بالصدفة تصفحت مدونة الأديب والشاعر المصري بشير عياد التابعة لموقع مكتوب على هذا الرابط
http://basheerayyad.maktoobblog.com/?post=350211
وفوجئت أثناء تصفحي لها بهذا الموضوع المهدى لأعضاء منتدى المجالس الينبعاوية أنقله لكم بفرح غامر وشكر كثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفة مـَــعَ عَـبــِيدِ بن ِالأبــْــرَص
ـــــــــــــــــــ
( مُهداة ٌ إلى أعضاء مُنتدى " المجالس الينبعاوية " وقرائهم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحــــــــــــذير ( صحّي )
هذه الدراسة ُعن شاعر جاهلي بزغ مع بدايات استقامة القصيدة العربية ، لغته صعبة وجافة ، وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل في التعامل معها ،، ومن لا يتمتع بهذه الملكات لن يستطيع تكملة القراءة .
هو عَبيدُ بنُ الأبرص بن حَنْتَم ، و قيل : ابنُ جُشَم من بني أسد ، من شعراء الجاهلية ولا يُعرفُ زمنُ مولده ، كانت وفاتُه في سنة 555 ميلادية ( قبل ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحوالي ست عشرة سنة ميلادية ) وفي رواية أخرى سنة 598 ميلادية ، وفي رواية ثالثة سنة 605 ميلادية، وكان عَبيد من سادات قومه المشهورين وفرسانهم المعدودين ، و كان في أيامه حُجْرُ بنُ الحارث - أبو امرئ القيس الشاعر الفحل - ملكًا على بني أسد ، و لما تمرّد بنو أسدٍ على حُجْر ، و أبوا أن يدفعوا له الجباية ، و قتلوا رسله ، غضب وسار إليهم بجنده فجعل يقتلهم بالعصا ، فسمّوا " عبيد العصا " ، لكنهم - بعد حينٍ - تمكـّنوا من حُجر و قتلوه ، فهددهم ابنه امرؤ القيس بفرسان قحطان ، و بأنه " سيحكم فيهم ظُبَى السيوف وشَبَا الأسنّة شفاءً لقلبه وثأرًا لأبيه " فخاطبه عَبيد في مواضع كثيرة يفتخر فيها بمآثر قومه ويتحداه ، ومن ذلك قوله:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يـاذا المُخَوِّفَنَــا بِمَقْتََل شَيْخِـــهِ=حُجْـرٍ ، تَمَنِّيَ صَاحِبِ الأحْلاَمِ
لا تَبْكِنَـا سَفَهًـا ولا ســاداتِنـا =واجْعَلْ بُكَاءَكَ لابْنِ أُمِّ قَطَـــامِ
حُجْرٍ ، غَدَاةَ تَعَاوَرَتْهُ رماحُنَـا=بالقـاعٍ بينَ صَفـاصِـفٍ وإِكَـامِ
حتَّى خَطَرْنَ بِهِ وَهُنَّ شَوارِعٌ=مــن بينِ مُقْتَصِـدٍ وآخَـرَ دَامِ[/poem]
يتهكم على امرئ القيس ويصف تهديده لهم وتوعده إياهم بالأحلام والأماني وكلها تضليل في تضليل ، و يطالبه بأن يبكي أباه حُجرًا ( ابن قطام ) ، و يعاود تذكيره بواقعة قتلهم أباه وكيف كانت رماحهم تتداوله بالطعن على قاع الأرض الصفصف – المستوية – وبين الإكام - ما ارتفع من الأرض - ولم يتركوه إلا قتيلا ممزقًا مهانا .
ثم يُعَيّر امرأ القيس بإحجام قومه وتراجعهم ، و بالتجائه إلى قيصر ليتحالف معه ضد الأسديين ، و يدعو عليه بأن يهلك بأرض الشام قبل أن يصل إلى قيصر :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمَّـا رَأَيتَ جُمُـوعَ كِنْـدَةَ أَحْجَمَــتْ=عنَّــا ، وَكِنْــدَةُ غَيْــرُ جِــدِّ كِـرامِ
أَزَعَمْتَ أنَّكَ سوفَ تأتي قيصرًا؟!=فَلْتَهْلِكَــنَّ إِذًا وَأَنْــتَ شَــــآمـــي[/poem]
وفي نهاية الموقف يوجه إليه إحدى رسائله مؤكدًا أنهم لا ينقادون لأحد وليس هناك من يقودهم بل إن الناس يتبعونهم من غير أن يقودوهم :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نأبى على الناسِ المَقَادَةَ كُلِّهِم=حتّى نَقُـودَهُــمُ بغيــرِ زِمَــامِ[/poem]
كان امرؤ القيس فحلا من فحول الشعر في العصر الجاهلي ، و أجمع الرواة والمؤرخون على وضعه على رأس القائمة أميرًا للشعراء في ذلك العصر الذى بلغ فيه العرب قمة الفصاحة والبلاغة و البيان ، غير أن بني أسد – قاتلي أبيه الملك حجر - قد وضعوا حدًّا بين لهوه وجدِّه واختطفوه من دوامات اللهو ليقول قولته الشهيرة : " اليومَ خمر ، و غدا أمر " ، ولم تكن إفاقته إلا إيذانا بدخوله طريق النهاية حيث كدّ في طلب ثأر أبيه فقاده ذلك المسعى إلى حتفه .
