أخبار وتاريخ الأجرد :
تحديد رسم الأجرد :
قلت : الأجرد هو موضع من بلاد جهينة أشتهر ذكره ( بجبل الأجرد ) وهو عبارة عن سلسلة جبلية , ويقع على طريق قوافل الحجيج القادمين من الشام قديما , ويقع اليوم على طريق تبوك المدينة ويقع غرب الطريق العام للمتجة نحو طريق وادي الحمض لمن أتجه نحو منطقة العيص ويبعد عن المدينة حوالي 100 كيلو متر , ويسكنه في الحاضر قبائل جهينة وهي : بنو كلب , وعروة , وذبيان , وغيرهم وجميعها قبائل جهينة , وفيه مزارع وبساتين وقرية عامرة بالسكان , وهو منطقة مرتفعة عن سطح البحر بحوالي ألف وخمسمائة متر , وللاجرد ذكر في الحديث النبوي مقرون مع جبل جهينة الأخر الأشعر , فقد روى ابن سعد في الطبقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبلي جهينة الأشعر والأجرد : ( هما من جبال الجنة لا تطؤهما فتنة ) , ورواه أيضا البكري في " معجم ما استعجم " فقال : روى عبد الله بن سلمان الأغر , عن نافع , عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا وقعت الفتن فعليكم بجبلي جهينة ) , ومنه أيضا حديث قصة إسلام عمرو بن مرة الجهني وفيها قال : ( حتى أضاء لي أشعر جهينة ) , والأجرد يسمى أيضا الأجرب أو الأقرع , وهي تحمل نفس المعنى والدلالة , والأجرد كذلك يقع قريبا من الأشعر ( الفقرة ) وبواط , وهناك مواضع أخرى تشارك الأجرد نفس الأسم فهناك موضع ببلاد الشام يسمى جبل الأجرد , وفي اليمن قرية الأجرد , وعلى طريق مكة المدينة في منطقة الفرع موضع الأجرد وهو الموضع الذي سلكة النبي صلى الله عليه وسلم خلال الهجرة ورد ذكره في كتب السيرة النبوية , وفي المدينة موضع قديم يسمى الأجرد كذلك ذكره ابن زبالة في تاريخه , والسمهودي , وعاتق البلادي في " طريق الهجرة " وغيرهم .
( لطيفة في أسم جبلي جهينة الأشعر " الفقرة " والأجرد ) :
وهي أن جبلي جهينة متضادان في الأسم فالأول الموصوف بالأشعر شبه بذلك لكثرة نباتاته حتى غدا كأنه شعر , ولذلك سمي الأشعر كناية عن كثرة ما ينبت فيه من أشجار العرعر , والأخر وهو ( الأجرد ) شبة بذلك لخلوة من النباتات حتى قيل له أجرد فهو منجرد من النباتات ولذلك سمي الأجرد والأجرد كالأمرد والأمردهو الصبي الذي لم ينبت الشعر وروي في الحديث : ( أهل الجنة جرد مرد ) .
وصف موضع الأجرد في كتب المؤرخين المعاصرين " :
قال الأستاذ صالح عبد اللطيف السيد في تاريخه " ملامح من تاريخ ينبع " ج2 , قسم : الحواضر – طرق الحج – الأثار – المعالم .
قال البلادي :
الأجرد جبل ضخم غرب المدينة يطيف به إضم من الشرق والشمال يبعد عن المدينة قرابة 75 كيلا طريقه على طول وادي إضم غربا يمر في حفائر وادي الحمض أرض هناك .
( وقال صالح بن عبد اللطيف ) : أقول : الأجرد من جبال جهينة وهو معروف بهذا الأسم إلى اليوم .
وقال الأستاذ معتاد بن عبيد السناني الجهني في كتابه " العيص " :
الجبال :
سبق أن قلنا إن الجبال المحيطة بمنطقة العيص على شكل عقد تبدأ من الناحية الجنوبية الغربية على النحو التالي :
( جبل أبو لكثة , جبل ترعة , جبل الأجرد , جبل رضوى ... ) .
وقال الأستاذ معتاد بن عبيد السناني الجهني في كتابه " العيص " :
منازل جهينة حديثا :
تمتد بلاد جهينة من غرب المدينة المنورة بمحاذاة البحر الأحمر وما حوله إلى مفيض وادي الحمض في البحر الأحمر , وتصل في العلا غربا فتشمل أودية السلسلة الجبلية الواقعة غرب المدينة المنورة وتشمل : ( جبل رضوى , وجبل الأشعر ( الفقرة ) , وجبل الأجرد ... ) .
وقال الأستاذ معتاد بن عبيد السناني الجهني في كتابه " العيص " :
منازل قبيلة جهينة القديمة :
( قائمة الهمذاني ) : وذكر منها - الأجرد - .
( قائمة البكري ) : وذكر منها - الأجرد - .
( قائمة ياقوت ) : وذكر منها - الأجرد – أجرب - .
وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب في تاريخه " تاريخ جهينة " :
فروع قبيلة جهينة القديمة :
8 – الحواتكة : من جهينة ذكر البكري في " معجم ما استعجم " أن لهم بئرا في الأجرد , بزقب الشطان .
" يقول ابن غنيم "
الشطان موضع وهو الذي يقول فيه كثير عزة الينبعي شاعر بلاد ينبع في ديوانه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مغاني ديار لا تزال كأنها=بأفنية الشطان ريط مضلع[/poem]
وقال الأستاذ صالح عبد اللطيف في " ملامح من تاريخ ينبع " :
[poem=font="Simplified Arabic,6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مغاني ديار لا تزال كأنها=بأصعدة الشطان ريط مضلع[/poem]
وهي بالمنتصف بين عين بني هاشم التي بملل وبين عين إضم .
وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب في تاريخه " تاريخ جهينة " :
في فروع قبيلة جهينة القديمة :
18 – ( سباع ) : بطن من جهينة ذكر البكري أن لهم بئرا في الأجرد تدعى ذات الحرى .
" قلت "
سباع أحد بطون جهينة كانوا ينزلون ( تيدد ) وسيأتي معنا ذكرهم في رسمه , ( ورواوة ) موضع جبل بالحجاز قيل أنه من بلاد مزينة , وقيل من بلاد جهينة , وله ذكر في أشعار كثير عزة الينبعي .
24 – ( عثم ) : بالعين المهملة والثاء وآخره ميم , ورد في " معجم ما استعجم " للبكري , وأنهم بطن من بني مالك من جهينة , من سكان الأجرد , وورد في إحدى مخطوطات " المعجم " ( جشم ) ولا استبعد أن الأسمين محرفان , وأن الصواب ( عنمة ) الأتي ذكره .
" قلت "
الأسمين ليسا محرفين فـ ( عثم ) هو : عثم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة , قال السيوطي في " المزهر " نقلا عن محمد بن حبيب في كتابه " متشابة القبائل " : ( وكل شيء من قبائل العرب فهو غنم ( بالغين والنون ) إلا عثم بن الربعة بن رشدان بن قيس من جهينة , فإنه بالعين والثاء ) .
وأما ( جشم ) فهو : بطن كذلك من جهينة ومنهم عمرو بن عثمان الجهني حكم وتأمر على بلاد ينبع .
" يقول ابن غنيم المرواني الجهني "
وعلى ذكر قبيلة جهينة القضاعية الحميرية القحطانية , ذات النسب الشريف , والمجد الشامخ المنيف , فإن طال بنا المقام بعون الله , سننثر صفحات مشرقة مضيئة من تاريخ هذه القبيلة العظيمة , لتعود بنا إلى الأمجاد الأول , فهي القبيلة الوحيدة كان لها السبق في مناصرة الإسلام , بل هي أول قبيلة سابقت إلى مبايعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما وطئت أقدامة الشريفة دار الهجرة طيبة الطيبة شرفها الله وذلك عقب مبايعة الأوس والخزرج كما روي في الأثار بطرق صحيحة , بل إن 18 % ثمان عشر بالمئة من عداد جيش المسلمين في فتح مكة كانوا هم أفراد من قبيلة جهينة العظيمة وذلك بأربع أولوية يحملونها , وهي من القبائل القليلة التي لم ترتد بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , بل كانت على عهدها الأول عندما بايعت محمد صلى الله عليه وسلم فلم تنكث بعهدها ولم تتراجع عن وعدها , بل وناصره للإسلام مرة أخرى فكانت هي رأس الحربة لكتائب جيوش المسلمين التي أمر بخروجها الصديق أبو بكر رضي الله عنه وذلك لمطاردة فلول المرتدين والمنتكسين , وأما عن فضائلها في السنة النبوية فلا تحصى لكثرتها واحد تلك الفضائل هو ما رواه يربوع الجهني :
فعن يربوع الجهني رضي الله عنه قال : ( قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من جهينة , فنزلنا مسجده فدخلنا إليه وهو قاعد والناس حوله , فقال : ( مرحبا مرحبا بجهينة , جهينة شوس في اللقاء , مقاديم في الوغاء ) .
وللاستزادة عن معرفة تاريخ هذه القبيلة العظيمة ينظر على سبيل المثال كتاب " جهينة في عهد النبوة الفضيلة والصحبة " تأليف : الأستاذ الدكتور : فهد بن سعد الزايدي الجهني المحاضر بجامعة أم القرى , وكذلك الأستاذ الكبير عبد الكريم الخطيب في كتابه : ( تاريخ جهينة ) , وكذلك باحث الجزيرة حمد الجاسر رحمة الله في كتابه : ( بلاد ينبع ) قسم منازل جهينة القديمة وهو نصف الكتاب تقريبا ,
وكذلك ما يكتبه العبد الفقير إلى مولاه ابن غنيم المرواني :
كـ ( نفح الرياحين والأزهار من تاريخ جهينة الأخبار ) " مخطوط " ,
وكذلك : ( معجم الصحابة من جهينة ) " مخطوط " ,
وكذلك : ( أخبار تنبع عن تاريخ ينبع ) " مخطوط "
وهو من أضخم ما كتبنا , ونحن نقوم بذكر صفحات متناثرة منه في رسالتنا هذه : ( تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين ) , وغيرها من الرسائل والمؤلفات .
