ فِي حَلَبَاتهَا
    فَلِلّهِ مِنّا وَالْعُلَا فِي قَدِيمِنَا ....... أَحَادِيثُ حَارَ الدّهْرُ فِي مُعْجِزَاتِهَا
    وَاَللّهِ مَا يَزْهَا الْوَرَى مِنْ حَدِيثُنَا ....... إذَا حَدَّثَتْ عَنّا ثِقَاةٌ رُوَاتُهَا
    وَلِلَّهِ مِنّا مَعْشَرٌ طَأْطَأْتْ لَهُمْ ...... ذُرَى الْعِزَّ فَاسْتَعْلَوا عَلَى صَهَوَاتِهَا


    ثُمَّ يَسْتَطْرِدُ فِي بَيَانِ بَعْضٍ مِنْ أَمْجَادُ قَوْمِهِ وَفَضَائِلَهُمْ؛ وَأَنّ آبَائِهِ وَأَجْدَادُهُ هُمْ أُولَئِكَ الْقَادَةِ الْفَاتِحِينَ الْأَبْطَالِ الْفَوَارِسَ الْصَنَادِيد؛ الّذِينَ زَلْزَلُوا عُرُوشُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَفَارِسَ وَالرّوم؛ فَجَاسُوا الدِّْيارِ وَرَكِبُوا الْأَخْطَار حَتّى قَوْطَرَ الْإِسْلَام فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا؛ فَرُفِعَتْ الرّايَةُ عَالِيًا فِي أَقَاصِي الْمَعْمُورةَ؛ وَذَاكَ حِينَ قَال :
    مِنْ الْبَحْرِ البَسِيطِ - :
    مَا الْبِيْضُ إلّا لِقَوْمٍ بِالْفَخَارِ لَهُمُ ....... عَلَى الزّمَانِ خَلاعَاتٌ وَإِدْلَالِ
    فِي الْمُطْعِمِينَ عَلَى الْحَالَيْنِ عَافِيْهُم ....... إذَا أَصَابَ كِرَامُ النّاسِ إِمْحَالِ
    وَالْمُرَحِبْينَ إذَا ضَاقَ الزّمَانُ بِهِمُ ....... وَالْمُكْثِرِينَ وَفِي الْأَيّامِ إِقْلاَلِ
    وَالنَّاقِضِينَ عَلَى الأَْيَّامِ مَا عَقَدتْ ....... وَمَا لِمَّا عَقَدُوهُ الدّهْرَ حَلاْلِ
    مِنَ الَّذِينَ إذَا قَالُوا مَقَالَتُهُمْ ....... فَالدّهْرُ مَاضٍ بِمَا قَالُوهُ فَعَالِ
    مِنْ كُلَّ أَرْوَعَ فِي أَعْرَاقُهُ كَرْمٍ ....... وَفِي شَمَائِلِهِ لُطْفٌ وَإِجْمَالِ
    إلَى جُهَيْنَةَ يُنَمَّى فَرْعَهُ نَسَبٌ ....... لَهُ عَلَى الْمَجْدِ إِشْرَافٌ وَإِطْلاَلِ
    إذَا تَفَرّقَتْ الْأَنْسَابُ فَهُوَ إِلَى ....... صَمِيمِ يَعْرِبُ صَعَّادٍ وَنَزَالِ
    وَإِنْ تَقَطّعَتْ الْأَرْحَامَ كَانَ لَهُ ....... فِي أَهْلِ يَثْرِبَ أَعْمَامٌ وَأَخْوَالِ
    مِنْ مَعْشَرٍ فِي صُرُوح الْعِزَّ قَدْ نَزَلُوا ....... وَالْمَاجِدُونَ عَلَى الأَْيَّامِ أَنْذالِ
    وَلِيّ هَمَامَةُ نَفسٍ بِالعُلا كُلِفْت ....... قُدُمًا وَقَلْبٌ بِأَهْلِ الْفَضْل مِحْلاَلِ
    يَهْوَى الْكِرَامُ وَمَا غَيْر الْكِرَامَ لَهُ ....... مِنَ الْبَرِيَّةِ أَخْدَانٌ وَأَمْثَالِ
    أَأُشْمَتَّ حُسّادِي فَأَشْكُو وَإِنّنِي ....... أَرَاهُ عَلَى الْأَحْرَار غَيْرَ حَلَالِ



    وَهَا هُوَ الْصِّنْدِيدُ السّيّدُ الْفَارِس الْجُهَنِيّ الْعَرِيب يُنْشِدُ مُجَلْجِلاًَ :
    مِنْ الْبَحْرِ الْرَمَل :
    وَأَنَا ابْنُ الصّيْدَ مَنْ أَنْكَرَنِي ....... يُنْكِرُ اللّيْثَ إذَا مَا انْتَسَبَا
    مِنْ أَبِيْنَ كِرامِاً ضَرَبُوا ....... فَوْقَ هَامَاتِ الْمَعَالِيَ قِبَبَا
    وَكَفَانِي مِنْ فَخَارِي نِسْبةٌ ....... جَمَعَتْ فِي طَرَفَيْهَا الْعَرَبَا
    سَادَ آبَائِي بِهَا قِدَماً وَمَا ....... ألْيَقَ الْمَجْدَ بِمَنْ سَادَ أَبَا
    فَزَمَانِي إنْ يَكُنْ نَكّب بِي ....... جَانِبَ الْحَظُّ سِفَاهاً وَكََبَا
    فَنَحْنُ رَأْسُ النَّاسَ فِي النَّاسِ وَمَنْ ..... ذَا يُسَوِّي بِالرُّؤُوسِ الْذَّنَبَا
    نَرْكَبُ الجُلَّي وَلاَ نَرْهَبُهَا ....... يَوْمَ يُلْوِي النّاسُ عَنْهَا هَرَبَا
    فَسَلِي يَا سَلْمُ عَنّي مَعْشَراً ....... لَمْ يَرَوْا غَيْرَ الْمَعَالِي نَسَبَا
    تَعْلَمِي أََنِّي فَتَى خَيْلٍ بِهِ ....... تُعْجَبَ الْخَيْلُ إذَا مَا رَكِبَا
    وَيَرَاعٍ تَسْجُدَ السُّمْرُ لَهُ ....... يَنثُرُ الدُّرَّ إذَا مَا كَتَبَا
    لَيْسَ مِنْ شِيْمَةِ مِثْلِي أَنّهُ ....... يَشْتَكِي الْبُؤْسَ وَيَخْشَى النُّوَبا


    قَالَ ابِنُ غُنَيْم الْجُهَنِيّ - عَفَا اللّهُ عَنْهُ - :
    وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي « الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ » وفِي « الْآحَاد وَالْمَثَانِي » وَالْحَافِظِ الْعِرَاقِيُّ فِي « القُرَب فِي فَضْلِ الْعَرَب » وَالْإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْأَنْصَارِيّ فِي « مَبْلغُ الأَرَبِ فِي فَخْرِ الْعَرَب » وَالآْمِدِيُّ فِي « الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ » وَالْحَافِظِ الْعَسْقَلَانِيّ فِي « الْإِصَابَة فِي تَمْيِيز الصَّحَابَةِ » وَابْنُ مَاكُولَا فِي « الإِْكْمَال فِي رَفْعُ الاِرْتِيَابِ عَنْ الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ فِي الْأَسْمَاءِ وَالْكُنَى وَالْأَنْسَاب » وَغَيْرِهِمْ
    وَالسَّنَد لِلطَّبَرَانِيّ؛ قَال :

    حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْن أَحْمَدَ بْن نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ؛ ثِنَا الْحَارِثُ بْن مَعْبَدِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن الْرَّبِيعِ بْن سَبْرَةَ بْن عَمْرِو بْن صُحَارِ بْن زَيْدِ بْنُ جُهَيْنَةَ بْنُ قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ؛ حَدّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ جَدّهِ؛ عَنْ سَبْرَةَ بْن مَعْبَدٍ صَاحِبِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النّاسِ فَقَالَ : لَيُحَدِّثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَكْرُمَةِ قَوْمِهِ؛ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ فَضْلٍ؛ فَحَدَّثَ الْقَوْمُ حَتّى انْتَهَى الْحَدِيثُ إلَى فَتىً مِنْ جُهَيْنَةََ؛ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَجْز عَنْ تَمَامِهِ؛ فَالْتَفَتَ إلَيْهِ عِمْرَانُ بْن الْحُصَيْنِ فَقَال : حَدِّثْ يَا أَخَا جُهَيْنَةَ بِفِيكَ كُلِّهِ؛ فَأَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُول :
    « جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَائِي؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي؛
    وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّهَ »


    فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْن أَبِي سُفْيَانَ كَذَبْتَ؛ إنّمَا جَاءَ الْحَدِيثُ فِي قُرَيْشٍ؛ فَقَال :
    يُكَذِّبُنِي بَنِي مُعَاوِيَةَ بْن حَرْبٍ ....... وَيَشْتُمُنِي لِقَوْلِي فِي جُهَيْنَةْ
    وَلَوْ أَنِّي كَذَبْتُ لَظَنِّ قَولِي ....... وَلَمْ أَكْذَبْ لِقَوْمِي مِنْ مُزَيْنَةْ
    وَلَكِنِّي سَمِعْت وَأَنْتَ مَيْتٌ ....... رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ لَوْى شُنَيْنَةْ
    يَقُولَ الْقَوْمُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ........ جُهَيْنَةُ يَوْم خَاصَمَهُ عُيَيْنَةْ
    إذَا غَضِبُوا غَضِبْتُ فِي رِضَاي ......... مِنَّةٌ لَيْسَتْ مُنَيْنَةْ
    وَمَا كَانُوا كَذَكْوَانَ وَرِعْلِ ...... وَلاَ الْحَيَّيْنِ مِنْ سَلَفِي جُهَيْنَةْ


    قَالَ الْمُؤَلّفُ ابِنِ غُنَيْم الْمَرْوَنٍيّ :
    وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مُجَمّع الزّوَائِدِ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ؛ وَفِيهِ الْحَرْثِ بْن مَعْبَدِ وَلَمْ أَعْرِفُهُ؛ وَبَقِيّة رِجَالُهُ ثِقَات؛ وَقَال اِبْنُ حَجَر فِي مَبْلغُ الأَرَبِ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ رُوَاتهُ ثِقَات؛ إِلاَّ وَاحِد لَمْ يُعْدَل وَلَا جُرِح؛ وَفِي الْخَبَرِ الصّحِيح أَنّهُمْ: « مَوَالِي لَيْسَ لَهُمْ مَوْلَى مِنْ دُونِ اللّهِ وَرَسُولِه »؛ قَالَ الْجُهَنِيّ : الْحَدِيثُ عِنْدِي حَسَنٌ لِغَيْرِهِ؛ يَرْتَقِي إِلَى هَذِهِ الْدَرَجَةِ بِمَجْمُوعِ شَوَاهِدِهِ وَطُرُقه؛ وَكُنْت قَدْ خَرَّجْته فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِي الصّحَابَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ؛ فَغَابَ عَنِّي الْآنَ .

