[align=center]في أول موضوع لي في المنتدى الأدبي أحب أن أهدي لكم
هذا الإبداع الشعري والسمو البلاغي والاحساس المرهف
لن أطيل التعليق واترككم مع هذه التحفة الأدبية
للشاعر بهاء الدين زهير
[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,#FFCCCC,bold,normal" bkcolor="0" bkimage="images/toolbox/backgrounds/21.gif" border="ridge,5,#FF0000" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,0"]
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَـهاكـا=وَذُقتَ مِنَ الصَـبابَةِ ما كَـــفاكا
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي=وَقَد أَصبـَحتَ لَم تَحمَد سـُراكا
فَلا تَجزَع لِحـادِثَةِ اللَيـالـي=وَقُل لي إِن جَزِعـتَ فَما عَساكا
وَكَيفَ تَـلـومُ حادِثـَةً وَفيهـا=تَبَـيَّنَ مـَن أَحـــبَّكَ أَو قَلاكا
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي=وَذُق ياقَلــبُ ما صَنَعَت يَداكا
لَعَمري كـنتَ عَن هَذا غَنِيـّاً=وَلَم تَـعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنــهُ=وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنـتَ فيــهِ=أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَــفاكا
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحـي التَراقي=وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَـلاكا
فـَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي=وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكـا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنـي=أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سـواكـــا
أَراكَ هَجـرتَني هَجراً طَويـلاً=وَمــا عَـوَّدتَـني من قَبلُ ذاكــا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي=وتَعصي في وَدادي مــَن نَهاكـا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تـلكَ السَجايا=وَمَن هَـذا الَّذي عَنّي ثَـناكا
فَلا وَاللَهِ ما حاوَلـت عُــذراً=فَكُـلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَـــلاكا
وَما فارَقتَني طَوعـاً وَلَكِــن=دَهكَ مِـن المَنِيَّـةِ ما دَهاكا
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَـتِنا اللَيالي=وَلَـم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَـيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي=وَكـانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني=أُفَتّـشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِـواكَ وَلا أَراهُ=شَمائِلَكَ المَليـحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري=وَلَيـسَ يَزالُ مَختــوماً هُناكا
لَقَد عَــجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا=وَما اِستـَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِـباكا
فََوا أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى=وَيَذهَـبُ بَعدَ بَهجَــتِهِ سَناكا
وَما لي أَدَّعـي أَنّي وَفِيٌّ=وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكـا
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيـكَ حُزناً=وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هــَواكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُـــحِبٌّ=وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَــعي كَثيراً=وَلَيسَ كَمــَن بَكى مَن قَد تَباكـا
فَيا مَن قَد نَوى سَفَـراً بَعيداً=مَتى قُل لـي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَزاكَ اللَهُ عَـنّي كُلَّ خَيرٍ=وَأَعلَــمُ أَنَّهُ عَنـــّي جَزاكــا
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي=حمَلتُ وَلَو عَلـى عَــيني ثَراكـا
سَـقاكَ الغَيــثُ هَتّاناً وَإِلّا=فَحَسبُــكَ مِن دُموعــي ما سَقاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي= يَرُفُ مَعَ النَسيــمِ عَلى ذُراكــــا [/poem]
المفضلات