الأستاذ الكريم / المعلم إليك الحل التربوي الإجرائي كما أمرنا سبحانه
دور الترغيب والترهيب في تربية الأخلاق
أسلوب الترغيب والترهيب "ورد في القران الكريم تمشيا مع الفطرة الإنسانية التي خلقها الله تعالى وهو أعلم بأسرارها ودوافعها واستجاباتها وردود أفعالها (المبروك عثمان /ص257)
ولا يوجد منهج يستطيع أن يضبط السلوك الإنساني بكل دوافعه الجامحة نحو الخير أو الشر كالمنهج الإسلامي الذي أوجد الوقاية ثم العلاج في حال وقوع المحظور ويقصد بالتربية الخلقية "مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب إن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلي إن يصبح مكلفا (عبدا لله علوان ج1 1418/ص133)
ويمكن القول بأن التربية الخلقية في الإسلام بأنها مجموعة المبادئ والقيم والعادات السلوكية المحمودة التي يكتسبها الإنسان من خلال توجيهات وتعاليم الشريعة الإسلامية
لقد حرص الإسلام قبل أي شيء على تقويم الأخلاق فرغب في حسنة ورهب من بذيئة "روى الترمذي بإسناد صحيح عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ،وأن الله يبغض الفاحش البذيء" (عبدا لرحمن حبنكه وآخرون 1418/ص227)
ومن الأمثلة على ذلك :
الترغيب في التواضع ففي الحديث "ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه " رواه مسلم
(الأشقر 1405/ص167)
والتحذير من الكبر قال تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) القصص :83
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"لا ينظر الله يوم القيامة إلي من جر إزاره بطرا " البطر :التكبر والطغيان (سيد عبدا لغني ؛ 1419/ص685)

يتضح لنا من الأدلة السابقة
كيف وضع الإسلام هذا الأسلوب لكي يضبط السلوك في مستوى متوازن فرغب في حسن الخلق وبين ما أعد من نعيم فرغب في التواضع
ورهب في عاقبة الكبر مما يوجب البعد عنه
ويمكن القياس على ذلك في جميع الصفات الخلقية كالصبر والرفق والصدق والحب والكره والعفو والجود والكرم والوفاء والحياء.......
وأسلوب الترغيب في الإسلام يعتمد في التربية الخلقية على مبدأ الوقاية من ارتكاب الخطأ والبحث عن الصواب من خلال التوجيهات والتعاليم الإسلامية
وبما أن الأخلاق صفات نفسية سلوكية تحكمها الانفعالات والعواطف النفسية
فلا بد من مراعاة أمرين خاصة في عملية التوجيه الأخلاقي :
1- الاعتدال في الترغيب والترهيب من حيث كل ما يناسبه وبتوازن بحيث لا يطغى الخوف على الرجاء
2- مراعاة الفروق الفردية وذلك عند القيام بأسلوب الترغيب والترهيب في عملية توجيه خفي وتعديل في السلوك.
ولله الهادي إلى سواء السبيل