أن تحوز المركز الأول في مسابقة ينوف عدد المشاركين فيها على ألف وستمائة متسابق فذلك إنجاز يصل إلى حد الإعجاز .. وأن تسجل كبطل لأول تسنيدة تعيد تاريخ الآباء والأجداد فذلك بلا شك يفتح لك أبواب التاريخ ويسجل اسمك بمداد من ذهب .. وهذا ما حدث لبطلنا عطية الله حماد الحبيشي بطل أول تسنيدة تقام في محافظة ينبع وتتبناها إدارة التربية والتعليم .. ومن هنا كان لزاما علينا في هذا المنتدى أن نبحث عنه وأن نلتقيه وأن نقدم لكم ما يحمله من انطباعات وما يختزنه من ذكريات


الاسم عطية الله حماد محمد الحبيشي
العمر 24 عاما
طالب في الصف الثالث ثانوي ليلي بثانوية الملك عبد العزيز
أعزب
شاركت في التسنيدة أنا ووالدي وأخي محمد

وأين وصل والدك وأخوك ؟
والدي وصل إلى المحطة الثالثة ( العقدة ) وكان باستطاعته أن يصل إلى النهاية لولا خوف أخي الكبير عليه وإجباره على إنهاء السباق .. أما أخي محمد فقد وصل إلى النهاية

هل كنتم مع بعض ؟
أنا كنت لوحدي أما والدي وأخي فكانا معا

وكيف كانت استعداداتك للتسنيدة ؟
تقصد الاستعدادات التي سبقت التسنيدة .. هي استعدادات عادية جدا فأنا بطبيعتي رياضي وأمارس لعبة كرة القدم .. ولكنني قبل التسنيدة بثلاثة أيام قمت بثلاثة مشاوير
في اليوم الأول مشيت من مخطط المنح إلى منزلنا بجوار جامع صلاح الدين
وفي اليوم الثاني مشيت من منتجع آراك حتى البيت
وفي اليوم الثالث مشيت من مركز كيلو 18 طريق أملج إلى البيت
وفي اليوم الرابع التسنيدة

وأثناء التسنيدة كيف كانت خطتك ؟
أولا توكلت على الله الكريم وتزودت بالعزم والتصميم ، ثم استمعت إلى تعليمات المنظمين وعزمت على الانطلاق لوحدي والتخفف من كل ما يشغلني من زوادة أو زاد أو ماء أو عصير أو غير ذلك ولم أحمل معي أي شئ سوى علم المملكة العربية السعودية الذي توشحت به ولم ألتزم بالسير مع أحد حتى لا يشغلني .. حتى والدي أوصيت به أخي وبدأت باسم الله على وتيرة واحدة لم تختلف من البداية حتى النهاية



وهل كنت تتوقع أنك ستفوز ؟
لم يكن يشغلني المركز الأول بالتحديد بل كان كل هدفي أن أقطع المسافة في أقصر وقت ممكن ولكن في قرارة نفسي كان يراودني شعور أن لكل مجتهد نصيب وأنني طالما التزمت بشروط السباق ولم أتوانى أو أتكاسل فإنني سأكون من الأوائل .

وهل تغير هذا الشعور خلال مراحل السباق ؟
نعم تغير عندما رأيت بعض المتسابقين يمارسون عملية الجري وقد تجاوزوني بكثير فتطرق الشك إلى نفسي بأنهم سيعتبرون فائزين وبخاصة أن الحكام لم يمنعوهم من الجري مكتفين بالتعليمات التي اصدروها في البداية .. ولكن الحمد لله أن الحكام قد تنبهوا لذلك ورصدوا كل هذه التجاوزات واستبعدوهم من السباق .

كيف عرفت أنهم استبعدوا من السباق ؟
عرفت عندما وصلت خط النهاية كان هناك الكثير من المتسابقين قد وصلوا قبلي وهذا ما جعلني أستبعد عملية فوزي ولكن عندما أعلنت النتيجة ونادوا علي عرفت أن الذين سبقوني قد استبعدوا جميعا

هل لاحظت تجاوزات من المتسابقين خلاف الجري ؟
نعم لا حظت أن بعض المتسابقين وقفت لهم سيارات ( جيوب) في منطقة العقدة وركبوا فيها حتى تجاوزوا منطقة العقدة .

وهل لاحظ الحكام ذلك أم لا ؟
والله أتوقع أن الحكام لاحظوا ذلك واستبعدوهم فعلا .. ولكن ما لم يلاحظه الحكام أن بعض المتسابقين قد قاموا باستبدال الفنايل وهذه لابد من الانتباه لها جيدا في المرات القادمة

كيف استبدلوا الفنايل ؟ وما الضرر في هذا ؟
بعض المتسابقين يتوقف عند المحطة الثانية أو الثالثة فيقوم بخلع فانلته وتسليمها لمتسابق آخر يقوم بارتدائها فوق فانلته .. ويرتكب ما يحلو له من المخالفات بالرقم الجديد ( يجري ـ يركب ـــ ) ثم بعد ذلك يخلع الفانلة وتظهر الفانلة التي تحتها خالية من أي مخالفات مسجلة

