كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعوسجة بن سبرة وإقطاعة له ( ذي المروة ) :
روى ابن سعد في " الطبقات الكبرى " فقال :
قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعوسجة بن حرملة الجهني :
( بسم الله الرحمن الرحيم , هذا ما أعطى الرسول عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) أعطاه ما بين بلكشة , إلى المصنعة , إلى الجفلات , إلى الجد جبل القبلة , لا يحاقة أحد ومن حاقة فلا حق له وحقه حق وكتب عقبة وشهد ) .
ونقل ذلك ابن كثير في " البداية والنهاية " فقال :
( قال بسم الله الرحمن الرحيم , هذا ما أعطى محمد رسول الله عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) وما بين بلكثه , إلى الظبية , إلى الجعلات , إلى جبل القبيلة , فمن خافه فلا حق له وحقه حق وكتبه العلاء بن عقبة ) .
ونقل ذلك ياقوت في " معجم البلدان " فقال :
وفي حديث عمرو بن حزم قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( هذا ما أعطى محمد النبي عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) إلى ظبية , إلى الجعلات , إلى جبل القبلية , لا يحاقه فيه أحد فمن حاقة فلا حق له ولا حقه حق وكتب العلاء بن عقبة ) .
وروى ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " :
( بسم الله الرحمن الرحيم , هذا ما أعطى محمد رسول الله عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) وما بين بلنكثة , إلى الطينة , إلى الجعلاب , إلى جبل الفيلة , لا يخاف فيه أحد فمن خافه فلا حق له وحقه حق وكتب العلاء بن عقبة بذلك
" قلت " ظهر أن هناك عدة اختلافات وتصحيفات في ذكر رسوم المواضع فمثلا قالوا :
( الظبية ) : عند ابن كثير في البداية والنهاية ( الظبية ) , وعند ابن عساكر في تاريخ دمشق ( الطينة ) , وفي مختصر تاريخه لابن منظور ( الطيبة ) .
والصحيح من الأقوال هو : ( الظبية أو ظبية ) وأيد ذلك كل من ابن منظور في " لسان العرب " , والجزري في " النهاية في غريب الحديث والأثر " , والحازمي في " الأماكن " , والسمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " وهو الصحيح وقد أثبتناه .
( بلكثة ) : عند ابن سعد في الطبقات ( بلكشة ) , وهو تصحيف واضح والصحيح ما أثبتناه وهو : ( بلكثة ) بالكاف والثاء , وأيد ذلك ابن كثير في " البداية والنهاية "
قال الباحث حمد الجاسر في " بلاد ينبع " في ملحق بلاد جهينة ومنازلها القديمة :
( بلكثة ) : ورد ذكرها في إقطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم عوسجة بن حرملة الجهني , وهي واحدة من بلاكث , ( وبلاكث ) : على ما جاء في معجم البلدان , نقلا عن يعقوب بن السكيت : قارة عظيمة فوق ذي المروة بينه وبين ذي خشب , ببطن إضم .
" قلت " ويقول عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة لما بلغ بلكثة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بينما نحن في ( بلاكث ) بالقاع=سراعا والعيش تهوي هويا [/poem]
ويبدوا أنه يقصد في ( بلكثة ) التي في هذه الأبيات بلكثة التي تقع في الحجاز لا بلكثة الشام ولا يمنع ذلك بأن هناك موضع آخر بالشام يسمى بلاكث وهذه الأبيات إنما قالها عندما بلغ بلكثة التي هي من أعراض الحجاز وكان في طريقة إلى الحجاز ومعلوم أن ( ذي المروة ) هي ممر لطريق الشام ومصر وأيد هذا القول ابن منظور في لسان العرب فليراجع هناك .
وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة " :
( بلاكث ) : بالفتح وكسر الكاف بعدها مثلثة , بجنب برمة وبرمة هو عرض عظيم من أعراض المدينة , وقال يعقوب : بلكثة قارة عظيمة بين ذي خشب ( وذي المروة ) ببطن إضم .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( بلا كث ) : بفتح أوله وكسر الكاف بعدها ثاء مثلثة على بناء فعالل , وهما موضعان ( فبلاكث ) الواحدة بين المروة وشبكة الدوم قريب من برمة المتقدمة الذكر فوق خيبر من طريق مصر وشبكة الدوم هذه عرض من أعراض المدينة ..
( وبلاكث ) الأخرى بين غزة ومدين وكلاهما على طريق مصر ..
( الجزلاء ) : واد هناك أيضا وشعر كثير هذا يدلك أن بلاكث هذه بين ديار قضاعة .
ويقول دريد بن الصمة في تحديد موضع ( بلاكث ) وأنها من ديار قضاعة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ويموم شباك الدوم دانت لديننا=قضاعة لو ينجي الذليل التحوب
أقيم لهم بالقاع قاع بلاكث=إلى ذنب الجزلاء يوم عصبصب[/poem]
" قلت " قوله الجزلاء يعني به ( الجزل ) وهو وادي الجزل القريب من بلاكث .
ويقول كثير عزة الينبعي في موضعها :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فلم تقرض بلاكث عن يمين=ولم تمرر على سهل العناب[/poem]
ويقول فيها أيضا كثير عزة ويقرنها بموضع برمة وهو موضع قريب من بلكثة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نظرت وقد حالت بلاكث دونهم=وبطنان وادي برمة وظهورها [/poem]
وقال الهمداني في " صفة جزيرة العرب " :
( بلاكث ) : بين المروة وشبكة الدوم قريب من برمة .