    وَرَوَى الآْمِدِيُّ فِي « الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ فِي أَسْمَاءِ الشّعَرَاء وَكُنَاهُمْ وَأَلْقَابَهُمْ وَأَنْسَابُهُمْ » نُسْخَةِ كرنكو :
    وَأَمّا بُسْرٍ : بِضَمّ الْبَاءِ وَالسّينِ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ؛ فَهُوَ بُسْر بْنُ عِصْمَة الْمُزَنِيّ؛ أَحَدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُذْمة بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرُو بْنِ أُدّ بْنِ طَابِخَةَ؛ أَحَدُ سَادَاتِ مُزَيْنَةَ؛ فَارِسٍ شَاعِرٌ؛ وَكَانَ فِي سُمَّار مُعَاوِيَةَ؛ فَتَحَدّثَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فحَصِرَ وَقَطَعَ الْحَدِيثَ؛ فَتَضَاحَكَ الْقَوْمُ؛ فَقَالَ لَهُ بُسْرٌ : تَحَدّث يَا أَخِي؛ فَقَدْ سَمِعْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ : « جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ؛ مِنْ أَذَى جُهَيْنَةَ فَقَدْ آذَانِي؛ وَمَنْ أَذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ » فَغَضِبَ مُعَاوِيَةَ وَقَال : كَذَبْت؛ إنّمَا قَالَ هَذَا لِقُرَيْش؛ فَانْصَرَفَ بُسْرٍ وَقَالَ :
    أَيَتَمَنَّى مُعَاوِيَةَ بْن حَرْبٍ …...... وَيُكَذّبَنِي فِي قَوْلِي لِجُهَيْنَةَ
    وَلَوْ أَنّي كَذَبْتُ لَكَانَ قَوْلِي …… وَلَمْ أَكْذَبْ لِغَيْرِي فِي مُزَيْنَةَ



    وَلَعَمْرُ اللّهِ إِنَّ تِلْكَ الْأَشْعَارِ الّتِي قَالَهَا وَأَنْشَدَهَا هَذَا الْجُهَنِيّ الْمُحَدّثُ الشُّجَاعُ المُقَدّام؛ إِنَّمَا صَدَرَتْ عَنْ فَارِسٌ لاَ يُشَقُّ لَهُ غُبَار؛ قَدْ أَقْحَمَ فَرَسِهِ فِي جَلَمَاتُ الْحُرُوبِ وَمُقَارَعَةُ الْخُطُوب؛ فَاسْتَمِعْ إلَيْهِ وَهُوَ يَصِفُ إحْدَى الْمَعَارِكَ الَّتِي نَزَل بِسَاحِهَا هُوَ وَنَّفِيرٌ مِنْ قَوْمِهِ الْجُهَنِيَّون؛ وَلَعَمْرِي فَكَيْفَ لاَ؛ وََهُمْ مِنْ وَلَدِ الصَّحَابَةِ الْفَاتِحِين؛ فَلَقَدْ حَمُّسَ الأَْحْفَاد كَسَالِفِ الْأَجْدَاد فِي الدِّفَاعِ عَنِ أَرْضِ مِصْرَ؛ وَالذَّوْدُ عَنْ الدّينِ وَالْعِرْض؛ فَيَقُولُ وَقَدْ إِمْتَطَى صَهْوَةَ الْفَخَارِ وَرَبَطَ عِصَابَةُ الإِْصْرَارِ؛ يَوْمَ أَقْبَلَتْ جَحَافِلُ العُلُوجِ تَتَّمَهْجَروا بِقُوَّتِهَا؛ قَبْلَ أَنْ تَهَكَعَ وَتَجُرُّ ذَيْلِ الْهَزِيمَةَ الْمُجَأْجَاءَةُ .
    مِنْ الْبَحْرِ الطّوِيل - :
    فَأَبْلِغْ بَنِي الْتَامِيْز عَنّا وَحِلْفَهُمْ ........ بِبَارِيسَ أَنْبَاءِ النّذِير الْمُصَدِّقُ
    عَشِيّةَ يَحِدُونَ الأَسَاطِيْلَ شُرْعَاً ........ عَلَى أَلِيَمَّ تَحْبُو فِي الْحَدِيدَ الْمُطْبَقُ
    تَشُنَّ عَلَى دَارِ الْخِلاَفَةِ غَارَةً ........ مِنْ الْبَحْرِ إنّ تَقْرَعُ بِهَا الْدَّهرَ يُفَرِّقُ
    فَأَقْبَلْنَ فِي شَمْلٍ مِنْ الْبَغْيَ جَامِعُ ........ وَعُدْنَ بِشَمْلٍ بِالْهَوَانِ مُفَرّقُ
    فَمَا لَبِثُوا أَنْ أرْزَمَ الْمَوْتُ بَيْنَهُمْ ........ بِدَاهِيَةٍ مِنْ حَوْلِ غِرّةَ بَهْلَقُ
    نَصَبْنَا لَهُمْ فِي كُلّ جَوّ خَبِيئَةً ........ تَصُبّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَعْوَاءٍ خَيْفَقُ
    وَقُمْنَا لَهُمْ فِي مُرْتَقى كُلّ تَلْعَةٍ ........ بِكُلّ مَلِئٍ بِالرَّدَى مُتَفَيْهِقُ
    كُؤُوسً أَدَرْنَاهَا سِجَالَاً عَلَيْهِمْ ........ تَنَاسَوا بِهَا طَعْمَ الشَّرَابِ المُرَوَّقُ
    فَلَمّا الْتَقَيْنَا وَالْمَنَايَا جَوَاثِمُ ........ تُطَالِعُهُمْ مِنْ كُلّ شِعْبٍ وَخَنْدَقِ
    دَلَفْنَا إلَيْهِمْ كَوْكَبًا خَلْفَ كَوْكَب ........ وَجَاشُوا إلَيْنَا فَيْلَقاً بَعْدَ فَيْلَقِ
    فَمَا خَيَّمُوا حَتّى كَسَوْنَا سَمَاءَهُمْ ........ بِأَسْوَدٍ مِنْ نَسْجِ الْقَنَابِلَ عوْهَقُ
    فَهَذَا فَرِيقٍ فِي التِّلالِ مُصَرّعٌ ........ وَذَلِكَ فَوْقَ الأَمْعَز الْمِتَوْهِقُ
    يَجْرَعُ هَذَا حَتْفِهِ كُلَّ مُصبِحٍ ........ وَيَكرَعُ ذَاكَ الْمَوْتُ فِي كُلّ مَغْبَقِ
    طَغَتْ نَارنَا فِيهِم فَمَا لِمَغْرِبٍ ........ مِنْ النّارِ مَنْجَاةً وَلَا لِمَشْرِقِ
    يَوَدّونَ لَوْ أَنّ السّمَاءَ تَشَقَّقَتْ ........ لَهُمْ طُرُقاً هَيْهَاتَ لَمْ تَتَشَقَقِ
    تَرَكْنَا عِتاقُ الطَّيْرِ فِي حُجُرَاتِهَا ........ تَخْطَفُ مِنْهُمْ كُلّ شِلْوٍ مُمَزّقُ
    عَشِيّةَ رَاحُوا أَلْفَ أَلْفٍ يَقُودَهَا ........ إلَى حَتْفِهَا جَهْلَ الزّنِيمُ الْحَفَلَّقُ
    تَرَكْنَا لَهُمْ سَيْفِ الْعِرَاقَ لِيَشْهَدُوا ........ بِبَغْدَادَ كَيْدَ الْحَارِش الْمُتَنْفِقُ
    فَمَا وَطِئُوا بَغْدَادَ حَتّى تَبَيّنُوا ........ وُجُوهِ الرَّدَى أَوْ ذِي إِسارٍ مُحَلِّقُ
    هُنَاكَ لَقُوا مِنْ خَيْلَنَا كُلّ مُقْرَمٍ ........ مَشُوقٍ إلَى لَحِم الْأَعَادِي مُتَوَّقِ
    تَقْذِفُهُمْ بَيْنَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَّى ........ وَنلقى بِهِمْ مِنْ كل حِصْنٍ وَجَوْسَقِ
    سَقَيْنَاهُمْ كَأْسًا دِهَاقاً مِنْ الرّدَى ........ وَإِنّا مَتَى مَا نَسْقِ بِالكَأْسِ نَدْهَقُ
    جُنُودٌ تَرُوْعُ اللّيْلَ أَنَزَلَهَا الرّدَى ........ مُؤَجِّجَةٌ تَزْهُو بِنَكْبَاءَ سَوْهَقِ
    هَلْ الْحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقتُمْ ........ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيثِ الْمُزَوِّقُ
    فَسَائِلْ بِنَا أَعْلاجُ لَنْدَنَ هَلْ وَفَوْا ........ بِعَهْدٍ لَنَا بَيْنَ الْأَنَامِ وَمُوثَقُ ؟


