أستاذنا نبط

عشت لحظات مابين سطور مقالك عن مكنون السعادة ,

هذا المصطلح السرابي الذي لم يكد يتفق الجميع عليه فكل إنسان يصوره حسب معتقده ورويته.

فمن زاويتي الحادة أرى

خلق الله الدنيا دار فرح وترح , صبر وظفر.

يتقلب فيها الليل والنهار وتتناجى على بساطها الفصول الأربعة

معلنة أكبر الأخطاء التي نقع فيها عندما نظن أن السعادة سرمدية من المحيا إلي الممات

مثبتة أنها للدار الآخرة .

ولو كانت السعادة سرمدية في الدنيا لفقدت لذتها ورونقها .

ولكن ماهي هذه السعادة؟

هل هي لحظة التقاءنا بالمحروم او المنشود او عندما نفوز برغباتنا ومنياتنا.؟

أكاد أجزم بذلك

ألا ترى أن العطشان في الصحراء سعادته في شربة ماء ؟

ولو أعطيته كنوز الأرض ما رضي بها بدلا.

وعندما يظفر بها يشعر بنشوتها لحظات ثم تودعه إلى لحظة أخرى.

ألا تتذكر قصة الملك الذي كان يبحث عن قميص السعادة وعندما وجد الصياد لم يجد عليه قميص

كان الصياد سعيداً يأكل غذاءهـ بعد جوع شديد كان يتلذذ بمذاقها ..

بينما الملك أشبع كل احتياجاته فأخذ يبحث عن لذة أخرى تمنحه هذا الشعور.

لهذا خذ عندك هذا التعريف البسيط للعبد الضعيف ودونه في مذكرتك .

(فالسعادة هي لحظات عابرة في حياتنا , تتحقق فيها رغباتنا وأهدافنا وتمنياتنا ,

وعندما تتحقق تفقد بريقها إلى أمال أكبر ورغبات أخرى )

هذه قصة تسللت بعد نهاية المقال قرأتها منذو زمن بعيد بعثتها الذاكرة في اللحظات الأخيرة

لعلها تقرب المعنى المراد.

عندما كان عمر بن عبدا لعزيز رضي الله عن أمير المدينة أتاه الشاعر جرير لمدحه , فقال له

عمر إن لى نفسٌ تواقة فإذ ولينا من الأمر شيئاً " يقصد الخلافة " أتني فعندما أتاه جرير بعدما

أصبح خليفة للمسلمين أكرمه عمر ثم قال له ألم أقل لك أن لي نفس تواقة ,

تاقت نفسي إلى الخلافة فتوليتها , وألان تاقت نفسي إلى الجنة فهأنا أطلبها .

ولك مني زهور الود وحدائق التقدير