[dci]
ما زلنا في منتصف اللقاء مع الشاعر الكبير / أحمد الدبيش
.
.
.
.
.
سؤال ( 11 )
أبو نايف : ما رأيك في الزهرات أو ( الزهورات) التي يـُتغنى بها في كسر اللحن ؟
هذه ظاهرة تستحق أن نتوقف عندها فالملاحظ أن كثرة مايسمى بالزهرات في كسر اللحن أصبحت ظاهرة مبالغ فيها وخاصة في لحن زمانين ومالك الروح .
والأدهى والأمر أن بعض من الشعراء المشاركين في الصف لايكتفون بوقوفهم كشعراء بل تصدر منهم كسرات ليتم غناءها كزهرات في كسر اللحن وهذا مايطيل وقت كسر اللحن لأكثر من نصف ساعة ولو حسبنا هذا الوقت الضائع في كل الألحن لوجدناه يكفي بإحياء لحن العناب .
علما بأنه لايوجد فيما مضى زهرات في كسر اللحن إلا فيما ندر و لسبب معين
وأرجو أن لا يفسر ذلك بأنني أريد أن أحجر على مشاعر الآخرين ولكن الإعتدال في كل شيء طيب.
سؤال ( 12)
هل الكسرة ترتقي بالرديح أم الرديح يرتقي بالكسرة ؟
لاشك أن الكسرة هي التي ترتقي بالرديح
وإلا فيصبح الرديح مجرد ( صفوف ودفوف )
سؤال ( 13 )
ماهو في نظركم المخرج في ظل النزاع الخفي على قيادة صف ينبع ؟
إذا كان هناك نزاع خفي كما يقال على قيادة صف ينبع فهذا ليس بجديد فلقد سبق الخروج على قيادة الصف في عهد الشاعر الكبير عايد القريشي شافاه الله وهذا مايؤكد عدم الإحترام لمن هو أكبر سنا وشاعرية ولكن نسأل الله الهداية للجميع .
سؤال ( 14 )
ومن هم الذين خرجوا في عهد قيادة القريشي؟
أعتقد أن ذلك لا يخفى على المتابعين...
من اليمين الشاعر / عابد الحربي ( بحار ) والشعراء أحمد الدبيش وعايش الدميخي وبنية العروي والأستاذ / عابد العويضي مشرف صفحة الكسرات بجريدة المدينة آنذاك
أثناء إجتماعهم في مقر الجريدة وهي اللجنة التي قررت تكريم الشاعر القريشي .
لقطة من حفل تكريم الشاعر الكبير / عايد القريشي
حيث شارك الشاعر أحمد الدبيش بإلقاء قصيدة نبطية
وقد كان الأستاذ / عواد الصبحي من مقدمي الحفل في تلك الليلة
سؤال ( 15 )
هل أنت متشائم من عودة الرديح لسابق عصره ؟
أبدا لست متشائما ولكنني متألم لما يحدث لهذا التراث العريق والمؤلم أكثر أن السبب جاء من أهل الموروث أنفسهم والذي كان من المفروض أن يكونوا أمناء عليه ولكن يبقى الأمل قائما إذا ما ابتعد البعض عن
( الأنا ) والنرجسية لأن حب الذات يؤذي صاحبه ويؤذي الآخرين .
فلابد أن يعود الإحترام المتبادل من الجميع وتعود روح المودة والألفة ويحترم النظام وبدون ذلك فسننتظر كثيرا لعودة الروح للموروث .
سؤال ( 16 )
قل رأيك بصراحة عن الشعراء ( أحمد سليمان الريفي والكرنب وذيبان والقريشي وبنية وأبو مازن ) ؟
مهما قلت عن هؤلاء العمالقة فسأجد نفسي عاجزا أن أوفيهم حقهم
أولئك أعلام نقشت أسماءها في ذاكرة التاريخ وصفحات الزمن وستبقى خالدة إلى ما شاء الله .
أحمد سليمان الريفي
شاعر كبير يمتاز بالحكمة في شعره وتعتبر مراديده في المحاورات بمثابة حكم نافذ قد يحرج خصمه في كثير من الأحيان مما يضطر من يقابله للبحث عن مخرج في الكلام .
شعره يمتاز بالأصالة والإنتماء للأرض ودائما مايمسك بزمام اللعب ويصبح هو المتحكم فيه .