    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    قَالَ الْمُؤَلِف ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَانِيُّ الجُهَنِيّ :
    وَقَدْ نَظَّمَتُ قَصِيدَةٍ طَوِيلَه؛ جَمَعْتُ فِيهَا تَارِيخ جُهَيْنَةَ وَفَضَائِلِهَا فِي جُيُوشُ الْفُتُوحَاتِ الْإِسْلَامِيّةِ وَتَحْقِيق الِانْتِصَارَاتِ الْبَاهِرَةِ؛ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ اِخْتِصَار مَا يَقْرُبُ مِنْ ثَلَاثَة آلَاف سَنَةٍ مِنْ عُمّر هَذِهِ الْقَبِيلَة الْعَرِيْقَةِ؛ وَهِيَ لِمَنْ رَامَ التَّطَلُّعَ عَلَى نَسَبِ وَحَسَبَ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ مُنْذُ أَيّامِهَا فِي الْجَاهِلِيّةِ فََالْإِسْلَامِ حَتّى يَوْمِنَا الْحَاضِر؛ وَهِيَ كَامِلَةً فِي كِتَابِي « أَشْعَارُ جُهَيْنَةَ وَأَيَّامِهَا » وَأَنَا لَا أَقْرِضُ الشّعْر إلّا هَيّنا؛ وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ مِنْ أَبْيَاتٍ جَاءَتْ مِنْ فَرْطِ حُزْنِي إلَى مَا صَارَ إلَيْهِ حَال الْمُسْلِمُونَ وَالْعَرَبُ مِنْ هَوَانٍ؛ وَذَلِكَ عِنْدَمَا اِنْغَمَسُوا فِي اللّهْوُ وَتَنَكَبُوا جَادّةِ أَسْلَافِهِمْ الْأَوَائِلِ؛ فَأَصْبَحُوا بَعْدَ السِّيَادَةِ وَالرّيَاسَةِ عَالَةٌ عَلَى الْأُمَمِ يَتَدَاعَوْنَ عَلَيْهَا مِنْ كُلّ حَدَبٍ وَصَوب؛ فَمِمّا قُلْنَاهُ وَنَظَمْنَاه :
    قَالَ ابْنُ الْغُنَيْم :
    لَقَدْ عَلِمَتْ شُوْسُ جُهَيْنَةَ بِأَنّنِي ........ حَمِيْداً لَدَى النّائِبَاتِ لاَ ارْتَاعْ
    فَإِنْ كُنْت مُسَائِلاً عَنْ نَسَبِي ......... فَدُونَك التّارِيخُ وَالْأَيّام بِغَيْرِ نِزَاعْ
    بِأَنّا سَقَيْنَا أَرْضَ بَدْرًا بِدِمَانَا ........ إذْ الْكُمَاةُ تَفْرِي تِلْكَ الْبِقَاعْ
    فَكَمْ مِنْ مُجَدّلٍ وَصَرِيعٌ بَيْنَنَا ........ بِحَرْبٍ سَعِيرُهَا يَهُولُ اللُكَاعْ
    فَنَحْنُ لَعَمْرُك قَوْمَاً بَنَى اللّهُ مَجْدَنَا ...... فَفِي الصَّحَائِفُ آيَاتِنَا تَقْرَعُ الْأَسْمَاعْ
    وَنَحْنُ أَنْصَارُ النّبِيّ مُحَمّداً......... بِأَسْيَافِنَا نُخَضِبَهَا بِالْهَامَ وَالأَجْزَاعْ
    فَلِلّهِ دَرُنَا إذَا مَا الْخَيْلُ تَجَاوَلَت ....... أَلْفَيْتَ رَايَاتِنَا بِالْعَجَاجَةِ فَوْقَ الشّعَاعْ
    لُيُوث هَيْجَاء مِنْ أَرُومَةِ حِمْيَرَ ....... طِوَالُ الرّمَاحِ مَدَاعِيْسٌ جِيَاعْ
    إذَا مَا أَرْعَدْت الْكَتَائِبُ حَسَبْتَنَا ....... شِوَاضُ نَارٍ بَارِقَةً تَقَصّفُ بِقَعْقَاعْ
    فَمَنْ مُبَلّغٌ عَنّي بَنِي الْجَهَالَةِ بِأَنّنَا ........ قَوْمًا تَشْهَدُ لَهُمْ الْأَبَاطِحُ وَالْتِلاَعْ
    فَسَائِلْ عَنّا عُلُوجَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ...... وَكَيْفَ رَقَصَتْ خَيْلُنَا بِتِلْكَ الأًصْقَاعْ
    جَلَبْنَاهَا مُضْمَرَةً بِأَرْسَانِهَا ........ يَقُودُهَا مَسَاعِيرُ الْوَغَى بِالْمِرِبَاعْ
    حَمَيْنَا بِهَا الْإِسْلَامُ وَدِيَارَنَا ........ وَنَحِزُ بِصَهِيْلِهَا الْأَعَادِي يَوْمَ الْقِرَاعْ


    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    مشكور

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    قَالَ الْمُؤَلِف ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَانِيُّ الجُهَنِيُّ :
    وَيَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَعُود إلَى الْمَقْصُود مِنْ كِتَابِنَا؛ وَلَقَدْ اسْتِطْرَدْنَا بِنَقْلِ مَقْطُوعَات مِنْ أَشْعَارِ جُهَيْنَةَ لِدَفْعِ السّأَمْ؛ وَخَشْيَةَ أَنْ يَعْتَرِي الْقَارِئُ مَلَلٌ؛ بِسَبَبِ جَفَافِ ذِكْرَ الْبُلْدَانِ وَالأَْمَاكِن؛ وَأَعْرَضْت عَنْ الْكَثِير إيثَارًا لِلْإِيجَازِ مِنْ الْإِطَالَةِ؛ وَيَكْفِي أَنْ نُشِيرُ إلَى أَنّهُ قَدْ ذَكَرَ أَنَّ لِقَبِيْلَةِ جُهَيْنَةَ دِيوَانًا مُسْتَوْفِيًا أَشْعَارِهَا وَأَنْسَابِهَا وَأَخْبَارِهَا؛ وَإِنْ كَانَ قَدْ ذَهَبَ شَيْخُنَا عَالِمُ الْجَزِيرَةِ رَحِمَهُ اللّه فَعَلَّلَ مُجْتَهِدًا قِلَّةِ مَا رُوِيَ مِنْ أَشْعَارِ جُهَيْنَةَ الْقُدَمَاءِ فِي الْجَاهِلِيّةِ وَالإِْسْلاَم حِينَمَا قَال : أَمَّا فِي مَجَال الْأَدَبِ وَالشِّعْرِ فَقَدْ كَانَتْ الْقَبِيلَةُ تَعِيشُ فِي بِلَادِهَا فِي شِبْهِ عِزْلَةٌ؛ وَإِخْلأَد إلَى السّكُونِ؛ وَهَذَا مِمَّا سَبَبَ قِلّةِ الْمَرْوِيّ مِنْ شِعْرِ شُعَرَائِهَا الْمُتَقَدِّمِينَ؛ وَمَعَ ذَلِكَ فَفِي كُتُبِ الْأَدَبِ طَائِفَةٌ مِنْ الشّعْر الْمَنْسُوب إلَى هَذِهِ الْقَبِيلَةِ؛ انْتَهَى كَلَامِهِ؛ وَهَذَا حَقٌّ جَيّدٌ مِنْ الشّيْخِ لَوْلَا أَنَّ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بِشْرٍ الآْمِدِيِّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 370 مِنْ الْهِجْرَةِ لَمْ يَذْكُرْ فِي كِتَابِهِ « الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ مِنْ أَسْمَاءِ الشّعَرَاءِ » ضِمْنَ دَوَاوِينِ الْقَبَائِلِ الّتِي ذَكَرَهَا « كِتَابُ جُهَيْنَةَ » .

    يَقُولُ نَاصِرُ الدِّينِ الْأَسَدِ فِي كِتَاب « مَصَادِرِ الشّعْرَ الْجَاهِلِيِّ » :
    فَكُتُبِ الْقَبَائِلِ فِي جَوْهَرُهَا مَجْمُوعَاتٍ شِعْرِيّة؛ تَضُمَّ بَيْنَ دِفَّتَيّهَا قَصَائِدٌ كَامِلَةً؛ وَمُقَطّعَاتٌ قَصِيرَةً؛ وَأَبْيَاتًا مُتَفَرّقَةً؛ لِشّعْرَاءُ تِلْكَ الْقَبِيلَةُ أَوْ لِبَعْضِ شُعَرَائِهَا؛ وَرُبَّمَا ضَمِنَتْ أَكْثَرَ شِعْرَ هَؤُلَاءِ الشُّعَرَاءِ؛ بَل رُبَّمَا ضَمّتْ جَمِيعَ شِعْرِ شَاعِرٌ مِنْهُمْ وَدِيوَانِهِ كَامِلًا؛ ثُمّ تُضِيفُ إلَى ذَلِكَ أَفْرَادِ قَبِيلَتِهِ؛ مَا يُوَضِّحُ مُنَاسَبَات الْقَصَائِدَ؛ وَيُفَسّرْ بَعْضَ أَبْيَاتِهَا؛ وَيُبَيّنُ مَا فِيهَا مِنْ حَوَادِث تَارِيخِيَّةٍ؛ فَيَجِيءُ كِتَابُ الْقَبِيلَةِ بِذَلِكَ سِجِلاً لِحَوَادِثِهَا وَوَقَائِعَهَا؛ وَدِيوَانًا لِمَّفَاخِرِهَا وَمَنَاقِبهَا؛ وَفِي كِتَابِ الْقَبِيلَةِ أَوْ دِيوَانِهَا نَسَبٌ أَيْضاً؛ وَيَبْدُو ذَلِكَ وَاضِحًا مِنْ الْإِشَارَاتِ الَّتِي أَوْرَدَهَا الآْمِدِيّ؛ كَأَنْ يَنْفِي أَنّهُ وَجَدَ نَسَبِ فُلَانٍ فِي كِتَابِ الْقَبِيلَةُ أَوْ تِلْكَ؛ مِمَّا يَدُل عَلَى أَنّ نَسَبَ غَيْرِهِمْ مَوْجُودٌ فِي كُتُبِ قَبَائِلَهُمْ فَهُوَ يَقُول : لَمْ يَرْفَعْ فِي كِتَابِ بَلْقَيْنِ نَسَبَهُ؛ وَلَمْ يَرْفَعْ فِي كِتَابِ جُهَيْنَةَ نَسَبِهِ .

