تطوير المعلم بدلا من تهميشه وتثبيطه


قديما سمعنا بقول الشاعر (قم للمعلم وفه التبجيل.. كاد المعلم أن يكون رسولا)، سمعنا ذلك وفهمنا بأن تقدير المعلم ليس من قبل الطالب فقط بل من الأسرة والمجتمع والوزارة وغيرهم، ولكن للأسف الشديد أن هذا البيت هاجر بكل معانيه السامية كهجرة العقول المفكرة إلى الدول المتقدمة، وفي تلك الدول المتقدمة نرى كيف يعامل المعلم بكل احترام وإجلال فيعامل كإنسان ثم يعامل كصانع للأجيال الناجحة ولأنه رسول تعليم وتهذيب وتربية وخير ورفعة، فوفرت له تلك الدول كل متطلباته وإحاطته بالتطوير والرعاية والاهتمام -أما السؤال المرّ: ما ذا حدث للمعلم لدينا عندما هاجر ذلك البيت؟! أن المعلم في بلادنا التي أنعم الله عليها بثروات طائلة وبقيادة حكيمة أعطت التعليم جُل الرعاية والاهتمام، ومع ذلك فقد حرم المعلم من كل ذلك بسبب مباشر أو غير مباشر، وقد يرى البعض تناقضا في هذا الطرح، ولكن الحقيقة انه لا تناقض فالقيادة أعطت وتعطي الكثير ولكن المعلم (يسمع جعجعة ولا يرى طحنا).
لقد حرم المعلم من اقل ما يمكن أن يقدم له فالرواتب لم تعد مرضية مقابل جهد المعلم، علما بأن غالبية المعلمين يعينون على المستوى الثاني وسيطول انتظارهم على هذا المستوى، إضافة إلى التطوير والرعاية من دورات تدريبية وانتداب وابتعاث وغيرها، وعندما يطلب من المعلم تطوير نفسه يؤمر بذلك في الفترة المسائية التي هي حق من حقوقه، أما الأعباء فحدث ولا حرج فمعلم يقوم بـ24 حصة إضافة إلى النشاط والريادة والإشراف، والأدهى والأمر هو المسلسل الأخير لإهانة المعلم من التعدي عليه وضربه من قبل طلابه والنهاية المعلم مخطئ ويتم الصلح واسترضاء المعلم من قبل الجميع فيا ليت أن الوزارة تصدر قراراً بمنع ضرب المعلمين.
لقد أصبح المجتمع بكل أطيافه مدركا تماما لنتائج كل ما تنتهجه وزارة التربية والتعليم في الأيام الأخيرة والسير في عكس الاتجاه أملا في البداية من نقطة ما قبل إنشاء «وزارة المعارف» -سابقا- على الرغم من إننا نعيش اليوم في عام 1428هـ وضحية كل ذلك هم الأجيال التي ننتظر صعودها لبناء مستقبل أفضل لبلادنا العظيمة.
والنداء هنا برد اعتبار المعلم والاهتمام به وبرسالته مما ينعكس على العملية التربوية، وإنني قد اعلم رد وزارة التربية في حين لو اطلعوا على هذا المقال وتنازلوا بالرد لأجابوا: (أن كل الذي يحدث ليس بأيدينا ولا علاقة لنا به جملة وتفصيلا..!!)، لقد آن الأوان لينظر في وضع المعلمين والعمل على تطويرهم ومنحهم المكانة التي تليق بهم كرسل علم وخير وهداية.

