]أستاذي ومعلمي الفاضل الأستاذ / عواد الصبحي لن أكون مجاملاً وإنا أخبرك بتشرفي كثيراً
بمرورك فأنت أستاذٌ للجيل الجديد الذي أحسب أنني منه وخبرتك ليست محل نقاش ودعني
أشاغبك وأخبرك بأني أغبطك على حيويتك ونشاطك برغم من توالي السنين وليتك تكن نبراساً
لمن شاخ وهو لا زال في عداد الشباب.
أما ما سطرته من مديح فهو تاج فوق رأسي ووسام أتقلده على صدري برغم من كوني أعتقد
جازماً أنني لا أستحقه فما أنا إلا قطرة في بحر معينك ، ولنعد للحكاية التي وصفتها بأنها تشاؤمية
لأتساءل هل هي بالفعل كذلك وهل هناك جانب مضيء في عمل المشرف _ من خلال الواقع المعاش _
لم يرى من قبل بطل قصتنا وحتى لا نطيل في تقرير ذلك دعني أصطحبك معي لمشاهدة تلك الصورة
المثالية لذلك المشرف المثالي الذي يسعى للتغيير وإحداث نقلةٌ في الميدان التربوي والذي يسعى حثيثاً
قبل ذهابه للمدرسة على جمع أكبر قدر من المعلومات عن وجبته من المعلمين حصراً للايجابيات أكثر
منه تحديداً للسلبيات هذا المشرف يحرص دوماً في بداية زياراته لكل معلم على مد الجسور من
العلاقات الإنسانية المغلفة بالمحبة والمودة والكفيلة بإنجاح عمله وتيسيره ولن يتضجر لو استغرق
ذلك أكثر من زيارة بل هو لن ينتقل من هذه المرحلة إلى غيرها إلا بعد انجازها ، وأعتقد أنك تعلم أن
صديقي هذا لن يحرص على ، الوقوع على الأخطاء بل إنه يعتبر نفسه وسيلة نقل في حالة عمل
دءوب تنقل بعض الخبرات إلى موقع ما لتفريغها وتحمل خبرات جديدة تنقلها إلى موقع أخر كما تقوم
بتأمين بعض الخبرات المفيدة من الأسواق العالمية ( الكتب والمجلات العلمية المتخصصة والانترنت )
كي يتسنى لها نقلها أيضاً إلى مستحقيها أثناء تجوالها الذي لا يهدأ ولك أن تتخيل يا أستاذي كيف
يحرص هذا المشرف على كتم أسرار من يزورهم من المعلمين ( حتى عن رؤسائه ) مع سعيه
الحثيث في إصلاحهم وتعديل سلوكياتهم معتبراً ذلك المقياس الأوحد لنجاحه وقطعاً لن يكون دوره
تصنيفهم وفرزهم والتوصية بنقلهم أو حرقهم كما يحدث حالياً، إن هذه الصورة المثالية ليست تحليقاً
في الفضاء وإن ما أتوقعه من فرح عارم لهذا المثالي عندما لا يجد ما يدونه من سلبيات ولا يستطيع
سوا كيل المديح والإطراء ليست مبالغة ولن أعجب وأنا أسمعه يخبر مستقبله بأن استفادته هو ــ أي المشرف ــ
من الزيارة أكبر بكثير من إفادته ولن يجد غضاضةً في بذل الكثير من الوقت والجهد في سبيل إقناع
مستضيفه بأي أمرِ قبل مطالبته بالتنفيذ .
أستاذي عندما تكون هذه الصورة المثالية والتي إن شئت أسهبت أكثر في شرح فصولها ،
عندما تكون هذه الصورة هي العالقة في ذهن بطل قصتنا هل تراه سوداوياً عندما يحكي ما تقع عليه
عيناه في الميدان أنتظر إجابتك .. رغم أني أجزم أن الوزارة بعد سنين الانتقال من التفتيش إلى
التوجيه وصولاً للإشراف لم تكن تسعى لأن يكون المشرف كاتباً للتقارير الأسبوعية وعيناً لرؤسائه
في الميدان ومدوناً في سجل الزيارات وهذا بالمناسبة يشكل هاجس كبير للكثير منهم حتى أصبح
أحدهم يحفظ عن ظهر قلب ما تخطه يمينه من عبارات يكررها لأكثر من معلم خوفاً من الوقوع في
الأخطاء الإملائية والتي أعتقد أنك إن أنصفتني فقد رصدت الكثير منه خلال مشوارك التعليمي كمدير مدرسة .
عموماً أكرر شكري وأمني نفسي أن يستمر هذا التواصل حتى يزول الفارق بين الواقع والمأمول ،
وإلى أن يحدث ذلك فأرجو أن ... تسامحونا
المفضلات