وردني اتصال من أخٍ عزيز ، يستفسر عن هذا الموضوع بنوع من العتب والاستغراب كوني ألقيت الضوء عليه ، مستهجناً ما سوف يترتب على هذا البرنامج .

وللتوضيح فقط ، فلم يكن هذا الموضوع سوى خبر صحفي ، ارتأيت تعبيره وتسطيره هنا ، كواجب عليَ لهذا القسم الذي أتولى إشرافه ، فمثل هذه التظاهرة الثقافية يجب ألا تمر مرور الكرام ، من غير الحديث عنها ولو بموضوع واحد ، بغض النظر عن صحة مسمى المسابقة أو ما ستئول إليه .

أما رأيي الشخصي في هذا البرنامج ، فأقول مستعيناً بالله ، إنه لمن دواعي سروري وبهجتي وجود مثل هذه البرامج الثقافية التي تثري الساحة الأدبية ، وتبرهن على وجود خامات ممتازة من الشباب العربي الواعد، الواعي والمثقف ، الذي يتمتع بالأخلاق الحميدة ، والفكر النير ، يتنافس بشرف ، للحصول على أعلى الدرجات الأدبية ، ومن ثم الارتقاء بالفكر العربي من المحلية إلى العربية والعالمية.

إن أول من لقب بأمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم تلاه في ذلك أخيه عثمان أبن عفان رضي الله عنه ، ومن بعدهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وتبعهم في ذلك كثير من حكام المسلمين ، لم ينقص ذلك من أحدهم شيئاً ، إذا فالإمارة في حد ذاتها ليست إمارةً مطلقة لا يجوز لغير متبوئها الانتساب إليها ، ولقب أمير الشعراء لن يكون أعظم من لقب أمير المؤمنين إطلاقاً ، ولن يكون لقباً محصوراً على الشاعر الكبير أحمد شوقي ، فربما تقلده غيرة ، من غير المساس بمكانته العالية.

علماً بأني لم أعر التسمية أهمية كبيرة ، بقدر ما أوليته لأهداف المسابقة وآلية عملها ، والدور الذي تقوم به ، والتي تنم عن مجهودات رائعة مشكورة ، وسوف أنقلها هنا كما وردت في موقع المسابقة.

(( أهداف المشروع:

1ـ النهوض بشعر العربية الفصحى، والارتقاء به وبشعرائه، وتثبيته على واجهة الأدب العربي، والترويج له في الأوساط العربية.

2 ـ إحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه كرسالة محبة وبشير سلام.

3ـ استقطاب أكبر عدد ممكن من شعراء العربية الفصحى مشكّلين محكاً ثقافياً فاعلاً على أرض أبوظبي عاصمة الثقافة العربية.

4 ـ اكتشاف المواهب العربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مسبقاً، وتقديمها بشكل لائق عبر شاشة قناة أبوظبي.

5 ـ التعرف عن قرب على طموحات وهموم وشجون الكتّاب العرب، بعد أن أصبحت المادة الأدبية الفصيحة متوشحة بمعاناة العصر، وإعادة إنعاش الجانب المشرق من القصيدة الفصحى لمواجهة جميع التيارات الفكرية غير الفاعلة.

6 ـ تغيير خارطة الأدب العربي بعد مشاكلات الإعلام الحديث، وإعادة ترتيب أوراق الساحة الشعرية الفصحى بما يضمن لها رجالاً قادرين على حمل راية الفكر العربي الأصيل

8 ـ إثراء المكتبة الثقافية العربية بكتب وإصدارات خاصة بالشعر الفصيح بعد أن تقلص عددها طبقا للإحصائيات والأرقام، ما جعلنا نتراجع كثيرا في قائمة التصنيف عن ركب الأدب الغربي والعالمي، ونضمن بهذه الإصدارات عودة الشأن الثقافي العربي إلى واجهة الآداب العالمية الأخرى. ))

هذه الأهداف النبيلة التي رأينا بعض ثمارها كالموهبة الشعرية السعودية القادمة الوليد بن ظافر الشهري وزملائه الكرام ، يجب أن نقف معها ولو بالكلمة الحسنى وإن ربحوا هم مادياً ـ أعني البرنامج ـ فقد ازددنا نحن ثقافةً ومعرفة كما استفاد الشعراء مادياً ومعنوياً ومعرفياً.

تمنياتي للجميع بدوام التوفيق.