حنكشة العتقي شخصية اجتماعية ظريفة يعرفه أغلب الذين في مثل سني أداها الممثل القدير محمود إسماعيل أيام التلفزيون الأبيض والأسود في المسلسل الاجتماعي الهادف ( الليل الطويل ) بطولة هالة فاخر ( أمل ) يعالج قضايا اجتماعية هامة ونال شهرة واسعة تلك الأيام

وهاهو زميلنا حنكشة العتقي يشابهه في طرق العادات الاجتماعة التي ينبغي مناقشتها وبيان حسناتها وسلبياتها
ومما لا شك فيه أن القويدة في بدء أمرها كانت ترمز إلى التعاون مع العريس ومد يد العون والمساعدة له ومشاركته فرحة زفافه .. ولم يكن العريس سابقا رغم ضيق ذات اليد يعول عليها كثيرا في تخفيف أعباء الزفاف إذ لم تكن هناك أعباء ذات بال بخلاف المهر وإطعام بعض الجيران والأصدقاء بالتعاون مع الجيران والأصدقاء في بعض الأمور كتجهيز المكان وفتح البيوت لاستقبال المدعوين وتأمين الأدوات اللازمة من صحون وكاسات وفناجين وفرش
أما القويدة فلم تكن تتجاوز رأسا من الغنم أو كيس سكر وصندوق شاهي أو كيس رز صغير .. ويعود الحمال الذي يوصلها برقعة صغيرة يسلمها للمرسل كتب فيها : وصلت قويدتكم والعاقبة لديكم بالأفراح .. وقبيل الزواج بيوم يصنع طعام مخصوص لأهل القوايد يرسل منه لمنزل كل صاحب قويدة طبق .. إشارة بأن القويدة وصلت .. وكان ذلك كافيا حينها لرد الجميل

ولكني ألتقط من الرد الذي يرسله صاحب الزواج ( العاقبة لديكم بالأفراح ) وبعضهم يكتب ( مردودة لكم في الأفراح ) دليلا على أن في المسألة مقايضة ساعدني اليوم وأساعدك غدا .. ولكن يشهد الله أن هذا ليس هو الهدف الأول فلم يكن صاحب الزواج يحتفظ بكشوف أسماء الذين قدموا له القوايد إلا لغرض التخليف ثم تهمل بعد ذلك .. فمن استطاع الرد فبها ونعمت وإن لم يستطع فلا بأس
والتخليف هو بروتوكول يجرى في تلك الأيام في لعب الحريم يأتون بكشف الأسماء ويقوم أحد الأطفال أو من تستطيع القراءة من النساء وهن قليل بقراءة الأسماء واحدا واحدا وبعد قراءة كل اسم ترد إحدى النساء بالقول ( أخلف الله عليه ) وسط تهليل البقية وينتهي الأمر

أما اليوم فإننا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن صاحب الزفاف لا يقوم بكتابة أسماء الذين قدموا له القوايد واحدا واحدا ويحرص على ألا يغفل أحدا ويسجل المبلغ الذي دفعه كل واحد .. وما ذلك إلا ليرده إذا جاء دوره .. ولا شك أن هذه القوايد تنفع صاحب المناسبة وتعينه على قضاء كثير من حوائجه وردها لا يشكل عبئا عليه أن أتت في أزمنة متفرقة .. وكثير من الناس يحسب حساب ما يصله من قوايد عندما يقوم بالتخطيط لمراسم زفافه إلا من كان ممن أنعم الله عليهم

ولكن المشكلة عندما تتوالى المناسبات في فترة زمنية محددة فهي ترهق الميزانية وتؤدي إلى الوقوع في الحرج والواجب علينا أن نطالب برفع هذا العنت والمشقة لا بإلغاء هذه العادة فهي حسنة ومفيدة ولكن بتغيير المفهوم السائد والمنتشر بين الناس بأن ردها واجب في كل الأحوال .. وليكن الهدف منها هو التعاون على البر والمساعدة والتكافل سواء عند العطاء أو عند الرد .. وأن نضع لها سقفا محددا لا يتعداه غني ولا فقير ... والله الموفق