أيها العقلاء ، إن ممن بلغ العشرين والثلاثين والأربعين ودنا من الخمسين ومضى من عمره سنون قدرها ستون ، مازالوا بين الجمرة والتمرة لا يفرقون ؟! كـيــف ؟.
جوهر القاعدة الفقهية المعروفة للتمييز ، هي بلوغ الطفل المرحلة التي يفرق فيها بين الجمرة فيتركها والتمرة فيأخذها ، إذن السن ليس مقياساً للتمييز بين التمرة والجمرة !.

التجربة . . . لنضع الآن جمرة في صحن فاخر ولنزينها بالأفصاص ونضيف حولها زهور وورود ، لننثر اللامع المقلد .
وقل وأكتب (هذا الصحن هو الجديد القادم من الخارج من مدن كذا وكذ ! ).
في المقابل لنضع تمرة في صحن آخر ، صحن عادي به تمرة معروفه أعتاد الناس على منظرها وذاقوا شيئاً من طعمها .
هكذا أخذنا الجمرة وتركنا التمرة ؟؟!! ولكي تضحك على عقول الناس فالأمر لا يكلف إلا شيئاً بسيطاً من ذلك ، به تستطيع أن تأسر الكثير ويجرى خلفك الأكثر .

أخرى . . . من منا لا يعرف ( القــفــاعة)! ضع قليلاً من الحبوب ستهوى القماري والطيور فيها ، فهي تظن أنك تود أن تطعمها وتحنوا عليها ولكن بعد أن تمسكها فوراً ستفقد جناحيها وينتف ريشها ويفعل بها الأفاعيل !! هو القليل من الحبوب جلبت لك الكثير من الطيور ولا تنس أن الصقور يستحيل أن تقع في القفافيع !!

إن فقدان التوازن في النفس والجري خلف التقليد ومظنة فعل القبيح أنه تميز ، و تتبع كل جديد واللهث خلف سراب أسمه تطور وتحضر وتمدن ، ما جعلنا نتنازل عن تحكيم عقولنا ، جـــر ذلك إلي نبذ ما جاء به ديننا وترك عاداتنا وتقاليدنا.
لم نحـسّـن لأبنائنا جمال عاداتنا فأخذوا الجمر ونحن ننظر بل مددنا أيدينا مثلهم وتسابقنا معهم .

أيها الأحباب ،، من أخذ الجمرة فهو على ما قلنا ! ، فليعالج حروقها، وليزين بالنصح من يأتي بعده ليأخذ التمرة.
أما من نوى أن يمد يده نحو الجمرة فلينتبه! وليغير حركته وليأخذ التمرة .
فإذا أخذت أخي التمرة فالتقمها ، أعرف أنها قديمة وصحنها غير جميل وقديم! ولكن التمرأساساً حلوة المذاق ، طيب الطعم ، أبلعها ، تغصب عليها ، والله لن تضرك وابلع حتى نواتها لا تخاف فلن تنبت النواة في بطنك !! وإن نبتت فهي نخله - والنخل فوائده كثيرة قل ذلك لكل من يعلق عليك !! - ثم تناول الدلة وتقهوى على كيفك فلن يراك أحد!! ولن يشاركك دلتك غيرك!!!! .
بالجمرة والتمرة نختم هذا الموضوع الذي طال عرضه وما طال إلا للبحث والتنقيب و العلم بأنا تركنا الكثير عجزاَ عن الكيفية التي ألج بها الموضوع ، كما كان تركها فما كل شئ يمكن أن يقال ويكتب و لعلنا مررنا بجوارها .


عن أبي سعيد الخدري عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏:‏ لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏قال فمن .
‏قوله ( قال فمن )هو استفهام إنكار والتقدير : فمن هم غير أولئك , وقد أخرج الطبراني من حديث المستورد بن شداد رفعه " لا تترك هذه الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه " ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح " لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها " قال ابن بطال : أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم . ( مرجع فتح البارى بشرح صحيح البخاري).


‏ شكراً لكل من تابع هذا الموضوع شكراً لمن تداخل شكراً لمن أودعني كثيراً من الأخبار .