الحقيقة أن في هذه المحاورة شهادة إبداع لكما معا .. فالحرف صعب كما تقول ورغم ذلك جاء ت على منواله خمسة مراديد لا حشو فيها ولا تكرار . واستطعتما تطويع القافية الصعبة للمعنى المقصود ، وكأنها قالب مصبوب لا يمكن استبداله بغيره .
فلله دركما على التوظيف الدقيق لهذه المفردات :
ياذا ـ أخاذا ـ فولاذا ـ رذاذا ـ أفذاذا ـ ميلاذا ـ فمآذا ـ ما آذا ـ أستاذ ـ نفاذا

ملاحظة /
كنت أتمنى لو كتبت كلمتى فمآذا ، وما آذا هكذا ( في مآذى ، ما آذى ) ليعلم المتلقي أنها من الأذية ، وألفها في اللغة منقلبة عن ياء ، ولذلك تكتب على شكل الياء .
أما من ناحية اختلاف الحروف في كتابة الكسرة فلا أهمية له لأن المعول عليه في الكسرة صوت نطق الحرف وليس كتابته .
و حتى في الشعر الفصيح يقول المتنبي :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ولكنهن حبال الحياة = وكيد العداة وميط الأذى
ضربت بها التيه ضرب القما=ر إما لهذا وإما لذا
[/poet]
فالقاقية هنا كتبت مرة على شكل ياء ، ومرة على شكل ألف ، ولكن الصوت واحد ، وهو المقصود .
علما بأن هذه الملاحظة لا تقلل من جودة المحاورة ولا كتابتها أبدا ، إذ يجوز لنا في كتابة الكسرة التجاوز عن قواعد الإملاء لأن الكسرة في أصلها تعتمد على السماع لا الكتابة ، ولكني وجدت أن كتابتها بالشكل الذي ذكرت يوصل المعنى المقصود بطريقة أكمل .