    وَقَالَ سزكين فِي « تَارِيخِ الأَْدَبِ الْعَرَبِيّ » عِنْدَ ذِكْرِهِ كِتَابِ جُهَيْنَةَ :
    وَلَمْ يَصِلْ إلَيْنَا بِكُلّ أَسَفٍ؛ فِي كَثِيرٍ مِنْ عَنَاوِينَ دّوَاوِينَ الْقَبَائِلِ اسْم مَنْ جَمَعَهَا؛ وَمِنْ الْمُرَجِّحِ أَنْ أَقْدَمَ مَا دُونَ فِي هَذَا الضّرْبِ كَانَ غَفْلاً مِن الْأَسْمَاءِ لَقَدْ كَانَتْ أَمْثَالِ هَذِهِ الدّوَاوِينِ فِي الْعَصْرِ الْأُمَوِيّ مُتَدَاوَلَةٌ؛ وَيَتَّضِحُ هَذَا مِنْ الْخَبَرِ التّالِي [ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرْجِ فِي الْأَغَانِي] : قَالَ حَمّادِ الرّاوِيَةِ؛ أَرْسَلَ الْوَلِيدَ بْن يَزِيدَ إلَيَّ بِمَائَتَي دِينَار؛ وَأَمّرَ يُوسُفُ بْن عُمَرَ بِحَمْلِي إلَيْهِ عَلَى الْبَرِيد؛ قَالَ؛ فَقُلْت : لاَ يَسْأَلُنِي إلّا عَنْ مَآثِرَ طَرَفَيْهِ: قُرَيْشٍ؛ وَثَقِيف؛ فَنَظَرْت فِي كِتَابِيَّ: « قُرَيْش » وَ « ثَقِيف »؛ فَلَمّا قَدِمْت عَلَيْه سَأَلَنِي عَنْ أَشْعَارِ بَلِيّ ؟؟؛ فَأَنْشَدْته مِنْهَا مَا اسْتَحْسَنَهُ وَحَفِظْتَهُ .

    قَالَ الْمُؤَلِف ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَانِيّ الجُهَنِيُّ :
    وَكُنْت قَرَأْت سَابِقاً خَبَرٍ يَرْوِيهِ أَبُو الْمُنْذِرِ لاَ يَحْضُرُنِي مَوْضِعِهِ؛ بِأَنْ لِعُذْرَةَ قُضَاعَةَ النَّازِلِين بِوَادِي الْقُرَى سِجِلًّا مُتَوَارَثًا مِنْ الْجَاهِلِيّةِ؛ يُدَوِّنُونَ فِيهِ أَنْسَابَهُمْ وَأَشْعَارِهِمْ؛ فَإِنْ صَحّ مَا قَالَهُ عَنْ ذَلِكَ الدّيوَانِ فَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنّ الْكِتَابَةَ كَانَتْ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ مُنْتَشِرَةً قَبْلَ الْإِسْلَامِ؛ وَلَا غَرَابَةٌ فِي ذَلِكَ إذَا عَلِمْنَا أَنَّ بَنِي عُذْرَةَ وَجُهَيْنَةُ مُجَاوِرِينَ لِمَنَازِلِ الْيَهُودِ؛ وَيَهُودَ هُمْ أَهْلُ كِتَابٍ وَأَصْحَابَ قَلَمٍ وَأَسْوَاقٍ لِلتِّجَارَةِ؛ وَتِلْكَ الدّوَاوِينَ الّتِي هِيَ مِنْ عَهْدِ الْجَاهِلِيّةُ الْأُولَى لَمْ يَكُنْ لَهَا جَامِعٌ بِعَيْنِهِ اكْتَتَبَهَا وَسَطَّرهَا؛ بَلْ أَرَ هَذِهِ الدّوَاوِينَ قَدْ جُمِعَتْ عَلَى أَزْمِنَةٌ مُتَبَاعِدَةٍ؛ وَالْمُشَارَكُونَ فِيهَا كُل مُكْتِباً مِنْ أَبْنَاءِ الْقَبِيلَةِ؛ فَتَزَبَّرَتْ تِلْكَ الدّوَاوِينَ الْمَفْقُودَةِ الْيَوْمَ

    وَوَجَدْت فِي كِتَابِ « فُتُوحِ الْبُلْدَانِ » : قَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ الْكُتَابِ بِالْعَرَبِيّةِ فِي الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَلِيلًا؛ وَكَانَ بَعْضُ الْيَهُودَ قَدْ عَلَّمَ كِتَاب الْعَرَبِيّةِ؛ وَكَانَ تَعَلّمَهُ الصّبْيَانُ بِالْمَدِينَةِ فِي الزّمَنِ الْأَوّلِ؛ فَجَاءَ الْإِسْلَامُ وَفِي الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ عِدّةٌ يَكْتُبُونَ؛ انْتَهَى مَا قَالَهُ؛ وَكَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ كَتَبَ عِدّةَ رَسَائِلٌ لِلْقَبَائِلِ عِنْدَ وُفُودُ الْعَرَبِ لِلْإِسْلَامِ يُؤَمِّنْهُمْ فِيهَا؛ فَبَعَثَ لِجُهَيْنَةَ وَهُمْ فِي الْبَادِيَةَ قَرِيبٌ مِنْ سَبْعَةِ رَسَائِلَ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَعْض أَفْرَادِ الْقَبِيلَةِ يُحْسِنُوا الْكِتَابَةَ وَالْقِرَاءَةَ؛ فَمَّا الْفَائِدَةِ فِي كِتَابْة تِلْكَ الرَّسَائِل وَبَعَثِهَا لَهُمْ ؟؟؛ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى عَنْ كُفّارِ الْجَاهِلِيّةِ : { وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ }؛ وَفِي قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ }

    وَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ مِنْ حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَتْ : دَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِأَدِيمٍ؛ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ؛ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُمْلِيَ وَعَلِيٌّ يَكْتُبُ حَتّى مَلَأَ بَطْنَ الأَدِيمِ وَظَهْرُهُ وَأَكارِعُهُ؛ وَقَدْ خَرّجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَيْضاً : حَدّثَنَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ مَسْلَمَةَ بِن قَعْنَبٍ؛ حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بِن بِلَالٍ؛ عَنْ عُتْبَةَ بْن مُسْلِمٍ؛ عَنْ نَافِعِ بن جُبَيْرٍ : أَنَّ مَرْوَانَ بِن الْحَكَمِ خَطَبَ النّاس فَذَكَرَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا؛ وَلَمْ يَذْكُرْ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا؛ فَنَادَاهُ رَافِعُ بْن خَدِيجٍ فَقَالَ: مَالِي أَسْمَعُكَ ذَكَرْتَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا وَلَمْ تَذْكُرْ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا ؟؟؛ وَقَدْ حَرَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا؛ وَذَلِكَ عِنْدَنَا في « أَدِيمٍ خَوْلَانِيٍّ »؛ إِنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ؛ انْتَهَى؛ وَرَافِعٌ ابْنُ خَدِيجٍ الْأَنْصَارِيّ هَذَا صَحَابِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ كَانَ مِمّنْ تَعْلَمَ الْكِتَابَةَ بِالْجَاهِلِيّةِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ سَعْد فِي « كِتَابِ الطبقات » : كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيّةِ فِي الْجَاهِلِيّةِ؛ وَكَانَتْ الْكِتَابَةَ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةً؛ قَدْ اجْتَمَعَتْ فِي أُسَيْدٍ؛ وَفِي سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ؛ وَرَافِعَ بِن خَدِيجٍ .

    وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو ابْنُ أَبِي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ : لَمَّا جَمَعَ أَبِي أَشْعَارِ الْقَبَائِلَِ، كَانَتْ نَيّفاً وَثَمَانِينَ قَبِيلَةً، فَكَانَ كُلَّمَا عَمَلَ مِنْهَا قَبِيلَةً وَأَخْرَجَهَا إلَى النّاس كَتَبَ مُصْحَفًا بِخَطّهِ وَجَعْلُهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، حَتَّى كَتَبَ نَيّفًا وَثَمَانِينَ مُصْحَفًا؛ وَمَعَ كُلّ هَذِهِ الدَّوَاوِينِ الّتِي صَنَعَهَا الرّاوِيَةُ الشَّيْبَانِيّ - أَحَدِْ عُلَمَاءِ الْقَرْنِ الأَْوَّل الْهِجْرِيِّ - يَقُول: مَا انْتَهَى إِلَيْكُمْ مِمَّا قَالَتْ الْعَرَبُ إِلَّا أَقَلَّه؛ وَلَوْ جَاءَكُمْ وَافِراً لجَاءَكُمْ عِلْمٌ وَشِعْرٌ كَثِير .

    وَمِنْ أَمْثِلَةِ مَا فِي « كِتَابِ جُهَيْنَةَ » مِنْ أَشْعَارٍ لِلْجُهَنِيِّين ضَمّهَا ذَلِكَ الدِّيوَانِ الضَّائِع؛ مَا جَاءَ فِي كِتَابِنَا الْمُسَمَّى « أَشْعَار جُهَيْنَةَ وَأَيَّامِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِْسْلاَمِ »؛ وَإِنْ كَانَ لِسَانُ حَالِي فِيهِ بِالشِّكَايَةِ يَنْطِقُ وَيَقُول :
    أَسِيرُ خَلْفَ رِكَابِ الْقَوْم ذَا عَرَجٍ ...... مُؤَمِّلاً كَشْف مَا لاَقَيْتُ مِنْ عِوَجِ
    فَإِنْ لَحِقْتُ بِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا سَبَقُوا ...... فَكَمْ لِرَبِّ الْوَرَى فِي ذَاكَ مِنْ فَرْجِ
    وَإِنْ بَقِيَتُ بِظَهْرِ الْأَرْضِ مُنْقَطِعًا ...... فَمَا عَلَى عَرَجٌ فِي ذَاكَ مِنْ حَرْجِ


    ابْنُ الْسَّجْرَاء الْجُهَنِيّ :
    الشّاعِرُ ابْنُ الْسَّجْرَاء: َهُوَ مِنْ حُرْقَةِ جُهَيْنَةَ؛ وَالْحُرْقَةُ هُمْ بَنُو حُمَيْسٍ بْنِ عَامِرٍ بْنِ مَوْدُوعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ؛ كَانُوا حُلَفَاءَ لِلْحُصَيْنِ بِنْ الْحُمَامِ السَّهْمِيِّ؛ وَبَشامَةُ بِنْ الْغَدِيرِ الْسَّهْمِيُّ؛ شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ؛ عُرِفَ وَاشْتَهَرَ بِابْنِ الْسَّجْرَاء؛ وَالْسَّجْرَاءُ أُمّهُ نُسِبَ إلَيْهَا؛ وَهُوَ مِنْ الشّعَرَاءِ الَّذِينَ غَلَبَ لَقَبُهُمْ عَلَى اسْمِهِمْ فَلَمْ يُعَرِّفُوا إِلاَّ بِهِ؛ وَمِنَ الّذِينَ نُسِبُوا إلَى أُمّهَاتُهُمْ؛ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا قَالَهُ يَوْمَ دَارَةُ مَوْضُوعٍ :
    لَمّا أَتَانَا جَمْعُ قَيْسٍ وَوَاجَهَتْ ....... كَتَائِبُ خُرْسٍ بَيْنَهُنَّ زَفِيْفُ
    فَلَمّا عَلَتْ دَعْوَى حُمَيْس بْن عَامِرٍ ..... وَقَدْ كَلَّ مَوْلَانَا وَكَادَ يَحِيفُ
    هَمَمْنَا بِهِ ثُمّ ارْعَوَيْنَا حَفِيظَةً ....... فَذَلَّ بِنَا غَاشٍ وَعَزَّ حَلِيْفُ


