مقتل 5 معلمات وسائقهن بالقرب من ينبع
استخدمت المناشير لإخراج الجثامين


ينبع: أحمد الأنصاري
لقيت خمس معلمات سعوديات مصرعهن صباح امس جراء حادث مروري شنيع على طريق الفقعلي ـ العيص أثناء ذهابهن الى مكان عملهن في مدرسة القرافة المتوسطة للبنات بقرية العيص ـ 150 كيلو متر من ينبع.وأكد العميد حمد العوفي مدير شرطة ينبع لـ«الشرق الاوسط» إن سائق سيارة المدرسات ـ باكستاني الجنسية ـ ارتطمت سيارته «صالون جي أم سي» بشاحنة كبيرة قادمة من الطريق المعاكس، ما ادى الى وفاة المعلمات والسائق ونجاة سائق الشاحنة.
وكانت أنباء الحادث الذي وقع عند مفرق «رخو» على بعد 85 كيلومترا من مدينة ينبع قد أثارت هلعا في المنطقة، حيث طفق أولياء امور الطالبات اللاتي يدرسن في القرى المجاورة الاتصال ببناتهم للاطمئنان عليهم عقب ورود خبر الحادث، وزاد الامر سوءا عدم وجود شبكة للاتصالات في بعض تلك القرى.
من جانبه أوضح العقيد زهير سبيه مدير الدفاع المدني في ينبع لـ«الشرق الأوسط» ان فرقتين من الدفاع المدني من ينبع النخل والعيص تحركتا الى مكان الحادث فور وصول البلاغ، وساندتهم فرقة ثالثة من ينبع، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف.
وقال زهير فور الوصول كانت إحدى المعلمات لا تزال على قيد الحياة، لكنها توفيت بعد نقلها إلى مركز صحي، مفيدا أنه واجهتهم مشكلة في إخراج الجثث بسبب إنغراس السيارة الأميركية تحت الشاحنة مما اضطر فرق الإنقاذ إلى استخدام المناشير الكهربائية.
وكانت السعودية قد شهدت العديد من حوادث السير التي راح ضحيتها معلمات يعملن في مدارس بعيدة عن اماكن سكنهن. وكشفت دراسة مرورية سعودية متعلقة بحوادث المعلمات كشفت ان منطقة الرياض تشهد أعلى نسبة من حوادث نقل المعلمات حيث بلغت 17.5 في المائة تلتها منطقة عسير في المرتبة الثانية بنسبة 14.2 في المائة ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 13.3 في المائة والباحة بنسبة 7.2 في المائة والمنطقة الشرقية بنسبة 3.3 في المائة، واخيرا جاءت منطقة حائل في آخر القائمة بنسبة 2.5 في المائة.
وقالت الدراسة «إن كثرة الحوادث المرورية لنقل المعلمات في منطقة الرياض تعود الى طول رحلات العمل اليومية للعاملات في التعليم خارج العاصمة، حيث يبلغ مجموع اطوال الرحلات اليومية التي يقوم بها ما يقارب من 561 معلمة الى خارج الرياض 59.8 ألف كيلو متر يوميا، ومتوسط المسافة المقطوعة للرحلة المفردة للمعلمة يوميا 106.6 كيلومتر». بينما اعادت الدراسة كثرة حوادث معلمات منطقة عسير إلى طبيعتها الجبلية الوعرة وطول رحلات العمل اليومية.
وتصدرت السرعة الزائدة الأسباب الرئيسية لحوادث نقل المعلمات وفقا للدراسة بنسبة 32.1 في المائة، يليها انفجار الإطارات بنسبة 22.6 في المائة، في حين شكل عدم انتباه السائق نسبة 9.4 في المائة.
يذكر ان سيناريو حوادث المعلمات ما زال مستمراً بسبب تعيينهن خارج مناطقهن وكان اخر هذه الحوادث الذي وقع الاسبوع المنصرم على الطريق الساحلي (جدة، نجران) وأسفر عن مصرع شخصين وإصابة 15 معلمة في طريقهن إلى العمل في منطقة يلملم 50 كيلو مترا، ووقع التصادم بين سيارتين الأولى من نوع هايلكس، يقودها سائق كبير في السن والأخرى من نوع ميكروباص تويوتا كان يقل المعلمات المتجهات إلى مدارسهن التابعة لمنطقة الليث التعليمية.