علي سعد الفيصل القرني( عكاظ) اليوم


=============

هناك خلل وان لم يعاد صياغة الوضع الحالي وإعادة التوازن بين المدرسة والطالب والمنزل فستتدهور الأوضاع أكثر من ألان
فالمدرس فقد هيبته أمام طلابه والطالب تجرءا أن يفعل أو يقول مايشاء وأصبحت المدرسة مكان عام أو بالمعني الصحيح سوق مفتوحة لكل الآراء والتغيرات.... وفترة المراهقة وخاصة في الصفوف الثانوية وأواخر صفوف المرحلة المتوسطة تعتبر من اخطر مراحل التعليم فمن هنا يبدءا الطالب حياته المستقبلية ليقرر ماذا سيكون عيه وماذا سيكون فالمسالة ليست مشاغبات عابرة للطالب إنما سلوك يقاس عليه مستقبله....
في الماضي وخاصة من هم بجيلي اللذين لحقوا التدريس والتعليم نعلم جيدا بان الوقت كان قصير للهو والعبث فالمدرسة كانت تبدأ من يوم السبت وتنتهي بنهاية دوام يوم الخميس فلا وقت للعبث فيه
كانت لي مشاركات عديدة في عدة مدارس بكافة مراحلها لوجود أبنائي بها وكان لي اقتراح هو أن أن نملاء الفراغ الحاصل ألان بين الطلبة والذي سبب تغيرهم للسلوك الإنساني فيهم .... فالطالب يبدأ مدرسته من الساعة السابعة والنصف وينتهي في الثانية ظهر ---لو سالت أي طالب ما هو جدولك اليومي بعد المدرسة ستجد العجب وستقراء الغرائب وسببه الفراغ أولا وأخير

إذا فكيف اجلب الطالب وأحببه في المدرسة أكثر من بيته لا بد أن تكون المدرسة هي بيته الثاني فكيف أرغبه في ذلك واتركه يتمني أن تضل المدرسة تعمل طوال العام فالاقتراح كان بسيط جدا أخرجهم من نظام السجن الإجباري (كما قال لي احد الطلبة ذات مرة) إذا فهو يعتبر المدرسة سجن وانه مرغم عليه وذلك بموجب إحصائية قمت بتا فوجدت أن 90% من طلبة المدارس يكرهون مدرستهم لا لشي إنما لأنها مرحلة لابد له أن يمر بها ومجبر علي أخذها ليقولوا له انه متعلم وان تخرج من الجامعة يكون قد نسي (كان وأخواتها—وآلم نشرح لك صدرك) وحتي الكتابة والإملاء أصبحت من أصعب الأمور عليه