الكرنب
شاعر كبير ومحنك ومقتدر لايشق له غبار قل أن يجود الزمن بمثله ، لايعوزه حرف في الشكوى والرد
يمتاز بالملاوعة كما أنه جريء يهوى إثارة الشاعر المقابل له بسبب أو بدون سبب وكل ذلك في حدود الأدب ومن يلعب معه يجب أن يكون على حذر .
ذيبان الفايدي
يعتبر الشاعر ذيبان على خط متوازي مع الشاعر الكرنب في الأسلوب وعرف بتصعيد المحاورة في توقيت يختاره هو ولا يستكين للخصم ، عنيد إلى أقصى درجة وثاقب النظرة وسديد الرأي في الكلام ولايخرج عن نطاق الأدب .
القريشي
شاعر لماح يمتاز بسلاسة شعره بأسلوب السهل الممتنع لايصعب عليه حرف ولاتفوته إشارة يهاجم متى ما أرغمه الخصم ولكن لايخرج عن الأدب وهو شديد الملاحظة لمداخل الكلام ومخارجه ومايرد من الشاعر المقابل ويتحين الفرص وعندما يمسك غلطة على الشاعر المقابل فإنه يعزف على هذا الوتر طيلة المحاورة .
بنية العروي
هو رمز الإتزان والرزانة في اللعب شديد الملاحظة للمعنى لايسلم نفسه للخصم وإذا أمسك زمام اللعب لايتنازل عنه بسهولة ويعتبر محانك ذو قدرة عجيبة على تطويع المعاني وعرف بأدبه الجم وتواضعه .
محمد أبومازن
شديد الحماس ولايهاب أي شاعر مهما كان ويحب المشاكسة في اللعب عنيد لدرجة أنه لا يجامل للشاعر المقابل ولو كان من أصدقائه المقربين إذ أنه يعتبر نفسه في حالة حرب ويجب أن يخرج منها منتصرا .
سؤال ( 17 )
مالفرق بين كسرة الرديح وغيرها من الكسرات ؟
وما يميز الكسرة الينبعاوية عن غيرها ؟
الكسرة هي الكسرة ولكن تختلف من شاعر لآخر من حيث سرعة البديهة والحبكة الدرامية وغزارة المعنى وسلاسة المفردات وكسرات الرديح تكون مباشرة تتحكم فيها مجريات اللعب حيث الوقت المتاح يكون عادة في حدود خمس عشرة دقيقة أو أكثر قليلا .
أما ماعدا ذلك من كسرات المراسلات أو الكسرات الخاصة فصاحبها غير ملزم بوقت محدد قد ينظمها في لحظة ، في ساعة , في يوم أو أيام فليس هناك من يحاسبه .
أما عن سؤالك عما يميز الكسرة الينبعاوية عن غيرها وبعيدا عن العاطفة بصفتي أحد أبناء ينبع فإنني لاأرى أن هناك فرقا في الكسرة الينبعاوية وبين غيرها من ناحية التفعيلة والجرس الموسيقي لها ولكن من وجهة نظري الشخصية فإن شعراء ينبع يحتفون بالكسرة كثيرا في حبكتها ويبتعدون عن التسطيح في المعنى وينتقون المفردات المحببة للنفس وترتاح لها أذن السامع وهذا ليس معناه مصادرة إبداع الآخرين من غير أهل ينبع
سؤال (18 )
في بحث عن تاريخ الكسرة يقول الشاعر الأستاذ/ إبراهيم الوافي:
( لا حرج أن تكون الكسرة ينبعية الأصل .. وإن كانت مجهولة المنشأ .. )
نريد منك تعليقا على هذه المقولة؟
من المعروف بأن الأصل هو الشيء المتجذر في مكان وجوده .
والمنشأ هو مانشأ في نفس المكان أو في مكان آخر ؛ إذا فالأصل يسبق المنشأ
وأعتقد بأن العبارة لو جاءت معكوسة يكون لها دلالة أوضح.