ظلّ عَبيدُ بن الأبرص ، الشاعر الفارس ، لسان حال بني أسد أو " وزارة إعلامهم " يقاتل معهم ويخوض الأهوال ، و عندما " تضع الحرب أوزارها " يسجّل انتصاراتهم في شعره ، ويفتخر بها على الأقوام معددا بطولات قومه ، و لم يكن في سجل بنى أسد أعظم من انقلابهم على الملك حجر وقتله ، يعاود عَبيد وصف ما فعلوه بامرئ القيس بقتلهم أباه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَقيْنا امْرَأَ القَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ حَارثٍ=كــؤوسَ الشَّجَــا حتّى تعــوَّدَ بالقَهْـرِ
وأَلْهَــاهُ شُــرْبٌ نَــاعِــمٌ وقُــراقِــرٌ =وأَعْيَــاهُ ثـأرٌ كـانَ يطلُـبُ في حُجْــرِ
وَذَاكَ لَعَمـْرِي كـانَ أسْهَـلَ مَشْـرَعًـا=عليهِ مـن البِيْضِ الصَّـوَارمِ والسُّمْـرِ[/poem]
" القُراقر : الحادي الحسن الصوت "
يقول : لقد سقينا امرأ القيس كؤوس الهم والحزن حتى تعوّد القهر وارتضاه " الباء زائدة في
" بالقهر " للضرورة الشعرية " ، و تعوّد اللهو والشراب بعد أن أرهقناه في طلب ثأر أبيه ، والقهر واللهو والشرب هم ملاذه الأخير ، وذاك أسهل عليه من ملاقاتنا .
وفي تقريع مو جع يقول عَبيد لامرئ القيس :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَتُوعِدُ أُسْرَتي وَتَرَكْتَ حُجْرًا=يُرِيغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُـــــراَبُ
أَبَوْا دِيْنَ الملوكِ فَهُم لَقَـــاحٌ =إذا نُدِبوا إلى حَرْبٍ أجابــوا
فلو أدْرَكْتَ عِلباءَ بنَ قَيْـــسٍ=قَنِعْتَ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإيَـــابِ[/poem]
يقول له : أتوعد أسرتي وتهددها ، و تركت أباك قتيلا ينقر الغرابُ عينيه ليأكلهما ، إن قومي - أسرتي - قد لُقّحوا الحرب والشجاعة ، و أنك لو لاقيت عِلباء بن قيس - أحد أبطال بني أسد - لكانت أكبر غنائمك أن تنجو منه .
ويُقال إن عَبيدًا قد عُمّر طويلا جعله ابن رشيق في " العمدة " ثلاثمائة سنة ، بينما جاء في مصادر أخرى أنه لم يتجاوز المائة ، غير أن كثيرا من شعره يوحي بأنه عاش طويلا إلى "درجة الملل " ، هذه الرحلة العمرية الطويلة صبغت شعره بطابع الحكمة ، و لم تجعل شعره وقفا على الفخر أو التحدي المتواصل لامرئ القيس كبير الشعراء وزعيمهم في ذلك الوقت .
ومن شعره الذي يؤيد امتداد عمره هذه القصيدة التي يعدد فيها الملوك الذين شاهدهم وعاصرهم ، ثم ينهيها ببيت من الحكمة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَلَتَـأْتِيَـنْ بَعـدي قـــرونٌ جَمَّــةٌ =تــرعى مَخــارِمَ أيكَـةٍ وَلَـــدودَا
فالشّمسُ طالعةٌ ، و ليلٌ كاسِفٌ =والنّجـمُ تجـري أَنْحُسًـا وسُعُُـودَا
حتّى يُقـالَ لمـنْ تَعَــرَّقَ دَهْـرَهُ =ياذا الزمانةِ هــلْ رأيتَ عَبِيْدَا ؟
مــائَتَيْ زمــانٍ كــامــلٍ وَنَصِيَّةً=عشريـنَ عشتُ مُعَمَّرًا محمـودَا
أدركتُ أوّلَ مُلْكِ نصْْـرٍ نـاشِئًـا =وبنـــاءَ سِنْـــدادٍ وكـــانَ أُبيـــدََا
وطلبـتُ ذا القَـرنيـنٍ حتّى فـاتني=ركضًا وَكِدتُ بــأن أرى داؤودا
مــا تَبتَغي مِـنْ بَعْـدِ هــذا عيشَةً=إلاَّ الخلــودَ ، و لــن تنالَ خُلودَا
وَلَيَفْنَيَنْْ هَــذا وَذَاكَ كِـــلاهمــا =إلاَّ الإِلَـــهَ وَوَجْهَـــهُ المعبـــودَا[/poem]
يقول إنه عاش مائتين وتخطاهما ولا يدري إلى متى ، ثم يؤكد الحقيقة اليقينية التي لا تقبل الشك وهي أنه لن ينال الخلود مهما يطل العمر به وتتعاقب عليه القرون ، و كل شيء سيفنى لا محالة ولا يبقى إلا الإله ووجهه الكريم ، ( مع الوضع في الاعتبار أن عَبيدا مات أو أُعدم قبل مجيء الإسلام ) .
ولا تخلو قصيدة أو مقطوعة من شعر عَبيدٍ من بيت أو بيتين من الحكمة ، في فخرة ... أو غزله ... أو وصفه ... لا ينسحب من العمل من دون أن يخط شيئًا من عصارة الدهر الذي عاشه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صَبِّـرِ النَّفْسَ عِنْــدَ كُــلِّ مُلِــمٍّ=إنَّ في الصبــرِ حِيْلَةَ المُحتالِ
لا تَضِيقَــنَّ في الأمــورِ فقــدْ=تُكْشَفُ غُمّّـاؤهـا بغيرِ احْتيالِ
رُبَّما تَجْزَعُ النفوسُ منَ الأمرِ=لــهُ فُــرْجَــةٌ كَحَــلِّ العِقَـــالِ[/poem]
وقد كان شعر عَبيد بن الأبرص في غالبيتة شعرًا جافا خشن اللغة وحشي الألفاظ ، و بعض قوافيه عويصة عصية ، و في شعره مالا يمكن فهمه دون اللجوء إلى المعاجم ، و شعره مضطرب - كما وصفه ابن سلام الجُمحي في كتابه " طبقات فحول الشعراء " - وكثير من أوزانه يشوبه الوهن والاضطراب الواضح بالفعل ، ربما كان ذلك لأن الأوزان - في أيامه - لم تكن قد استقرت بعد :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تُلاوِصُ في المَدَاصِ مُلاوِصَاتٌ=لــهُ مَلْصَى دَوَاجِــنَ بِالمِــلاصِ[/poem]
هذا بيت من قصيدة من حرف الصاد ، لم يكتفِ عبيد بأن يجعل من " الصاد " حرف الرَّوِي فقط بل نثر " صاده " في فضاء النص بشكل مفزع يجعل من لغتنا لغةً جافة ومزعجة ، و من الشعر شيئا لا يطاق :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَبَاصَ وَلاَصَ مِنْ مَلَصٍ مَلاَصٍ =وحوتُ البحـرِ أسـودُ أو مِــلاصُ[/poem]
في البيت الأول : " تلاوص : من لاوَصَ ، خَادَعَ ، المداص : المغاص في الماء ، الملصى : المراد هنا السمك ، الدواجن : المؤلفة ، الملاص : من ملصت السمكة من اليد ، أي انسلت وهربت " .
وفي البيت الثاني : " باص : هرب واستتر ، لاص : حاد ، ملص : زلق ، مَلاص : زلق أيضا ، مِلاص : أبيض ( في هذا البيت ) " .
ويُلاحَظ أنه " أقوى " - من إقواء - في البيت الثاني حيث جاء بكلمة مرفوعة في آخر البيت بينما القصيدة كلها تدور حول الصاد المخفوضة - أي بالكسر - ، و الإقواء : عيب من عيوب القافية يأتي فيه الشاعر بالضم مع الكسر .