    وَمَوْضُوعٍ مِنْ أَيّامِ جُهَيْنَةَ وَوَقَائِعَهَا فِي الْجَاهِلِيّةِ الْأُولَى؛ وَقَدْ أَنْشَدَ فِي ذَلِكَ الْيَوْم
    البُغَيْتُ الجُهَنِيّ أَحَدُ فُتَّاكِ الْجَاهِلِيّةِ الْصَعَالِيك؛ شَاعِرٌ عَدَّاءٌ شُجاع؛ وَقَعَ فِي اسْمِهِ تَصْحِيفٌ كَبِير؛ وَالصّحِيحَ أَنَهُ البُغَيْت : بِالْبَاءِ الْمَنْقُوطَةِ بِوَاحِدَةِ مِنْ أَسْفَلَ؛ ثُمَّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَآخِره تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مَنْقُوطَةً بِاثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْق؛ كَذَا قَيّدَهُ الآمِدِيَّ؛ وَرَوَى بِأَنّهُ سُمّيَ البُغَيْت لِأَنّهُ يَأْتِي النّاسَ بَغْتاً؛ وَهُوَ الْقَائِلُ :
    وَنَحْنُ وَقَعْنَا فِي مُزَيْنَةَ وَقْعَةً ....... غَدَاةَ الْتَقَيْنَا بَيْنَ غَيقٍ وَعَيْهَمَا
    وَنَحْنُ جَلَبْنَا يَوْمَ قُدْسٍ وَآرَةٍ ....... قَنَابِلَ خَيْلٍ تَتْرُك الْجَوَّ أَقْتَمَا
    وَنَحْنُ بِمَوْضُوعٍ حَمَيْنا دِيَارَنَا ...... بأَسْيَافِنَا وَالسَّبْيَ أَنْ يُتَقَسَّمَا


    وَقَالَ أَيْضا عَبْدُ الرّحْمَنِ ابْنِ حُرَيْثٍ الْجُهَنِيّ؛ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيّةِ الْمَغْمُورِينَ وَأَنْشَدَ :
    تَرَكْنََا بِذِي أََسْمَاءَ مِنْهُمْ مُحَلَّمَاً ...... وَنَوْقَلَ يَحْبُو وَابْنَ ضَمْرَةَ حِذْيَمَا
    وَمَا إِنْ قَتَلنَاهُمْ بِأَكثَرَ مِنْهُمُ ...... وَلكنْ بأَِوْفََى فِي الطّعَانِ وَأََكرَمَا

    وَأَوْرَدَ الْأَبْيَاتَ أَبُو الْعَلَاءَ الْمَعَرّي فِي مُصَنّفِهِ « الْصّاهِلُ وَالشَّاحِجُ » وَلَمْ يُسَمّهِ؛
    وََقَال: وَالْقَائِلُ فِي قَدِيمِ الأَْزْمَان .

    وَأَنْشَدَ سِنَانُ بِن جَابِرٍ الْجُهَنِيُّ فِي وَقْعَةِ مَرْجِ رَاهِطٍ الْمَشْهُورَةِ؛ وَكَانَتْ الْوَاقِعَةُ قَدْ نَشَبْت بَيْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَبَنِي كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ وَجُهَيْنَةُ بِن زَيْد الْقُضَاعِيَيْن؛ فَكَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اشْتَرَكَ مَعَ قَبَائِلُ قَيْسٍ: تَمِيمٍ؛ وَبَنِي سُلَيْمٍ؛ وَمُزَيْنَةَ؛ وَذُبْيَانُ؛ وَبَنِي عَامِرٍ؛ وَعَبْسٍ؛ وَفَزَارَةُ؛ فَانْهَزَمَتْ قَيْسِ وَأَحْلاَفِهَا؛ وَكَانَ قَدْ اسْتَحَرّ الْقَتْلَ فِيهِمْ؛ فَقَالَ الْجُهَنِيّ :
    يَا أُخْتَ قَيْسٍ سَلِي عَنَّا عَلَانِيَةً ...... كَيْ تُخْبَرِي مِنْ بَيَانِ الْعَلَمِ تِبْيَانا
    إنّا ذَوُو حَسَبٍ مَالٌ وَمَكْرُمَةٌ ...... يَوْمَ الْفَخَارِ وَخَيْرَ النّاسِ فُرْسَانا
    مِنَّا اِبْنُ مُرّةَ عَمْروٍ قَدْ سَمِعْت بِهِ ...... غَيْثُ الْأَرَامِلِ لاَ يَرْدِينَ مَا كَانَا
    وَالْبُحْدِلي الَّذِي أَرَدْت فَوَارِسُهُ ...... قَيْسًا غَدَاةَ اللِّوَى مِنْ رَمْلِ عَدْنَانا
    فَغَادَرْت حِلْبَساً مِنْهَا بِمُعْتَرَكٌ ...... وَالْجَعْدَ مُنْعَفِراً لمْ يُكْسَ أَكْفَانا
    كَأَنَّ تَرْكَنَا غَدَاةَ الْعَاهَ مِنْ جَزْرَ ...... لِلطّيْرِ مِنْهُمْ وَمِنْ ثَكْلَى وَثَكْلانا
    وَمِنْ غَوانٍ تَبْكِي لاَ حَمِيْمٍ لَهَا ...... بِالعَاهِ تَدْعُو بَنِي عَمٍ وَإِخْوَانا


    وَالعَاه وَقْعَةٌ أَصَابَتْهُم أَيْضَا؛ قَالَ يَاقُوتً فِي « مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ » : وَيَوْمُ الْعَاه مِنْ أَيّامِ الْعَرَب؛ أَوْقَعَ فِيهِ حُمَيْد بْنِ حُرَيْثٍ الْكَلْبِيُّ بِبَنِي فَزَارَةَ؛ وَاِبْنُ مُرّةَ هُوَ: عَمْرُو بْن مُرّةَ الْجُهَنِيّ - رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ - صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ؛ وَلّاهُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قِيَادَةَ جُيُوشِ الْفُتُوحَاتِ؛ وَكَانَ مِنْ أَبْطَالِ الْإِسْلَامِ؛ لَقَبَهُ مُعَاوِيَةَ - : « بِأَسَدِ جُهَيْنَةَ »؛ وَالْبُحْدِلي هُوَ: حُمَيْد بْنِ حُرَيْثٍ الْكَلْبِيُّ خَالُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؛ وَمِنْ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ؛ قَوْلُهُ فِي الْأَبْيَاتِ أَنّهُ جُهَنِيَّ؛ فَلَعَلّهُ مِنْ كَلْبِ جُهَيْنَةَ؛ وَقَدْ أَلْفَيْت فِي الْمُجَلَّدةِ الثّالِثَة مِنْ « دِيوَانِ شُعَرَاءِ بَنِي كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ » فِيِ نُسْخَتِهِ الشَّامِيَّة الّتِي صَنَعَهَا البَيْطَار؛ مَا أَنْشَدَهُ عَمْرُو اِبْنُ الْمِخْلاَةِ الْكَلْبِيّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ قَصِيدَتِهِ الَّتِي فِيْهَا :
    أَبَحْنَا حِمًى لِلْحَيّ قَيْسٍ بِرَاهِـطِ ...... وَوَلّتْ شِلاَلاً وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهَا
    يُبَكِّيهم حَـرانَ تَجْرِي دُمُوعُهُ ...... يُرَجِّي نِزَارًا أََنْ تَئُوبَ حُلُومُهَا
    فَمُتْ كَمَدًا أَوْ عِشْ ذَلِيلًا مُهَضَّمًا ...... بِحَسْرَةِ نَفْسٍ لَا تَنَامُ هُمُومُهَا
    إذَا خَطَرَتْ حَوْلِي قُضَاعَةَ بِالْقَنَا ...... تَخَبَّطَ فِعْـلَ المُصَعَّبَاتِ قُرُومُـهَا
    خَبطْتُ بِهِمْ مَنْ كَأَدْنِي مِنْ قَبِيلَةٍ ...... فَمَنْ ذَا إِذَا عَزَّ الْخُطُوبُ يَرُومُهَا



    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    استاذي العزيز ابن غنيم
    مجهود تشكر عليه ... والى الامام انشألله
    للتنويه
    قبيلة جهينه تنقسم الى قسميتن حسب ماهومعروف
    قبائل مالك وشيخ شملها القاضي
    وقبائل موسى وشيخ شملها ابن غنيم
    (ولايوجد شيخ شمل لجهينه عامه للعلم)

    وتقبل تحياتي

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة


    نَعُودُ إلَى ذِكْرِ جَبَلِ الْفَحْلَتَيْنِ

    جَاءَ فِي« تَارِيخِ مَدِينَةَ دِمَشْقَ » لِلْحَافِظِ الْكَبِير ابْنِ عَسَاكِرَ؛ قَوْلُهُ :
    أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِب وَأَبُو عَبْد اللَّه ابْنَا الْبَنَّا قَالَا : أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْن الْمَسْلمَة؛ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِر الْمُخْلِص؛ نا أَحْمَدُ بْن سُلَيْمَانَ؛ نا الزّبَيْرُ بْن بَكّارٍ؛ حَدّثَنِي عَبْدُ الرّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الزّهْرِيّ؛ عَنْ عَمّهِ مُوسَى بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ حَفْصًا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنَي عُمَرَ بْن عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ تَنَازَعَا إِِلَى وَالِي الْمَدِينَةَ فَأَشْكَل عَلَيْهِ أَمْرُهُمَا؛ فَكَتَبَ بِأَمْرِهِمَا إِلَى عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ اشْخُصْهُمَا إِلَيَّ فَفَعَل؛ فَسَبَقَ عَبْد الْعَزِيز؛ ثُمَّ قَدِمَ حَفْصٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَبْد الْمَلِك : مَا حَبَسَك عَنْ خَصْمِكَ ؟؟؛ قَالَ أَزْهَرَ بْن مُكْمِل بْن عَوْفٍ : أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَتّى تُوُفّيَ » بِفَيْفَاءُ الْفَحْلَتَيْنِ « فَدَفَنْتَهُ وَأَقْبْلت؛ فَفَزِعَ عَبْدُ الْمَلِك وَجَلَسَ؛ فَقَالَ : حَقّاً ؟؟ ؛ قَال : حَقّا؛ قَالَ عَبْدُ الْمَلِك : وَإِنَّ مِمَّا يَقُولُ أَهْلِ الْكِتَابِ لِبَاطِلٍ ! ؛ قَالَ الزّبَيْرُ : أَزْهَرَ بْن مُكْمِل بْن عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ كَانَ نَاسٌ يَرَوْنَ فِيهِ أَنّهُ يَلِي الْخِلَافَة؛ وَبِسَبَبِ الرّوَايَةِ الّتِي كَانَتْ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا قَال .