كيف نعالج هذا الخلل

الاقتراح هو أن نعد المدرسة لتكون بيتا وليس سجننا بمعني أن يكون أولا نظام الصفوف الثابتة فمدرس العلوم له مكان واحد وهو في نفس الوقت مكتبه الخاص فالطلبة يأتون إليه وهذه بها عدة فوائد منها تحريك الدورة الدموية للطالب من خلال تحركه ولا ننسي أن الطالب طاقة متحركة مكبوتة في فترة المراهقة والملل يفجر مشاغبات غير متوقعة حتى للطالب
ثانيا تغير أسلوب نظام التعليم الحالي الممل والذي يوصف بالسجن الإجباري ليكن يوم المدرسة حافلا بالنشاط وليس الخمول والملل فمدارسنا تفقد نظام التعليم المتصل بالترفيه والأنشطة الرياضية والذهنية للطالب وننسي نحن أيضا أن الزمن قد تغير وعلينا مواكبته لماذا لا يكون التعليم شاملا لكل هذه الأنشطة بدوام من السادسة صباحا وحتى الخامسة عصرا تشمل كافة أنواع الدراسة والأنشطة الرياضية والعلمية والمجمعات التفكيرية أو الأنشطة الموسيقية أو جماعات للرسم وأخري للأدب أو جماعات لتطوير مادة معينة مع دراسته اليومية
فبهذه الطريقة أشغلته في المفيد له ولفترت مراهقته واشغلته في ما ينفع به نفس ومدرسته ووطنه
والرياضة من أهم هذه الأنشطة التي لابد أن يهتم التعليم بها وليست كرة القدم هي الرياضة الوحيدة في كوكبنا إنما هي جزاء من الألف ولا تعطي نتائج صحيحة لعدم ميول بعض الطلبة لها وميولهم لرياضات أخري أين العاب القوة والتي يحتاجها الطالب في هذه المرحلة وأين العاب المسابقات البدنية مثل السباحة والسلة والتنس فكلها مفقودة من المدارس فالغلط فادح لعدم مقدرتنا في كبح جماحهم وتوجيهم للصحيح
سأعطي مثلا بسيطا لأحدي المدارس المتوسطة في دولة ما فالطالب يبدءا يومه من الساعة الخامسة صباحا بالذهب للمدرسة ولا انسي أن اعرف بان هذه الدولة ليست دولة إسلامية وهذا وقت صلاة الفجر لدينا فمن هنا يبدءا أول مشوار يومه بالصلاة علما في تلك الدولة يبدؤون بالرياضة فيتجه الطالب بعد ذلك للمدرة بكل شوق وحماس ورغبة ليكون بالمدرسة للدراسة والمتعة والترفيه وليس لأجل الكتب التي يحملها معه إنما هناك أمور أخري مثل كونه عضو في اللجنة العلمية وكذلك سيمارس رياضته المفضلة وهي رفع الأثقال وأيضا الموسيقى التي يعشقها بالإضافة إلي الحصص المقررة عليه وهنا الطالب يختار مواد الدراسة للسنة التي هو بها وأمامه 10 أشهر ليتخرج من السنة الدراسية ولا انسي مطعم المدرسة الذي يقدم الوجبات الصحية علي مدار الساعة باشتراك رمزي يقدمه في بداية السنة الدراسية وبإشراف طبي فيوم هذا الطالب حافل جدا لن سيتمارض ليتغيب لن سيهرب من المدرسة وفي نهاية اليوم هو مرهق ولكنه إرهاق محبب له وليس لديه وقت ليتسكع في الشوارع ويقترف جريمة ربما تؤدي إلي قتله فأصبحت أيام الدراسة متعة له ولمدرسيه والمتأخر في تعليمه يحرم من نشاطه المفضل حتى حصوله علي درجة الموافقة من مدرسه
هذا بالمختصر الشديد

لنعد للمدرس هذا الإنسان الذي تخرج ليكون في اشرف المهن كاد أن يكون رسولا فالتشبيه هنا قوي للرسالة التي يحملها علينا أيضا توجيهه وتقويمه وتوسيع أفاق علمه وليس كل مدرس متخرج يعتبر مدرس ليتحدث أو ليلقي محاضرة أو درس وهو مكره عليه فالمادة التي يدرسها مادة قيمة حتى ولو كانت كرة القدم عليه أن يتقن عمله فيها وان تكون مادته مرتبطة مع كل المواد الاخري وليست منفصلة فالأنشطة مهمة جدا كباقي المواد ومنها الطالب يتعلم ويفرغ طاقته بها ليكون نشيطا لباقي المواد العلمية الاخري

علينا أن ننمي مدرس المادة ليس فقط في مادته إنما في المعلومات العامة والنشطة الاخري وتنمية قدراته الذهنية بالدرجة الاولة وكذلك أسلوب التعامل مع الطلبة وكيف يتعامل مع 30 طالب في وقت واحد لاختلاف عقلية كل منهم بدون أن يفقد هيبته كمدرس كنا سابقا عندما نري المدرس في الشارع نهرب منه لكي لا يرانا لماذا لأنه في اليوم الثاني ستكون هناك مسالة منه لماذا أنت في الشارع لهذا الوقت ولماذا لا تدرس ولربما أدي الأمر إلي الضرب لكوني فقط كنت بالشارع تغير الزمن فالضرب لا ينفع والتساهل لا ينفع فما هو الحل والحل بسيط هو أن لا يترك المدرس مكان للمزاح واخذ الأمر ببساطة مع الطالب إنما بتعقل وهيبة لنفسه ولمادته ويكون بذلك قدوة لطلابه

وهناك الكثير الكثير أن كتبته لن فستطبع كتب
سأجيب علي أي تسال من الاخوة والاخوات

سعد المجالس