ما أصعب مرحلة مرت عليك في السباق ؟
أصعب مرحلة هي منطقة العقدة وأعتقد بل أجزم أن هذا ليس هو المسار الحقيقي للمسندين إلى ينبع النخل قديما

وما الذي جعلك تعتقد بذلك ؟
المسندين لديهم الخيار باختيار الطريق الأسهل ولا يمكن أن يختاروا هذا الطريق وهو كالأمواج المتلاطمة من الرمال كلما وضعت قدمك غاصت إلى القاع وإذا رفعتها غاصت الأخرى

وكيف استطعت اجتيازها دون أن تؤثر عليك ؟
والله أثرت علي كثيرا وأخرتني .. ولكنني اكتشفت أن الحل يكمن في التخلص من الحذاء وفعلا تخلصت منه واستطعت السير بشكل أفضل

وحملت الحذاء معك ؟
لا لم أحمله ـ رميته فأنا لا أريد أي حمل زيادة .. ولكن بعد أن تجاوزت العقدة أحسست بالألم بسبب الأرض الخشنة ووطئي لبعض الحجارة الصغيرة ولكني ولله الحمد وجدت حذاء ( زنوبة ) على الطريق وكأنها وضعت لي فأارتديتها وأكملت بها السباق

هل مرت عليك بعض المواقف في مراحل السباق تستحق الذكر ؟
الموقف الذي يستحق الذكر فعلا .. أنني شعرت بالتعب في مرحلة العفدة وكان بجانبي متسابق شاب يمشي ويقرأ في كتاب صغير يحمله فقلت له : التعب شديد فقال لي : ( فكر في الإنجاز تنسى التعب ) وكانت هذه العبارة هي الدافع الذي جعلني أواصل بنفس الهمة والنشاط

أما الموقف الآخر فكان لمتسابق مصري أشغلني بكثرة أسئلته وكنت كلما هممت بتجاوزه يوجه لي سؤالا ما اسم هذه المنطقة ؟ وكيف كان الناس يقطعونها على أرجلهم ؟ وأين هي نقطة نهاية السباق ؟ ولا حظت أنني كلما أجبت على اسئلته كلما تأخرت كثيرا عن المعتاد .. ولكنه تركني عندما اشرت له على أحد الأبراج وقلت له النهاية هناك



هل توقفت في محطات الاستراحة ؟
لم أتوقف مطلقا وإنما استلم الكرت وأمضي في طريقي

ومتى وصلت إلى نقطة النهاية
وصلت الساعة الحادية عشرة والنصف .. وكان هناك كثير قبلي كما قلت لك ولكنهم استبعدوا لتجاوزات في قوانين السباق

ومتى عرفت بأنك فائز ؟
لم أعرف إلا من مذيع الحفل .. وكنت في هذه الأثناء أبحث عمن يوصلني

صف لنا شعورك عندما سمعت بأنك الفائز الأول
الحقيقة فرحت كثيرا .. وزاد إعجابي بالمنظمين الذين استطاعوا أن يرصدوا كل التجاوزات ويستبعدوا المخالفين وهم كثير كما رأيتهم حين وصولي .

وما الجوائز التي حصلت عليها ؟
مبلغ خمسة آلاف ريال وسيف ومجلاد تمر وبطاقة مقعد طالبة بمدارس الشرق الأهلية وفي اليوم التالي استدعاني مدير ثانوية الوليد بن عبد الملك وكرمني تكريما خاصا في مقر الثانوية حيث سلمني مسجلا ودعوة على العشاء لشخصين في مطعم صن ست

سمعنا أنك تركت مجلاد التمر ؟
نعم تركته لأنني لا أعرف مجلاد التمر وأول مرة اسمع به ، وقد سلموني مع الجوائز زنبيلا تراثيا فكنت أعتقد أنه هو المجلاد .. ولكني في اليوم التالي راجعت إدارة التعليم ووجدتهم محتفظين لي بالمجلاد فاستلمته

لمن تهدي هذا الفوز ؟
كثير هم الذين يستحقون أن أهدي لهم هذا الفوز ويأتي في مقدمتهم والدي ووالدتي وأسأل الله أن يطيل في عمريهما .. ثم أهديه إلى صاحب فكرة التسنيدة سعادة مدير التربية والتعليم الأستاذ عبد الرحيم الزلباني .. وإلى مديري مدير ثانوية الملك عبد العزيز الأستاذ الفاضل محمد عويد الرفاعي وإلى معلمي الكرام

هل تنوي المشاركة في التسنيدة مرة أخرى ؟
نعم إن شاء الله سوف أشارك وأتمنى أن يقام هذا السباق في كل عام

هل وجهت لك دعوات للتكريم ؟
لم توجه لي إلا دعوة واحدة من مدير ثانوية الوليد بن عبد الملك الأستاذ الفاضل أحمد الطباخ ويسرني عبر هذا المنتدى العامر أن أقدم له ولجميع معلمي المدرسة خالص الشكر والتقدير

هل من كلمة أخيرة ؟
الكلمة الأخيرة هي توجيه الشكر لك ولجميع مشرفي وأعضاء المجالس الينبعاوية الذين غطوا الحدث بالكلمة والصورة كأحسن ما تكون التغطية وكانت تغطيتهم جائزة أخرى تضاف إلى الجوائز التي حصلت عليها