    قَالَ الْمُؤَلِف ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَانِيُّ الجُهَنِيُّ :
    أَزْهَرَ بْن مُكْمِل وَأَخَاهُ عَبْدَ الرّحْمَنِ بْن مُكْمِلٍ صَحَابِيَّيْنِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا؛ وَأَزْهَرَ بْن مُكْمِل بْن عَبْد بْن الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ الْقُرَشِيّ؛ كَانَ يَنْزِلُ بِالفَحْلَتَيْنِ؛ وَبِهَا تُوُفّيَ وَدُفِنَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ؛ عِدَاده مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ وَأَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُوُفّيَ فِي الْمَدِينَةِ بِالفَالِجِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ وَكَانَ الأَْخِير قَدْ أَقْطَعَهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَرْضًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ؛ وَأَمّا حَفْصٍ الَّذِي تَوَلَّى دَفْنَ أَزْهَرَ فَاسْمُهُ : حَفْص بْن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْن عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينِيّ؛ يُكَنّى بِأَبِي رَاشِد؛ وَأَخُوهُ عَبْد الْعَزِيزِ بِن عُمَرَ بِن عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ؛ لَهُ أَمْوَالٌ بِالْعِيصِ؛ وَمِنْ أَحْفَادِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن مُحَمّد الْمُتَوَفَّى بِتَيْدَد؛ ذَكَرْنَاهُ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ؛ قَالَ الْهَجَري : الْحَاضِرَةُ : مِنْ عُيُونِ تَيْدَدْ؛ وَبِهَا قَبْرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن مُحَمّد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن عُمَرَ بْن عَبْدِ الرّحْمَنِ بْن عَوْفٍ الزّهْرِيّ؛ انْتَهَى؛ وَبَنُو زُهْرَةَ بَطْنٍ مِنْ قُرَيْش كَانَتْ مَسَاكِنَهُمْ حَوْلِ الْمَدِينَةِ؛ وَأَكْثَرُهُمْ يَنْزِلُونَ بَادِيَةِ جُهَيْنَةَ؛ وَكَانَتْ لَهُمْ أَمْوَالٍ وَزَرْعٍ وَعُيُونٍ وَآبَارٍ هُنَاك .

    وَبَنُو زُهْرَةَ الْزَّهْرِيَّيْنِ بَيْتُ عِلْمٍ وَفِقْهٍ؛ وَلَهُمْ مُؤَلَّفَاتٍ بِالتَّارِيخِ وَالأَْنْسَابِ عَنْ الْمَدِينَةِ وَقَبَائِلُهَا؛ وَمِنْ هَؤُلاَءِ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن عِمْرَانَ بْن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عُمَرَ بِن عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ؛ النّسّابَةُ الْإِخْبَارِيُّ؛ أَبِي ثَابِتٍ الأَعْرَجِ نَزِيلُ جُهَيْنَةَ؛ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ: 197 لِلْهِجْرَةِ؛ مِنْ أَصْحَابِ الطَّبَقَة الثَّامِنَةِ؛ لَهُ مِنْ الْكُتُبِ « كِتَابِ الْأَحْلَافِ » قَالَهُ ابْنُ النَّدِيمِ؛ وَرَوَى تِلْمِيذَهُ أَبِي زَيْدٍ فِي « أَخْبَارِ الْمَدِينَةِ » : مِنْ طَرِيقِ أَبِي غَسَّان مُحَمّدُ بْن يَحْيَى الْمَدَنِيّ؛ قَال: احْتَرَقَتْ كُتُبَهُ فَكَانَ يُحَدّثُ مِنْ حِفْظِهِ؛ وَهَذَا يَدُلّ عَلَى كَثْرَةِ تَأْلِيفِه رَحِمَهُ اللّه؛ قََالَ عَلِيّ بْن الْحُسَيْنِ بْن حِبّانَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ الأَعْرَجِ الْمَدِينِيّ قَدْ رَأَيْته هَاهُنَا بِبَغْدَاد؛ كَانَ يَشْتُمُ النَّاسَ وَيَطْعَنَ فِي أَحْسَابِهِمْ؛ وَحَكَى ابْنُ مَعِينٍ: صَاحِبَ نَسَبٍ وَشِعْرٍ؛ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؛ وَمِنْ شُيُوخِهِ الّذِينَ أُخِذَ عَنْهُمْ بَعْض مِنْ عِلْمِ الْحَدِيث وَالْأَخْبَارِ وَالْأَنْسَابِ: وَاقِدُ الْجُهَنِيّ؛ وَعُثْمَانُ الْجُهَنِيّ؛ وَزَيْدُ بْن أُسَامَةَ الْجُهَنِيّ؛ وَغَيْرِهِمْ؛ وَمِنْهُمْ كَذَلِك: مُحَمّدُ بِن غُرَيْر الزُّهْرِيّ؛ شَيْخاً شَرِيفًا؛ ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ الْبَادِيَةِ بِجِوَارِ جُهَيْنَةَ؛ فَيَغْشَاهُ الْضِّيفَانِ وَيَجْلِسُوا إلَيْهِ فِي مَضَارِبه بِفَرْشَ مَلَلَ وَمَرَيَيْنِ .

    وَجَاءَ فِي « كِتَابِ الْمَغَازِيّ » لِلْوَاقِدِي الْأَخْبَارِيّ النّسّابَةُ :

    سَرِيّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى حِسْمَى سَنَةَ 6 مِنْ مُهَاجره صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ :
    وَحِسْمَى : هِيَ وَرَاءَ وَادِي الْقُرَى؛ حَدّثَنِي مُوسَى بْن مُحَمّدِ بْن إبْرَاهِيم؛ عَنْ أَبِيهِ؛ قَال : أَقْبَلَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيّ مِنْ عِنْدِ قَيْصَرَ؛ وَقَدْ أَجَازَ دِحْيَةَ بِمَالٍ وَكَسَاهُ كُسيً؛ فَأَقْبَلَ حَتّى كَانَ بِحِسْمَى؛ فَلَقِيَهُ نَاسٌ مِنْ جُذَامٍ فَقَطَعُوا عَلَيْهِ الطّرِيقَ؛ وَأَصَابُوا كُلّ شَيْءٍ مَعَهُ؛ فَلَمْ يَصِلْ إلَى الْمَدِينَةِ إلّا بِسَمَلٍ؛ فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتّى انْتَهَى إلَى بَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَقّهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : » مَنْ هَذَا ؟؟ « فَقَال : دِحْيَةُ الْكَلْبِيّ؛ قَالَ : » اُدْخُلْ « فَدَخَلَ فَاسْتَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمّا كَانَ مِنْ هِرَقْلَ حَتّى أَتَى عَلَى آخِرِ ذَلِكَ؛ ثُمّ قَال : يَا رَسُولَ اللّهِ؛ أَقْبَلْت مِنْ عِنْدِهِ حَتّى كُنْت بِحِسْمَى؛ فَأَغَارَ عَلَيَّ قَوْمٌ مِنْ جُذَامٍ؛ فَمَا تَرَكُوا مَعِي شَيْئًا حَتّى أَقْبَلْت بِسَمَلِي هَذَا الثّوْبَ .

    فَحَدّثَنِي مُوسَى بْن مُحَمّد قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخاً مِنْ سَعْدِ هُذَيْم كَانَ قَدِيماً يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ؛ يَقُولُ : إنَّ دِحْيَةَ لَمّا أُصِيبَ أَصَابَهُ : الْهُنَيْدُ بْن عَارِضٍ؛ وَابْنُهُ عَارِض بْن الْهُنَيْدِ : وَكَانَا وَاَللّهِ نَكِدَيْنِ مَشْئُومَيْنِ؛ فَلَمْ يُبْقُوا مَعَهُ شَيْئا؛ فَسَمِعَ بِذَلِكَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي الضّبَيْبِ فَنَفَرُوا إلَى الْهُنَيْدِ وَابْنِهِ؛ فَكَانَ فِيمَنْ نَفَرَ مِنْهُمْ النّعْمَانُ بْن أَبِي جُعَالٍ فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ؛ وَكَانَ نُعْمَانُ : رَجُلَ الْوَادِي [وَادِي شَنَارُ] ذَا الْجَلَدِ وَالرّمَايَةِ؛ فَارْتَمَى النّعْمَانُ وَقُرّةُ بْن أَبِي أَصْفَرَ الصّلعِيّ؛ فَرَمَاهُ قُرّةُ فَأَصَابَ كَعْبَهُ فَأَقْعَدَهُ إلَى الْأَرْضِ؛ ثُمّ انْتَهَضَ النّعْمَانُ فَرَمَاهُ : بِسَهْمٍ عَرِيضِ السّرْوَةِ؛ فَقَالَ : خُذْهَا مِنْ الْفَتَى؛ فَخَلّ السّهْمُ فِي رُكْبَتِهِ فَشَنّجَهُ وَقَعَدَ؛ فَخَلّصُوا لِدِحْيَةَ مَتَاعَهُ فَرَجَعَ بِهِ سَالِمًا إلَى الْمَدِينَةِ