" قلت " وبعد كل تلك النقول تبين الخطأ الواقع في نسخة ابن سعد في الطبقات الكبرى وهو قوله ( بلكشة ) والصحيح ما أثبتناه بالثاء وليست بالشين .
( القبلية ) : عند ابن سعد في الطبقات الكبرى ( القبلة ) , وعند ابن كثير في السيرة النبوية والبداية والنهاية ( القبيلة ) , وعند ياقوت في معجم البلدان ( القبلية ) مضبوطة وصحيحة , وعند حمد الجاسر في " بلاد ينبع " .
قال الزمخشري في " الجبال و الأمكنة و المياه " :
القبلية : قال الشريف علي : سراة فيما بين المدينة و ينبع , فما سال منها إلى ينبع يسمى بالغور ، و ما سال في أودية المدينة يسمى بالقبيلة ، و حدها من الشام ما بين الحث وهو جبل من جبال بني عرك من جهينة , وما بين شرف السيالة ، والسيالة أرض تطؤها طريق الحاج .
فأودية القبيلة : ( التاجة , وحزرة , ومشغر , والرس , وحوزة , وحراضان , وظلم , وملحتان , وبواط , ومنكثة , ورسوس , ( والعشيرة ) , والبلياء , وتيتد وهو المعروف بأذينة ، وفيه عرض فيه المنخل من صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم , نحلها فاطمة صلوات الله عليها ، وشميسي , و الناصيفة ) .
وجبل القبيلة : ( الزغباء , والأجرد , والحث , والقلادة , والكوبرة , والمقشعر , وصرار , وسكتاب , وقاعس ، وفية نقب أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة ناهض من ينبع إلى مدينة ، والمحيلة ، وذو القصة ، و بين ذي القص وبين المدينة أربعة و عشرون ميلا .
" قلت " نقل هذا الأسطر كاملة الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " , وكذلك نقلها ياقوت الحموي في " معجم البلدان " , وحمد الجاسر في " بلاد ينبع " ولكن في - الطبعة الأولى – لكتابه خطأ مطبعي حيث الرسم فيه هو ( القلية ) .
وفي في ما نقله الزمخشري في الأسطر السابقة قال في أودية القبلية : ( منكثة ) ,
( بلكثة ) : وجمعها ( بلاكث ) وقد ذكرناها سابقا .
( منكثة ) : وسنذكرها إن شاء الله .
( مبكثة ) : وسنذكرها بعون الله .
أما الثانية وهي : ( منكثة ) فكل من ذكرها نقلها من قول الزمخشري السابق نقلا عن علي بن هواس , وهم ياقوت في " معجم البلدان " وعزاه للزمخشري , والفيروز أبادي في " المغانم المطابة " وعزا النقل للزمخشري , والسمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " ولم يعز قوله لأحد .
قال ياقوت في " معجم البلدان " :
( منكثة ) : بالفتح اسم المكان من نكث ينكث .. وهو واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي .
وقال السمهودي في " الوفاء " :
( منكثة ) : من أودية القبلية يسيل من الأجرد .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( مبكثة ) : بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده الكاف المفتوحة والثاء المثلثة والهاء , ويقال : ( مبكث ) بلا هاء موضع مذكور في رسم الأجرد المتقدم في حرف الهمزة .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " في رسم موضع ( الأجرد ) :
( مبكثة ) : وهي تلقاء وادي بواط , ويلي مبكثة رشاد .
" قلت " ولم يتحدث أو يتعرض لكل هذه الرسوم والمواضع الشيخ الباحث : حمد الجاسر في كتابه : " بلاد ينبع " , وإن كنت أرى أنه بغض النظر عن الاختلاف الحاصل في رسم الاسم فالثابت أنه واد من أودية الأجرد .
أما قوله الشريف علي فيقصد بة المسمى : السيد علي بن وهاس العلوي الحسيني الزيدي المتوفى بمكة حوالي سنة 555 هـ وقد رافقه الزمخشري وسمع منه ذلك عندما جاور مكة لحوالي خمس سنين فألف حينها في مكة شرفها الله تعالى تفسيره المسمى : ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ) وقد ذكر علي هذا في مقدمة كتابه الكشاف , وهو كتاب مهم جدا لا يستغني عنه أهل اللغة العربية , ولكن يجب الحذر مما فيه من عقيدة الاعتزال فالزمخشري من المعتزلة وقد توفي الزمخشري سنة 538 هـ وقد جعل ياقوت في " معجم البلدان " هذه أسماء المواضع التي ذكرها الزمخشري نقلا عن علي هذا عمدة له خلال ذكره رسوم ومواضع قبيلة جهينة قديما .
( الجعلات ) : قال ابن سعد في الطبقات ( الجفلات ) وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ( الجعلاب ) ولابن منظور في مختصر تاريخ مدينة دمشق ( الجعلاب )
والصحيح أن كل هذه الرسوم تصحيف وتحريف والصحيح ما أثبتناه من أنها الجعلات , نقل ذلك الحازمي في " البلدان " , وابن كثير في " البداية والنهاية " , وياقوت في " معجم البلدان " , والسمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " , وحمد الجاسر في " بلاد ينبع " وقال : ولم أجد فيما بين يدي من الكتب ضبطا أو تحديدا لهذا الموضع ,
وعلى هذا تبين أن ما أثبتناه هو الصحيح والله أعلم .
المفضلات