سؤال ( 19 )
عند الحديث عن جغرافية الكسرة البعض يقول:
عرفت الكسرة عند سكان منطقة ما بين الحرمين الشريفين
والبعض الآخر يقول: وجدت الكسرة في الحجاز و في المثلث الواقع بين مكه المكرمة والمدينة المنورة وينبع, ومنها انتشر لبقية المناطق المجاورة على طول الساحل شمالاً وجنوباً 0فأي التعريفين تراه أنسب وأصلح؟
أرى أن الترجيح الثاني هو الأقرب منطقيا
سؤال ( 20 )
الكسرة المشهورة
[poem=font="Simplified Arabic,6,#1B1B03,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/8.gif" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ياما ليالي مضت ليه = من غيمها ينزل الهتان
[/poem]
دار حولها نزاع وادعى أكثر من شخص أن الكسرة له لكن عبد الغفار القايدي أكد في صفحة المدينة الشعبية قبل خمس سنوات أنها لأمير الكسرة الشاعر:
علي أبو مدهون يرحمه الله ..هل تؤكد هذا الكلام؟
الكسرة المذكورة سمعتها وقص لي قصتها المرحوم بإذن الله / محمد قاسم بن مفوز وحينها كان عمره أكثر من سبعين سنة والرجل مشهود له بالصدق والثقة وقد عاصر الشعراء القدامى حيث قال في قصته بأن الكسرة
[poem=font="Simplified Arabic,6,#1B1B03,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/8.gif" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ياما ليالي مضت ليه = من غيمها ينزل الهتان
واليوم لاذي ولاذيه = عهدا مضى ماكإنه كان[/poem]
هي لشخص من أعيان ينبع إسمه / إبراهيم سلامة جمجوم يرحمه الله وكان له وكالة والوكالة إسم يطلق آنذاك على مخازن المواد الغذائية حيث كان التجار في ذلك الوقت يستوردن بضائعهم من السودان ومصر .
وإنه ( والكلام للمرحوم محمد قاسم ) أثناء عودة السفينة الشراعية المحملة بالأرزاق والعائدة لإبراهيم جمجوم
غرقت في أعماق البحر ، مما سبب له الخسارة والإفلاس وعلى إثرها تم إغلاق الوكالة فأرسل هذه الكسرة أعلاه إلى الشاعر الكبير حميدي بن بلال يرحمه الله
فجاءه الرد من ابن بلال كالآتي :[poem=font="Simplified Arabic,6,#1B1B03,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/8.gif" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]إصبر وزيد الصبر نية = منهو صبر نال بالإحسان
هذي أشايات غيبية = تقديرها من عظيم الشان[/poem]
هذا ماورد عن لسان محمد قاسم مفوز يرحمهم الله جميعا.
سؤال ( 21 )
وما هو رأيك فيما أشار إليه عبدالغفار القايدي بتعريفه لأبو مدهون بلقب أمير الكسرة؟
في حقيقة الأمر وللأمانة مع إحترامي للأخ عبدالغفار القايدي فإنني لم أسمع عن هذا اللقب للشاعر أبو مدهون رغم أنه من فحول الشعراء وطوال حياتي ومعاصرتي للشعراء القدامى لم يرو لي أي أحد عن أي لقب لأي من الشعراء الأوائل حيث أن الشاعر آنذاك تكفيه شاعريته لكي تشهره ، ومانسمعه من ألقاب هذه الأيام ماهي إلا حديثة عهد وخاصة المبالغ فيها وقد تدخل في ذلك العاطفة والمجاملة وساهم في ذلك الصحف والمنتديات بشكل كبير فأصبح كل يسمي الآخر ويطلق عليه مسميات وألقاب كيفما شاء وكيفما أتفق
تعقيب : وماذا عن مسمى ( المثمن ) الذي كان يطلق على الشاعر المرحوم / محمد الأمير؟
الشاعر/ محمد الأمير تربطني به علاقة مصاهرة ؛؛ لكنه وبصراحة وعلى الرغم من تميز رأيه فلم يكن في يوم من الأيام مرجعا لجميع الشعراء القدامى ، ، ولم يدّع هو ذلك ؛ والسبب أنهم كانوا شعراء متمكنين .. وربما كان البعض يستأنس برأي الأمير عند استشارته في أمر ما ، كما أن مسمى المثمن لم يكن معروفا إلا في الفترة الأخيرة على قدر ما كانت تتطلبه ظروف ذلك الزمن من عدم توفر وسائل الإعلام ، أو وجود صفحات شعبية ومنتديات كما هو حاصل الآن من عناية ونقد للشعر الشعبي من نقاد متخصصين وبأسوب علمي .
تابعونا
ومازال للأسئلة بقية[/dci]
المفضلات