    وَقَدِمَ زَيْدُ بْن حَارِثَةَ خِلَافَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ؛ فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ وَرَدّ مَعَهُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيّ؛ وَكَانَ زَيْدٍ يَسِيرُ اللّيْلَ وَيَكْمُنُ النّهَار؛ وَمَعَهُ دَلِيلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ؛ وَقَدْ اجْتَمَعَتْ : غَطَفَانُ كُلّهَا؛ وَوَائِلٌ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْ : سَلَامَات؛ وَبَهْرَاءَ؛ حِينَ جَاءَ رِفَاعَةُ بْن زَيْدٍ بِكِتَابِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى نَزَلُوا بِكُرَاعِ رُؤَيّةَ لَمْ يُعْلَمْ [كُرَاعِ رِبَةَ - بِحَرّةِ لَيْلَى -]؛ وَأَقْبَلَ الدّلِيلُ الْعُذْرِيَّ بِزَيْدِ بْن حَارِثَةَ حَتّى هَجَمَ بِهِمْ؛ فَأَغَارُوا مَعَ الصّبْحِ عَلَى الْهُنَيْدِ وَابْنِهِ وَمَنْ كَانَ فِي مَحَلّتِهِمْ؛ فَأَصَابُوا مَا وَجَدُوا؛ وَقَتَلُوا فِيهِمْ فَأَوْجَعُوا؛ وَقَتَلُوا : الْهُنَيْدَ وَابْنَهُ؛ وَأَغَارُوا عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَنَعَمِهِمْ وَنِسَائِهِمْ

    فَأَخَذُوا مِنْ النّعَمِ أَلْفَ بَعِيرٍ؛ وَمِنْ الشّاءِ خَمْسَةَ آلَافِ شَاةٍ؛ وَمِنْ السّبْيِ مِائَةً مِنْ النّسَاءِ وَالصّبْيَانِ؛ وَكَانَ الدّلِيلُ إنّمَا جَاءَ بِهِمْ مِنْ قِبَلِ الْأَوْلَاجِ؛ فَلَمّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ الضّبَيْبُ بِمَا صَنَعَ زَيْدُ بْن حَارِثَةَ رَكِبُوا؛ فَكَانَ فِيمَنْ رَكِبَ حِبّانُ بْن مِلّةَ وَابْنُهُ؛ فَدَنَوْا مِنْ الْجَيْشِ وَتَوَاصَوْا لَا يَتَكَلّمُ أَحَدٌ إلّا حِبّانُ بْنُ مِلّةَ؛ وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ عَلَامَةٌ إذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ قَالَ : قَوَدِي؛ فَلَمّا طَلَعُوا عَلَى الْعَسْكَرِ طَلَعُوا عَلَى الدّهْمِ مِنْ السّبْيِ؛ وَالنّعَمِ؛ وَالنّسَاءِ؛ وَالْأُسَارَى؛ أَقْبَلُوا جَمِيعاً؛ وَاَلّذِي يَتَكَلّمُ حِبّانُ بْنُ مِلّةَ؛ يَقُولُ : إنّا قَوْمٌ مُسْلِمُونَ؛ وَكَانَ أَوّلَ مَنْ لَقِيَهُمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ عَارِضٌ رُمْحَهُ فَأَقْبَلَ يَسُوقُهُمْ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : قَوَدِي؛ فَقَالَ حِبّانُ : مَهْلًا؛ فَلَمّا وَقَفُوا عَلَى زَيْد بْن حَارِثَةَ قَالَ لَهُ حِبّانُ : إنّا قَوْمٌ مُسْلِمُونَ؛ قَالَ لَهُ زَيْدٌ : اقْرَأْ أُمّ الْكِتَابِ؛ وَكَانَ زَيْدٌ إنّمَا يَمْتَحِنُ أَحَدَهُمْ بِأُمّ الْكِتَابِ لَا يَزِيدُهُ؛ فَقَرَأَ حِبّانُ؛ فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ : نَادُوا فِي الْجَيْشِ « إنّهُ قَدْ حَرُمَ عَلَيْنَا مَا أَخَذْنَاهُ مِنْهُمْ بِقِرَاءَةِ أُمّ الْكِتَابِ »

    فَرَجَعَ الْقَوْمُ؛ وَنَهَاهُمْ زَيْدٌ أَنْ يَهْبِطُوا وَادِيَهُمْ الّذِي جَاءُوا مِنْهُ فَأَمْسَوْا فِي أَهْلِيهِمْ وَهُمْ فِي رَصَدٍ لِزَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ؛ فَاسْتَمَعُوا حَتّى نَامَ أَصْحَابُ زَيْدِ بْن حَارِثَةَ؛ فَلَمّا هَدَءُوا وَنَامُوا رَكِبُوا إلَى رِفَاعَةَ بْن زَيْدٍ وَكَانَ فِي الرّكْبِ فِي تِلْكَ اللّيْلَةِ أَبُو زَيْدِ بْن عَمْرٍو؛ وَأَبُو أَسَمَاءَ بْن عَمْرٍو؛ وَسُوَيْدُ بْن زَيْدٍ وَأَخُوهُ؛ وَبَرْذَعُ بْن زَيْدٍ؛ وَثَعْلَبَةُ بْن عَدِيّ؛ حَتّى صَبّحُوا رِفَاعَةَ بِكُرَاعِ رُؤَيّةَ [رِبَةَ]، فَقَالَ حِبّانُ : إنّك لَجَالِسٌ تَحْلُبُ الْمِعْزَى وَنِسَاءُ جُذَامٍ أُسَارَى؛ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَدَخَلَ مَعَهُمْ حَتّى قَدِمُوا عَلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ؛ سَارُوا ثَلَاثًا؛ فَابْتَدَاهُمْ رِفَاعَةُ فَدَفَعَ إلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَهُ الّذِي كَتَبَ مَعَهُ؛ فَلَمّا قَرَأَ كِتَابَهُ اسْتَخْبَرَهُمْ فَأَخْبَرُوهُ بِمَا صَنَعَ زَيْدُ بْن حَارِثَةَ .

    فَقَالَ : « كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْقَتْلَى ؟؟ »؛ فَقَالَ رِفَاعَةُ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْتَ أَعْلَمُ؛ لَا تُحَرّمُ عَلَيْنَا حَلَالًا؛ وَلَا تُحِلّ لَنَا حَرَامًا؛ قَالَ أَبُو زَيْدٍ : أَطْلِقْ لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَنْ كَانَ حَيّا؛ وَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيّ هَاتَيْنِ؛ فَقَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « صَدَقَ أَبُو زَيْدٍ »؛ قَالَ الْقَوْمُ : فَابْعَثْ مَعَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ رَجُلًا إلَى زَيْدِ بْن حَارِثَةَ؛ يُخَلّي بَيْنَنَا وَبَيْنَ حَرَمِنَا وَأَمْوَالِنَا؛ فَقَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « انْطَلِقْ مَعَهُمْ يَا عَلِيّ » فَقَالَ عَلِيّ : يَا رَسُولَ اللّهِ لَا يُطِيعُنِي زَيْدٌ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « هَذَا سَيْفِي فَخُذْهُ » فَأَخَذَهُ؛ فَقَالَ : لَيْسَ مَعِي بَعِيرٌ أَرْكَبُهُ؛ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ هَذَا بَعِيرٌ؛ فَرَكِبَ بَعِيرَ أَحَدِهِمْ وَخَرَجَ مَعَهُمْ حَتّى لَقُوا - رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ الْجُهَنِيّ - بَشِيرَ زَيْدِ بْن حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إبِلِ الْقَوْمِ فَرَدّهَا عَلِيّ عَلَى الْقَوْمِ؛ وَرَجَعَ رَافِعُ بْن مَكِيث الْجُهَنِيّ مَعَ عَلِيّ عَلَيْهِ السّلَامُ رَدِيفاً؛ حَتّى لَقُوا زَيْدَ بْن حَارِثَةَ « - بِالْفَحْلَتَيْنِ - » فَلَقِيَهُ عَلِيّ وَقَالَ : إنَّ رَسُولَ اللّهِ يَأْمُرُك أَنْ تَرُدّ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مَا كَانَ بِيَدِك مِنْ أَسِيرٍ أَوْ سَبْيٍ أَوْ مَالٍ؛ فَقَالَ زَيْد : عَلَامَةً مِنْ رَسُولِ اللّهِ ؟؟؛ فَقَالَ عَلِيّ : هَذَا سَيْفُهُ؛ فَعَرَفَ زَيْدٌ السّيْفَ؛ فَنَزَلَ فَصَاحَ بِالنّاسِ فَاجْتَمَعُوا؛ فَقَالَ : مَنْ كَانَ بِيَدِهِ شَيْءٌ مِنْ سَبْيٍ أَوْ مَالٍ فَلْيَرُدّهُ؛ فَهَذَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ؛ فَرَدّ إلَى النّاسِ كُلّ مَا أُخِذَ مِنْهُمْ؛ حَتّى إنْ كَانُوا لَيَأْخُذُونَ [لَبِيدَ] الْمَرْأَةَ مِنْ تَحْتِ فَخِذِ الرّجُلِ .

    وَذَكَرَ السَّمَهُودِيَّ مُؤَرِّخ دَارِ الْهِجْرَةِ فِي « خُلاصَةِ الْوَفَاءُ بأَخْبَارِ دَار الْمُصْطَفَى » :
    الْفَحْلَتَانِ : قُنتَانِ مُرْتَفِعَتَانِ؛ تَحْتَهُمَا صَخْرٍ؛ عَلَى يَوْمٍ مِنْ الْمَدِينَةَ؛ بَيْنَهَا وَبَيْنَ ذِي الْمَرْوَةِ؛ عِنْدَ صَحْرَاءٍ يُقَالُ لَهَا : فَيْفَاءِ الْفَحْلَتَيْنِ؛ فِي مَسَاجِدِ تَبُوكَ .

    وَمِمّا جَاءَ فِي قَوْلِ النّسّابَة الْبِلَادِيّ « بِمُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَازِ » بَعْدَ نَقْلِهِ لأَْقْوَالِ يَاقُوت عِنْدَ إِيرَادِهِ رَسْمِ أَرْضِ الْفَحْلَتَيْنِ :
    وَهَذِهِ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَدِيَارِ جُذَامٍ؛ وَلَمْ أَسْمَعْ عَنْهَا هُنَاك؛ انْتَهَى؛ وَأَقُول : وهَذا مِنْ أَوْهَامِ
    الْحَرْبِيّ الّتِي جَاءَتْ فِي تَحْدِيدِ الْمَوَاضِعِ وَالدّيَارِ؛ وَلَيْسَتْ الْفَحْلَتَيْنِ لِجُذَامٍ وَلَا مِنْ بِلَادِهَا؛ بَلْ هِيَ لِجُهَيْنَةُ مِنْ الْجَاهِلِيّةِ حَتّى الْآنَ؛ وَجُذَامٍ قَدْ انْقَطَعَت أَخْبَارُهَا الْيَوْم .

