40- (لا يصح الانتساب إلى رجل لم يعقب)
قال ابن قتيبة : رأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر هي وإلى البطن وهو لا يدرى من أى القبائل هو ورأيت من رغب بنفسه عن نسب دق فانتمى إلى رجل لم يعقب كرجل رأيته ينتمى إلى أبى ذر الغفارى ولا عقب لأبى ذر وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت وقد أنقرض عقب حسان وكآخر دخل على المأمون فكلمه بكلام أعجبه فسأله عن نسبه فقال من طيئ من ولد عدى بن حاتم فقال له المأمون ألصلبه قال نعم فقال هيهات أضللت إن أبا طريف لم يعقب فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي أختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الذي رغب عنه.
المعارف ج1/ص2
وقيل عن أحد العلماء انتسب إلى دحية الكلبي رضي الله عنه
دحية لم يعقب فلم تعتزي إليه بالبهتان والإفك
ما صح عند الناس شيء سوى أنك من كلب بلا شك
ومن نص العلماء على أنهم لم يعقبوا
1- حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
قال مصعب لم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه وماتوا كلهم من غير عقب فلم يبق لحمزة عقب
2-قثم بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
وعن ابن عباس قال كان آخر من خرج من لحد رسول الله صلى الله عليه وسلم قثم
ولما استخلف علي بن أبي طالب استعمل قثما على مكة فما زال عليها حتى قتل علي قال خليفة بن خياط
وقال الزبير بن بكار استعمله علي على المدينة وقيل إنه لم يعقب
3-يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال الذهبي :ثار يحيى بخراسان وكاد أن يملك
قال ابن سعد قتله سلم بن أحوز وأمه هي ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية وقال الهيثم لم يعقب يحيى
4-الحسن بن علي العسكري (الإمام المعصوم عند الشيعة )
قال الذهبي : فاما محمد بن الحسن هذا فنقل أبو محمد بن حزم ان الحسن مات عن غير عقب قال وثبت جمهور الرافضة على ان للحسن ابنا اخفاه
وممن قال ان الحسن العسكري لم يعقب محمد بن جرير الطبري ويحيى بن صاعد وناهيك بهما معرفة وثقة
5-طالب بن أبي طالب
قال ابن قتيبة :وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وأعقبوا إلا طالبا فإنه لم يعقب
6- أحمد بن علي الرفاعي الحسيني الموسوي ت578 مؤسس الطريقة الرفاعية مات ولم يخلف عقبا والعقب لأخيه خلافا لما هو شائع ومشتهر عند العامة.
51- من المصطلحات المشهورة عند البادية (الخمسة والسمية ) والمراد بالخمسة قبيلته أو أسرته إلى الجد الخامس وإلى الجد السادس يقال له السمية
فالتسمية غالبا تكون للجد الخامس أو السادس وكان قديما يقال ( الدم في الخمسة والمال في السمية) أي دم المقتول تطالب به ورثة القاتل حتى الجد الخامس أي من خمسة أما المال المسروق فيطالب به سميته زيادة على خمسته
وكانت القوانين المتعلقة بالخمسة والسمية مطبقة تطبيقا صارما عند العربان والبادية لذلك أولى العرب أهمية با لغة لحفظ الأنساب ولا يمكن أن يوجد بين الأعراب من لايعرف نسبه كاملا .مرآة جزيرة العرب (264)
52- (الوسم من الأمور المهمة عند القبائل )فكانت كل قبيلة لها وسم خاص يميزها عن غيرها وذلك حتى يتميز الجمل الضائع أو المسروق ويكون من السهولة الحصول عليه لأن الجمال تتشابه ولا يميزها إلا الوسم والوسم أثر الكي والجمع وسوم
ويكون الوسم عن طريق كي الجمل في موضع من مواضعه إما في الأذن اليمنى أو اليسرى أو العنق أو الرجل أو الأنف أو على الركب على شكل مربع أو دائري ويكون داخل هذا المربع على شكل سيف أو رمح وهكذا وتتفق القبائل المتجاورة على أن لكل قبيلة وسم يختص بها حتى لاتحصل النزاعات بين القبائل
وأبرز سمات الإبل كالتالي :
1-الحية من سمات الإبل وسم يكون في العنق والفخذ ملتويا مثل الحية
و2- التواء من سمات الإبل وسم كهيئة الصليب طويل يأخذ الخد كله عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي النضر التواء سمة في الفخذ والعنق يقال منه بعير متوي وقد تويته تيا وإبل متواة وبعير به تواء و تواءان وثلاثة أتوية قال ابن الأعرابي التواء يكون في موضع اللحاظ إلا أنه منخفض يعطف إلى ناحية الخد قليلا ويكون في باطن الخد كالثؤثور قال والأثرة والثؤثور في باطن الخد والله أعلم
و3- الشيطان من سمات الإبل وسم يكون في أعلى الورك منتصبا على الفخذ إلى العرقوب ملتويا
4-الشداق من سمات الإبل وسم على الشدق
المحلق من الإبل الموسوم بحلقة في فخذه أو في أصل أذنه ويقال للإبل المحلقة حلق
5-العراض من سمات الإبل وسم قيل هو خط في الفخذ
6-اليسرة وسم في الفخذين وجمعها أيسار
7-الصليب ضرب من سمات الابل
قال أبو علي في التذكرة (الصليب قد يكون كبيرا وصغيرا ويكون في الخدين والعنق والفخذين وقيل الصليب ميسم في الصدغ وقيل في العنق خطان أحدهما على الآخر وبعير مصلب و مصلوب سمته الصليب وناقة مصلوبة كذلك)
8-الضبثة من سمات الإبل إنما هي حلقة ثم لها خطوط من ورائها وقدامها يقال بعير مضبوث وبه الضبثة وقد ضبثته ضبثا ويكون الضبث في الفخذ في عرضها وا أعلم
9-الجعار من سمات الإبل وسم في الجاعرة
10-الفرتاج سمة من سمات الإبل حكاه أبو عبيد ولم يحل هذه السمة و فرتاج موضع وقيل موضع في بلاد طيء
11-العضاد من سمات الإبل وسم في العضد عرضا
لسان العرب ج5/ص300
53-ما الفرق بين الحسب والنسب ؟
قيل إن الفرق هو أن الشرف والمجد متعلقان بالنسب فلا يقال لمن لم يكن أباه شريفا شريف ولا ماجد ولا يقال له شرف ومجد والحسب والكرم متعلقان بذات الرجل .
