دائما نترك اللب ونبحث عن القشور
وماذا في زيارة القبور سواء من الملوك أو غيرهم
هؤلاء لم يأتوا خصيصا لزيارة هذه الأماكن وإنما زاروا المملكة
لأي سبب من الأسباب السياسية والأخوية ثم عرجوا على قبور أهلهم وجدودهم
فلماذا التحوير والتدوير واعتبار هذه من شد الرحال المنهي عنها
بالله يا منتقد لو كان أبوك أو جدك مدفون في الأردن ومررت بهذه الديار
ألا يهزك الحنين وتتذكر ميتك وتمر على قبره وتسلم عليه وتدعو له
كفانا تعصب وتزمت يا أيها البشر.
قال الله تعالى في المنافقين : (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )) ، فنهى نبيه عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم لأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون . فلما نهى عن هذا وهذا لأجل هذه العلة وهي الكفر ، دل ذلك على انتفاء هذا النهي عند انتفاء هذه العلة ، ودل تخصيصهم بالنهي على أن غيرهم يصلى عليه ويقام على قبره ، إذ لو كان هذا غير مشروع في حق أحد لم يخصوا بالنهي ولم يعلل ذلك بكفرهم .
فهذه الزيارة لقبور المؤمنين مقصودها الدعاء لهم ، وهذه غير الزيارة المشتركة التي تجوز في قبور الكفار ، كما ثبت في صحيح مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وبكى من حوله ثم قال : ( استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي فاستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) ، فهذه الزيارة التي تنفع في تذكير الموت تشرع ولو كان المقبور كافرا ، بخلاف الزيارة التي يقصد بها الدعاء للميت فتلك لا تشرع إلا في حق المؤمنين .
وأما الزيارة البدعية : فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج ، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة ، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أن ذلك أجوب للدعاء .فالزيارة على هذه الوجوه كلها مبتدعة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا فعلها الصحابة لاعند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند غيره ، وهي من جنس الشرك وأسباب الشرك .
المفضلات