    ووَرَدَ فِي كِتَابِ « سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلَاء » لِمُؤَرِّخُ الْإِسْلَامِ الْحَافِظُ اَلذَّهَبِيّ :
    لُؤْلُؤ العَادِلِيُّ : الْحَاجِبِ مِنْ أبطال الإِْسْلاَم؛ وَهُوَ كَانَ الْمَنْدُوب لِحَرْبِ إِفْرِنْج الْكَرَكِ الَّذِينَ سَارُوا لِأَخْذِ طَيّبَةَ؛ أَوْ فَرَنْج سِوَاهُمْ سَارُوا فِي الْبَحْرِ الْمَالِح؛ فَلَمْ يَسِرْ لُؤْلُؤٍ إِلاَّ وَمَعَهُ قُيُودٍ بِعَدَدِهِمْ؛ « فَأَدْرَكَهُمْ عِنْدَ الْفَحْلَتَيْنِ »؛ فَأَحَاطَ بِهِمْ؛ فَسَلّمُوا نُفُوسِهِمْ؛ فقيدهم؛ وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ مِئَة مُقَاتِلٍ؛ وَأَقْبَلَ بِهِمْ إِلَى الْقَاهِرَة؛ فَكَانَ يَوْماً مَشْهُودا؛ وَقِيل إِنَّ الْمَلاَعِينِ الْتَجَؤُوا مِنْهُ إلَى جَبَلٍ؛ فَتَرَجَّل وَصَعِدَ إِلَيْهِمْ فِي تِسْعَةِ أَجْنَادٍ؛ فَأَلْقَى فِي قُلُوبِهِمْ الرّعْبَ؛ وَطَلَبُوا مِنْهُ الأَْمَانَ؛ وَقُتِلُوا بِمِصْر؛ تَوَلّى قَتْلِهِمْ الْعُلَمَاء وَالصَّالِحُونَ؛ تُوُفِّيَ لُؤْلُؤٍ رَحْمَةُ اللَّهِ بِمِصْر فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِئَةً .

    وَذَكَرَهُ شَمْس الدِّينِ فِي تَارِيخِهِ الْعَظِيم « تَارِيخِ الْإِسْلَامِ ووَفِيَات الْمَشَاهِيرِ » فَقَالَ :

    لُؤْلُؤ الْحَاجِبِ العَادِلِيُّ : مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ؛ وَلَهُ مَوَاقِفٌ مَشْهُورَةٌ بِالسَّوَاحِلِ؛ وَكَانَ مُقَدَّم الْغُزَاةِ حِينَ تَوَجَّهُوا إِلَى الْعَدُوّ الَّذِينَ قَصَدُوا الْحِجَازِ فِي الْبَحْرِ الْمَالِحِ بِعِدَة مَرَاكِبَ وَشَوْكَةٍ؛ فََحَاطُوا بِهِمْ؛ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهِمْ بِأَسْرِهِمْ؛ وَكَانَتْ غَزْوَةٍ عَظِيمَة الْقَدْرِ؛ وَقَدَّمُوا بِالأَْسْرَى إلَى الْقَاهِرَةِ؛ وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا؛ تُوُفّيَ لُؤْلُؤٍ بِالْقَاهِرَةِ فِي صَفَرٍ؛ قَال الْمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيفِ: كَانَ شَيْخاً أَرْمَنيّاً فِي الأَْصْل؛ وَخَدَمَ مَعَ صَلَاحِ الدِّينِ مُقَدَّمًا لِلأَصطُول؛ وَكَانَ حَيْثُمَا تَوَجّهَ فَتَحَ وَانْتَصَرَ وَغَنِمَ؛ أَدْرَكْتُهُ وَقَدْ تَرَكَ الْخِدْمَةِ؛ وَكَانَ يَتَصَدَّقَ كُل يَوْمٍ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَغِيفٍ مَعَ قُدُورِ الطّعَامَ؛ وَكَانَ يُضْعِفُ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ .

    وَلَمَّا كَانَ صَلَاحِ الدِّينِ عَلَى حَرَّانَ تَوَجَّهَ فرنج الْكَرَكِ وَالشَّوْبَك لِيَنْبُشُوا الْحُجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ وَيَنْقُلُوهُ إلَيْهِمْ؛ وَيَأْخُذُوا مِنْ الْمُسْلِمِينَ جُعْلًا عَلَى زِيَارَتِهِ؛ فَقَامَ صَلاَحِ الدِّينِ لِذَلِك وَقَعَدَ؛ وَلَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَتَزَحْزَحُ مِنْ مَكَانِهِ؛ فَأَرْسَل إِِلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ ابْنُ مُنْقِذِ نَائِبُهُ بِمِصْرَ؛ أَنْ جَهِزَ لُؤْلُؤٍ الْحَاجِب؛ فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَال: حَسْبُكَ؛ كَمْ عَدَدُهُمْ ؟؟؛ قَال: ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّف؛ كُلُّهُمْ أَبْطَال .

    فَأَخَذَ قُيُودًا بِعَدَدِهِمْ؛ وَكَانَ مَعَهُمْ طَائِفَةٍ مِنْ مُرْتَدَّةِ الْعَرَب؛ وَلَمْ يَبْقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلّا مَسَافَةَ يَوْمٍ ، فَتَدَارَكَهُمْ وَبَذْلَ الْأَمْوَالِ؛ فَمَالَت إِلَيْهِ الْعَرَبِ لِلذَّهَبِ؛- « وَاعْتَصَمَ الْفَرَنْج بِجَبَلٍ عَالٍ » -؛ فَصَعِدَ إلَيْهِمْ بِنَفْسِهِ رَاجِلًا فِي تِسْعَةِ أَنْفُسٍ؛ فَخَارَتْ قِوى الْمَلَاعِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وَقَوِيَتْ نَفْسَهُ بِاَللّهِ؛ فَسَلَّمُوا أَنْفُسِهِمْ؛ فَصْفَدْهُم وَقَدِمَ بِهِم الْقَاهِرَةَ؛ وَتَوَلَّى قَتْلِهِمْ: الْفُقَهَاءِ؛ وَالصَّالِحُونَ؛ وَالصُّوفِيَّةِ .

    وَحَكَى الْحَافِظُ أَبُو الْفِدَاء فِي « الْبِدَايَة وَالنِّهَايَةِ » :
    بَدْرِ الدِّينِ لُؤْلُؤ صَاحِبَ الْمَوْصِلَ الْمُلَقّبِ بِالْمَلِكِ الرّحِيمِ؛ تُوُفّيَ فِي شَعْبَانَ عَن مائَةِ سَنَةٍ؛ وَقَدْ مَلَكَ الْمَوْصِلَ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً؛ وَكَانَ ذَا عَقْلٍ وَدَهَاءً وَمَكْرٌ؛ وَقَدْ جَمَعَ لَهُ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ كِتَابِهِ الْمُسَمّى : « بِالْكَامِلُ فِي التّارِيخِ »؛ فَأَجَازَهُ عَلَيْهِ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ؛ وَكَانَ يُعْطِي لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ أَلْفَ دِينَارٍ .

    وَقَالَ السّرَاجِ الْقَارِي فِي كِتَابِهِ « مَصَارِعَ الْعُشَّاقِ » نسْخَةِ دَارِ صَادِر الشّآمِيّةُ :

    وَأَنْشَدَنَا إبْرَاهِيمَ بْن مُحَمّدِ بْن عَرَفَة لِنَفْسِهِ :
    كَمْ قَدْ ظَفِرْتُ ِمَنْ أَهْوَى فَيَمْنَعْنِي ....... مِنْهُ الْحَيَاءُ وَخَوْفُ اللَّهِ وَالْحَذَرُ
    وَكَمْ خَلَوْتُ بِمَنْ أهوَى فََيُقنِعُنِي ....... مِنْهُ الفُكَاهَةُ وَالتَّحْدِيثُ وَالنَّظَرُ
    كَذَلِكَ الْحُبُّ لاَ إِتْيَانَ مَعْصِيَةٍ ....... لاَ خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا سَقَرُ

    وَلِلعَطَوِيّ مِنْ أَبْيَاتٍ :
    إِنْ أَكُنْ عاشِقاً فَإِنّي عَفِيفُ اللَّحْظِ ....... وَاللَّفْظِ عَنْ رُكُوبِ الْحَرَامِِ
    كُنْتُ مَارًّا بَيْنَ تَيْمَاءَ وَوَادِي الْقُرَى؛ وَأَظُنّهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ؛ صَادِرًا مِنْ مَكَّةَ؛ فَرَأَيْتُ « - صَخْرَةً عَظِيمَةً مَلْسَاءَ؛ فِيهَا تَرْبِيعٍ بِقَدْرِ مَا يَجْلِسُ عَلَيْهَا النّفَرِ : كَالدِّكَّةِ - »، فَقَال بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَنَا مِنَ الْعَرَبِ؛ وَأَظُنُّهُ جُهَنِيّاً : هَذَا مَجْلِسُ جَمِيلٍ وَبُثَيْنَةَ فَأَعْرِفِهُ .

    وَذَكَرَ يَاقُوتً فِي « مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ » :
    الْفَحْلاء : بِالْفَتْحِ ثُمَّ السُّكُون وَالْمَدّ؛ وَالْفَحْل مِنْ صِفَةِ الذّكُورِ؛ وَفَحْلاء مِنْ صِفَاتِ الإِْنَاثِ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُرِيدَ بِهِ تَأْنِيثَ الْأَرْضِ فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ؛ وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ انْتَهَى كَلَامُه؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَلَى وَزْنِ فَعْلَاء؛ مَوْضِعٌ ذَكَرَهُ أَبُو بَكْر .

    قََالَ بِن غُنَيْم الجُهَنِيُّ :
    الْفَحْلَتَيْنِ : هُوَ الأَْصَحُّ وَالأَْشْهَرُ؛ وَيُسَمَّى أَيْضًا: الْفَحْلَتَانِ؛ وَالفحْلَه؛ وَالْفَحْلاء؛ وَشَجْوا؛ وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا : جَبَلِِ أَبُو قُدُور؛ كِنَايَةٌ عَنْ الصَخْرَتَانِ اللَّتَانِ كََالقِدْرِ بِرَأْسِهِ؛ وَهِيَ تَسْمِيَةً مُحْدَثَةً رَأَيْتُهَا عَلَى خَارِطَةِ الْمَدِينَةِ تُشِير إِلَى مَوْضِعِ الْجَبَل؛ وَلَا أَعْرِفُهَا؛ وَالصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةِ الّتِي رَآهَا الْقَارِي هِي الْفَحْلَتَيْنِ .
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •