قال مرتضى الزبيدي في تاج العروس :
وعين بولا بالينبع .
وقال ابن زباله في أخبار المدينة :
( مسجد العشيرة ) : عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله علية وسلم صلى في مسجد ينبع بعين بولا .
"قلت "ونقل ذلك السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " وكذلك الورثلاني في " نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار المسمى " الرحلة الورثيلانية " وكذلك الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " .
وقال الفيروز أبادي في المغانم المطابة في معالم طابة :
( مسجد العشيرة ) : مسجد كبير ببطن ينبع معروف ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد ينبع بعين بولا .
وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهورة والمعاهد المشهودة المذكورة تحمل إليه النذور، ويتقرب إلى الله تعالى بالزيارة له والحضور , يذكر التجار أنهم جربوا النذر له في تلاطم الأمواج ، وأنه ترياق مجرب من سم العواصف ذوات الاعوجاج ، فقل ما أرسيت سفينة بساحل ينبع إلا وهي مصحوبة بنذره محمولة بما استخرج من بركاته وبحره ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهر .
"قلت " هذه القول هو بدعة وشر مستطير ولا يجوز القصد وتحمل المشقة من أجل الصلاة في مواضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عدا المساجد الثلاثة , أما إن كان من أهل البلد ويريد أن يصلي في ذلك الموضع فلا بأس بذلك إن شاء الله والله أعلم .
وقال المراغي المتوفى سنة 816 هـ في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة " :
( ومسجد بالعشيرة ) من بطن ينبع وهو كبير معروف هناك .
وقال ابن الضياء المكي المتوفى سنة.٤٥٨ هـ في تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة المشرفة في باب : ذكر المساجد المشهورة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات :فقال : ومسجد بالعشيرة في بطن ينبع معروف اليوم .
وقال الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852 هـ في فتح الباري :
( وأما العشيرة ) : فلم يختلف على أهل المغازي أنها بالمعجمة والتصغير وآخرها هاء قال بن إسحاق هي ببطن ينبع .
وقال أيضا الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
( غزوة العشيرة ) : أو العسيرة بالشك هل هي بالإهمال أو بالإعجام مكانها عند منزل الحج بينبع ليس بينها وبين البلد إلا الطريق .
وقال عبد الحميد العباسي في " عمدة الأخبار في مدينة المختار " :
قال محمد بن هشام : حمل معاوية إلى الحسين بن علي لعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع عين أبي نيزر , وقال : إنما تصدق بها أبي ليقي الله وجهه حر النار فلا أبيعها ، وكان له عين يقال لها بولا وهي التي عمل فيها بيده وفيها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم متوجهة إلى العشيرة.
" قلت " ( عين أبي نيزر ) سميت بذلك نسبة إلى مولى علي بن أبي طالب " أبي نيزر " وذلك عندما أعتقهم على أن يعملون في تلك العيون التي تصدق بها مقدار خمس حجج .
وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
( ومسجد العشيرة ) : معروف ببطن ينبع وهو مسجد ينبع بعين بولا , قلت : وعنده عين جارية لكنها لا تعرف بهذا الاسم .
وقال الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
( وذو العشيرة ) الوارد هنا كان قرية عامرة بأسفل ينبع ينبع النخل ثم صارت محطة للحاج المصري هناك , وهي أول قرى ينبع النخل مما يلي الساحل ، وبها مسجد يقول بعض أهل ينبع : أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن شبة المتوفى سنة 262 هـ في " أخبار المدينة " :
( عين نولا ) : وهي اليوم تدعى ( العدر ) وهي التي يقال لها أن عليا رضي الله عنه عمل فيها بيده , وفيها مسجد النبي متوجهة إلى ذي العشيرة يتلقى عير قريش
" قلت " انفرد ابن شبة بهذا الخبر وهو أن عين بولا سميت العدر .
وكلمة ( العدر ) بمعنى المطر , فيقال اعتدر الماء أي كثر , قال الأزهري في تهذيب اللغة : وقال الليث : ( العدر ) المطر الكثير وأرض معدورة ممطورة , وقال ابن فارس في مقاييس اللغة : العدر المطر الكثير , وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث : العدر المطر الكثير .
وقال القاضي عياض في " مشارق الأنوار " :
( ذات العشيرة ) بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة , وجاء في كتاب البخاري العشيرة أو العسير بفتح العين وكسر السين المهملة بعدها كذا للأصيلي وعند القابسي في الأول العشير مثل الأول إلا انه بغير هاء أو العسير كما للأصيلي في الثاني , وكذا لأبي ذر إلا أنه قدم أحدهما على الآخر عند عبدوس العشير أو العشيرة مصغرين بشين معجمه فيهما وذكر عن شعبة عن قتادة العشير كالأول إلا أنه بغير هاء وكذا ذكره مسلم ذات العشير أو العسير مصغرين بغير هاء والشين مقدمة والمعروف فيها العشيرة مصغرة بالشين المعجمة والهاء وكذا ذكرها ابن إسحاق وهي من أرض بني مدلج كذا ذكرها مسلم ذات العشير وأما البخاري وابن إسحاق فلم يذكر أذات وذات العشيرة إنما هي الغزوة وأما الموضع فالعشيرة .
وقال الجزري في النهاية في غريب الأثر " :
( غزوة العشيرة ) : ويقال العشير وذات العشيرة والعشير هو موضع من بطن يينبع .
وقال الفيروز أبادي في القاموس المحيط :
( وذو العشيرة ) : موضع بالصمان فيه عشرة نابتة , وموضع بناحية ينبع غزوتها معروفة , والعشيرة باليمامة .
" قلت " ( العشيرة ) : جمعها العشائر وهي كلمة تطلق على بطون القبائل المتعددة وكذلك تطلق على النوق اللواتي لم يلقحن تسمى إحداهن عشره وهي التي تعدت مرحلة مسمى الخلفة ويسمى بعد ذلك أبنها مفرود أي أنه أنفرد عن أمه فترك الرضاعة ومسمى الخلفة جمعه خلفات فيقال نوق خلفات .. والعشراء سميت بذلك لتعدي أبنها مرحلة العشرة أشهر أما قبل ذلك فتسمى خلفه سميت الخلفة بذلك لأنها قريبة العهد من الخلفة والإنجاب .. والعشراء جمعها عشار ومن ذلك قوله تعالى : ( وإذا العشار عطلت ) أي إذا تركت الإبل وأهملت من أهلها وذلك يوم يفر المرء من أبيه وصاحبته وبنيه ذلك يوم القيامة نسأل الله السلامة .
قال ابن منظور في لسان العرب " :
( والعشر ) : شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به قال أبو حنيفة العشر من العضاة وهو من كبار الشجر وله صمغ حلو وهو عريض الورق ينبت صعدا في السماء وله سكر يخرج من شعبه ومواضع زهره يقال له سكر العشر وفي سكره شيء من مرارة ويخرج له نفاخ كأنها شقاشق الجمال التي تهدر فيها وله نور مثل نور الدفلى .
" قلت " ( والعشرة ) : أيضا هي شجرة كبيرة الحجم لها أوراقها تشبه أكف اليد وإذا قطعت ورقها يسيل منها ماء أبيض اللون , ولها ثمر كروي الشكل إذا فتحته يخرج من داخله سائل لزج لونه أبيض كالحليب وطعمه مر جدا وعندما يصيبها الجفاف وييبس ثمرها يخرج من داخله قطن خفيف الوزن جدا بداخلة نواة سودا كحجم النملة وتذروه الرياح معها وهو أيضا يخرج من ثمر شجر الحرمل إذا يبس وأما القول بأن له سكر فهذا القول ليس بصحيح فثمر العشر طعمه شديد المرارة بل ويقال أنه مميت إذا شرب , وليس من جرب كمن نقل .. وشجرة العشر تنبت في الأراضي الطينية وبخاصة في الأودية ومجاري السيول ويكثر وجودها في وادي الحمض بالحجاز وهو واد فحل عظيم من أودية قبيلة جهينة مصبه في البحر الأحمر وتحديدا بين منطقتي الوجه وأملج .
" قلت " ( والعشيرة ) : هم عزوة الرجل وأقربائه وهم أخص من القبيلة وعشيرة الرجل هم بنو أبيه وأهله القريبون منه كالعصبة مثلا ومنها قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) , وفي ذلك يقول الشاعر حميد بن ثور الهلالي :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني=حميداً قد تذريت السناما والعشير هو الصديق والرفيق ومنه قوله تعالى : ( لبئس المولى ولبئس العشير ) ومن قوله صلى الله عليه وسلم لنساء في الحث على طاعة الأزواج : ( إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) أي زوجك ورفيقك .
وقال الأزهري في تهذيب اللغة :
( ذو العشيرة ) : هو موضع بالصمان معروف نسب إلى عشرة نابتة فيه .
" قلت " ما أعلمه أن العشيرة تقع بناحية نجد قبل الأفلاج للقادم من منطقة القصيم وهو متجه إلى الرياض وتبعد عن منطقة الرياض تحديدا مائة وثلاثين كيلوا مترا وتسمى اليوم ( عشيرة ) وقد مررت بها سابقا وهي قرية صغيرة يوجد فيها خدمات الماء والكهرباء والهاتف وغالب الظن أنه يسكنها بعض من قبيلة سدير ..
وقال الفيروز أبادي في المغانم المطابة في معالم طابة " :قال ابن الفقيه : ذو العشيرة من أودية العقيق .
قال عروه بن أذينة:
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ذا العشيرة قد هيجت الغداة لنا شوقا=وذكرتنا أيامنا الأولا
ما كان أحسن فيك العيش مؤتنقا غضا=وأطيب في أصالك الأصلا [/poem]
قال الشيخ جمال الدين المطري : ذو العشيرة نقب بالحفيا والحفيا بالغابة شامي المدينة .
" قلت " العشيرة العلم المراد هنا والتي تحدث عنها الفيروز أبادي في المغانم هي تقع جنوب المدينة وتبعد عن طيبة الطيبة حوالي خمس وخمسين كيلوا متر تقريبا وتقع على طريق العام مباشرة مكة جدة السريع وذلك لمن جعل المدينة خلفه وموقعها تحديدا بين أبيار الماشي واليتمة قبل موضع وادي ريم وهي أرض بركانيه وخصبة صالحة لزراعة يوجد فيها العديد من البساتين الزراعية والآبار الحلوة وأغلب أصحاب ويت المياه يردون أشياب المياه التي فيها وذلك لعذوبة وزلال مياهها ويسكنها في الوقت الحاضر فروع من قبيلة حرب
وقال الحازمي في " الأماكن " :
( عشيرة ) : أما الأول : بضم العين وفتح الشين المعجمة , بين مكة والمدينة ، وذو العشيرة من ناحية ينبع إحدى غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إليها .
وقال كثير :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولم يعتلج في حاضر متجاوز=قفا الغصن من وادي العشيرة سامر[/poem]
وأما الثاني : بفتح العين وكسر الشين موضع في الشعر .
وفيها يقول أحدهم :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيا صاح سر بي إلى مكة=ولذ بالمنازل والأربع
وحث المطايا وخذ يمنة=إلى ذي العشيرة من ينبع[/poem]
ويقول حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه في قصيدة طويلة يمدح بها قومه الأنصار القحطانيين :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قوم هم شهدوا بدرا بأجمعهم=مع الرسول فما ألوا وما خذلوا
وبايعوه فلم ينكث به أحد=منهم ولم يك في إيمانهم دخل
ويوم صبحهم في الشعب من أحد=ضرب رصين كحر النار مشتعل
ويوم ذي قرد يوم استثار بهم=على الجياد فما خاموا وما نكلوا
وذا العشيرة جاسوها بخيلهم=مع الرسول عليها البيض والأسل
ويوم ودان أجلوا أهله رقصا=بالخيل حتى نهانا الحزن والجبل[/poem]
ويقول جعفر بن الزبير يرثي ابناً له ومنها :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مررن على ماء العشيرة والهوى=على ملل يالهف نفسي على ملل[/poem]
وفي المثل يقال : كيوم العشيرة .
وقال جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :
وتقع ديار بني مدلج بناحية ينبع ومن أرضهم ذو العشيرة وهو لبني مدلج وقد غزاهم الرسول غزوته المعروفة بذي العشيرة على رأس ستة عشر شهرا من مهاجرة فوادعهم ووادع حلفاءهم من بني سمرة ويظهر إن هذا الموضع إنما سمي بذي العشيرة نسبة إلى الصنم ( ذو العشيرة ) كان له معبد في هذا المكان فعرف به .
" قلت " القول بأنها سميت بذلك نسبة لذي العشيرة الصنم أو المعبد هو قول خاطئ !! وليس بصائب ألبته عدا أننا لم نسمع ولم نقرأ عن هذا القول المزعوم وقول المؤلف إنما هو ظن وتخمين ليس لدية دليل يستند عليه ولو فتحنا باب التخمين والظنون لقلنا إنما سميت بذلك نسبة إلى الجد القديم ( ذي العشيرة الحميري ) القحطاني !! بل هذا القول هو أولى من الأول .
هذا والله أعلم وأحكم .
وكتبه : أبن غنيم المرواني الجهني
طيبة الطيبة .
,,, والرسالة القادمة عن : ( أخبار وتاريخ ذي المروة ) ,,,
المفضلات