وقال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " قسم : بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( الأجرد ) : أحد جبلي جهينة المشهورين , والثاني الأشعر ( الفقرة ) وهو أكبر منه وأخصب .
( البلي ) : من أودية الأجرد , على ما ذكر البكري .
( بئر بني سباع ) : من آبار الآجرد .
( بئر الحواتكة ) : من آبار الأجرد .
وقال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " قسم : بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( تيدد ) : من أودية الأجرد , جبل جهينة يلي وادي الحاضر , به عيون صغار , خيرها عين يقال لها أذينبة , وعين يقال لها الظليل , وعيون تيدد كلها تدفع في اسناد الجبل , فإذا أسهل بغراسها لم ينجب زرعها , وذلك أن صاحبها كان من جهينة فذمها وقال : ( هي في جبل ) , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا أسهلت تيدد ) , فما أسهل منها فلا خير فيه , وقال رجل من مزينة في شي كان وقع بينهم وبين جهينة في الجاهلية :
فإن تشبعوا منا سباع رواوة=فإن لها أكناف تيدد مرتعا
" قلت " وموضع ( تيدد ) سنفرد له بحث خاص به .
وقال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " قسم : بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( الحاضرة ) : من أودية الأجرد .
( رشاد ) : من أودية الأجرد , سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( رشد ) : نقل البكري , عن محمد بن حبيب , أن أبني رشدان بن قيس بن جهينة وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم , وكان يقال لهم : ( بنو غيان ) في الجاهلية , فقال لهم : ( من أنتم ؟؟ ) , قالوا : بنو غيان , فقال : ( بل أنتم بنو رشدان ) , قال : ( ما أسم واديكم ؟؟ ) , قالوا : غوى ! , قال : ( بل هو رشد ) , فلزمتهم .
" قلت " وادي رشاد سنفرد له بحث خاص إن طال بنا المقام لما له من أهمية .
وقال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " قسم : بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( زقب الشطان ) : موضع من الأجرد , فيه بئر الحواتكه , تقدم ذكره .
( مبكثة ) : من أودية الأجرد , وضبطها ياقوت منكثة .
" يقول ابن غنيم "
( مبكثه ) : تقدم ذكرها معنا في رسم ( ذي المروة ) وذكرنا الصحيح أسمها الصحيح فأنظره .
قال الأستاذ صالح عبد اللطيف في : ملامح من تاريخ ينبع ) ج 3 :
( رشاد ) : قال البلادي : واد يسيل من جبل الأجرد شرقا في وادي الحمض يقع في جنوب المليليح فيه مزارع أثرية .
أقول : وادي يصب في وادي الحمض , وقد يكون هو المعروف الذي بعده ويعرف برشد , ذكره البكري في الأشعر .
وقال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " قسم : بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( وسوس ) : من الوسواس , من أودية القبلية , يصب من الأجرد على الحاضرة والنكباء , وهما فرعان بهما نخل لجهينة وغيرهم , - عن السمهودي - .
( هزر ) : من أودية الأجرد التي تصب في الغور , لبني عثم من بني مالك من جهينة .
" يقول ابن غنيم المرواني "
( وسوس ) : قال ياقوت في " معجم البلدان " : كأنه منقول عن الفعل الماضي من - الوسواس - من الأودية القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي .
( هزر ) : موضع بالأجرد , وما كتبه الجاسر هو نقلا عن البكر ي في معجمه .
قال الحازمي في " الأماكن " :
بضم الهاء وفتح الزاي المعجمة وبعدها راء مهملة , موضع حجازي كانت به وقعة في شعر أبي ذؤيب :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لقال الأباعد والشامتون=كانوا كليلة أهل الهزر[/poem]
قال البكري في " معجم ما استعجم " في رسم ( الأجرد ) :
ومن أودية الأجرد التي تصب في الغور ( هزر ) وهي لبني جشم رهط من بني مالك وفيه يقول أبو ذؤيب أكانت كليلة أهل الهزر .
( هزر ) : بضم أوله وفتح ثانيه بعده راء مهملة , موضع قد تقدم ذكره في رسم الأجرد .
وقال ابن منظور في " لسان العرب " :
( والهزر ) موضع قال أبو ذؤيب :
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لقال الأباعد والشامتون=كانوا كليلة أهل الهزر[/poem]
يعني تلك القبيلة أو ذلك الموضع .
,,,ONT]
المفضلات