إلاّ أن الرجل المسكين لم يسلم من لوم السيدة حرمه وتقريعها إياه إذ عيّرته بالشيب والكبر ، فنراه في موقف لا يحُسد عليه خاصة أن المذكورة وجهت له اللوم والعتاب ليلاً :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ عَتَبَتْ عَليَّ اليــومَ عِـرْسِـي =وَقَــدْ هبَّــتْ بِلَيْــلٍ تَشْتَكِينـــــي
فقالتْ لي : كَبِرْتَ! فَقُلتُ : حَقًّا =لَقَـدْ أَخْلَفْــتُ حِينًــا بعــد حِيــنِ[/poem]
وبعد اعترافه وتسليمه بموقفه الصعب وأنه لم يعد كما كان وأن الأيام لن تعود به إلى الوراء ، يرسم لنا الصورة المؤسفة التي هو عليها وكيف تعامله تلك المواطنة بشكل يدعونا للبكاء ، و يعطينا العظة والعبرة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تُريني آَيَةَ الإعـراضِ منهـــا =وَفَظَّــتْ في المقـالَــةِ بَعْـدَ لِيْنِ
وَمَطَّــتْ حَـــاجِبَيْهــا إذ رَأَتْني=كَبِرْتُ وأنْ قد ابيَضَتْ قــروني
فقلتُ لها : رُوَيْدَكَ بَعْضَ عَتْبي=فـــإنّي لا أرى أن تــــزدهيني
وعِيشي بالـــذي يُغْنِيكِ ، حتّى=إذا مـــا شِئْتِ أن تنــأَي فَبِيني[/poem]
لملم عبيد بن الأبرص آلامه وأشجانه بعد أن أعربت له السيدة حرمه ذات ليلة عن استيائها منه ومطّت حاجبيها وفظّت في القول ، فوافقها على أن شبابه قد ذهب بالفعل ولن يعود وخيّرها بين أن ترضى به على هذه الحال ، أو أن تبينَ وتبحث عن رجل غيره إذا رأت أن ما عنده لم يعد يكفيها .
وراح الشاعر يبكي الديار ويقف على الأطلال يسائلها عن أحبابه الذين تساقطوا وتركوه للعمر الذي طال به و لم يبق معه في رحلته غير الألم :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمَن الدّيارُ بِبُرقَةِ الرَّوْحَـــانِ ؟=دَرَسَتْ وَغَيَّرهَا صُرُوفُ زَمَانِ
فَوَقَفْتُ فيهـــا نــاقتي لِسُؤَالِهَــا=فَصَرَفْـتُ والعَيْنـــانِ تَبْتَــدِرَانِ
أيّـــامَ قـومي خيـرُ قـومٍ سُوقَـةً=لمُعَصِِّبٍ ، وَلِبَــائـسٍ وَلِعَــانـي
فَخَََلَدْتُ بَعْدََهُمُُ ولستُ بخــالــدٍ=فالـدهـرُ ذو غِيَــرٍ وذو ألــوانِ
اللهُ يَعْلَـمُ مــا جَهِلْــتُ بِعَقْبهِِـــمْ=وَتَـذَكُّــرِي مــافـــاتَ أيَّ أوانِ[/poem]
لكن امرأته لا تتركه " في حاله " وتعاود تعييره بالكبر والشيب وتريد مفارقته فيسألها لماذا لم تفارق في سالف الدهر والليالي الخوالي أيام كان شابا قويا يمنحها كل ما تريد ؟ ! :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تلكَ عِرسي تَروْمُ قِدْمًا زيـــالي=أَلِبِيْـــنٍ تــريـــدُ أمْ لِـــدَلالِ ؟!
إن يَكُنْ طِبُّكِ الــدّلالَ فَلَـــَوْ في=سـالفِ الدّهرِ والليالي الخوالي
أنـــتِ بيضــــاءُ كالمهـــاةِ وإذ=آتيكِ نشــوانَ مُــرْخِيًــا أذْيــالي
فـاتـركي مَـطَّ حـاجبيكِ وعِيشي=مَعَنَــا بالــرّجـــاءِ والتَّـــأمــالِ
أو يَكُــنْ طِبُّكِ الـــزيــالَ فـــإنَّ=البَيْنَ أن تعطِفي صدورَ الجِمَالِ[/poem]
ويتوقع أن هناك من " لعب" لامرأته في أفكارها أو في"الهارد ديسك" فيطالبها بأن تتمسك بما بقيَ من حيائها وترفض أقوال الوشاة وترضى بماهي فيه لأنها لو تركته فلن تجد خيرا منه :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فارفضي العـاذلينَ وَاقْنَيْ حيــاءً=لا يكـــونـــوا عليكِ حَظّ مَِثَــالي
وبِحَــــظٍّ ممــــا نعيــــشُ فــلا=تذهبْ بك التُّرهَاتُ في الأهوالِ
مِنْهُـمُ مُمْسِـــكٌ ومنهمْ عَــدِيــمٌ=وبخيــلٌ عليــكِ فــــي بُخَّـــالِ[/poem]
ثم ينتقل بنا عبيد إلى لوحة أخرى فتلوح أطلال سلمى من البعيد البعيد، فيأخذنا إليها في قصيدة أخرى:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تَعَفَّتْ رُسُومٌ من سُلَيْمَى دَكَادكَا=خَلاَءً تُعَفِّيْهَا الرّيَاحُ سَوَاهَِكَــــا[/poem]
" الدكادك : مفردها دكدك ، و هي الأرض التي فيها غلظ ، و السواهك : مفردها ساهكة ، و هي الريح العاصفة الشديدة " .
المفضلات