عرفته رجلا صامتا يحبه الاخرون منذ ان عرفته كزميل عمل لكن هذه المرة وجدته آخذا متكئا وبجانبه ابنه الاكبر في موقف لايحسد عليه وقد كبل الابن بالحديد في كلتا يديه ورجليه دنوت منه وما ان وقفت بجانبه حتى ردد قوله تعالى (انما اموالكم وأولادكم فتنة ) قلت وانا ارى دمعته الحارقة اننا نصادف في هذه الحياة احيانا صدمات قاسية تجعلنا في لحظات ضعفنا نتوهم انها نهاية الدنيا وان ابواب الحياة قد اغلقت وبقليل من الصبر سوف نعرف ان هذه الصدمة لم تكن سوي اشارة مرور حمراء في شارع الحياة وكل ما علينا ان ننتظر الاشارة الخضراء حتى نمضي في طريق الحياة وسوف نكشف مع الزمن ان هذه الاشارة قد منعتنا من كوارث ونكبات لا نراها بنظرنا القصير وان الله شاء ان يصدمنا لنفيق وحتى ينقدنا من مصيبة محققة هي اكبر مما اراك فيه والتفت الى الابن عاتبا بالامس كنت مع زميل في محفل علم لتخرج ابنه وحصوله على درجة علمية في مجال الطب صفق له جميع الحاضرين ودموع فرح واعتزاز شاهدتها في عين الاب وعلى كل الفارق كبير في المكان والصفة ( اعلم انه لايوجد اب في الدنيا يرى احد افضل منه الا ابنه ولكن ليس على هذه الصفة ..