صالح العبدالرحمن التويجري
عجيب امر بنوكنا وشفافية معتمة في التعامل مع العميل وقصتي كالآتي: احتجت لمبلغ بسيط لأكمل به قيمة مسكن اشتريته لاثنين من الابناء ذهبت الى احد البنوك فرع الربوة كعميل وبعد السلام والتحية مع الشخص المختص بقسم العملاء وكان رجلاً مهذباً في تعامله مع زواره شرحت له مطلوبي اخذ مني بطاقة الصراف وبضربات بسيطة على البورد افاد بأن لي الحق في سلفة تعادل ثلاثة رواتب ولي الحق في قرض لايقل عن المائتي الف ريال وانني سأنقل من فئة الى فئة واستحق بطاقة المبارك الائتمانية فقلت في نفسي تلك السلفة ستحل الاشكال وتكفي وسأؤجل القرض الى حينه وبنفس الوقت استدعى لي المختص بقسم القروض الذي وعدني بالرد خلال ايام بسيطة على طلبي وحيث انه لم يتصل بي كما وعد زرت البنك مرة ثانية لاستطلع النتيجة دخلت على المختص بالقروض فطلب بطاقة الاحوال وبضربات بسيطة على البورد اتصل بعدها بآخر وبوشوشة بينهما انتهت الى القول ان عمري في السبعين وان لا امكانية لاقراضك اجبت لا بأس ولكن السلفة من حقي اجاب وكذلك ولكن سنرفع المعاملة الى الادارة وغداً او بعد غد نكلمك مضى يومان دون ان اتلقى مكالمة راجعت القسم مرى اخرى فقام الموظف بمحادثة مع زميله المجاور لا اسمع اكثرها انتهت بالقول لم ترد الادارة (ولو ارادوا الجواب لأخذوه بالهاتف) ولكن في الامر سرا واسرار وخرجت محبطاً لما سمعت وعند الباب لوحة تقول (عرض خاص للمتقاعدين لفترة محدودة) وقفت عندها ملياً اتفهم كلماتها فتملكني العجب والاستغراب مما كتب ومما سمعته من المختص لوجود التناقضات وعن هذه المناورة اقول: لماذا هذا التعامل مع العملاء وخاصة المميزين وان كانوا متقاعدين والذي فهمته ان البنك ليس لديه الشجاعة لتنفيذ اعلانه للمتقاعدين وقد يكون وضع هذه اللوحة للتورية والتطبيل فقط لأنه ليس بإمكانه صرف سلفة او اعطاء قرض للمتقاعد خوفاً من وفاته غداً او بعد غد ونسوا ان الاعمار بيد الله وان الاجل مكتوب على جبين كل انسان وهو في بطن امه فكم من الاموات لم يبلغوا الرشد وكم من الاموات لم يصلوا سن التقاعد وكم من المتقاعدين الذين مد الله بأعمارهم سنين مديدة حتى أحيل بعض ابنائهم الى التقاعد والله هو اكرم الاكرمين وهنا اسأل اين مؤسسة النقد عن هذه التصرفات واين مؤسسة التقاعد ايضاً عن هذا التعامل مع منسوبيها الامر الثاني اعتب على مسؤولي البنك انهاء بعض اعمالهم بالوشوشة حتى مع العميل مثلي وكأن واحدهم يخجل من ان يسمعه الاخرون مع العلم ان الامر حق من حقوق العميل وهناك انظمة بنكية يسير بموجبها التعامل فأين الشفافية الامر الذي قد يدفعني الى ان انقل راتبي التقاعدي من هذا البنك الى اخر يعطي التسهيلات اللازمة بكل سرور وكثير من المتقاعدين فعلوا ذلك فخسر هذا البنك وامثاله عملاء ممتازين كما يسمونهم فهلا انتبه البنك وحسن من تعامله مع تلك الفئة التي هي احوج من غيرها لحسن التعامل وبدلاً من ان يسببوا للمتقاعدين الاحباط كان من الواجب ان يمنحوهم الامل في الحياة الامل في العطاء لا ان يعاملوهم وكأنهم في عداد الاموات غداً. اخيراً ومن اجل مصلحة المتقاعدين وبث روح الامل والسعادة في نفوسهم وحمايتهم من استغلال البنوك لهم اقترح على الجمعية الوطنية للمتقاعدين وعلى رأسها الدكتور الانصاري السعى الى انشاء بنك للمتقاعدين له فروع في كل مناطق المملكة يساهم فيه المتقاعدون فقط وتلزم مؤسسة التقاعد بتحويل رواتب المتقاعدين عليها وتبلغ نحو 1960 مليون ريال شهرياً اي 23520 مليون في العام الواحد يضاف اليها ايداعات ايضاً مما سيدر ارباحاً هائلة ومن خلال هذا البنك يحصل المتقاعدون على القروض الميسرة جداً دون ذكر شبح الموت عند الاقراض كما تفعل البنوك وان تخصص ارباح الحسابات الجارية لذوي المعاشات المتدنية اتمنى ان تجد هذه الفكرة قبولاً من الجمعية الوطنية للمتقاعدين بل اجزم بذلك.
المفضلات