الأخ عبد الله
يبدو أنك تصر على الحديث عن القافية في الكسرات التي أوردت كأمثلة والتي إلتزم فيها البنك بحرفين لكل غصن (من ) في الأغصان المفردة و( ور ) في الأغصان الزوجية , وأحب أن أبين أن الحديث في علم القوافي يطول وهو حديث شيق وجميل ولعل أن يكون ــ في القادم إن شاء الله ــ فرصه للحديث عنه في مشاركة مستقلة.
أما مايخص الكسرات الثلاث فهي لأساتذة كبار لا أملك أمامها إلا أن أقف موقف التلميذ لأتعلم من خلال الإطلاع لا من خلال التحليل والنقد , ولكن تلبية لرغبتك ألمح إلى ما أردت أنت أن أتطرق اليه علما بأن الكسرة ليست هي سبب موضوعي كما ذكرت .
في كل كسرة من الكسرات إبداع في طريقة معينه فلكل شيخ طريقة فالبنك أبدع في إختيار القافية التي ترتقي بذائقة المتلقي والتزم بحرفين لكل غصن ــ كما ذكرت ــ وهذا التزام بالقافية والروي .
أتى بعده الشاعر صالح محسن وحديثي عن القافية عند أبو محسن ذو شجون لأن لأن إختيار القافية لا يتعلق بشاعرية الشاعر قدر تعلقه بحس أو إحساس الشاعر وأبو محسن يمتلك حس راقي جدا ولديه ــ ماشاء الله ــ ذائقة عالية في إختيار الحرف المناسب للغرض وفي الغالب لا يخلو أحد الغصنين من حرف مد ( أ ــ و ــ ي )
وأراه يعشق أو يميل إلى الأحرف المهموسة وقد قبل التحدي على القافية والتزم بما التزم به البنك حرفين لكل غصن .
يأتي رد الأديب أبو عماد ليظهر بصوره مغايره وابداع جديد فنلاحظ في كسرة البنك
في الغصن الأول الإلتزام بحرفين وهذا من ( لزوم مالا يلزم ) فالقافية على حرف واحد هو ( ن ) فقط ولك الخيار بالإلتزام بحرف الروي من عدمه عكس الغصن الثاني الذي يجب عليك الإلتزام بحرف الروي لأنه كما تعلم يجب الإلتزام بحرف الروي في مواضع منها أن يكون أحد حروف المد ( أ , و , ي ) والروي في الغصن هو الواو .
الدرس الذي قدمه أبو عماد هو النقلة من ( لزوم مالا يلزم ) إلى العمق في المعنى فهو كمن يخرج عن مساره ليتجاوز من أمامه ثم يعود وهذا ما حدث فقد تجاوز الإلتزام بما لا يلزم إلى الإرتقاء في المعنى الذي ربما يرى أنه يتعارض مع الإلتزام الدقيق مع الأصل .
هذا ما يخص القافية أما ما يخص الوزن ففيه التقاء ساكنين في كل غصن وتطابق تام بين الغصنين و في نظري هو ثالث أوزان الكسرة .