(3- 3)

لكل نوع من الحيوان وسائلة الدفاعية الخاصة ، التي يدافع بها عن نفسه، فقد يـُـهاجم الحيوان من قبل الحيوانات الأخرى التي تريده طعاماً لها، أو من البشر إشباعاً لهواية الصيد أو طلباً للطعام. وقد تهرب بعض الحيوانات حين شعورها بالخطر، ولكنها إذا منعت من الهرب فإنها عادة تدافع عن نفسها وعن صغارها، أو قد تتظاهر بالموت حتى زوال الخطر. ولدى العديد من أنواع الحيوانات دروع في أجسادها لحمايتها.
وأحد تلك الوسائل مادة "ميركبتان البيوتيل" Butyl mercaptan التي يقذفها "الظربان" في وجه أعدائه من غدتين عند قاعدة ذيله ، وهي مادة مهيجة يدخل في تركيبها عنصر الكبريت ، فإن لامست هذه المادة عين الحيوان أو الإنسان فهي تسبب لها ألماً شديداً وتصيبها بالعمى المؤقت، كما أنها تجعل من تستهدفه يشعر بالقئ والغثيان. وتبقى الرائحة الكريهة لهذه المادة عالقة بمن تصيبه مدة طويلة، بالإضافة إلى أنها قد تنتشر لمسافة كبيرة تصل إلى أكثر من كيلومتر ونصف، ويتوقف ذلك بالطبع على حركة الرياح.

لم يكن الإنسان هو أول من استخدم "الأسلحة الكيماوية" في معاركه وصراعاته، فقد سبقه إلى ذلك، بملايين السنين، العديد من الحيوانات والنباتات بل والكائنات الدقيقة أيضاً. وعندما وصف كمال الدين الدميري في القرن التاسع الهجري "الظربان"، وهو من فصيلة "ابن عرس"، بأنه قد جعل من رائحته الكريهة سلاحاً له، فإنه كان يقدم نموذجاً فريداً لبطل من أبطال "الحروب الكيماوية" التي تنشأ كثيراً بين الكائنات الحية ، ولقد تجمع لدى الدميري، بالإضافة إلى ذلك، بعض من المشاهدات والملاحظات العابرة التي ضمنها مؤلفه الشهير "حياة الحيوان الكبرى"، ولكنه ما كان يدرك بالتأكيد آليات هذه الأسلحة وأسرار هذه الحروب، فالكشف عنها كان وليد البحوث المتقدمة في علوم الحياة والكيمياء، وهو ما لم يكن متوافراً في ذلك الوقت.
إن اعتماد الإنسان، بدرجة كبيرة، على حاسة الإبصار في إدراك ما يدور حوله من تفاعلات وأحداث جعله يتأخر كثيراً في التحقق من طبيعة هذه الحروب وكشف خباياها.

خبر . . . وعلى الصعيد الإسرائيلي طور جيش الاحتلال سلاحا جديدا كريه الرائحة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين أطلق عليه اسم قنبلة الظربان. وتحتوي القنبلة على نسخة اصطناعية من المركبات المسببة للرائحة الكريهة التي يطلقها حيوان الظربان لإبعاد الحيوانات المفترسة عنه.
وأجرى علماء من إدارة تطوير الأسلحة والبنية الأساسية في إسرائيل تجارب على المادة الكيميائية التي يفرزها الظربان، وطوروا منها سائلا يمكن لقطرات قليلة منه ان تصدر رائحة لا يمكن لأي شخص احتمالها.
وأضاف المسؤولون أن القنبلة الجديدة التي لم تستخدم بعد تطلق سحابة غاز رائحتها كريهة للغاية بينت الاختبارات أنها تعلق بالملابس لمدة خمس سنوات.

وليس من المعتقد أن الظربان مهدد بخطر الانقراض من بيئته الطبيعية في الوقت الحاضر ، ورغم أنه مازال هناك الكثير من الحقائق المجهولة عن حياة ذلك الحيوان فإنه تبقى حقيقة واحدة ثابتة هي أن الظربان هو أحد الأنواع التي خلقها الله لتقوم بدور معين في النظام البيئي وفي حفظ توازنه ومن ثم المحافظة على استمرار الحياة على كوكب الأرض .


قلت
يكثر هذا الحيوان في جبال ينبع النخل وقد شوهد في أماكن ومواضع متعددة ، هناك يعرفه أهل الخبرة والدراية بشئون المناحل الجبلية معرفة تامة ، مما يذكر أنه يستطيع أن يجر الصخرة الكبيرة ويزيحها من مكانها بسهوله – تحريكاً لا رفعاً - وتتجمع مع بعضها و تتساعد على تحريك الصخور بحثاً عن عسل النحل !! .
يكاد يجهله كثير من الناس لصعوبة رؤيته واستحالت تصويره ومن شاهدة كان بغلس في أعالي الجبال ، يبدو الظربان المصور نفق وصادف أن وقع فيه أولئك فصوروه ، لا يهم المكان أين؟ ما يهم أن صخور الجبال كانت بادية في التصوير تعطي تأكيداً. استغل العامة فرصتهم فنسجوا وسبحوا في رواياتهم وتنبؤاتهم وقالوا هي السعلاه وأين السعلاة وهو الظربان ؟ لا أعتقد أنه كانت معه كما قيل أنثاه فهربت! ما اعتقده أن ما بدى في الصورة ظـُـن أنه آله الذكر فسبّـب اختلاق تلك المقولة!! بلا جزم.


بقي كلمة شكر. . . كل الشكر بما تحمله معانيها لأخي سلطان الأحمدي - من الفـِقـرة - على كل ما بذله ويبذله ، جمع بعض المعلومات أعد الصور جهـّز بحث وعـدّل . شكراً سلطان معها بطاقة دعوة للتسجيل معنا في المنتدى لنستفيد.

شكراً لكل من تابع هذا الموضوع شكراً لمن تداخل : المعلم ، مديسيس ، عيد سعيد ، كل التقدير لكم ولجميع الإخوان



خاتمة
قال تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين)


،،،