قال ابن منظور: الشرف الحسب بالآباء شرف يشرف شرفا و شرفة و شرفة وشرافة فهو شريف والجمع أشراف غيره و الشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء ويقال رجل شريف ورجل ماجد له آباء متقدمون في الشرف قال والحسب والكرم يكونان وإن لم يكن له آباء لهم شرف و الشرف مصدر الشريف من الناس و شريف و أشراف مثل نصير وأنصار وشهيد وأشهاد الجوهري والجمع شرفاء و أشراف وقد شرف بالضم فهو شريف اليوم و شارف عن قليل أي سيصير شريفا. لسان العرب ج9/ص169
54- (علم النسب علم لاينفع وجهل لايضر ) وهذه مقولة شائعة لدى البعض وقد تكفل بالرد عليها الحافظ ابن عبد البر الأندلسي حيث قال : ولعمري ما أنصف القائل إن علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر لأنه بين نفعه لما قدمنا ذكره ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق وكفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعرف
وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مثله
وقال صلى الله عليه وسلم من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
فلو كان لا منفعة له لما اشتغل العلماء به فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان أعلم الناس بالنسب نسب قريش وسائر العرب وكذلك جبير بن مطعم وابن عباس وعقيل بن أبي طالب كانوا من
أعلم بذلك وهو علم العرب الذي كانوا به يتفاضلون وإليه ينتسبون وقد ذكر ابن وهب عن مالك بن أنس أنه قال كان ابن شهاب من أعلم الناس بالأنساب وكان أخذ ذلك من عبد الله بن ثعلبة بن صغير العذري وغيره قال فبينا هو يوما جالس عند عبد الله بن ثعلبة يتعلم منه الأنساب إذ سأله عن شيء من الفقه فقال له إن كنت تريد هذا الشأن فعليك بهذا الشيخ يعني سعيد بن المسيب
قال وسمعت مالكا يقول لم يكن مع ابن شهاب كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه يعني قريشا
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوجوه الصحاج ما يدل على علمه بأنساب العرب منها الحديث الذي قدمناه في هذا الباب وغيره. الإنباه على قبائل الرواة ج1/ص13
55-(المثبت مقدم على النافي)
وهذه القاعدة صحيحة لوكان المثبت من أهل العلم والنافي ليس من أهل العلم لأن المثبت لديه علم لا يوجد عند النافي ومن علم حجة على من لم يعلم وأما إن كان المثبت ليس لديه علم وإنما الإثبات جاء عن طريق التخرص والظن وكان النافي من أهل العلم ولديه معرفة بنسب هذه الأسرة ولصيق بهذه الأسرة فهنا النافي مقدم على المثبت وإن تساويا في العلم والمعرفة ذهبنا إلى الترجيح بينهم وهذه المسألة ترد كثيرا والله أعلم
56- ( كلما رفعت في أسماء الآباء والنسب وزدت انتفعت بذلك وحصل لك الفرق)
قال الصفدي : فقد حكى أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني قال حججت في سنة وكنت بمنى أيام التشريق فسمعت مناديا ينادي يا أبا الفرج فقلت لعله يريدني
ثم قلت في الناس كثير ممن يكنى أبا الفرج فلم أجبه
ثم نادى يا أبا الفرج المعافى فهممت بإجابته ثم قلت قد يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج فلم أجبه
فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا فلم أجبه
فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني
فقلت لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر كنيتي واسمي واسم أبي وبلدي فقلت هأنذا فما تريد فقال لعلك من نهروان الشرق فقلت نعم فقال نحن نريد نهروان الغرب!!! فعجبت من اتفاق ذلك انتهى
المفضلات